تعتبر مشكلة الطفل
العصبي والمشاغب من المشكلات التي تقابل الكثير من الأمهات، وتظهر مشكلة العناد
واضحة في سن مابين الثانية والرابعة من العمر، وهو يتأثر بالبيئة المحيطة به وطريقة التعامل معه من والديه، وقد تظهر عندما يبدأ الطفل بكلمة (لا)
إلي أن تصل إالي مرحلة الصراع بين رغبات
الأم ورغبات الطفل، إلي أن تصل للذورة وهو في سن الخامسة، وبالطبع ان عملية تأديب الطفل ليست بالأمر الهين، بل هي عملية مستمرة وتحتاج الي صبر وهدوء ومناقشة الطفل مناقشة منطيقة ليدرك خطأه.
الحلول الفعالة للتعامل مع الطفل العصبي والمشاغب
ماهو العدوان؟
يقصد بكلمة العدوان هو سلوك لإيذاء الغير عن عمد، ويأخذ عدة أشكال مثل الضرب والركل أي إستخدام القوة (الغير مقبولة) لإحداث الضرر للغير، ويتسم الطفل العدواني بإنه طفل غير سعيد يرفض التدليل، وقد يتجه لذلك السلوك بسبب مشاكل منزلية مثل التفرقة بين الأبناء، أوكنتيجة لإهتمام بطفل وتدليله عن أخوته، أومعاملته بقسوة وحزم وحرمانه من إحتياجاته، وهو يتخذ سلوك العدوان والعنف والتخريب في المنزل كتعبير عن غضبه من التفرقة بينه وبين أخيه، وهناك مواقف تثير غضب وعدوان الطفل نذكر منها:
1- النزاع علي ملكية شيء أو حق من حقوق الطفل.
2- تمسك الطفل في حق التفوق علي الأطفال الآخرين.
3- الإختلاف بسبب عدم تنظيم رغبات الأطفال والأدوار التي يقومون بها.
4- التمسك بإبعاد الطفل عن اللعب مع زملائه.
متي يبدأ الطفل في العدوان؟
يبدأ الطفل في العدوان
الجسدي واللفظي مثل قذف الأشخاص بأي لعبة أمامه أو العض كما يمكن أن يستخدم بعض
الألفاظ المهينة والصراخ، ومن الممكن أن يتخذ الطفل وسيلة أكثر لجذب الإنتباه له
مثل تكسير بعض الأشياء أو إيذاء نفسه، وفي تلك المرحلة يجب تحلي الأم أو الوالدين
بالصبر والحكمة في معاملة الطفل وتوجيهه بالتمرين والتعلم والتشجيع علي ردود الفعل
الصحيحة، ولا بد أن يضع الوالدين في اعتبارهم أن وسائل العنف والضرب والصراخ في
الطفل، وكثرة الأوامر تؤدي إلي نتيجة عكسية مع الطفل، فلا بد من أن يتعلم الأبوبين
التجاهل قليلاُ لبعض السلوكيات الصغيرة، حتي لا نساعد في غرس بذور العصبية والعناد
لدي الطفل، ويجب علي الأم أن تدرس شخصية الطفل ومعرفة ماهي الدوافع التي تجعل الطفل في حالة من العصبية والعناد،
مع إحتفاظها بالهدوء والصبر عند التعامل مع الطفل.
وعادةً مايتصف الطفل العدواني إنه غير سعيد وقليل الإنجاز، وكثيراً مايرفض المداعبة والتدليل، ويرجع ذلك للتأثير سلوك الوالدين مع الطفل او التفرقة بين أطفالهم بحيث يعبر الطفل عن إستيائه من تلك التفرقة بعدوانه علي المحيطين به أوعلي أخوته.
لماذا يقوم الطفل بالمشاغبة والعدوان:
قد يبدو طفلك باظهار بعض السلوكيات الغير لائقة امام ضيوفك او الاهل، وقبل ان نتحدث عن دور الابوين والمدرسة في تعديل سلوك الطفل او كيفية معاملة الطفل، لابد من معرفة الاسباب التي تكمن وراء سلوك الطفل المشاغب والعصبي، والتي تتحدد في النقاط التالية:
1- عوامل ترجع للوالدين والمدرسة:
- اتخاذ الوالدين اساليب عقاب غاية في القسوة علي الطفل.
- قد يكون الطفل جائع او بحاجة الي النوم، ولا يستطيع التعبير عن رغبته.
- مقارنة الوالدين بين الطفل واخيه، او تفضيل اخ عنه.
- افتقاد الطفل للحب والحنان من الوالدين.
- معاملة الطفل السيئة من قبل احد المعلمين بالمدرسة.
- مشاهدة الطفل لافلام الكرتون العنيفة، او الافلام التي بها مشاهدات عنيفة.
- من الممكن ان يكون السبب وراء شغب الطفل وعصبيته هو منع الوالدين لخروج الطفل، فيقوم الطفل باخراج الطاقة الداخلية عن طريق اللعب والشغب.
- محاولة الطفل للفت الانتباه عن طريق اللعب والشغب امام الضيوف لاضحاكهم.
- مشاعر الغيرة من اخ له، ومحاولة الطفل لكسب الانتباه له.
- حب الاستطلاع والاستكشاف لدي الطفل مثل محاولته سكب الماء علي الارض.
- مشاعر الإحباط نحو تحصيله الدراسي، وتفوق أقرانه في دراستهم، بحيث يشعر الطفل بإنه أقل ذكاءً منهم.
- الطفل الذي يشعر بعدم الرضا عن مظهره الخارجي، ويشعر بالدونية والنقص وعدم تقبل الذات، ويتوقع الفشل في مواجهة المواقف الجديدة حيث يشعر بالهزيمة من الداخل، ويحاول حماية نفسه من الإحباط ومشاعر القلق والخوف بالعدوان علي الآخرين والحقد عليهم، وتعمل مشاعر العدوانية لديه لخفض القلق والخوف الناتج من الإحباط.
- التدليل الزائد للطفل الذي يزيد من أنانية الطفل، ويلجأ إلي الصراخ والعصبية لتلبية رغباته.
- محاولة سيطرة الأخ الأكبر وإستحواذه علي ممتلكات أخيه الصغير.
- محاولة الولد الأكبر فرض سيطرته علي أخيه والاستحواذ علي ممتلكاته.
2-عوامل ترجع إلي شخصية الطفل:
- ترجع بعض العوامل إلي رغبة الطفل للحصول علي ممنوعات يصعب تحقيقها، مثل كبت رغبات الطفل لاستكشاف فك وتركيب ألعابه والتركيب لاكتساب خبرات جديدة يؤدي إلي العدوان عند الطفل لحاجته لتفريغ طاقته المكبوتة.
- الصراعات المكبوتة داخل الطفل.
- إفتقاده للشعور بالأمان.
- فقدان الطفل لمشاعر الحب من الوالدين، وتظهر بعض الأعراض للعدوان علي الذات (العدوان علي الذات) مثل قضم الاظافر، التعرض عمداً لبعض الجروح.
- مشاهدة بعض أفلام الكرتون التي تحتوي علي مشاهد عنيفة.
أعراض العصبية لدي الطفل:
تختلف أعراض العصبية عند الطفل والآخر، وعلي حسب سن الطفل، وكيفية التعبير عن العصبية، والأسباب التي أدت إلي العصبية، ويمكن معرفة بعض الأعراض من:
- مص الطفل لأصابعه.
- هز الرجلين بسرعة.
- قضم الأظافر.
- صراخ الطفل وبكائه بصوت عالي لتلبية رغباته.
- مشاحنات ومشاجرات مع أخوته.
- تعمد تخريب أشياء بالمنزل.
دور الأبوين تجاه الطفل العصبي و المشاغب
- ويجب علي الأبوين أن يهتموا بنمو مشاعر الطفل وأن يبتعد عن مشاهدة الأفلام التي تعرض بعض مشاهد العنف، او البعد عن الالعاب التي تشجع علي العنف، وأن يتعلم الطفل كيفية التصرف في المواقف غير الجيدة، وكيفية السيطرة علي غضبه ومساعدته للرجوع إلي الهدوء والاسترخاء عن طريق مثلا استخدام الألوان أو الاستماع لموسيقي هادئة، أو أن يمارس رياضة تساعده علي التنفيس عن غضبه.
مقالات ذات صلة:
- وتشجيع الطفل بالمدح والكلمات الإطراء دون المبالغة في ذلك، او معاقبة الطفل علي خطأه بطريقة تتناسب مع شخصيته مثل حرمانه من شيئ يحبه، ومن المهم شعور الطفل بالأمان وعدم ترهيبه، وكثيرا مايجد الآباء ان اطفالهم يرفضون الاستماع اليهم بهدف الهروب من العقاب، فعندئذ يجب ان يستمع الاطفال لعبارات مثل "انا المسؤول هنا" ولاتعطي الطفل فرصة للهروب منك.
- ومن المهم أيضا ان نستمع إلي الطفل والتحدث معه في حوار إيجابي لمعرفة رغباته ومساعدته في التعبير عن احتياجاته وتشجيعه علي السلوك الايجابي بمكافأة يحبها الطفل، ويفضل عند التحدث مع الطفل العصبي والمشاغب ان تنظر الي وجهه وان تنزل في مستوي جسمه حتي لايشعر بالخوف والرهبة، ويكون صوت الأم او الأب معتدل بحيث لايكون مرتفع مزعج يزيد من رهبة الطفل، او نبرة ضعيفة يجعله يستهين بالمحادثة معك.
- وعلي الآباء التذكر بانهم قدوة للطفل، حيث يبدأ الطفل في تقليد سلوك الأب والأم منذ نعومة اظافره، فهو يقوم بتخزين كل مايراه في عقله، ويظهره في شكل سلوك في موقف معين، فمن الممكن أن تكون عصبيته بسبب عدم استطاعته في التعبير عن رغباته وميوله بطريقة مناسبة، وفي النهاية إذا لم يصل الوالدين إلي السبب محدد وواضح لعصبية الطفل فيجب عرض الطفل للطبيب المختص لمعرفة اذا هناك سبب مرضي لعصبية الطفل، أو للتأكد من خلوالطفل من الأمراض النفسية.
- ومحاولة تنظيم وقت الطفل مثل أوقات النوم ووقت التنزه وأوقات الوجبات الغذائية، والمتابعة الطبية والإستفادة من الإستشارات الطبية، والإهتمام بإعطاء وقت كافي للترفيه والرحلات، وعدم تكليف الطفل بواجبات منزلية مرهقة.
- تخفيف الضغوط النفسية علي الطفل، وإدماج الطفل مع أطفال من نفس سنه في النوادي الإجتماعية، ومساعدة الطفل في التحكم في المشاعر العدوانية بحيث نجد وسيلة لتفريغ لتلك المشاعر دون تراكمها من خلال الألعاب المختلفة، مع مراقبة الطفل وتوجيه عند ظهور المشاعر العدوانية والعصبية، وترسيخ القيم الإجتماعية والدينية التي توجه التخلص من المشاعر السلبية والعصبية والمشاغبة بحيث ينعكس علي سلوكهم في المستقبل.
- وملخص تهذيب الطفل وتقويمه:
- عدم تدخل الأهل في كل كبيرة وصغيرة حتي لا يصبح أكثر حساسية.
- إشباع حاجات الطفل.
- حرص الوالدين علي التعامل مع الطفل بهدوء، لإنهم قدوة له.
- توفير جو أسري مليء بالحب والتعاون والتفاهم بين أفراد الأسرة.
- عدم الإفراط في تدليل الطفل.
- تجنب الطفل مشاهدة أشكال العنف.
- مساعدة الطفل في التعبير عن نفسه.
- تجنب أسلوب السخرية والإستهزاء للطفل.