كثيراُ ما نتعرض للقلق والتوتر النفسي نتيجة الضغوط اليومية التي نواجهها في حياتنا، فالكثير يفكر في "ماذا لو حدث" ويشغل تفكيره بتصورات وأحداث مقلقة، خاصة عند الاقدام علي فترة الامتحانات، او بنتيجة الاختبارات، او عند التقديم لوظيفة ما...الخ
أو الخوف من الأمراض، والخوف من الموت، وغيرها من المواقف المؤدية للقلق.
فالحقيقة أن اضطراب القلق يعرف بإنه الشعور الدائم بالقلق، التي ترتبط بكثير من الأمور في مجالات حياتنا اقتصادية، اجتماعية، زوجية، عائلية، والقلق والخوف مرتبطان ببعض، فقد يكون هناك قلق بسبب الخوف من شيء ما، مثل التهديد من شخص أو الخوف من خطر قادم في المستقبل، فيجب المحافظة علي أنفسنا وعلي صحتنا النفسية بقدر المستطاع، وعدم الافراط في التفكير بالامور التي تسبب لنا القلق، والابتعاد عن القلق المستمر الذي يؤدي إلي أمراض نفسية وجسدية نحن في غني عنها.
تعرف علي أعراض القلق وانواعه وكيفية التخلص منه
القلق هو من المشاعر السلبية علي الرغم من أن هناك نوع من القلق الذي يجعلنا أكثر صلابة وتفاؤل وأكثر ابداعاً، والقلق السوي هو الذي يساعد الإنسان في الصمود امام المواقف الصعبة التي تمر عليه، لذا من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق.. لكن هل هناك قلق طبيعي وقلق مرضي؟
الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي:
القلق الطبيعي هو مثل الخوف من الامتحانات، وهو حالة مؤقتة وتنتهي عند الانتهاء من الاختبارات، لكن القلق المرضي هو التعرض لنوبات من القلق المستمر دون معرفة الاسباب، لدرجة تعيق مجري الحياة اليومية، ويلازمه الحزن كما يؤثر علي سلوك الانسان، كما تشير الدراسات أن العامل الوراثي له تأثير هام في الاصابة باضطراب القلق.
الاعراض التي تصاحب اضطراب القلق:
اولا: الاعراض النفسية:
- الارق واضطرابات في النوم.
- صعوبة في التركيز، او التفكير.
- الشعور الدائم بالتعب والاجهاد.
- دائم الشعور بالقلق والخوف من خطر قادم.
- قلة الصبر.
- ينتاب المريض الشعور بقرب الموت، أو نهاية حياته.
- الخوف الغير مبرر.
- الارتباك وقلة الصبر.
ثانيا: الاعراض الجسدية:
- نوبات من الصداع، مغص بالبطن، دوخة، الارتباك.
- العصبية لاتفه الاسباب.
- زيادة ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- التعرق.
- آلآم في البطن.
- الإسهال.
- الشعور بالضعف والتعب.
- فقدان التوازن والأرجل رخوة.
- آلآم في الصدر.
- التنميل والخدر في أجزاء من الجسم.
- الشعور بهباب ساخن أو توهج الحرارة.
- الشعور بالغثيان.
يمكنك قراءة ايضا:
أسباب القلق:
- الاستعداد الوراثي:
هناك العديد من الاشخاص اصيبوا باضطراب القلق بسبب وراثي، وغالبا ماتكون الاصابة نتيجة لاصابة احد افراد الاسرة باضطراب القلق (من الدرجة الاولي)، ومن اسباب التي تؤدي إلي القلق العوامل البيئية المحيطة بالشخص مثل الحروب، التي تجعله متوتر دلئما وكثير القلق.
- مشاكل الطفولة:
هناك بعض المشاكل التي تواجه الاطفال ويصعب نسيانها، والتي أثرت بالسلب علي نفسية الشخص، وخاصة الاحداث الصعبة مثل انفصال الوالدين.
- الاصابة بالمرض:
تعرض الشخص للاصابة بالامراض وخاصة الامراض الخطيرة التي لا يمكن نسيانها، من الطبيعي أن يصابوا بنوبات من القلق والهلع في المستقبل، مما تؤثر في نفسية الفرد.
- الصدمات النفسية:
التعرض لبعض المواقف الصعبة، والتي تشكل عبء نفسي، والخوف من الظروف التي يعيش فيها المريض، سبب من اسباب نشأة القلق المرضي.
- التفكير الزائد:
التفكير الزائد في المشكلة التي تواجه المريض، والتي تعيق مسار حياته اليومية، فالصراع بين الطموح ومواجهة تحديات المستقبل، يؤثر بنفسية الفرد ويزيد من توتره وانفعاله الدائم.
- مدي صلابة الشخصية:
هناك اشخاص يستطيعون تحمل ضغوط الحياة بقوة وصلابة، وهناك اشخاص علي العكس من ذلك، لايستطيعوا تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها، فتكون عرضة للقلق والتوتر والخوف.
- التعرض لظروف اقتصادية صعبة:
التعرض لضائقة مالية وظروف اقتصادية صعبة، تؤثر تأثير ضار علي نفسية الفرد ويشعر بالاحباط، ومن الممكن ان يتخذ بعض القرارات الغير صائبة مثل ترك العمل، وهنا يزداد الشعور بالقلق وقد يستمر معه لفترة طويلة.
انواع من القلق:
يتدخل القلق في كثير من الاضطرابات النفسية مثل:
- الصمت الإختياري: وهو الفشل في الكلام مثل عند دخول الطفل مدرسة جديدة ويتوقف عن الكلام.
- الرهاب الإجتماعي: وهو الخوف من التواجد في الأماكن المزدحمة بالناس، والبعد عن الاختلاط بالناس بسبب الشعور بالخجل وعدم الثقة بالنفس.
- اضطراب الهلع: يصاب النساء باضطراب الهلع بنسبة أكبر من الرجال، واضطراب الهلع عبارة عن سلسلة من الخوف والقلق وتصل لذروتها وفيها يشعر المريض بضيق التنفس وزيادة في ضربات القلب.
- رهاب الخلاء: وفيها يخاف المريض من التواجد بالأماكن العامة.
- قلق الإنفصال: يخاف الطفل من إنفصال والديه.
وهناك أنواع آخري من القلق مثل الوسواس القهري، اضطراب الخوف من المرض، الفوبيا، الرهاب، وغيرها من الاضطرابات النفسية.
مضاعفات القلق:
- الإصابة بالإكتئاب.
- الإنطواء والعزلة الإجتماعية.
- الصداع المزمن.
- مشاكل بالجهاز الهضمي.
- إدمان المخدرات.
- أرق في النوم.
- مشكلات بالعمل أو المدرسة.
- الإنتحار
كيفية التخلص من القلق بخطوات بسيطة:-
- الاسترخاء:
هي تقنية تهدئة النفس، وممارسة الاسترخاء والتأمل لمدة عشر دقائق يومياُ تساعد علي التخلص من آثار القلق والتوتر الذي يصيب الفرد والذي ينتج عنه الافكار السلبية الهادمة التي يعاني منها المريض.
- التغلب علي المخاوف:
المخاوف لن تتلاشي من تلقاء نفسها، بل تنتهي عند اتخاذ القرار بالتغلب عليها من قبل المريض، فعند الشعور بالخوف والتوتر من موقف ما مثل الخوفمن القطط، حاول تهدئة نفسك ومحاولة التقرب من تلك الحيوان مثلا بتقديم الطعام له وتدريجيا سوف تجد نفسك تجاوزت عن خوفك من ذلك الحيوان واصبحت تألفه وتحبه.
- لا تعيش في أخطاء الماضي:
اخطاء الماضي لا نستطيع تغييرها، ويجب الاهتمام بحياتنا، والاستفادة من تجارب الماضي، والاعتبار بها.
- الابتعاد عن الكافيين والمواد السكرية:
مادة الكافيين تعمل علي زيادة ضربات القلب، كما تساعد في زيادة الشعور بالقلق والتوتر، وتوجد مادة الكافيين في كثير من المشروبات مثل الشاي والقهوة، كما ان السكر يعتبر منشط للغدة الكظرية والتي تعمل علي زيادة التوتر ونوبات الهلع.
- عيش يومك ولا تفكر كثيرا في المستقبل:
اذا انتابك حالة من التفكير الزائد في المستقبل، توقف فورا في التفكير ودعه لله، وليكن حدود تفكيرك في يومك فقط، وهذا لايعني عدم التخطيط للمستقبل، بل هو واجب يحثنا عليه ديننا الحنيف، لكن من الحماقة الاستعجال بالتفكير في المصاعب والاستعجال عليها.
- ممارسة بعض الانشطة المفضلة:
ان ممارسة الهوايات المحببة اليك وقضاء بعض الوقت بالاستمتاع بممارسة تلك الهوايات، سوف تشغلك عن القلق والتفكير في الامور التي تزعجك، والذهاب الي التنزه وممارسة الرياضة مثل المشي ، مقابلة الاصدقاء وقضاء بعض الوقت اللطيف معهم كل ذلك سوف يحسن من الشعور بالقلق والخوف.
- التوجه للعلاج النفسي:
الذهاب للطبيب المختص سوف يساعدك كثيرا في اكتشاف اسباب حالتك، وكيفية اجتيازها والعلاج عن طريق عدة جلسات الذي يرشد المريض لكيفية التخلص من أعراض القلق والتعامل مع المواقف التي يشعر فيها بالقلق ، بالاضافة الي استخدام بعض الادوية المعالجة لاضطراب القلق، ويستخدم الطبيب النفسي عدة طرق لمعالجة المريض منها:
- علاج المريض بتحليل المواقف:
بعد أن يستمع الطبيب النفسي إلي المريض ومعرفة المواقف والأشياء التي تسبب له المخاوف والقلق من خلال جلسة هادئة لا تسبب خوف أو إزعاج للمريض حتي يستطيع المريض بشرح كل مخاوفه دون تردد، يبدأ الطبيب بتحليل المواقف والضغوط التي تسبب له القلق والخوف حتي يفهم المريض مشكلته تماماً، ومناقشته في كيفية مواجهة المريض لقلقه والتخلص منه.
- إرشاد المريض لكيفية التخلص من القلق:
حيث يقوم الطبيب المختص بالطلب من المريض التخيل للمواقف المزعجة وكيفية التعامل معها،حتي يزول القلق تماماً.
- عرض الطرق التي يمكن علاج المريض:
حيث يستعرض الطبيب النفسي الطرق والوسائل التي يمكن إستخدامها لعلاج المريض، وعلي المريض أن يختار ما يناسبه من أسلوب العلاج، ويمكن للطبيب أيضاً إختيار الأسلوب الأمثل لعلاج المريض.