انتشر العنف المدرسي في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر، وعلي الرغم من ان تلك الظاهرة ليست بجديدة، بل تمتد الي جذور تاريخية قديمة، وظاهرة العنف المدرسي هي ظاهرة عالمية وليست مقصورة علي بلد معين، وهو يحدث داخل المدرسة او في الطريق الي المدرسة، كما يتخذ العنف اشكال وانماط مختلفة مثل العنف الجسدي والعنف اللفظي، وقد يصل العنف المدرسي الي العنف الجنسي، ويجب دراسة تلك الظاهرة واخذها علي محمل الجد، لانها ادت الي وفاة ما يساوي مليون نسمة تقريبا علي مستوي العالم، علي حسب ما اوردته منظمة الصحة العالمية، وتتعدد معاناة الطالب الذي تعرض للعنف المدرسين كما تتحمل الدول التبعات الاقتصادية المتمثلة في تكاليف الرعاية الطبية والصحية للطالب المعنف.
العوامل المؤثرة للعنف المدرسي علي طلبة المدراس وآثاره
ويعرف العنف المدرسي بانه اي سلوك عنيف يصدر من طالب داخل المدرسة وموجه الي احد زملائه او معلميه، مع تنوع اشكال العنف المدرسي، سواء كان استخدام القوة الجسدية او التسلط نحو طالب من مجموعة من الطلاب او بشكل فردي، بصورة مباشرة او غير مباشرة.
العوامل المؤثرة لظاهرة العنف المدرسي علي طلبة المدارس:
عوامل اسرية:
كانشغال بعض الآباء والامهات عن رعاية أبنائهم، وضعف تأثر القيم الدينية والاجتماعية والاسرية داخل بعض الأسر، كما ان ارتفاع الاسعار الذي دفع الآباء الي السفر خارج الوطن، وتحمل الأم عبء التربية وتعليم الاطفال الي جانب عملها، واصبح الأب بنك لتوفيرالمال للاسرة، مما ادي الي زيادة المال في ايدي الابناء الذي يؤدي في بعض الحالات الي انحراف الابناء، والتفرقة في معاملة الأبناء وتفضيل أحدهم عن الآخر، الخلافات الأسرية.
عوامل نفسية:
تعرض الطالب الي بعض الاضطرابات النفسية كالاحباط، القلق والتوتر، الرغبة في السيطرة والتملك، الميل الي حب الظهور و
الاستعراض امام الجنس الآخر، العناد، مشاهدة الطالب لسلوكيات عنيفة مثل الافلام مما يشجعه بطريقة مباشرة او غير مباشرة لتقليد سلوكيات العنف في المدرسة، او تعنيف الطالب من والديه.
عوامل مدرسية:
وتتمثل العوامل المدرسية في عدة نقاط منها: تسيب وضعف الادارة المدرسية، ضعف المرافق المختلفة بالمدرسة، قلة خبرة المعلم وضعف شخصيته امام الطلبة، او استخدام القوة والسيطرة الزائدة من قبل المدرسين، ضيق وقت الحصة الدراسية وتكدس المقرارات، اسلوب العقاب المتبع الذي يستخدمه المدرس مع الطالب، تدني اسلوب المحادثة من المعلم مع الطالب، ضعف خبرة المعلم في تحديد الفروق الفردية بين الطلبة، كماأن تقليل أحداث العنف داخل المدرسة يأتي عن طريق تقليل حالة الإحباط لدي الطالب .
وسائل الإعلام المختلفة:
تتمثل دور وسائل الإعلام المختلفة في بث البرامج والآفلام العنيفة والتي يحاول الأطفال تقليد الشخصيات التي تظهر فيها، وتعلم بعض السلوكيات العنيفة وممارسته مع زملائهم بالمدرسة الأمر الذي قد يصل إلي إستخدام بعض الأسلحة البيضاء لتخويف زملائهم بالمدرسة.
يمكنك قراءة:
ماهي علاقة التنشئة الإجتماعية والإقتصادية بالعنف.الحلول الفعالة للتعامل مع الطفل العصبي والمشاغب.
العوامل الاقتصادية:
تتمثل العوامل الاقتصادية في الفقر الذي يعاني منه الكثير من أسرالطلاب، او مشكلة بطالة رب الأسرة، قلة المصروف اليومي للطالب، عدم القدرة علي شراء احتياجات الطالب اللازمة لليوم الدراسي.
الآثار المترتبة للعنف المدرسي علي طلبة المدارس:
الآثار النفسية المنعكسة علي الطفل:
- عاقة نمو الطفل العاطفي.
- القضاء علي طاقة الإبداع للطفل.
- إهتزاز ثقة الطفل بنفسه.
- عدم إستطاعة الطفل في تحمل المسؤولية ومشاركة الآخرين في أي نشاط.
الآثار السلوكية:
تتمثل الآثار السلوكية للطالب في الظهور بتشتت الانتباه خلال الحصة المدرسية وقلة تركيزه، العصبية الزائدة لاتفه الاسباب مع زملاء الطالب او مع المعلم، الكذب والسرقة، عدم المبالاة.
وهناك بعض الدلالات التي تثبت علي تعرض الطفل للإساءة في طفولته منها:
- العدوانية المفرطة.
- الألحاح في الطلب.
- الخجل والإنعزال.
- السلبية.
- سلوكيات الطفولة كالهز والعض.
- وساوس فكرية ومخاوف.
الآثار في المجال التعليمي:
من اهم الآثار التي من السهل اكتشافها هو الغياب المتكرر للطالب في المدرسة، او التأخر في ميعاد المدرسة، هبوط في التحصيل التعليمي، عدم مشاركة الطالب في الأنشطة المدرسية المختلفة، التسرب من المدرسة.
الآثار الاجتماعية:
انعزال الطالب عن الناس، زيادة العدوانية تجاه الآخرين، عدم المشاركة في الانشطة الاجتماعية في المدرسة وخارج المدرسة.
المجال الانفعالي:
مثل الشعور بالخوف وعدم الأمان، انخفاض الثقة بالنفس، اكتئاب والشعوربالتوتر الدائم.
وجاء في تقرير" العنف في المدارس المصرية هل من سبيل الي حل" انه تم رصد حوالي 37 حالة عنف مدرسي خلال الاشهر الثلاث الاولي من عام 2009، وجائت عنف الطلاب تجاه بعضهم البعض وصلت الي 27% ، كما جائت نسبة عنف الطلاب تجاه المدرسين 8%، كما جائت نسبة العنف الطلابي تجاه محتويات المدرسة الي 3%.
العوامل المساعدة علي توفر مناخ تربوي جيد داخل المدرسة:
- الحوار الهادف: الحوار الهادف المفيد يعد أمراَ شديد الأهمية للتقارب بين الإدارة المدرسية والتلاميذ والمعلمين وأولياء أمور التلاميذ، للقضاء علي أي خلافات بين جميع هذه الأطراف والقضاء علي سوءتفاهم بينهم.
- تحليل ظروف التلاميذ: أن تحليل شخصية الطلاب وسلوكهم وتفاعلهم داخل المؤسسة المدرسية له التأثير في الحد من السلوكيات الغير مرغوب بها.
- توفير إحتياجات الطلبة ذووي الإحتياجات الخاصة: بحيث لا يشعرون بإنهم أفراد مختلفين عن الطالب العادي، أو بإنهم منبوذين من الإدراة المدرسية أو من زملائهم بالفصل.
- تشجيع الطلاب علي تنمية مهاراتهم التي تنعكس علي تطوير شخصيتهم وحب روح التعاون مع زملائهم بالمدرسة.
- الإهتمام بالمنظر الجمالي بالمدرسة والنظافة العامة.
- فهم سيكولوجية كل معلم حسب المرحلة العمرية له، مما يحقق مناخ مناسب في التعلم.
كيفية التعامل مع مشكلة العنف المدرسي علي طلبة المدارس:
ولمواجهة ظاهرة العنف المدرسي لطلبة المدارس يجب ان نغير من الاساليب والطرق التي نشأ عليها هؤلاء الطلاب، ونغرس بعض القيم والعادات الجيدة في نفوس اطفالنا منذ الصغر، ويمكن ان يتحقق ذلك من خلال الاهتمام بعدة اتجاهات اساسية منها:
- ترسيخ الوعي الديني عند الاطفال، والالتزام بالقواعد الدينية التي تحكم السلوك والاخلاقيات.
- يأتي دور الاسرة الهام في غرس بعض المفاهيم الاجتماعية كالتعاون والحب، واخذ الدور واحترام الاكبر سنا كما يجب، وتغيير فكر الآباء الذي يميل الي العقاب والعنف كأسلوب في توجيه أبنائهم.
- دور المدرسة من خلال ضبط العلاقة بين الطالب والمدرس، ففي الوقت الحالي اصبحت العلاقة بينهما يشوبها عدم الاحترام نتيجة ظاهرة الدروس الخصوصية، فأصبح الطالب ينظر الي معلمه علي انه يعمل لديه وانه يدفع له مقابل مادي نظيرتدريسه له، مما يجعل الطالب يشعر بانه الاقوي من المدرس.
- اشباع حاجات التلميذ الاقتصادية والنفسية، لان التقصير في اشباعها هو المحرك الاول لعدوانية الطفل كالحاجة الي الحب والحنان والشعور بالامان من خلال التشجيع المستمر من المعلم للطالب، والتعامل معه بهدوء واهتمام وصبر حتي يشعر الطالب بذاته دون اللجوء لتحقيق ذاته بالعنف.
- الاهتمام بالمنظومة التعليمية والعملية التعليمية، والاهتمام بالمدرس والحفاظ علي كرامته من الناحية الادبية والمادية والاهتمام بالادارة المدرسية المنظمة والتي تنسق اعمال الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدرسة لمعرفة مشاكل الطلاب وتحقيق قدر من الاشباع النفسي لهؤلاء الطلاب بمزيد من الاهتمام والحوار الابوي معهم وتعاونهم مع الاسرة.
- تقديم بعض البرامج تساعد في زيادة الوعي الثقافي والإجتماعي لدي الطالب تساعد إلي حد كبير في تقليل حوادث العنف المدرسي.
- مراجعة المدرسة من قبل الأب والأم باستمرار، لمتابعة مدي تحسن أو تراجع في سلوك الطالب.
- تكثيف اللقاءات بين إدارة المدرسة ومعلميها وأولياء الأمور من أجل ارشادهم بالأساليب التربوية الإيجابية لممارستها مع الأبناء في المنزل.