مرض التوحد اوالذاتوية، او اضطراب طيف التوحد، هو مرض يظهر في سن مبكر في الطفولة، ويظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثالث من عمره، وقد يصاحبه في بعض الحالات إعاقة عقلية ويستمر مدي الحياة، وتختلف اعراض مرض التوحد ومدي خطورته من حالة إلي آخري، ومع اختلاف تلك الاعراض الا ان جميع اضطرابات التوحد تؤثر علي قدرته في التواصل مع المحيطين به ومع المجتمع ، وضعف في المهارات اللغوية، ويشترك جميع حالات مرض التوحد في المعاناة من صعوبات معين، فمنهم من يعاني من صعوبات في التعلم، والبعض الآخر يعاني من صعوبات عقلية، كما اظهرت الدراسات العلمية ان حالات مرض التوحد في ازدياد سنويا، مع عدم وجود علاج لمرض التوحد الا ان العلاج المبكر لتلك الحالات يمكن ان يحدث تغيير ملحوظ للاطفال المصابين.
ماهو مرض التوحد وعلاجه، وهل يصاب به كبار السن؟
يرجع الفضل الأول لإكتشاف مرض التوحد للطبيب النفسي ليوكانر(الأمريكي الجنسية) الذي جمع أكثر من 11 طفل ومن خلال ملاحظته لهم وتسجيل سلوكهم أطلق مفهوم التوحد حيث ينعزل الأطفال عن مجتمعهم وعجزهم عن التواصل.
واصبح ينظر إلي التوحد كإعاقة من خلال بعض العلامات التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة مثل قلة التواصل البصري، وعدم الإنتباه للمناداة بإسمه، مع بداية الإنطواء والعزلة عن البيئة التي يعيش فيها.
اسباب مرض التوحد:
-اسباب وراثية جينية:
ويرجح الاطباء ان الوراثة لها عامل كبير في اصابة الطفل بمرض التوحد، حيث ان الجينات التي يورثها الطفل من والديه هي المسبب الرئيسي لمرض التوحد خاصة اذا كان هناك اصابة بمرض التوحد لاحد من افراد الاسرة، مثل الاصابة بضمور في العضلات، كما ان من الشائع اصابة التوائم المتطابقين بالتوحد، كما اكتشف بعض العلماء وجود بعض الجينات المسببة للتوحد والتي يؤثر بعضها علي نمو الدماغ وتطوره.
- اسباب بيئية:
- يحاول الاطباء الكشف عن ارتباط الفيروسات باصابة الطفل بمرض التوحد، خاصة عند التعرض لبيئة هوائية ملوثة بالرصاص او الزئبق (تلوث بيئي).
- وجود اضطرابات في جهاز المناعة بسبب تناول لقاح الحصبة أو النكاف، وهذه اللقحات تزيد من الزئبق الضار بصحة الطفل.
- حدوث مضاعفات اثناء الحمل:
قد تحدث للام الحامل بعض المضاعفات اثناء الحمل او اصابة الام بالعدوي اثناء الحمل كاصابتها بالحصبة الالمانية او مرض السكري والسمنة ، وتؤدي الي تشوهات بالدماغ او تؤثر علي نمو دماغ الجنين، وتؤثر علي الرسائل المرسلة والمستقبلة للدماغ، او حدوث بعض المشاكل بالدماغ اثناء الولادة، او ولادة الطفل بوزن اقل من الطبيعي، الولادة المبكرة، او نقص الاكسجين لدماغ الطفل اثناء الولادة، او ولادة الطفل وهو مصاب بفقر الدم، او إصابة الطفل بإلتهابات فيروسية عند الولادة، وكبر سن الزوجين عند الانجاب، التعرض للإصابة في الرأس.
- اسباب غذائية:
- تتمثل الاسباب الغذائية في الاصابة بالانيميا ونقص الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة الطفل.
- وقد ترجع الإصابة بالتوحد بسبب الإصابة بالحساسية المفرطة من مادة (الكازين) التي توجد في ألبان الماعز والأبقار أو مادة الجلوتين التي توجد في الشعير والقمح.
- اسباب اجتماعية:
- المعاملة القاسية للطفل وحرمانه للتعليم، واكساب الطفل عادات سلوكية سيئة، أو شعور الطفل بالفراغ الحسي.
- تدني العلاقة العاطفية بين الطفل ووالديه.
ويشيع مرض التوحد بين الذكور بنسبة اكبر عن الاناث.
مضاعفات مرض التوحد:
- الإنعزال الإجتماعي بسبب خوف الطفل من أسرته.
- عدم القدرة في الإعتماد علي نفسه وإستقلاله.
- التوتر.
- التعامل معهم بعنف.
يمكنك قراءة ايضا:
اعراض مرض التوحد:
- صعوبة تعلم المهارت اللغوية وتكرار الكلمات دون معرفة كيفية استخدامها، وانخفاض نسبة الذكاء، صعوبة الاستجابة للاصوات المختلفة من حوله، عدم فهم الاسئلة المتوجهة له.
- انخفاض التواصل البصري والتفاعل الاجتماعي، وصعوبة اقامة صداقة مع اقرانه، مع افتقاره لتتعبيرات الوجه لمختلف المواقف، يفضل اللعب بمفرده ويرفض الحمل او الاتصال الجسدي، كما يتسم بالإنعزال والعزلة المفرطة، وتجنب المواقف الإجتماعية.
- القيام بحركات متكررة مثل الرفرفة باليدين، وقد يتسبب يايذاء نفسه مثل عض الايدي
- عدم اللامبالاة في التعبير عن الألم، والتصرف بافعال غير طبيعية، مع سلوك عدواني مع الآخريين، يكره التغيير ويفضل الروتين، وينزعج عند حدوث اي تغيير سواء في عاداات النوم او الطعام او الخروج، مع الاهتمام بتفاصيل غريبة لكنه لايفهم ما الغرض منها.
- الحديث بنبرة صوت غير طبيعية، فقدان الشغف والقدرة علي التعبير عن نفسه سواء بالفرح او الحزن.
- إهتمام الطفل ببعض التفاصيل الصغيرة.
- اداء بعض الحركات غير المفهومة مثل تعرض إصبع الطفل للنار دون صدور أي رد فعل نتيجة للحرق.
- الإصابة بالحساسية الشديدة من الضوء.
- خلل في الحواس، فأحياناً يبدو للطفل التوحدي حساسية مفرطة للمس، وفي بعض الأحيان لايهتمون لذلك، والبعض يألف ويعتاد أطعمة معينة لا يحب تغييرها، ويبدو للبعض منهم حب اللعب التي فيها تلامس جسدي علي الرغم من إنهم يرفضون أن يلمسهم أحد.
علاج مرض التوحد:
هناك ثلاث طرق لعلاج مرض التوحد وهما:
- العلاج التربوي:
يتمثل العلاج التربوي للطفل هو الحاقه بمدارس متخصصة لمرضي التوحد، والذي يشمل ادماج الطفل التوحدي في مجموعة من الانشطة ليكتسب مهارات اجتماعية وتدريبه علي مهارات التواصل مع مجتمعه.
- العلاج السلوكي:
وهو علاج يعتمد علي عدة برامج لتنمية السلوك لدي الطفل، وتطوير المهارات اللغوية كتعليم النطق والتحدث ليستطيع التواصل مع الآخرين مع الإستعانة ببرامج التكامل الحسي ومن المهم مشاركة الوالدين في البرنامج التعليمي لدعم الطفل نفسياً، وقد يستمر علاج الطفل التوحدي لفترة طويلة لذا ينصح بسرعة الذهاب للطبيب المختص للعلاج الفوري.
- العلاج الأسري:
والعلاج الأسري مهم لتدعيم الطفل التوحدي، عن طريق تدريبهم علي كيفية التواصل مع الطفل المريض، بكيفية التحدث معه وجذب انتباهه طوال الوقت، واللعب معه وتعليمه وتدريبه علي اسماء الحيوانات والاشياء وغيرها.
- العلاج الدوائي:
حيث يصف الطبيب المختص الدواء المناسب لحالة الطفل التوحدي،والتي من المقرر ان تخفض من اعراض مرض التوحد.
هل يصاب الكبار بمرض التوحد؟ وما هو أعراضه؟
نعم يمكن ان يصاب الكبار بمرض التوحد ولكن في حالة نادرة وقد يرجع اسبابها إلي عامل الوراثة اوإستعداد جيني للشخص، واعراضه للكبار تتمثل في:
- تجنب الاختلاط والتواصل مع المجتمع من حوله مع الشعور بالارتباك.
- صعوبة في الحركة مثل الكتابة والجري.
- صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، وعما يريدون، ويستغرقون وقتا طويلا لانهاء امورهم.
- يتميز التوحدي بالشعوربالحنان والتودد تجاه الاشخاص الذين يفهموهم ويستطيعون التواصل معهم.
- يكره التغيير في روتين الحياة كالتغيير في الطعام، كما لايحب الاصوات الصاخبة والازداحم.
- اضطرابات في النوم.
- المصابين بالتوحد يتفوقون في مجالات التاريخ والموسيقي، كما يتميز بالذاكرة القوية.
- اللجوء للاشارات بدلا من التعبير بالكلمات، فهو مصاحب لمشكلات في اللغة.
- فقدان القدرة علي التواصل البصري.
- القلق الشديد من المواقف الإجتماعية.
- صعوبة تكوين صداقات.
- عدم فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه.
ويمكن شفاء المريض من مرض التوحد كلما اكتشف اعراض المرض مبكرا، ويتمثل العلاج في العلاج السلوكي والعلاج الدوائي.