مشكلة التنمر لدي الأطفال في المدرسة وطرق حلها

تعتبر ظاهرة التنمر ظاهرة قديمة وتوجد في كل المجتمعات، وقد بدأ الإهتمام بتلك الظاهرة، وخاصة بعد إنتشارها في جميع أنحاء العالم، لأنها تبدأ من المنزل ثم المدرسة ثم العمل إلي أن تطال كل المجتمعات، ولاشك أن التنمر مقترن بالعنف وتلك هي المشكلة مع زيادة جرائم العنف داخل المؤسسات والوحدات الإجتماعية بل وأصبح ممارسة التنمر في كل مراحل العمرية المختلفة، وسوف نلقي الضوء علي المرحلة المدرسية ومشكلة التنمر بين الأطفال.

         مشكلة التنمر لدي الأطفال في المدرسة وطرق حلها 

                                           
مشكلة التنمر لدي الأطفال في المدرسة وطرق حلها


ماهو التنمر؟    

للتنمر تعريفات عدة منها: البلطجة، العنف، الإستقواء، ويعرف التنمر بإنه سلوك عدواني غير مرغوب به في المجتمع، وينعكس علي شخص آخر بالضرر بهدف إكساب شخص ما السلطة والقوة، مستخدماً التنمر بالألقاب، والإساءات المكتوبة واللفظية، أو الإساءة الجسدية، أو بالتهديد بأشياء مرعبة، ويقوم الشخص بالتنمر علي شخص آخر من أجل لفت أنظار المحيطين به أو بدافع الغيرة منه عند تفوقه عليه في الدراسة، وقد يصل الأمر بالإحتكاك الجسدي كالضرب و الركل  والدفع، خاصة عندما يقوم الطفل بالتنمر علي زميله الأضعف منه بدنياً، كما يتضمن التنمر بنشر الإشاعات الكاذبة عن الآخريين.              

         أسباب التنمر:

                                            

                       1-    عومل إجتماعية: وتتلخص في بعض النقاط

- وتتمثل في كل الظروف المحيطة بالفرد سواء الأسرة أو المدرسة وأقرانه ووسائل الإعلام المختلفة، ونبدأ في مجال الأسرة حيث معاملة الآباء للطفل لها الأثر الهام في نفسيته وخاصة ممارسة العنف علي الأطفال، أو وجود مشاكل بين الوالدين مثل الطلاق.
-  شعور الطفل بالإهمال من الوالدين.
-  الظروف الأسرية و المعيشية الصعبة.
                                   - لديهم سلوك عدواني.

                                   - لديهم أصدقاء متنمرين.
                                    
                                 - لايميلون لإتباع أي قوانين في المدرسة.

                                  - التفكير السلبي تجاه زملائهم.
       

2-    أسباب مدرسية:

وتشمل ثقافة المدرسة والسياسة التربوية، والرفاق في المدرسة، دور المعلم وعلاقته بالطالب وأسلوبه في العقاب، فسياسة العقاب العنيف مع الطالب لن يقف عند حدود السمع والطاعة للطالب، فهو يحمل في طياته الكراهية والذي يمكن أن يصل إلي مرحلة التنمر المباشرة أو غير المباشرة.
-  معاملة المعلمين بالعنف مع الأطفال يولد سلوك العنف للطفل.
-   ثقافة المدرسة ودور المعلم وأسلوب العقاب الذي يتبعه المعلم مع الطالب.
-   انضمام الطفل لاقرانه المتنمرين بالمدرسة تجنباُ لتعرضه للتنمر.
-  النظام التربوي داخل المدرسة له التأثير الهام في تشكيل سلوك الطفل.
- عدم إدراك الطفل للأثر السئ علي ضحية التنمر.
-  محاولة الطفل لجذب إنتباه الآخرين.
- شعور الطفل بإنه ضعيف خاصة عند الضغط عليه بالواجبات المدرسية، فيحاول الطفل أن يبحث عن طرق للتنفيس عن نفسه، ولاثبات إنه قوي فيحاول أن يسيطر علي زملائه في المدرسة.
يمكنك قراءة: 

3-    أسباب خاصة من وجهة نظر المتنمر نفسه مثل:

-         ليس لديه أصدقاء يدافعون عنه.
-         ضعف علاماته الإختبارية في المدرسة.
-         تظاهر المتنمر بإنه شخص غني وقوي أوشخصية مهمة.
- ينقل معلومات عن أقرانه للمعلمين.
- غير منسجم مع زملائه.
- الفقر.
- لديه نقود كثيرة ينفقها بالمدرسة.
- لديه صلة قرابة لأحد المدرسين.
أشكال التنمر

-         التنمر الإجتماعي النفسي: 

بهدف احراج الطفل أمام زملائه.

-         التنمر اللفظي: 

مثل إلقاء بعض الألقاب والسخرية منه بطريقة غير لائقة.

-         التنمر البدني:

يشمل الضرب والصفع والركل.

                الإشارات التي تدل علي أن الطفل تعرض للتنمر

-         ضياع بعض المتعلقات الشخصية للطفل.
-         إتلاف ملابسه.
-         صمت الطفل ويغلب علي وجهه نظرات الخوف او التردد في الحديث.
-         خوفه من الذهاب إلي المدرسة.
- ظهور كدمات بالوجه والجسم.
-         فقدان شهية الطفل للطعام.
-         تعرض الطفل لنوبات من القلق والإكتئاب.
- تدني علامات الطفل وفقدان التركيز
- ضعف ثقة الطفل بنفسه.
مشكلة التنمر لدي الأطفال في المدرسة وطرق حلها


      ضحايا التنمر

يتسم أطفال وضحايا التنمر بالحساسية الشديدة، الخجل والهدوء، وغيابهم الكثير عن المدرسة، لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وإعطاء مصروفهم للمستقوين (الذين يقومون بالتنمر عليهم)، لا يحاولون الإنضمام إلي جماعة من الإصدقاء، كما يعاني من الإكتئاب والوحدة النفسية، وعدم تقدير الذات، وقد ينظر إليه زملائه بالمدرسة إلي إنه شخص مزعج وغير مرغوب به وسطهم، وتنتابه مشاعر بإنه يختلف عن زملائه بسبب لون بشرته أو هيئة جسمه، أو نوع الملابس التي يرتديها.

آثار التنمر علي الطفل

يميل الطفل الذي تعرض للتنمر إلي الوحدة والبعد عن الأصدقاء، وقد يستخدم بعض الكلمات اللفظية السيئة ويمارسها علي الأطفال الأضعف منه لتعويض عقدة النقص التي يعاني منها، هذا بالإضافة إلي تأخره في التحصيل الدراسي رغم توفر الإمكانيات التي تساعده، عدم القدرة علي إقامة علاقة صداقة قوية في المستقبل أو في الزواج، الشعور بالغضب والمرارة والضعف والإحباط ، وقد يفكر بالإنتحار نتيجة لإصابته بالإكتئاب.

                                                                معالجة التنمر
                     -         دور المعلم:
لابد من أن يفرض المعلم سيطرته علي الطلاب وفض المشاغبة، وطمأنة الطلاب الضحايا بأن هذه المشكلة ستحل، كما يجب الا يتعامل مع المتنمرين بأي سلوك عدواني أو عنيف.
-         ان يطمأن الطفل الضحية ويشعره بالأمان، ويحاول ان يقوم بتوعية تلاميذ الفصل عن التنمر وأضراره.
-         ان لم يفعل المعلم شيء لعلاج تلك المشكلة ، فهذا سيزيد الأمر سوء.
-         خاصة وأن المتنمر سيعاود الإنتقام من الضحية لانه بلغ المعلم عنه.
-      لذلك يجب أن يكون المعلم شخصية قوية وأن يعمل علي حل المشكلة، والا يتجاهلها، وان يعرض المتنمرين للاخصائيين الإجتماعين للعلاج، وان يجتمع مع أولياء أمور المتنمرين داخل المدرسة هذا بالاضافة إلي الاخصائي الاجتماعي الذي يقوم بمناقشة مشكلة التنمر.
-         ولابد من حماية الأطفال من التعرض للإيذاء داخل المدرسة .
-         بالاضافة إلي مراقبة سلوك الطلبة داخل المدرسة.

        -  الأسرة:

دور هام في معالجة الطفل ضحية التنمر، فيجب أولا التحدث معه عند الشعور بأن الطفل غير طبيعي، عن طريق القاء قصة عن طفل تعرض للتنمر ثم سؤال الطفل عن رأيه بالقصة، وهل شاهد مثل هذا السلوك بالمدرسة؟
ثم يبدأ الحديث مع الطفل ويجب إتاحة الفرصة للطفل للتحدث والإستماع الجيد له إلي النهاية، ولا نقوم بإلقاء اللوم علي الطفل بل نحاول ان نعرف كل المعلومات عن الموقف الذي تعرض له الطفل، وبان الوالد سوف يحل تلك المشكلة فوراُ مع إدراة المدرسة، ويتم إبلاغ إدارة المدرسة بالواقعة مع متابعة التطورات فيما بعد.
-         توعية الطفل عند تعرضه للتنمر بأن يبتعد عن الشخص المتنمر أو الذهاب للمعلم لطلب المساعدة.
-         تعليم الطفل بعض الفنون القتالية مثل الكونغ فو والكراتيه، مما يعزز ثقة الطفل بنفسه، وتكسبه بعض الفنون للدفاع عن النفس.
                                  


تعليقات