جميعنا يعتمد علي الآخرين لمساعدته في حل مشكلة ما، او لاخذ النصيحة، ولكن عندما يعتمد شخص علي الآخرين لاتخاذ قرار هام بدلا منه، هنا يبدو ان الامر غير طبيعي، وغالباُ مايتسم ذلك الشخص باضطراب الشخصية الاعتمادية.
اضطراب الشخصية الاعتمادية، سماتها، وطرق علاجها، وكيفية التعامل معها
اضطراب الشخصية الاعتمادية هو اضطراب لشخصية سلبية قلقة، ولفقد الثقة في انفسهم تعتمد علي الاخرين، لا يفرضون رأيهم ويفضلون ترك شئون حياتهم للآخرين، والشخصية الاعتمادية تتوتر عندما لاتحاط بالناس من حولها، فتلك الشخصية الاعتمادية تحتاج للاهل والاصدقاء من حولها دائما للدعم النفسي والمادي، والرعاية اليومية، كما يحتاجون الي عبارات التشجيع والدعم للانخراط في الحياة.
يمكنك قراءة:
سمات الشخصية الاعتمادية:
- من ناحية السلوك:
1- لايتحمل النقد أو اللوم من الآخرين.
2- يتهرب من المسؤولية، او الحرية ويتجنبها باي شكل.
3- يميل الي تضخيم مشاكله لاستدرار عاطفة المحيطين به.
4- عدم القدرة في البدء باي مشروع جديد.
5- لا يتحمل المسؤولية الشخصية.
6- يصاب بالعصبية الشديدة عند تركه وحيداً.
- من ناحية التفكير:
1- يفتقد الي الثقة بالنفس، ويري نفسه انه غبي، متشائم، ويقلل من نفسه.
2- دائما يظهر بمظهر الضحية المغلوب علي أمرها.
3- لا يبوح بمشاعره حتي ولو كانت مؤلمة.
4- الشعور بالنقص، وانشغال البال.
5- يحتاج دائماً إلي الطمأنينة.
6- الإصابة بحالة تسمي بالإنزعاج العصبي إذا ترك لوحده.
7- الشعور بالخوف الدائم من الرفض.
8- العيش في الخيال.
9- يميل إلي العزلة عن الآخرين.
10- يهرب من المسؤوليات بحجج وذرائع.
11- يخشي أن يبدي رأيه أو يعترض في مسألة ما حتي لا يتعرض للهجوم أو النقد.
- علاقاته الاجتماعية:
1- غالباً مايكون تابع لاصدقائه، ولارائهم، وقراراتهم، لدرجة إنك تتصور بلاهة تصرفاته في بعض الأحيان.
2- يخشي ان يفقد المحيطين به، ويفعل اي شيء للاحتفاظ بهم بجانبه.
3- يعمل علي ارضاء المحيطين معه، حتي لايهجره احد.
4- وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته.
وينتشر ذلك الاضطراب عند النساء اكثر من الرجال.
اسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية:
- التنشئة الاجتماعية:
- بسبب خلل في العلاقات الاسرية، يشعر الطفل انه لابد من ان يعتمد علي الآخرين، لفقد الثقة في نفسه.
- دور الاسرة للطفل هو تنشئته في بيئة صالحة، تساعده في فهم الادوار الواجبه عليه نحو اسرته، وادوار أفراد الأسرة نحوه وحقوقه وواجباته، حتي يصبح مستقر نفسياُ.
- هناك اسباب اخري مثل الرعاية الزائدة للطفل والخوف عليه، او التسلط علي سلوكيات الطفل واملاء عليه ماذا يفعل، او اهمال العائلة للطفل.
- العوامل النفسية:
الصدمات النفسية والعاطفية التي تلقاها الطفل، تصيبه بالاحباط والكبت، تؤدي به الي تكرار نفس السلوكيات في سن الرشد.
- العوامل الوراثية:
اكدت الدراسات العلمية بان ذلك الاضطراب منتشر في عائلة المريض باضطراب الشخصية الاعتمادية.
اعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية:
- الانشغال الدائم بالتفكير والخوف من فقد شخص قريب منه او هجره لاي سبب كان.
- الانصياع التام لرأي الآخرين ولقراراتهم بدلا منه.
- عدم القدرة علي اتخاذ أي قرار في حياته اليومية.
- الهلع والخوف من الجلوس بمفرده، الانفعال والعصبية، والشعور باليأس لعدم قدرته في العناية بنفسه.
- تقبل الإهانات من الآخرين بخضوع حتي لا يقفدهم.
- الخوف من إنتقاده من الآخرين.
ويؤدي اضطراب الشخصية الإعتمادية إلي بعض الاضطرابات النفسية والجسدية ومضاعفتها مثل:
- الشعور بالإكتئاب، وفقدان الأمل والتفائل بالحياة.
- فقدان السيطرة علي الذات.
- من الممكن الوصول إلي حالة من الفوبيا والخوف من فقدان أصدقائه.
- التفكير في تعاطي المخدرات.
- الإصابة الجسدية مثل خفقان القلب، اضطراب ضغط الدم نظراً لشدة التوتر العصبي الذي يمر به المريض.
كيف ننشيء جيل جديد مستقل بذاته:
اول هام هو تربية الطفل وتدريبه علي الاستقلالية في سن مبكر، وتعويده علي تحمل المسئولية في تلك المرحلة المبكرة، عن طريق بعض النقاط الهامة:
- القدوة:
كن قدوة لاطفالك، ان تظهر لهم اعتمادك علي نفسك، والبعد عن الظهور بصورة اعتمادية سواء في البيت او العمل او في الشارع.
- اتفاق الاب والام علي اسلوب موحد للتربية:
فعندما يعطي الاب اوامر للطفل، يجب ان تكون الام متفقة عليه مع الاب، حتي لا يشعر الطفل بالتناقض ويفقد الثقة بنفسه، وكذلك في اسلوب العقاب والثواب، لابد من اتفاق الزوجين علي اسلوب تربية الطفل وان تكون طلباتهم محددة وواضحة.
- مساعدة الطفل لاكتساب مهارات حل المشاكل:
منذ نعومة اظافر الطفل فانه يكتسب مهارات هامة في حياته من خلال الابوين، مثل كيفية المشي، والقبض علي الاشياء بالايدي، فعلي الابوين تبصير الاطفال بالمشاكل التي يقابلها في حياته اليومية وكيفية ايجاد حلول لها، مثل المشاكل في المدرسة، توجيه الاب والام للطفل لمعرفة اسباب المشكلة، والنتائج المتوقعة لتلك المشكلة، وماهي البدائل والحلول المناسبة.
- الرياضة البدنية:
تعليم الطفل بعض الرياضات للدفاع عن النفس، لاكسابه الثقة بالنفس، والتخلص من الخوف .
- بعض المهارات المختلفة:
السماح للطفل في التعبير عن نفسه، وآراءه، كما ان تعليم مهارات التواصل اللفظي، خاصة مع الاطفال من عمره، وتدريبه علي السلوكيات الاجتماعية المحببة في المجتمع، مثل مهارة الاهتمام بالآخرين، والابتسام والقاء السلام علي الضيوف، وتعليمه المثابرة في اداء المهام، ليكون علي قدر المسئولية، فالسلوك هونتاج تدريب له .
علاج الشخصية الاعتمادية:
التوجه مباشرة الي الطبيب النفسي، فالعلاج النفسي قادر علي فهم المريض لنفسه، وتنشيط المريض ومساعدته في الاعتماد علي نفسه دون تردد او خوف، واقامة علاقات اجتماعية ناجحة، واحترام ذاته، كما يتمثل العلاج الدوائي في مضادات للاكتئاب والقلق.
كيف تتعامل مع الشخصية الإعتمادية:
- شجعه علي الذهاب إلي الطبيب النفسي والعلاج.
- قدم له الدعم العاطفي طوال فترة العلاج.
- يجب أن ترسم حدود فيما ستساعده فيه، لإنه شخصية كثيرة المطالب وليس له حدود، ويجب أن تحدد له في بادئ الأمر ما ستقدمه له، لتهييء له الأمر للاستقلالية.
- التواصل مع الطبيب المعالج لتفهم جيداً حالة المريض وكيفية التعامل الأمثل معه.
- عندما تتعامل معه اطلب الشيء بصيغة الأمر ليس بصيغة الطلب لانه قد يحاول الهروب من أداء المهمة.
- لا تستسلم لضعفه وتساعده في التوكل عليك بل ساعده في إتخاذ القرار بدعمه وتشجعيه دائما.
- مدح السلوكيات الإيجابية لديه لتعزيز ثقته بنفسه.