اضطراب ثنائئ القطب هو عبارة عن حالة صحية عقلية، تسبب في تغيرات في الحالة المزاجية باكثر من اي تغيرات في الحالة المزاجية للشخص العادي، وهي عبارة عن خليط من الاكتئاب والهوس التي تصيب الفرد مع نوبات من تغيير في المزاج، وهو مرض يحدث في مرحلة النضوج، ويصيب الرجال والنساء ونادرا مايحدث في مرحلة الطفولة.
ماذا تعلم عن اضطراب ثنائي القطب، اعراضه، واسبابه
وعلي الرغم من ان اضطراب ثنائي القطب يمثل حالة مزمنة مدي الحياة، الا يمكن السيطرة عليه بالعلاج النفسي المبكر، كما يتسم ذلك الاضطراب انه من الممكن الاصابة به في مرحلة المراهقة، لكنه يقل بعد سن الاربعين، كما يتميز بتقلبات في المزاج بصورة اكبر عن الانسان العادي، ومنها ثلاث انواع:
1- الواطئ: حيث يشعر المريض باليأس والكآبة الشديدة.
2- العالي: وهو شعور المريض بالهوس - البهجة.
3- المختلط: وهو الشعور بالكآبة مع زيادة في النوبة الهوسية.
اسباب الاصابة باضطراب ثنائي القطب:
لم يتمكن العلماء حتي الآن معرفة الاسباب الحقيقية وراء الأصابة باضطراب ثنائي القطب، ولكن توجد بعض العوامل التي تساعد في الاصابة بذلك الاضطراب منها:
السبب الجيني:
حيث يزيد الاصابة باضطراب ثنائي القطب في حالة اصابة احد الوالدين، او الأخوة، كما اثبتت الدراسات ان امتلاك ذلك الجين ليس بالضرورة يعني التأكد بالاصابة باضطراب ثنائي القطب.
السبب البيئي:
ويتمثل السبب البيئي في الضغوط النفسية التي تزيد من فرصة الاصابة باضطراب ثنائي القطب، مثل المعاناة الشديدة من الاصابة بالمرض، والذي يساعد الي حد كبير في الاصابة باضطراب ثنائي القطب.
السبب البيولوجي:
يتمثل السبب البيولوجي في تغيرات فيزيائية في دماغ المصاب، ولم يستطع العلماء الربط بين التغييرات البيولوجية والاصابة بالمرض، كما ان الاصابة باضطرابات الهرمونية قد تتسبب بالاصابة باضطراب ثنائي القطب.
وهناك أسباب آخري مثل تعرض المريض لحالة من الإجهاد النفسي الشديد، أو مشاكل تتعلق بأسرته أو عمله أو دراسته، الصدمات الشديدة مثل موت أحد المقربين للمريض.
علي الرغم من عدم تحديد الأسباب بدقة إلا أن الأطباء حددوا بعض من العوامل المسببة للإصابة باضطراب ثنائي القطب وتزيد من خطورتها منها:
- إدمان المواد المخدرة أوالكحوليات.
- التعرض لبعض الصدمات النفسية مثل فقدان شخص عزيز.
- التاريخ المرضي للعائلة.
يمكنك قراءة:
اعراض اضطراب ثنائي القطب:
- التكلم بسرعة شديدة مع تغيير في المواضيع.
- فقدان الوزن مع تغيير في الشهية.
- الشعور باليأس مع عدم القدرة في فعل الأشياء.
- فقدان التركيز.
- الاحساس بالذنب والتفكيرفي محاولة الانتحار.
- عدم القدرة علي اتخاذ القرار.
- اضطرابات في النوم.
- فقدان الرغبة الجنسية، والشعور بالاجهاد.
- البكاء المستمر اوالشعور بالرغبة في البكاء.
- صعوبة القيام بالمهام اليومية.
الهوس:
- الهوس هو حالة من المبالغة في المشاعر، كما تعكس مشاعر الكآبة التي يعاني منها المريض، وقد تنتهي فجأة بعد ان استمرت لايام متتالية، وتستمرلاسبوع او اكثر، حيث يشعر المريض بتفاؤل اكثر من الطبيعي مع نشاط زائد من الابتهاج، مع المبالغة في التصرفات مثل الغناء او الصراخ، لدرجة فقدان الاتصال بالواقع، وقد يواجهون مشاكل في العلاقات الاجتماعية بسبب تطفل وفضول والانفعال بشكل عدواني عندما يتعرض المريض لشعور الظلم والاضطهاد.
- الثرثرة المبالغ فيها.
- النشوة الزائدة.
- الإندفاع.
- المبالغة في تقدير الذات.
الاكتئاب:
كان اضطراب ثنائي القطب يسمي قديما بالاكتئاب الهوسي، نظرا لان بعض اعراض ذلك المرض يتشابه الي حد كبير مع اعراض الاكتئاب، كما يتميز اضطراب ثنائي القطب بالاعراض التالية:
- ارق مستمر.
- فرط الحركة، التكلم بطريقة سريعة.
- ادمان المخدرات والكحول.
- تشتت الافكار، والافكار المتسارعة.
- الاعياء وفقدان الطاقة.
- حالة مزاجية مكتئبة مثل الشعور بالحزن، الياس، والفراغ.
- فقدان التركيز، النسيان.
- فقدان الشهية للطعام.
- التفكير بالإنتحار.
- إهتزاز الثقة بالنفس.
- قلة التركيز.
- الشعور بالإحباط دائماً.
الفرق بين الاكتئاب أحادي القطب والاكتئاب ثنائي القطب:
ان حالات اكتئاب ثنائي القطب يغلب عليها النوم المستمر لمدة طويلة مع الشعور بالاجهاد علي مدار اليوم، أما حالات أحادي القطب فهو يعاني من القلق والاستيقاظ اثناء النوم ليلا، كما تزداد شهية تناول الطعام مع زيادة في الوزن لدي حالات اكتئاب ثنائي القطب، مع الشعور بالتوتر واعراض الوسواس القهري، مع بعض اعراض مرض الذهان او الهوس، اما حالات اكتئاب احادي القطب فان الاكثر شيوعا بينهم هو فقدان الوزن مع عدم الاقبال علي تناول الطعام.
بالنسبة لحالات الانتحار لدي اكتئاب ثنائي القطب و اكتئاب احادي القطب:
تزداد نسبة مستوي حالات الانتحار للاكتئاب ثنائي القطب بنسبة 20% بالمقارنة بحالات اكتئاب احادي القطب الذي يصل نسبته الي 9% ، ويرجع السبب الي ان حالات الاكتئاب ثنائي القطب يمتلك الكثير من الاعراض المرضية مثل الهوس والوسواس والذهان الذي يجعله يشعر بالاكتئاب بصورة عالية مما يدفعه بالتفكير في الانتحار، فالذين يحاولون الانتحار او الموت هم في الحقيقة يريدون التخلص من الشعور بالالم ولا يريدون التخلص من حياتهم.
هل من الممكن أن يصاب الأطفال والمراهقين باضطراب ثنائي القطب؟ وماهو أعراض المرض؟
نعم من الممكن أن يصاب الأطفال والمراهقين بذلك المرض، ولكن نجد صعوبة في التعرف وتحديد أعراض المرض، واللتعرف علي الفرق بين أعراض المرض و إذا كان ذلك تقلبات طبيعية، او علامات لمشكلة للصحة العقلية للطفل، فقد يصاب الطفل والمراهق بتقلبات مزاجية، ولكن إذا كانت تلك التقلبات المزاجية شديدة ومختلفة عن طبيعة الطفل أو المراهق فيمكن إعتبرها علامة لاضطراب ثنائي القطب.
انواع العلاج:
1- العلاج النفسي:
العلاج النفسي يساعد المريض علي تقليل نوبات الهوس والاكتئاب، وتقليل شدة الاعراض وعدم ظهور المرض مرة آخري حتي يستعيد المريض حياته الطبيعية، مع استخدام بعض الادوية مضادة للاكتئاب والهوس ومرض الذهان، ويمكن ان تستمر حالة المريض من هوس واكتئاب الي مده عام مستمر في حالة عدم استعمال الادوية الخاصة لذلك الاضطراب، اما اذا داوم المريض عي استعمال الدواء فمن ممكن ان تتحسن حالته في الفترة مابين ثلاث الي اربعة اشهر.
ومن ضمن طرق العلاج النفسي، استخدام العلاج النفسي المعرفي السلوكي، والذي يهدف الي مساعدة المريض علي ادارة الاعراض، عن طريق تعرف الشخص علي الاعراض الاولي التي تشير الي بدء النوبة، وكيفية العمل، مع الاحتفاظ بعلاقات ايجابية مع زملاء العمل وفي المنزل.
اما العلاج بالصدمات الكهربائية، فهي تعتبر من طرق العلاج الأخيرة التي يلجأ اليها الطبيب في حالة عدم استجابة المريض للعلاج بالادوية.
2- السند الإجتماعي الأسري:
ويعني بالسند الإجتماعي الأسري هو توافر أشخاص يمكن للمريض أن يثق فيهم، لإنهم بوسعهم الإعتناء به ويقفوا إلي جانبه وقت الحاجة، ويمكن تعريف السند الإجتماعي من خلال تلك النقاط:
- تقديم المساعدة للمريض وقت الضغط.
- يمثل كمصادات للضغوط الحياتية.
- ذات دور إيجابي للصحة النفسية.
- قدرة الفرد من الإستفادة من الأحاسيس الإيجابية من خلال الشبكة الإجتماعية.
تختلف أنواع السند الإجتماعي بإختلاف السلوك في التعبير عنه، إذ يأخذ أشكالاً متعددة منها:
- السند الإنفعالي: ويشمل جميع الرعاية الإنفعالية التي يتلقاها الفرد من الميحطين به كالقبول، التعاطف، الثقة..إلخ.
- السند بالمعلومات: والذي يتمثل بإمداد المريض بالنصائح والمعلومات المفيدة والتي تصقل من مهارات وحل مشاكل المريض أيضاً والتي تعمل علي الكثير من المشاكل.
- السند الأدائي: ويتمثل السند الأدائي في اسناد المريض في بعض الأعمال أو إلحاقه بالعمل أو إمداده بالمال.
- السند اللفظي: مثل المكافئات اللفظية مثل كلمات التشجيع والقبول، الإبتسامة، هز الرأس، أو الإمداد بالهدايا او مشاركة الشخص في هواية ما.
أهمية السند الإجتماعي:
للسند الإجتماعي دور كبير من خلال تأثيره الإيجابي في الصحة النفسية، كما يحمي الفرد من الإصابة بالأمراض النفسية والاضطرابات العقلية، كما يعمل علي خفض الضغوط الواقعة علي الشخص، خاصة الأشخاص الذي يثق فيهم الفرد لهم دور كبير في مواجهة الأحداث اليومية وضغوطها، كما أثبت أن لغياب السند الإجتماعي للشخص من الآخرين سواء من الأسرة أو الأصدقاء يمكن ان ينشط من الآثار السلبية التي يتعرض لها الفرد وبالتالي يؤدي إلي إختلال في الصحة النفسية.
اما في حالة ترك المريض دون علاج، فيتعرض الي مضاعفات خطيرة مثل:
- علاقات اجتماعية مدمرة.
- مشاكل مالية.
- ادمان المخدرات والكحول.
- محاولات الانتحار.
