مرحلة المراهقة هي
اصعب مرحلة في عمراولادنا، لانها اكثر اضطراباُ، حيث يري المراهق نفسه بإنه انسان
كبير صاحب قرار نفسه، ومع اصدقاء السوء يريد أن يجرب التدخين في البداية ثم يبدأ
في تجربة المخدرات والكحول من باب الفضول، مما يقع تحت طائلة الادمان، وتتفاقم المشكلة سريعاً مع انتشار انواع المخدرات الفتاكة، ومع
إخفاء بعض الأسر خبر تعاطي ابنها المراهق للمخدرات خوفاً من وصمة العار ونظرة
المجتمع اليهم، واتهامهم بسوء تربية أبنهم، كل ذلك يزيد من تفاقم المشكلة، لتتحول
حياتهم إلي مأساة.
ادمان المراهق للمخدرات ودور الأسرة في علاج المدمن
أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة إنتشار إدمان المراهقين تنتشرفي المناطق الحضرية بنسبة أكبر عن المناطق الريفية بسبب أن المناطق الحضرية تنتشر فيها المتاجر التي تروج بيع الكحوليات، فإدمان المراهق للمخدرات تعتبر مشكلة كبيرة وعواقبها وخيمة، وعلي الآباء مراقبة أولادهم وصد سلوكهم ولا ينظروا للمراهق علي إنه صغير السن ولن يفكر في تجربة المخدرات.
ماهي أسباب لجوء المراهقين لإدمان المخدرات
الأسباب الإجتماعية:
1- اصدقاء السوء:
وهي الجماعة التي ينتمي إليها المراهق، ولها تأثير كبير
في إدمان المراهق للمواد المخدرة، وقد تكون تلك الجماعة هي درع الحماية للمراهق من
الوقوع في الإدمان، وهناك عامل مساعد لادمان المراهق للمخدرات وهو ادمان أحد أفراد
أسرته للكحول أو المخدرات أو التدخين.
2- عدم الترابط الأسري وإهمال المراهق:
وبسبب الخلافات العائلية بين افراد الأسرة، وقلة التواصل
بينهم، وشعور المراهق بالوحدة والعزلة، او إصابته بالإكتئاب أو القلق، أو بعض الأمراض العقلية، والتي لها الأثر الأكبر لدفعه للادمان.
3- البيئة السكنية للمراهق:
مثل العيش في الاماكن العشوائية الغير صالحة اجتماعيا
وصحيا، مع انتشار وتوفر بيع المواد المخدرة بتلك الاماكن، لها تأثير كبير في إدمان
المراهق.
4- الهروب من المشاكل:
حيث يقع الكثير من المراهقين في مشاكل عاطفية، او مشاكل
أسرية، او مشكلات الدراسة، أوشعوره بالرفض من مجتمعه، وصراعات الصداقة، مما يشعره بالغضب، ويدفعه الغضب
والتمرد للمخدرات، بحيث يكون المراهق أكثر تأثير بالقوي للمخدرات والكحول، لشعوره
بالارتياح وتهدئة عواطفه الجياشة بعد أخذ الجرعة، دون التفكير بالعواقب.
5- الفضول:
وهو سلوك اندفاعي خطير، حيث يدفعه الفضول لتجربة
المخدرات خاصة عندما يكون المراهق وحده بالمنزل، ومع وجود الأصدقاء معه يقنعه
الاصدقاء بتجربة المخدرات، وانها ستكون تجربة لمرة واحدة فقط، وان كل الشباب يجرب
تناول المخدرات، وهكذا تكون التجربة الأولي بالنسبة له، والتي تدوم معه.
6- ضعف الوازع الديني:
غياب الأخلاق، وضعف التمسك بتعاليم الدين الأسلامي من
عوامل فساد المجتمع، فالدين الإسلامي يدعو أفراد المجتمع إلي ما ينفعه وترك
مايضره.
7-
الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تنسي المشاكل،
وتزيل الهموم.
8- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالإدمان.
1- الإحتمال:
ويقصد بالإحتمال هو التدني التدريجي للإدمان في أولي مراحل تفاعل الجسم مع المخدر، ونتيجة لتكرار تعاطي المخدر، ودرجة التفاعل مع المخدر وتعاطي كمية أكبر للحصول علي النتيجة المراد بها.
2- الإعتياد:
وهي المرحلة التي تلي مرحلة الإحتمال والتي تبدأ بشوق المراهق لتعاطي المخدر لما يشعر به المدمن براحة.
3- الإعتماد النفسي:
وهي المرحلة التي يشعر فيها المتعاطي بالإرتياح مما يولد الحاجة لأخذ المخدر بصورة متكررة لتجنب الشعور بالقلق.
4- الإعتماد العضوي:
وهي المرحلة التي تبدأ بتكيف جسم المدمن بالعقار وتبدأ ظهور بعض الأعراض والاضطرابات النفسية والجسدية شديدة لدي المتعاطي، وخاصة عند إمتناع المتعاطي عن أخذ الجرعة بصورة مفاجئة.
5- الإدمان:
وتتميز تلك المرحلة بأنماط سلوكية وإستجابة مختلفة تشمل الحاجة لأخذ العقار بصورة مستمرة شعور المدمن بحالة نفسية ويمكن للمدمن بإدمان بأكثر من عقار ومخدر.
6- التبعية:
يقصد بالتبعية هي عدم قدرة المتعاطي في الإمتناع عن أخذ المخدر وتظهر عليه علامات نفسية كالقلق والتوتر والكآبة، وكما تظهر عليه بعض الظواهر الجسدية مثل القيء والإسهال والتشنجات وتعرف بمرحلة الإنسحاب.
7- الفطام:
وتعرف تلك المرحلة بأنها عملية إيقاف التعاطي والتي غالباً ماتحدث في المصحات والمستشفيات المتخصصة لعلاج الإدمان، والتي تخصص برامج علاجي خاص للمدمن.
أعراض الإدمان:
1- أعراض جسدية:
وهي اعراض كثيرة مثل ضعف عام بالجسم، حكة بالجسم وخاصة
بالأنف، اهمال المظهر الخارجي للمراهق، مع اهتمام المراهق لارتداء الملابس بأكمام
طويلة حتي لاتظهر العلامات الناتجة عن الحقن بالوريد، كثرة التعرق، عدم الاهتمام
بالنظافة الشخصية ورائحة الملابس الكريهة، علامات غامقة أسفل العيون، مع احمرار بالعيون وشحوب بالوجه، مع
سيلان دمعي وأنفي ونزيف في الأسنان، انخفاض سريع بالوزن، عدم التركيز، كثرة النوم والخمول والتعب واللامبالاة
وعدم الجدية، قلة شهية المراهق للطعام.
2- الاحتياج الدائم للمال:
يبدأ المراهق في السؤال الدائم وطلبه للمال، واذا لم
يلبي طلبه يبدأ في سرقة أسرته بالمنزل خاصة بالمتعلقات الثمينة.
3- تغيير شخصية المراهق وتقلبات مزاجه :
المظهر السلوكي حيث يلاحظ انعزاله عن أسرته، حيث يحرص
بالابتعاد عن اسرته حتي لا ينكشف أمره، مع كثرة دخوله للحمام ويطيل البقاء بالحمام،
ويعود ذلك إلي إنه عندما يتعاطي المخدر فإنه يفقد الاحساس بالوقت، كما يلاحظ
التغيرات المزاجية السيئة عليه مع شعوره بالحزن والإكتئاب، وغلق باب غرفته دائماً، ووجود سرنجات الحقن بكثرة، وقطرات للعيون.
4- تغيير في المستوي التعليمي:
التغيير في المستوي التعليمي وعدم التركيز، وتأخره
الدراسي وتراجع في علامات الدراسية، مع تكرار تغيبه عن المدرسة، كل هذه المؤشرات
تدل علي إدمان المراهق للمخدرات.
5- الإنحراف الجنسي.
6- تغير في العادات اليومية للمراهق:
من أهم التغيرات في حالة المراهق المدمن هو حدوث تغيرات في عاداته اليومية، وهي أول الأشياء التي يمكن ملاحظتها بسهولة من قبل الوالدين، مثل إرتفاع صوت المراهق بعصبية، زيادة شهية المراهق أو ضعف الشهية أيضاً، إستخدام العنف في المنزل والمدرسة.
عواقب إدمان المراهق:
تتصف العواقب السلبية لإدمان المراهق في:
- يرتبط إدمان المراهق للمخدرات بالنشاط الجنسي الغيرآمن، والحمل الغير مخطط له.
- مخاطرقيادة السيارات تحت تأثير المخدرات، وما أكثر الحوادث التي تحدث بسبب تعاطي المخدرات لسوء تركيز السائق وتعرض الركاب للخطر.
- تغييرات في الأداء الدراسي والتعثر الأكاديمي.
- اضطرابات الصحة العقلية، والإصابة بنوبات من الإكتئاب والتوتر.
خطوات علاج الإدمان:
-
قبل الاقدام علي أي خطوة لابد من التأكد
التام من ان المراهق يتعاطي المخدرات، بتفتيش أغراضه وغرفته (قد لايبدو أن هذا
التصرف جيد ولكن لابد من التأكد بوجود دليل يؤكد شكوك الأهل) ثم مواجهة الابن،
ولكنه لن يعترف في بادئ الأمر بإدمانه للمخدرات، بل سيثور وينفعل لتفتيش غرفته،
وعلي الوالدين التزام الهدوء في التحدث مع المراهق، إلي أن يعترف والذهاب إلي
المصحة فورأ لمعرفة خطوات العلاج وتدعيم المراهق من الوالدين وتشجيعه من العوامل
الهامة التي تدفعه إلي العلاج.
-
مصحات علاج الإدمان وبالمساعدة الطبية سوف
تساعد الوالدين علي تحديد حالة المراهق، وشرح
الحالة جيداُ وكيفية التعامل الأمثل مع إدمان المراهق، ولاينصح بعلاج
المدمن بالمنزل، لانه سيترتب عليه أضرار خطيرة.
- يبدأ العلاج بإعطاء المدمن المقويات والغذاء
الجيد الذي يحتاجه الجسم، بعد فقدان الوزن لامتناع المدمن عن الطعام.
- إعطاء المدمن المخدر المعتاد عليه المدمن
ولكن بجرعات أقل، ثم استبدال المخدر بدواء آخرإلي أن يصل المدمن إلي مرحلة
الامتناع النهائي عن المخدر.
- هذا بالإضافة بالعلاج بالتنويم المغناطيسي
وعلاج لحالات الإكتئاب، بجانب العلاج النفسي
-علي الوالدين مساعدة المراهق في إستعادة صحته بالإبتعاد عن المخدرات وذلك بتذكيره بحياته السابقة وحياته في هذا الوقت وعقد مقارنة بينهم.
- علي الوالدين معرفة نقاط القوة والضعف لدي المراهق المدمن حتي يمكن مساعدته في العلاج.
- تشجيعه علي الألتزام بالعلاج وعدم التخلي عنه، مشاركته الهوايات التي يفضلها المراهق وتشجيعه علي ممارستها.
- مساعدة الوالدين في إستكمال رحلة العلاج للوصول إلي بر السلامة للمراهق وإستعادة صحته.
وفي النهاية يجب أن ننوه إلي أن كلما أسرعنا في العلاج كلما كان أفضل لصحة المراهق وإنقاذه من مصير لا يحمد عواقبه.
- كن داعماً قوياً لإبنك المراهق وشجعه لتحقيق أي نجاح، مما يزيد قوة الصله بينك وبينه.
- كن قدوة حسنة أمام إبنك المراهق وإمتنع عن التدخين أو شرب الكحول امامه.