في الآونة الأخيرة ومع ازدياد صعوبة المعيشة والاحوال الاقتصادية والاجتماعية، تعاني الكثير من الزوجات من مشكلة الاحتياج العاطفي، وتحاول المرأة جاهدة مرارا وتكرارا في الطلب من زوجها الحديث عن مشاعر الحب لها، ليثبت لها انها مازالت في قلبه لوحدها، لكن الامر يختلف عند الرجل في التعبير عن حبه لها، وهنا تكمن المشكلة حيث تعتقد المرأة ان الرجل بخيل في مشاعره، والرجل يفضل التعبير عن حبه بطريقة عملية.
ان الاحتياج العاطفي ينشأ من ما يعرف بالفراغ العاطفي للمرأة، وهويبدأ بشعور المرأة انها لاقيمة لها عند زوجها الا في اعداد الطعام والعناية باطفالهم، والاهتمام بنظافة وترتيب المنزل، والشعور باهمال الزوج لها وعدم الاهتمام بها، ومشكلة عدم التعبيرعن المشاعرهي من أكبر المشاكل التي تؤدي إلي الفراغ العاطفي للمرأة، وتؤدي إلي حالات الطلاق بعيدة المدي نتيجة إنعدام الحوار بين الزوجين وإنعدام الحب والعاطفة بينهم، فالرجل يعتمد علي فكرة احب نفسي اولا ثم احب الآخرين، بينما تعتمد المرأة علي فكرة احبني احبك، اشبعني لاشبعك، والمرأة تعاني من الحرمان العاطفي بصورة اكبر عن الرجل، كما ان شعورها بالحرمان العاطفي يؤثر علي نفسيتها وتصاب بحالة من القلق والتوتر، وتبدأ في البحث عن وسيلة لاشباع ذلك الاحتياج العاطفي بطريقة خاطئة قد تؤدي الي تفكيك الاسرة وهدم البيت.
ولضغوط الحياة تأثير قوي علي المرأة منها:
آثار جسدية:
تتمثل الآثار الجسدية في ظهور بعض الاضطرابات مثل الشعور بالصداع، آلآم أسفل الظهر، آلآم المفاصل والعظام، مع الشعور بالتعب لأقل مجهود يبذل.
وتحتاج المرأة للإشباع العاطفي قبل الإشباع الجنسي، لأن حرمانها من الإشباع العاطفي يحرمها من الشعور بالمتعة الجنسية، وتبدو المرأة باردة العواطف أمام زوجها.
آثار نفسية:
تبدو الآثار النفسية بإصابة المرأة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الإكتئاب، القلق والتوتر، عدم الإحساس بالأمان.
لذلك قد تلجأ المرأة لعقد صداقات علي مواقع التواصل الإجتماعي كحل لمشكلتها، لكن في الواقع هذا لا يعتبر حل لمشكلتها فالأمر قد يتطور ليصل إلي جريمة علي الأنترنت، حيث يتطرق الحديث إلي مواضيع وأفعال شاذة في محاولة لإفراغ عاطفتها،وكل ذلك بسبب الفتور العاطفي بين الزوج والزوجة الذي يدفع الزوجة إلي عالم آخر، وقد يكون الزوج أيضاً مشغول بعالمه الخاص به عن الزوجة، وهي ليست حياة زوجية طبيعية التي يجب أن تتسم بالمشاركة والود الأمان.
اسباب تقصير الرجل في التعبير عن حبه للمرأة:
صعوبة الحياة:
وان اكثر ما يبهج المرأة هي الرومانسية ومشاعر الحب والود من شريك الحياة، لكن صعوبة الحياة و كثرة متطلبات الحياة، ادت الي انشغال الرجل بالعمل والتفكير في اعداد مشاريع العمل، مما قصر في حق شريكة حياته، وسيطرة التكنولوجيا الحديثة علي الحياة ادت الي تباعد افراد الأسرة وتغييرات كثيرة في العادات الاجتماعية، ومع استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، بحيث كل فرد من العائلة لديه حساب خاص له، ادي الي ظهور ما يعرف بالانفصال العاطفي بين الزوجين، هذا الانفصال ادي الي خلق الزوجة عالم خاص ومفضل لها، وللزوج ايضا عالمه الخاص، مما يتسبب في فتور في العلاقة العاطفية بين الزوجين والذي قد يصل الي الطلاق.
تحقيق طموحه في العمل:
يري معظم الرجال ان التعبير عن حبه لزوجته يكون بطريقة فعلية، اما اظهار مشاعر الحب والعاطفة والحديث فيها هو أمر مضيع للوقت، ويؤخر وصوله لمكانة عملية له، فهو لايفكر في العاطفة بل يفكر في المكانة الاجتماعية.
الاهمال المشترك بين الزوجين:
الانسان مخلوق اجتماعي وعاطفي بفطرته، ويحتاج الي الاشباع النفسي والعاطفي، فالزوجة تحتاج دائما الي سماع كلمات المدح والحب لتشعر بالأمان وحب زوجها لها، كالنبتة التي تسقيها وتراعيها كل يوم من اجل ان تزهر وتنمو، فالزوجة التي تحرم من مشاعر الود والحنان تذبل كالوردة وتفقد النضارة والجمال، لابد من الاهتمام بها، وكثيرا مانجد شكوي كلا من الزوجين من اتهام الآخر بعدم الاهتمام به، واهماله، وتعمد كل طرف منهم في البدء بالاهمال ردا عليه، فقد اوصي رسول الله بالحفاظ علي المودة والرحمة بين الزوجين.
ضمانة الزوجة:
من اهم اسباب تقصير الزوج في التعبير عن حبه لزوجته، هو الضمانة، بمعني ان الرجل يعتقد ان بعد الزواج ضمن ان الزوجة لن تتركه وتترك بيتها وتفرق شمل الأسرة لانه لايعبر عن مشاعر الحب والعاطفة لها، لذلك ليس من المهم ان يعبر لها عن حبه، وقد تكره الزوجة زوجها، او تصاب ببعض الامراض النفسية والجسدية، اوتضع همها في التهام الطعام مما يسبب لها زيادة في الوزن.
المعتقدات الشرقية:
تتدخل بعض المعتقدات الشرقية في فكرة ان التعبيرعن المشاعر للرجل ماهو الا ضعف، فنحن نربي اطفالنا علي عدم البكاء لان الرجال لايبكون، ويكبر الطفل علي هذه المعلومة الراسخة بداخله، والذي يعتقد بان التعبير عن مشاعر ضعف، وقد تهرب المرأة من الطلب من زوجها بالاهتمام بمشاعرها الي تربية الاطفال، ومعاملته ببرود حتي في العلاقة الحميمة، وتزداد المسافة بين الزوجين وقد يصل الي مرحلة الانفصال وطلب الطلاق.
التعبير عن الحب بالمال:
الكثير من الرجال خاصة في المجتمع الشرقي يعبر عن حبه لزوجته بشراء هدية لها بدلاً من عن التعبير الكلامي، لكن المرأةبشكل عام تفضل أن تستمع إلي بعض العبارات الرقيقة كتعبير عن حبه وعاطفته لها، والحل هنا أن تنتهز الزوجة الوقت المناسب لتعبير عن إحتياجاتها العاطفية ورغبتها في تغيير أسلوبه معها، وأن يكون أكثر رومانسية للتخلص من الحرمان العاطفي.
ماهي العلامات الدالة علي فقر مشاعر الحب بين الزوجين؟
من أكبر علامات فقدان مشاعر الحب بين الزوجين هو ضرب الزوجة وعدم إحترامها، بل ويعذبها لاتفه الأسباب وربما يصل الأمر لضرب الزوجة والاولاد ايضاً، وللأسف يري بعض الرجال أن ضرب الزوجة هي الرجولة حيث تعني الرجولة بنظرهم هي القسوة والعنف والقوامة هي الإذلال وتسخير الزوجة، علي الرغم من أن ديننا الحنيف يحث الرجل علي معاملة المرأة معاملة حسنة، فمن أراد أن يعامل الزوجة كدابة فقد كفر بنعمة الله وعرض نفسه للعقوبة، وقد شرع الإسلام ضرب الزوجة ولكن ليس بالضرب المبرح الذي يشفي صدر الزوج، إنما هو ضرب للتهذيب تصحبه عاطفة المربي.
بعض النصائح للمرأة التي تعاني من مشكلة الاحتياج العاطفي:
- عليك بطرد الافكار السلبية عن الزوج، ومحاولة التعامل مع الزوج بتلقائية ومرونة.
- تقريب وجهات النظر عن مناقشة الزوج في اي مشكلة شائكة بينهم، مع روح التسامح، والتغاضي عن صغائر الامور.
- اختيار الوقت المناسب لمناقشة الزوج في اسلوبه معها، وكيفية تغيير اسلوبه المزعج لها.
- الالتزام بالصلاة والدعاء والتقرب الي الله بالاعمال الصالحة.
- حضور محاضرات وندوات الارشادية في العلاقات الزوجية والأسرية.
- حبي نفسك لتستمعي بطاقة الحب، ثم أدي واجباتك لمن حولك بكل حب ورضا، لكن لا تستخدمي تلك الوسيلة لشحذ مشاعر الحب والعاطفة منهم.
- إهتمي بنفسك جيداً حتي تستطيعي الإعتناء بأسرتك أيضاً.
- لصحتك النفسية حافظي علي إتزانك العاطفي، وثقي بنفسك وبقدراتك.
- اللجوء إلي تغيير نمط الحياة الروتيني والإبتعاد عن مشاعر القلق والتوتر والضغوط التي تؤثر بالسلب علي الحياة الزوجية.