الضغط النفسي لدي المرأة وتأثيره علي صحتها

 الضغط النفسي هو استجابة الجسم لاي مطالب تفرض عليه، قد تكون تلك المطالب هو الجوع أوالمرض أو العلاقات، ويسبب الشعور بالاجهاد والتوتر، ويبدو أن تأثير الضغط النفسي لدي المرأة سواء كانت ربة منزل أو تعمل، ويختلف عن تأثيره علي الرجل، بحيث يكون أقوي بكثير علي الناحية النفسية للمرأة عن الرجل، كما يمتد تأثير الضغط النفسي ليصل إلي صحتها النفسية والجسدية أيضاُ.

                           الضغط النفسي لدي المرأة وتأثيره علي صحتها

                                                        
                                            
الضغط النفسي لدي المرأة وتأثيره علي صحتها


لقيت ظاهرة الضغوط النفسية بشكل عام أهمية لدي المختصين النفسيين، وبشكل خاص ظاهرة الضغوط النفسية لدي المرأة، وتعتبر مسألة الضغوط النفسية ظاهرة من الظواهر الإنسانية التي يخبرها الإنسان في مواقف و أوقات مختلفة، وخاصة المرأة بما لديها ضغوط كثيرة ومختلفة في العمل والمنزل، مما يؤدي إلي ظهور بعض الأعراض النفسية مثل القلق والصراع والإحباط والعدوانية والمشاكل الهرمونية أيضاً، كما يشارك الرجل المرأة في جميع العوامل الإجتماعية والنفسية المسببة للضغوط.

ماهو الضغط النفسي؟

الضغط النفسي يشير إلي وجود عوامل خارجية ضاغطة علي الفرد، بدرجة تسبب له التوتر أوتشويه الشخصية، مما يفقد الإنسان الحفاظ علي توازنه، كما أن للضغط النفسي التأثير علي صحة الجسد والحالة النفسية أيضاً.

وقد حدد الاطباء بعض العلامات التي تدل علي إصابة المرأة بالضغط النفسي والتوتر:

1- زيادة الوزن:

عند الوقوع تحت الضغط العصبي يحتاج الجسم الي تناول الحلويات والسكريات، مما يسبب زيادة في الوزن، وعند الشعور بالغضب قد تتجه بعض النساء لتناول الطعام بطريقة مفرطة للتغلب علي الشعور بالغضب أو التوتر.

2- سقوط الشعر:

وهو من أشهر المشكلات السلبية التي تواجه المرأة وخاصة عند التعرض للضغوط النفسية، وإمتناعها عن تناول الغذاء الصحي والمتوازن وفقدان الشهية لبعض الحالات، ومن حسن الحظ إنه يمكن علاج تلك الحالات عن طريق إتباع نظام علاجي صحي يساعد في تغذية بصيلات الشعر ونموه من جديد.

3- اضطرابات في النوم:

الشعور بالتوتر مع التواصل في التفكير، يعزز من الارق واضطراب النوم.

4- الشعور بالإجهاد الجسدي:

الشعور الدائم بالتوتر يجعل الجسم يشعر بالتعب الشديد، مع سرعة في ضربات القلب، الشعور بالصداع والاغماء، حرقة بالمعدة والشعور بالغثيان، مشاكل اطباق الفك أثناء النوم، الآلآم في الظهر، ارتفاع ضغط الدم.
وهو علي حسب نوعية الضغط النفسي الواقع علي المراة في حياتها اليومية، ودرجة الاستجابة له، فهناك بعض الضغوط النفسية الخفيفة ويكون تأثيرها ضعيف والتي يمكن للمرأة التجاوز عنها والتغلب عليها، أما الاحداث الشديدة والتي يكون تأثرها علي نفسية المرأة تفقدها اتزانها، تؤدي إلي أضرار نفسية وجسدية شديدة.

5- ضعف في الذاكرة:

من المعتاد عند تعرض أي شخص للتوتر والضغط النفسي، فإنه يؤثر بدرجة كبيرة علي الذاكرة والنسيان، وفقان القدرة علي تحديد  الايام او اسماء الاشخاص، وفقدان التركيز، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلي نسيان أسماء بعض الأشخاص وعدم القدرة في تحديد الأيام.

بعض أسباب معاناة المرأة من الضغوط النفسية:

1- المشاكل العائلية:

تتعدد المشاكل العائلية بالنسبة للمرأة، فقبل الزواج تعاني المرأة من الضغوط التي تفرض عليها من قبل الأب أو الأخ ومحاولة السيطرة عليها، وشعورها بالإضطهاد والقهر بداخلها مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر، وبعد الزواج تتمثل المشكلات العائلية من إهمال الزوج لها وعدم الإهتمام بمشاعرها، أشكال العنف المختلفة من عنف جسدي أو معنوي أو عنف جنسي، تعدد الزواج وحالات الطلاق، وفصل الأبناء عن الأم الذي يسبب لها صدمة شديدة.

2- أسباب إجتماعية:

تتمثل الأسباب الإجتماعية في عدم إستقرار المرأة العاطفي، بسبب نظرة المجتمع إليها وعدم إستطاعة المرأة في التعبير عن مشاعرها بحرية، وقد تشغل المرأة تفكيرها بالتعرف علي آراء الآخريين فيها، فهي تحاول التصرف والظهور بشكل لائق، مما يزيد مشاعر القلق والخوف لديها وبالتالي يكون سبباً للضغوط النفسية عليها.

3- ضغوط داخلية:

اما الضغوط الداخلية للمرأة فهي تتمثل في تفكيرها الزائد وقلقها وخوفها من المستقبل، وعدم تحقيق طموحها وأهدافها في الحياة.

                                                 
الضغط النفسي لدي المرأة وتأثيره علي صحتها



4- الشعور بالملل:

قد تشعر المرأة بالملل بسبب الروتين اليومي، وزيادة أوقات الفارغ لديها خاصة إن كانت لاتعمل.

5- ضغوط كيميائية:

تتمثل الضغوط الكيميائية في الإستخدام الخاطئ للعقاقير مثل الكافيين والكحول والنيكونتين ويسبب بعض من الضغوط العضوية وصعوبة في النوم، وإختلال في الجسد.


وهناك مستويات للضغط النفسي :

وقد حددت المنظمة الامريكية لعلم النفس ثلاث أنواع او مستويات للضغط النفسي وهم:

- المستوي الأول: الضغط الحاد

هي عبارة عن أعراض خفيفة للتوتر والقلق والخوف وتظهر عند حدوث حادث بالسيارة، او عند استقبال مكالمة تليفونية من جهة ماتسبب للشخص التوتر والخوف، مما تخلق ارتفاع في ضغط الدم او الشعور بوخز في القلب، وتحدث تلك الاعراض لفترة زمنية قصيرة، ويعتبر هذا المستوي الحاد من الضغط هو مانتعرض له في حياتنا اليومية، وهو يؤدي إلي ضرر نفسي بالانسان ولكنه اقل حدة من الضغط المزمن.

- المستوي الثاني: الضغط العرضي الحاد

ويحدث عند الاشخاص القلق بطبعه (اكثرمن اللازم)، وخاصة عندما يتطلب منه التزامات كثيرة ولايستطيع تنظيم وقته، لذلك نجده قلق دائما مثل رئيس العمل الذي يتصف بصعوبة التواصل معه، ولهذا النوع من الضغط أثر سلبي علي حياة الشخص، فقد تدفعه الضغوط إلي إدمان المخدرات أو تناول الكحول و الافراط في تناول الطعام، مما يسبب له امراض خطيرة مثل ارتفاع في ضغط الدم وامراض القلب.

- المستوي الثالث: الضغط المزمن

وهذا النوع من اخطر المستويات والتي تدمر الانسان، ويحدث نتيجة الفقر او المشاكل الاسرية المستمرة، او الحروب، ونجد الانسان هنا يظهر باللامبالاة ويرجع ذلك الشعور لادراكه عدم قدرته في تغيير الواقع، وصعوبة الهروب من المسبب، مما يحاول التعايش مع هذا الوضع السيئ، وتؤثر في سلوكياته العنيفة، وقد يقدم علي الانتحار. 

يمكنك قراءة ايضا:





وينصح علماء النفس:

المرأة لكي تتخلص من الضغط النفسي، لابد اولاُ ان تحدد سبب الضغط النفسي، ثم محاولة تغيير الظروف التي تمر بها، وتقليل التفكير بالمشاكل التي تسبب التوتر والقلق، عن طريق ممارسة أي هواية محببة لديها، او مشاهدة التلفزيون، او ممارسة الرياضة، والخروج للتنزه مع الأصدقاء، والضحك مع الاصدقاء من اهم الطرق للتخلص من الضغوط النفسية، والحرص علي النوم لوقت لايقل عن 6 ساعات، فالنوم الجيد يساعد علي تنشيط الذاكرة والتخلص من حالة الاحباط، كسر روتين الحياة اليومية بقضاء الاجازة الاسبوعية في مكان هادئ، تحاول المراة الاستمتاع بوقتها بالاسترخاء، مع تنظيم الوقت وتحديد الاولويات والمهام التي يجب قضائها.

بعض النصائح للمرأة العاملة لتخفيف الضغط النفسي:

المرأة العاملة تتعرض للضغط النفسي بصورة أكبر من المرأة الغير عاملة نتيجة تعدد الأدوار والمسؤوليات التي تقع علي عاتقها في المنزل والعمل، وإليك سيدتي بعض الخطوات لتقليل من حدة الضغوط النفسية:

1- عليك أولاً بتحديد أولويات مهامك اليومية، فإذا طرأ علي بالك أحد المهام التي يجب أن تؤديها للمنزل عليك بترك التفكير بها لحين الإنتهاء من عملك ولا تضغطي نفسك بالتفكير بأمور آخري وأنت تقومين بعملك الذي يحتاج إلي تركيز لإنجازه وإلإنتهاء منه بسرعة.

2- الإبتعاد قدر الإمكان في التفكير في عدة مهام في نفس الوقت مثل التفكير في مصروفات البيت خلال أداء عملها، لإنها سرعان ماستشعر بالإجهاد والإرهاق العقلي والبدني مما يسبب لها ضغط نفسي هي في أشد الحاجة للإستغناء عنه.

3- الفصل بين الحياة العائلية بمشاكلها والحياة العملية، أي عندما تمارس عملها عليها أن تبتعد عن التفكير في مشاكل البيت والأسرة لحين عودتها من عملها... والعكس صحيح.

                                                                        
تعليقات