الفصام (الشيزوفرينيا) هو مرض نفسي مزمن يبدأ منذ وجود الجنين بالرحم، ومعني الفصام ليس الإزدواج في الشخصية بل هوإنفصال المريض عن الواقع مثله مثل الإنسان عندما يحلم فهو بعيد عن الواقع ولايستطيع تحديد إنه إذا كان يحلم أو إنه حقيقة، بالإضافة أنه يعاني من وجود هلاوس سمعية وبصرية، لذلك يؤثر ذلك الاضطراب علي تفكير المريض ومشاعره والنواحي العاطفية، مما يجعل المريض يجد صعوبة في أداء مهامه الحياتية واليومية، ومن الممكن يكون لدي الفصامي مشاكل نفسية آخري.
مرض الفصام، الأسباب، والأعراض، وأهمية العلاج الدوائي
مرض الفصام من الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان والتي تسبب له الكثير من المشاكل، من أهم تلك المشاكل هي التي تبعده عن التواصل مع أهله وأصدقائه ومجتمعه ويعيش في عالم آخر من العزلة والإنطواء ليستغرق في عالم مليئ بالخيال والإنفصال عن الواقع، و يتأثر مستوي أدائه في العمل والتعامل مع الآخرين ومستوي نظافته الشخصية، كما يتصف بسلوك مضطرب ويعيش في عالم مليئ بالهلاوس والضالالات، وأشار بعض علماء النفس أن مرضي الفصام هم أكثرعرضة للإجهاد وإعتماد علي الغيروليس لديهم أي مهارات معيشية، كما أن هناك إرتباط مرض الفصام بفقر المعيشة من حيث ظروف المسكن ورفاهيته الشخصية .
مسببات المرض
من أسباب الفصام عوامل بيئية وجينية منها:
علي الرغم أنه لايمكن تحديد سبب معين للإصابة بمرض الفصام، إلا يمكن القول بأن هناك أسباب عديدة منها تعاطي المخدرات، سوء التغذية أثناء الحمل، والأكثر خطراُ
علي مريض الفصام هو وجود قريب من الدرجة الأولي مصاب بالفصام، كما أن الصدمات
النفسية مثل فقدان أحد الوالدين في مرحلة الطفولة، وسوء المعاملة، من العوامل
الهامة التي تؤدي إلي الإصابة بمرض الفصام.
وعلي الرغم من أن هذا
المرض مزمن إلا إنه مع مرورالزمن ومع تحسن الظروف المناسبة يمكن أن يؤدي إلي تحسن
في صحة المريض مع ضرورة وجود العلاج المناسب والغذاء السليم والنوم الجيد،
بالاضافة إلي احتمال اصابة المريض بالاكتئاب عند اصابته بالمرض.
ومن الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بالفصام هو إدمان المخدرات والكحول الذي يسبب بالإصابة بمرض الذهان لدي الأشخاص المعرضين بالإصابة بمرض الفصام، هذا غير أن المواد المخدرة لا تسبب بالإصابة بالفصام لكنه مرتبط بشكل كبير بالإنتكاسة، حيث يهرب المريض بالفصام إلي تعاطي المخدرات والذي يضر بالعلاج.
ومن العوامل المسببة بالإصابة بمرض الفصام هو الضغط النفسي المتمثل في الحوادث المسببة للقلق، حيث يبدأ مرض الفصام بظهور بعض أعراض من الإنفعالات والقلق لدي المريض الذي يفقده التركيز في عمله، ويسبب مشاكل في علاقاته الإجتماعية.
وتلف الدماغ من أسباب الإصابة بالفصام، فأثبتت الفحصوات الدماغية الصورية الحديثة بالمقارنة مع الأشخاص الأسوياء بأن هناك إختلافات دماغية بين المصاب والشخص السوي.
أعراض المرض
التحدث بكلام لا نفهمه:
ولا علاقة له بالواقع الذي يعيشه المريض،
فمثلا عند سؤاله عن عمره فإنه سيجاوب إجابة مختلفة تماما.
سماع الهلاوس ورؤيتها:
فهو يسمع أصوات غير حقيقية، كما إنه يري
أشياء وأضواء لا يراها الآخرون.
الأوهام:
كما إنه يختلق قصة أو موقف غير صحيح، مثل
هناك أشخاص يراقبونه، أو يدعي أنه يستطيع الطيران.
الإنسحاب الإجتماعي:
عدم الرغبة في القيام بأي نشاط إجتماعي، حتي
عندما نناديه بإسمه لايعطي أي رد فعل ولاحتي بالنظر إلي من يتحدث عليه، وقد ينتج الإنسحاب الإجتماعي بسبب الخوف من أحد سيؤذيهم، او الشعور بفقدان المهارة الإجتماعية.
عدم إدراك المريض بمرضه:
عندما يصل المريض بالاوهام انها حقيقة
فعلية، فقد يفسر المريض مساعدته علي إنها محاولة للتحكم فيه، لذلك يرفض الدواء
خوفاً من إنه يكون ساماُ.
صعوبة في التركيز:
وقد تتأثرحالته العقلية في التذكر والتركيز، قدرته في التنظيم وأداء واجباته اليومية.
وهناك عدة فروقات لتقليل اعراض المرض:
-
الإناث المتزوجات أقل إصابة من الرجال كبار
السن.
-
التوجه الفوري في ملاحظة بداية المرض
للمستشفي أو العيادة النفسية قد يساهم في تقليل الاعراض.
-
ظهور أعراض المرض في العقد الرابع من العمر
خير من ظهوره في العقد الثاني أو الثالث من العمر.
بماذا يشعر مريض الفصام؟
- يشعر مريض الفصام بتشوش في أفكاره، ومشكلة في ترتيب أحداث يومه، ولا يستطيع تحديد ما يراه واقع أم وهم؟
- تفكيره غير منطقي، عدم القدرة علي تفسير الأحداث.
- قد يشعر أحياناً أن أحد حواسه لاتعمل، علي الرغم من إنها تعمل بشكل طبيعي.
- يبدو متبلد المشاعر.
- لا يمكنه القيام بنشاطين في وقت واحد.
- يتحدث ويرد علي الأفكار التي تراوده في عقله.
يمكنك قراءة:
هل يمكن أن يورث مرض الفصام للأبناء؟
نعم يمكن أن يورث المرض للأبناء وخاصة عند إصابة الأقارب
من الدرجة الأولي بذلك المرض، لكن تظهر الأعراض عادة عند تعرض المريض لضغوط نفسية
قوية مع وجود الإستعداد الوراثي.
هل يمكن الوقاية من مرض الفصام؟
نعم يمكن الوقاية من مرض الفصام من خلال تدعيم شخصية الطفل وتوجيه، ومساعدته في تحمل المسؤولية من خلال تقديم الحب والمساعدة التي تعمل علي نمو الشخصية، وعدم تعرض الأبناء لمواقف تسبب الإحباط أو الخوف والقلق أو التوتر بشكل عام، وتشجيع الأبناء علي التحدث عن مشاعرهم بكل ثقة وإرتياح.
العلاج
يجب أن يعرف أهل المريض بأن هذا المرض مزمن أي إنه قد يستمر طيلة الحياة، ولابد من أن يعتادوا علي
المعايشة مع ذلك المرض، وإن العلاج الدوائي هو الأساس العلاجي للمريض، كما إنه قد
يتعرض المريض لجلسات نفسية علاجية، ولن يتم شفاؤه إلا مع الاستمرار في الأخذ
بالأدوية، بالاضافة إلي أهمية الدعم الأسري للمريض ومساعدته، ومن الممكن ان يبقي
المريض بالمستشفي فترة ما للحفاظ علي سلامته، أو يعرض لجلسات علاجية بالصدمات
الكهربائية التي تعمل علي تحسن الحالة المزاجية للمريض وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن مريض الفصام يمكن أن تتحسن حالته بنسبة 80% في فترة معينة، وهي نسبة تتعدي نسبة علاج بعض الأمراض مثل مرض السرطان، ويجب علي المجتمع أن يتقبل المريض النفسي كأي مريض عضوي حيث يمكن المساهمة في علاج مريض الفصام بالإسراع إلي العيادات والمستشفيات النفسية وإنها لاتعد وصمة عار التي رسختها وسائل الإعلام من خلال الإفلام والتي تظهر المريض النفسي بصورة سلبية مبالغ فيها.
وهناك عدة عوامل تساعد في سرعة شفاء مريض الفصام منها:
- ذكاء المريض يساعد في سرعة الشفاء.
- البدانة الجسمية تساعد في سرعة الشفاء بصورة أكبر من النحافة.
- الشخصية المتزنة قبل الإصابة بالمرض من علامات سرعة الشفاء.
- العمر عند الإصابة بالمرض: كلما كانت الإصابة بمرض الفصام مبكرة كلما كانت نسبة الشفاء سريعة.
- حالة الأسرة بحيث إذا كانت الأسرة متماسكة ومستقرة كلما كان الشفاء سريع.
تاريخ العائلة: إذا كان مرض الفصام يعاني منه معظم أفراد الأسرة كانت نسبة الشفاء ضعيفة، والعكس صحيح.
إنتكاسة مريض الفصام
بعد التزام المريض بأخذ جرعات الدواء والاستمرار بالعلاج
لفترة ما، ويتحسن المريض ثم يتوقف عن متابعة العلاج، وبتوقف عن أخذ جرعات الدواء
يرجع المريض إلي بداية المرض ويؤدي إلي الإنتكاسة،
وهنا
تظهر عليه أعراض المرض:
-
الارهاق والتعب ، حتي وإن أخذ قسط كبير من
النوم.
-
يتصرف بغضب.
-
تظهر عليه علامات الحزن والتوتر.
-
ضعف التركيز.
هل يمكن لمريض الفصام أن يتزوج؟
في بادئ الأمر وعند ظهور أعراض الفصام، فقد يعاني المريض
بالإنسحاب الإجتماعي، لكن بعد وقت من العلاج يستطيع أن يتزوج والتعايش وإقامة
علاقة أسرية، ولكن من الممكن حدوث الإنتكاسة وظهور أعراض المرض مرة آخري في حالة
التوقف عن أخذ الدواء والاستمرار عليه.