ان مسار الحياة السريع يعود بالسلب علي صحة الانسان، وعلي العكس من ذلك كانت الحياة قديما اكثر بساطة واقل تعقيدا، علي الرغم من خلوها من ادوات التكنولوجيا، الا انها كانت حياة جميلة ومريحة وتتسم بالهدوء والمرونة، اما الحياة الآن فهي مقيدة بالجداول اليومية المرهقة المليئة بالاعمال المزدحمة والضغوط، والروتين اليومي الممل، وكل ذلك يؤثر علي صحة الانسان ومستويات التوتر والقلق واالسعادة، فالشعور بالسعادة والبهجة تأتي من الرضا عن النفس والمحبة والسلام الداخلي، والسعي لتحقيق الذات.
كيف تعيش حياة بسيطة لتكون اكثر بهجة وسعادة
عندما تكون شخص سعيد بطبيعتك، فانت لا تحتاج للشعور بالسعادة، لانك تنظر الي العالم الخارجي والمحيط بك من خلال الطريقة التي تعبر بها عن نفسك، والسعي الدائم لتطوير نفسك وتحقيق اهدافك في الحياة، كما ان الحياة البسيطة الخالية من التعقيد، قادرة علي تغيير من شخصيتك وتعاملك مع الاشخاص الذين تقابلهم في عملك وحياتك، والتخلص من الاعمال المزدحمة وتعيش الحياة اكثر بساطة وبهجة، والعيش بحياة بسيطة والتخلي عن الحياة الراقية ليست سهلة، بل لايستطيع البعض التخلي عن الحياة الراقية بكل مظاهرها الجاذبة، فتخيل انك تعيش حياة مترفة، متوفر بها كل الاشياء المادية التي تحلم بها، فستجد في النهاية ان حياتك اصبحت مملة وتفقد شغفك بالحياة.
وعندما تدرك انك تريد العيش بحياة بسيطة، فانت تريد الاستمتاع بالحياة، وان تبقي سعيدا وعليك ان تكتشف بنفسك تلك الحياة البسيطة، واليك بعض الخطوات التي تساعدك لتعيش حياة بسيطة وتكون اكثر بهجة وسعادة:
استمتع باللحظة واصنع سعادتك الخاصة بك:
البعض منا يغرق في التفكير بالماضي والتجارب المؤلمة التي مر بها، والتفكير في الماضي كفيل بان يضيع الوقت فيما مضي، ويعيش حياته في جحيم الماضي بقراراته الخاطئة، والبعض الآخر يفكر في المستقبل بقلق وتوتر، والاثنان علي خطأ، فإن التفكير الزائد في الماضي لن يسمح لك بقضاء يومك براحة وهدوء، بل اعمل علي الاستفادة من اخطائك، فإن آمنت بقدراتك فانك تستطيع الوصول الي اهدافك، كما تستطيع صناعة سعادتك الخاصة بك بالعيش الحياة ببساطة، وان تكون قادر علي التغيير من نمط حياتك اذا كنت غير راضي عن اسلوب حياتك، والابتعاد عن الحياة المكلفة، والتخلص من الاشياء التي لا يمكنك العودة اليها، مع الاحتفاظ علي قضاء الوقت مع الاشياء الهامة والملتزم بها في حياتك والتي لاتستطيع الاستغناء عنها، مثل افراد العائلة او وظيفتك.
يمكنك قراءة:
التقليل من النفقات المرهقة:
ان الاستهلاك هو مضيعة للوقت الثمين، واهدار للالتزامات المادية، فيجب التقليل من النفقات الزائدة مثل الاقبال علي شراء جهاز اليكتروني جديد باهظ الثمن، واستبداله بقضاء بعض الوقت او تمضية اجازة آخر الاسبوع مع الاصدقاء وسط الطبيعة، او قضاء الوقت في ممارسة بعض الاشياء المحببة اليك مثل ممارسة احد الهوايات كالرسم ، او تعلم مهارة جديدة عليك.
التغيير في بيئة المنزل:
لكي تشعر بالتغيير في حياتك وجعل حياتك بسيطة واكثر راحة وبهجة، عليك التخلص من الاشياء الزائدة في المنزل، واعادة تنظيم وترتيب المنزل، فسوف تشعر بالراحة والهدوء والايجابية، وخصص المتعلقات التي تريد التبرع بها للفقراء، ومتعلقات التي تريد الاحتفاظ بها، والمتعلقات التي تريد التخلص منها.
غيير من فكرك:
ان المؤهلات العلمية التي حصلت عليها، او اصولك العائلية التي تنتسب اليها، او وظيفتك المرموقة التي تعمل بها، كل ذلك لا يعمل علي تحديد نوعية حياتك، انما تعتمد علي مدي شعورك بالسعادة والرضا من داخلك، فالامر لا يعتمد علي ماتملك بل يعتمد علي شعورك في تلك اللحظة، هل انت راض وسعيد عن حياتك ام لا؟
بل حاول التعرف علي المرات التي كنت سعيد فيها، والاشياء التي تعطيك القوة والشعور بالسعادة والراحة، فمن الممكن ان يكون اصدقائك او عائلتك من حولك هم الذين يمنحونك القوة المحركة في حياتك لكل شيء تفعله، فاذا اردت العيش حياة بسيطة عليك ان تقدر قيمة الراحة والهدوء.
اكتسب مهارة التقدير والشفقة لمن حولك:
ان مهارة التقدير والشفقة لمعاناة اشخاص من مشاكل خاصة بهم، قد تكون سهلة اوصعبة عليك، لذلك عليك بعرض المساعدة لصديق او احد افراد العائلة الذي يعاني من مشكلة ما او تعرض لمرض مفاجئ، ويحتاج للمساعدة، قد تكون مساعدتك له في تقضية بعض مهام المنزل مثل شراء احتياجات المنزل، او ترتيب البيت، والهدف هنا هو ان توصل للآخريين مشاعر الاعتراف بالجميل التي تقدرها عندما يقوم بها الاشخاص من اجلك... فالسعادة تكمن في العطاء أيضاً وصنع المعروف من أهم أبواب الشعور بالسعادة لإنها تتسبب في شعور الإنسان بقيمته، فالإحسان إلي الناس من أعظم أبواب السعادة وتأسر قلوب الناس.
اكتشف مصدر مشاكلك:
تعرف علي اهم اسباب مشاكلك، هل هي مادية، ام اجتماعية، ام اسرية، وحاول التخلص من اسباب تلك المشاكل، فبمعرفة اسباب المشكلة يمكنك الوصول الي حل وانهاء المشاكل، وقد يكون سبب المشاكل وحلها خارجة عن ارادتك، اي لا يمكن التخلص منها، وهنا يمكن تغيير طريقة التعامل معها، ولكي تستطيع امتصاص الضغوط التي تؤثر علي صحتك النفسية عليك بسؤال نفسك:
- ما الذي يثير غضبك الآن؟ وهل يستحق كل هذا الانفعال والغضب؟
- ماهي الخطوة المناسبة للابتعاد عن تلك الضغوط؟
- هل تستحق تلك الضغوط الهادمة للراحة النفسية ان تضيع يوما من السعادة.
وبعد الوصول الي الاجابة ستدرك انك بامكانك الاستغناء عن الاشياء الغير مهمة والتي تستنفز طاقتك وتتعلم كيفية ادارة المواقف العصيبة، والتكيف مع المواقف التي تظهر بشكل مفاجأ، والتخلص من تعقيدات الحياة، وتكون اقل تواضعا كي تعيش حياة بسيطة واكثر بهجة وسعادة.
ابتعد عن تعدد المهام:
لكي تستطيع العيش حياتك ببساطه عليك تجنب عمل عدة مهام في نفس الوقت، فهو شيء مجهد للبدن والتفكير، لذلك ننصح بعمل جدول زمني لتنفيذ المهام التي يجب أدؤها بشكل بسيط وهادئ، والتخلص من ضيق الوقت بدلاً من العيش حياة مضغوطة في الوقت والشعور بعدم الراحة والملاحقة، فالتنظيم يجعل الحياة سهلة.
الثقة بالنفس:
نعم إن الشعور بثقة النفس من الأمور التي تجعل حياتك أكثر بهجة وسعادة، لذلك ننصح بتجنب التفكير في آراء الناس فيك فهم لايعلمون بكل المصاعب والأمور التي مررت بها، وإذا إحتاجت إلي أي مشورة أو نصيحة فأسأل المقربين إليك والذين ترتاح معهم في الحديث.
لا تكن إنساناً سلبياً:
لكي تنجح في حياتك وتعيش سعيداً عليك أن تكون إنساناً إيجابياً بمعني أن تنظر إلي الحياة بإيجابية، فإنظر إلي الإنجازات التي وصلت إليها بدلاً من التفكير في المشاكل والهموم التي تجلب لك مشاعر اليأس والإحباط والقلق، فالإيجابية هي طريق السعادة والمتعة التي يرنو إليها الإنسان.
حافظ علي صحتك:
ونجد علاقة قوية بين السعادة والصحة مستندة علي الحفاظ علي جهاز المناعة وتشجيع العادات الصحية كما ترتبط ممارسة الأنشطة الرياضية بالصحة الجسمية والنفسية، وتقاس متوسط صحة الفرد الأفضل في البلاد الأكثر رفاهية.
فالإنسان المريض الذي أقعده المرض في فراشه لأيام أوشهور لايمكن أن يشعر بالسعادة والرضا، فعليك أن تهتم بصحتك بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، والإبتعاد عن الحلويات التي تسبب مشاكل السمنة وأمراضها، ووجبات الطعام السريعة وإستبدالها بتناول الخضار والفواكه الطازجة والمفيدة لجسم الإنسان.... والسؤال هنا هل يمكن زيادة الشعور بالسعادة والإيجابة نعم يمكن ذلك عن طريق مشاهدة الأفلام الفكاهية، الإستماع إلي الموسيقي، المرح، الهدايا الصغيرة، زيادة معدلات الأنشطة السارة، ممارسة الهوايات المفضلة، إقامة علاقات جيدة مع أشخاص أسوياء نفسياً.