الزواج المتوافق
هو الذي تسوده المودة والرحمة، والذي قد يتخلله مشكلات يحلها الزوجان، ليس هناك زواج
خالي من المشكلات الزواجية، ولكن تراكم المشكلات الزواجية وعدم حلها أولا بأول أو
بتدخل الأهل
الخاطئ في حلها،
وعدم اللجوء إلي مختصين للمساعدة يعتبر من أسباب سوء التوافق الزواجي ويؤدي إلي
تفاقم المشكلة وصعوبة حلها.
وهناك عدة أسباب
لعدم التوافق الزواجي منها تجنب الصدام والهروب من المشكلات والأمراض الجسمية
والعصبية والإدمان،
وغيرها من الأسباب العديدة التي قد تصل إلي الطلاق.
أنواع المشاكل الزواجية، وبعض الأساليب للتوافق بين الزوجين
وهناك فرعين للمشكلات الزواجية وهما:
المشكلات التي تكون قبل الزواج:
مثل مشكلة إختيار
الزوج، فعلي الوالي أن يختار لابنته من له دين وخلق، ومشكلة العنوسة مثل تأخر
الزواج للفتيات وهو ليس بيد الفتاة فقد تنتظر لمن يتقدم لخطبتها فلا يأتي، وتظل
تعاني من قلق وخوف من البوار وفقدان الثقة في النفس، او تتجه لقبول بالزواج من أي
رجل حتي ولو كانت ظروفه لاتناسبها لتهرب من شبح العنوسة، مشكلة التفاوت بين
الزوجين والمقصود هنا أن يكون الزوج مساويا لزوجته في المنزلة، ومستواها
الإجتماعي، والعلمي والخلقي والمالي، يؤدي إلي نجاح الحياة الزوجية، وقد يوجد
تفاوت كبير في النواحي الإقتصادية والإجتماعية بين الزوجين، او في المستوي
التعليمي والثقافي، أو قد يوجد تفاوت كبير بينهما في السن، وفي هذه الحالات قد
يتعالي أحد الطرفين علي الطرف الآخر
بالنقص، مما يسبب عدة مشاكل بين الزوجين.
وهناك بعض المشكلات أثناء الزواج:
منها الخيانة الزوجية وهي أحد مبررات الطلاق،
وقد تحدث الخيانة بسبب الملل والروتين في الحياة الزوجية، أونقص الوازع الديني أو
حب المغامرة والإندفاع أو الإنتقام من الطرف الآخر، ومشكلة تدخل الأهل مثل الحماة
والأقارب كالأخوة، فقد تتفاقم المشاكل بين الزوجين، لدرجة قد يطلب بعض الأزواج
شريك الحياة بقطع علاقاته مع أهله وأقاربه، ومشكلة العقم وهي من أكبر مهددات
الحياة الزوجية بالطلاق أو تعدد الزواج، كما يصاحبها مشكلات نفسية مثل الشعور
بالدونية، و مشكلة تعدد الزوجات فتعدد
الزوجات له شروط، فإذا حدث دون مبرر شرعي أدي إلي عدم استقرار الرجل ، اما مشكلات
بعد الزواج مثل الطلاق فقد يكون حل لفشل إستمرار الحياة الزواجية ولكنه قد يؤدي تفرقة
الأطفال بين الوالدين، مشكلة الخلع والتي قد تلجأ له المرأة عندما يرفض الزوج
الطلاق أوبغرض الإنتقام منه بسبب مشكلة ما.من الزوجة، أما مشكلة الزواج من جديد
فقد يعترض الأهل أو الاولاد علي هذا الزواج مما يدفع البعض إلي الزواج العرفي ،
كما أن هناك انواع آخري من المشكلات مثل الزواج
المتسرع، والزواج الجبري، والزواج العرفي وغيرها ....
ونلقي النظر إلي بعض أهم أسباب المشاكل الزوجية:
- فتور العلاقة بين الزوجين:
إن السبب المباشر في فتور العلاقة بين الزوجين هو الروتين والملل خاصة بعد مرور عدة سنوات علي الزواج، وقد يصل الأمر إلي إفتقار أحد الزوجين إلي إقامة العلاقة الجنسية والهروب منها مما تزيد المسافات بين الزوجين، ولحل تلك المشكلة هي المصارحة بين الزوجين، وأن يتحدث كل منهما عن إحتياجاته الجسدية، فالتجديد في العلاقة تقضي علي الشعور بالملل وتقرب الطرفين لبعضهما.
لاشك إن أعباء وهموم المنزل كثيرة وثقيلة علي من يتحملها طرف لوحده، خاصة المراة التي تتحمل نسؤولية نظافة البيت وترتيبه وإعداد الطعام وتربية الأطفال، بجانب متابعة مذاكرة الأطفال، هذا إلي جانب عمل المرأة، مما ينعكس الأمر علي نفسية الزوجة ومزاجها، وننصح الزوجب مساعدة الزوجة وتحمل بعض المسوؤليات، وتقديرها وتقديم الدعم لها، فإن سعادة الزوجة وراحتها من سعادة وراحة البيت أيضاً، وبالتالي ستنتهي مشاكل البيت فوراً.
-المعاملات المادية:
لاشك أن لكل شخص طريقته في إسراف المال وتوفير المال، وينصطدم الزوجان لأسلوب الآخر في التعامل مع المال، فهناك من يبذر المال بإسراف ولامبالاة، وهناك من يستطيع توفير المال وداخله منخفض في نفس الوقت، وتنشأ المشاحنات حول سبل توفير المال وكيفية إنفاقها، ولحل تلك المشكلة لابد من أن يتفق الطرفان علي ميزانية محددة للمنزل، والاتفاق علي توفير بعض المال كل شهر لشراء سيارة أو جهاز جديد للمنزل.
- فن التواصل بين الزوجين:
الحياة الزوجية كشركة أي لايمكن ان تدار تلك الشركة دون أخذ و إعطاء، ولايمكن أن يطالب طرف من الطرف الآخر التنازل دائماً عن حقوقه من أجل أن تستمر تلك الحياة بينهم، فالتواصل بين الزوجين وفهم إحتياجات كل طرف نقطة هامة لتقرب بين الزوجين وزرع المودة بينهم، وإختيار الوقت المناسب للمناقشة والجدال من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية.
- تدخل أهل الزوجين في الحياة الزوجية:
من أسباب الخلافات والمشاحنات هو تدخل أهل الزوجين في حياتهم الزوجية بغرض مساعدتهم ونصحهم،الأمر الذي قد يؤدي إلي الطلاق، وحل تلك المشكلة أمر بسيط وسهل، وهو إتفاق الزوجان علي أن مشاكلهم خاصة بهم فقط ولايجب إطلاع الأهالي علي تلك المشاكل، وعلي الزوجين ان يحلا مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل أحد.
وهناك بعض الصفات التي تؤدي إلي الطلاق:
-
حب السيطرة لضمان ولاء الزوجة.
-
العنف بمختلف انواعه سواء عنف جسدي، أو نفسي،
أو جنسي، أو اقتصادي.
-
العناد وعدم وجود لغة للتواصل بين الزوجين.
-
الاهمال وعدم وجود اي مشاركة بين الزوجين.
-
النقد المستمر وخاصة في اتفه الأمور مما يجعل
الزوج أو الزوجة تبغض الحديث مع الزوج.
علاج المشكلات الزواجية في بضع خطوات:
-
يجب أن يتحدث الزوجان عن المشكلة من وجهة
نظره هو، بحيث أن لايجعل في ذهنه بحقيقة انه علي صواب، فلابد من الاستماع للطرف
الآخر، حتي يتنسي له تقريب وجهة النظر.
-
في بداية الحديث بين الزوجان من المفضل أن
يطرح الايجابيات بين الزوجين لتسهيل التنازل عما يدور في فكرهم.
-
مراجعة كل طرف نفسه ومعرفة
نقاط التقصير..
- إختيار الوقت المناسب للحوار بين الطرفين.
-
عند وضوح الخطأ يجب الاعتراف به، ولايستعمل
هذا الاعتراف كوسيلة للضغط.
-
الرضا بما قسمه الله تعالي، والتيقن أن كل
زوجين يمروا بمثل هذه المشاكل.
-
التكيف مع كل الاحوال والظروف المستجدة.
- عدم السماح بتراكم المشكلات بين الزوجين، فهي النصيحة الذهبية التي ننصح بها الزوجان، فلكي يصبح الزواج ناجح يجب ألا ينام الزوجان وهما علي خلاف، فيجب عليهم التخلص نهائياً لأي خلاف أو غضب بينهم.
- عدم التهديد بالطلاق فإنه يسبب الكثير من المشاكل بين الزوجين والشعور بعدم الإستقرار والأمان، ومع كثرة التهديد بالطلاق ينتهي الطريق إلي الطلاق بالفعل.
وهناك بعض المؤسسات الخدمية التي يمكن اللجوء اليها للمساعدة
خدمات الإرشاد:
خدمة الإرشاد الزواجي تهدف إلي تعلم مهارات التوافق
في العلاقات الزواجية حيث أن من المهم أن يعيش الزوجان معا في الحلوة والمرة،
ولعلاج المشكلات الزواجية، تقدم المساعدة النفسية والتربوية والإجتماعية، وهناك
خدمات الإرشاد الزواجي إلي الزوجين في جلسات بعضها يجمع البعض، وتكون بعض الجلسات
فردية مع الزوجين كل فرد علي حدة حتي يتسني له الحديث عن مشكلته بكل راحة، والتي تسعي إلي تحديد المشكلة والعمل علي حلها والذي يجب مواجهته والنتائج التي تهدف للوصول إليها، من خلال الإخصائي الإجتماعي الذي يقوم بأنشطة علمية متنوعة ومنظمة.
كما أن الإرشاد الزواجي هو أحد الإسترايجات التي يتبعها الإخصائي الإجتماعي لحل الخلافات الزوجية، وتهيئة المقبلين علي الحياة الزوجية الجديدة وتحقيق التوافق بين الزوجين، والتغلب علي المشاكل التي قد تواجه الزوجين قبل وبعد الزواج.
الخدمات النفسية:
فهي تعمل علي القضاء علي كل أنواع المخاوف والقلق والشك
والغيرة بين الزوجين، وتساهم في حل الكثير من المشاكل الأسرية، وتقدم بعض الدورات الخاصة للمقبلين علي الزواج.
الخدمة الإجتماعية:
فهي تقوم بتصحيح كلما يتعلق بشخصى الزوجين وعلاقتهما
الإجتماعية ومشكلاتها المتعلقة بالحياة الزوجية، ومفاهيمهم الخاطئة عن شريك الحياة
والحياة الزوجية.
والخدمات الطبية:
وهي توجه لإجراء
الفحوص الطبية الشاملة قبل الزواج وتقدم
المعلومات الطبية عن العلاقات الزوجية.