المقصود بالزواج هو تكوين أسرة مستقرة، وتلبية احتياجات الزوج والزوجة الاساسية من مأكل ومشرب ومسكن واشباع الاحتياجات النفسية والجنسية، وتكوين أسرة وانجاب الاطفال لاستمرار النسل علي الارض، ويعد الزواج من اهم واخطر القرارات التي يتخذها في حياته، وتعد قضية الزواج المبكر من اهم القضايا التي تؤثر علي المجتمع، إذ انها تؤثر علي الشباب في السن المبكر وتعتبر ضاغط اجتماعي عليه حيث تعيق العملية التعليمية، وتعرقل وضعهم الصحي والاجتماعي، وكما نعلم ان الزواج المبكر اوزواج القصر (الغير قانوني) ينتشر في الريف اكثر من المدن، حيث العادات والتقاليد الريفية تحتم الزواج المبكر للفتيات من باب مصلحتها وحصانة لمستقبلها، وتكون الفتاة في عمر لاتسطيع اتخاذ قرار الزواج، مما يؤدي في نهاية الأمر الي مشاكل متعددة في المجتمع المصري.
أسباب الزواج المبكر ( زواج القصَر) وسلبياته
الزواج المبكر هو اقامة علاقة زوجية بين طرفين، في عمر اقل من 18 عاما اي قبل بلوغ السن القانوني، ودون وصول اي من الطرفين الي مرحلة النمو النفسي والجسدي والعقلي، مما يتعرض لكثير من المشاكل.
وتعد ظاهرة زواج القاصرات من الظواهر المرتبطة بالمجتمعات العربية فهي جزء من العادات الإجتماعية الموجودة سواء في الريف أو الحضر أو في المجتمعات البدوية التي تعيش في الصحراء.. حيث تحبذ مجتمعاتنا العربية إنجاب الأطفال بكثرة، ويحاول الآباء تزويج أبنائهم في سن صغير من أجل زيادة النسل، وخاصة تزويج الفتيات في سن مبكر خوفاً من قلة المتقدمين للزواج من الفتاة في سن متأخر.
أسباب الزواج المبكر(زواج القصَر):
1- الفقر:
الفقر من اهم الاسباب التي تؤدي الي الزواج المبكر، فإنخفاض الدخل الإقتصادي للأسرة يؤدي إلي الفقر، والفقر يؤدي إلي عدم إشباع إحتياجات الأسرة كما يؤثر علي تماسك الأسرة، فتلجأ الأسرة لتزويج الفتاة الفقيرة لتلقيص نفقات الغذاء والملبس، لانه ينظر الي الفتاة في الريف كعنصر مستهلك وليس كنعصر منتج، ولذلك يتم تزويج الفتاة في سن مبكر للتخلص من عبء الفتاة، وقد تقوم بعض الأسر الي التخلص من احد بناتها بالزواج مقابل مهر كبيروللهروب من الفقر وإن بعض الأسر الفقيرة ليست بحاجة ملحة للمال إلا إنها تتجه لتزويج بناتها رغبةً في الوصول للثراء السريع ، وقد تلجأ بعض الأسر الي بيع أحد أطفالها بسبب الفقر والاحتياج.
2- رغبة الرجال في الزواج من فتاة صغيرة في السن:
هناك الكثير من الرجال يفضلون الزواج من فتاة صغير في السن لعدة اسباب منها لاكتسابها عاداته وتقاليده، او لانجاب الكثير من الاطفال وهي في سن صغير، او ليستمتع بشبابها لفترة طويلة.
يمكنك قراءة:
3- العنوسة:
الخوف من العنوسة تجبر الأسر الي زواج الفتاة المبكر، قبل ان تكبر في العمر ولا تتزوج، فيكون اهم شيء للأسرة والفتاة هو تزويجها مهما كانت ظروف الزوج وتسعي الفتاة للزواج بدون أي تقكير، وكذلك عزوف الشباب عن الزواج نظراً لاعبائه الشديدة، ويعتبر هذا الاعتقاد الموروث منتشر في مجتمعنا الشرقي اكثر من المجتمعات الغربية.
4- اخلاق الفتاة والجهل:
كما يسود في الريف ثقافة الخوف علي سمعة الأسرة، والشك في اخلاق الفتاة التي تأخرت في الزواج، وانتشار القيل والقال بين الناس عن سبب تأخير زواج الفتاة لهذا السن، مما يعجل الأسر بزواج الفتيات وهن في مقتبل العمر، والجهل في المجتمعات الريفية التي تحرم الفتاة من التعليم بحجة أن مصير الفتاة هو بيت زوجها وتربية أطفالها، وتتزوج الفتاة في سن الثالثة عشر وهو السن المناسب عند أهلها وتحرم من طفولتها وتتحمل مسؤولية الزواج في هذا السن المبكر مع إنها تجهل معني الزواج ومعني تكوين أسرة وبيت.
5- تقليص دور المراة:
القيم والعادات والثقافة السائدة في مجتمعنا الشرقي، والتي تسعي الي تلقيص دور المراة في المنزل ورعاية اطفالها والاهتمام بنظافة وترتيب منزلها، مع قلة فرص العمل، وضعف رغبة الآباء في تعليم بناتهم.
6- الموروث الشعبي:
هناك بعض المفاهيم المرتبطة بالموروث الشعبي منها:
- تفضيل الرجال بالزواج بالفتاة الصغيرة السن.
- إبعاد شبح العنوسة.
- تربية امرأة لأطفالها في سن مبكر.
- الستر والحماية.
- الحماية من الإنحراف.
- تزايد إنجاب ألأطفال أكثر من سن مبكر.
سلبيات الزواج المبكر أو زواج القصَر ومشاكله:
من الناحية النفسية:
من المشاكل النفسية التي تتعرض لها الفتاة التي تزوجت في سن مبكر هو حرمانها العاطفي من حنان الأب والأم، والذي يؤدي الي مشاكل نفسية عديدة، كما يؤدي الي اضطراب العلاقة الجنسية مع الزوج نتيجة لعدم ادراكها لطبيعة تلك العلاقة، مثل ظهور بعض الاعراض النفسية للاكتئاب والقلق، كما تتحمل الاعباء الزوجية والأسرية التي تثقل كاهلها وخاصة بعد إنجابها الأطفال، مما يزيد من شعورها بالنفور من الزوج والخوف من المعاشرة الجنسية، كما يشعر الرجل بثقل تحمل المسؤولية مما يزيد مشاعر التوتر والقلق لديه.
من الناحية الاجتماعية:
تتمثل المشاكل الاجتماعية للزواج المبكر هو عدم تربية الاطفال تربية صحيحة نظرا لضعف المستوي التعليمي والثقافي للوالدين، مما ينتج علاقة أسرية فاشلة بين الزوجين من ناحية وبين الزوجين والاطفال من ناحية آخري.
من الناحية الاقتصادية:
تتمثل المشاكل الاقتصادية في انحسار دور المرأة في تربية الاطفال والعناية بالمنزل دون المحاولة للعمل خارج المنزل او ممارسة مهن آخري، لتطوير من قدراتهن وشخصيتهن، ورفع المستوي المعيشي للأسرة.
من الناحية الصحية:
تتمثل الناحية الصحية في تعرض الفتاة المتزوجة مبكرا الي مضاعفات صحية خطيرة عند الحمل نتيجة لضعف تكوينها الجسدي الذي لم يكتمل، وتعرضها لحالات الاجهاض والذي يمكن ان يؤدي الي الوفاة، او انخفاض وزن الطفل المولود عند الولادة، بالاضافة الي المشاكل الصحية للطفل المولود، هذا بالاضافة الي المشاكل الصحية التي يمكن ان تتعرض لها الفتاة التي تزوجت مبكرا مثل امراض فقر الدم، عدم انتظام الدورة الشهرية، الشيخوخة المبكرة، تلك المشاكل الصحية التي قد تعيق دور الفتاة في تأدية مهامها اليومية او في تربية الأبناء، مما يعرضها للكثير من المشاكل والخلافات مع الزوج .
إرتفاع معدلات الطلاق:
الزواج المبكر من أهم عوامل إرتفاع نسبة الطلاق بسبب:
- عدم التفاهم بين الزوجين: وهوأمر طبيعي نتيجة لعدم وصول الفتاة إلي مرحلة النضج الكافي لتحمل أعباء الحياة الزوجية، ولم تتسع مداركها بعد لإستيعاب متطلبات الحياة، مما يجعلها تواجه الكثير من المشاكل في رحلتها الزوجية والتي تصل إلي مرحلة الفشل.
- المشاكل الصحية بسبب الإنجاب في سن مبكر: فالفتاة الصغيرة الهزيلة لا تتحمل مشقة الحمل في سن مبكر كما سبق وتحدثنا عن مشاكل الإنجاب ومضاعفاته والذي قد يصل الأمر إلي وفاة الأم.
إيجابيات الزواج المبكر:
- وجود فرق سن بسيط بين الأم وأبنائها مما تستطيع الأم تربية الأبناء تربية جيدة.
- يساعد الزواج المبكر علي إكتساب الزوجان عادات متشابهة.
- تستطيع الزوجة الإنجاب بسن مبكر نظراً لخصوبتها المرتفعة وهي بسن صغير.
- يساعد الزواج المبكر علي القضاء علي العنوسة.
- الزواج المبكر يعف الزوجان علي عدم الوقوع في ممارسة الزنا.