علي مدي سنوات العمر، يمر الانسان بمواقف عديدة ومتنوعة يقابلها بانفعالات مختلفة، فالحياة لاتمضي علي وتيرة واحدة، في بعض الاحيان يشعر الانسان بالخوف وأحيانا آخري يشعر بالأمان والبعض الآخر يشعر بالتوتر والقلق... وهكذا.
فالانفعالات لها دور كبير في حياة الانسان الاجتماعية، وتعامله مع الآخرين وفهمهم، كما تؤثر علي الشحنات الوجدانية التي تساعد الانسان في مواجهة كل المواقف، ومن الممكن ان الانفعالات تمتلك الانسان بصورة فجائية، كذلك قد تنتهي بسرعة او قد تستمر لبعض من الوقت، وتؤثر علي سلوك الفرد للتنفيس عن حالة التوتر التي تنتاب الفرد كما تؤثر علي تفكيره ايضاُ.
أنواع الانفعالات النفسية وآثارها علي صحة الانسان
الانفعال هو ما لم يتمكن الشخص من إخفائه وهو اضطراب مصدره من الشعوربالخوف أو غضب أو صدمة او حزن، والانفعال هو حالة من الضيق والاستثارة كما إنها تعمل علي تغيرات في النواحي الجسدية والتعبيرات التوجهية والخبرات الانفعالية.
وبشكل عام يمكن القول أن الانفعالات بكل أشكالها وأنواعها تؤثر علي الصحة النفسية للإنسان ويصاحبها بعض التغيرات في الجسد او علي ملامح الوجه او علي الجهاز العصبي، وتبدأ في مرحلة مبكرة من الطفولة حيث يصعب علي الطفل التحكم فيها، ومع التقدم في العمر يمكن التحكم بها، ولكن لا ينجح البعض في السيطرة علي تلك الانفعالات، وعامة يمكن القول اذا كانت تلك الانفعالات في حالة متزنة يمكن للفرد ان يواصل حياته العملية ويستطيع ان يفكر وينشط قدراته الخيالية والابداعية، كما يمكن تغيير الانفعالات السلبية وتطويرها من خلال التدريب بهدف السيطرة عليها من أجل حياة سعيدة وناجحة.
أنواع الانفعالات:
- الانفعالات الايجابية:
وتتسم تلك الانفعالات بزيادة النشاط والحماس والطاقة، وتؤثر علي الصحة النفسية والبدنية بايجابية مثل انفعالات الحب والسرور، وتعمل عليزيادة ضربات القلب وإرتفاع ضغط الدم.
- الانفعالات السلبية:
وهي الانفعالات النفسية السلبية التي تبعث الحزن والكآبة علي النفس، ويشعر الانسان بضعفه، كما تقل لديه طاقة العمل والنشاط والحيوية، مثل الحقد والغضب والكره.
- الانفعالات الفطرية:
وهي الانفعالات الاولية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وهي انفعالات بسيطة مثل الخوف والحزن.
- الانفعالات المكتسبة:
وتظهر تلك الانفعالات متاخرة من حياة الانسان، وهي انفعالات معقدة مثل مشاعر الغيرة التي تكونت من الخوف والحقد والشعور بالنقص.
يمكنك قراءة ايضا:
خصائص الانفعالات:
- التركيز علي الحدث: بوجود المثير الذي يستدعي الانفعال، سواء كان هذا المثير يتعلق بأسباب خارجية مثل تصرفات الآخرين، أو لأسباب داخلية مثل استحضار الشخص لصورة ذهنية معينة أو فكرة ما، أو لتغيرات هرمونية.
- التقييم: بمعني تقييم الفرد لشخص ما أو لشيء ما، او تقييم الفرد لأحداث موقف ونتائجها، ويتداخل فيها قيم الشخص وأهدافه ورغباته.
- مصاحبات الأستجابة: والتي تعني وجود استجابة مصاحبة وقت حدوث الانفعال.
- سرعة التغيير: حيث تتغير وتتبدل الانفعالات بشكل سريع وفي نفس الوقت، والسبب هو إعادة تقييم الموقف، او بسبب ظهور معلومات جديدة وبالتالي يحدث تغييرسريع في الانفعالات.
- مدة الانفعلات: ويذكر أحد علماء النفس أن مزاج البهجة او الاكتئابي قد يستمر لوقت طويل وعلي من ذلك فإن إنفعال السعادة أو الحزن يستمر لفترة أقصربإنتهاء الموقف أو الحدث.
- التأثير السلوكي: إن تأثير الانفعالات علي السلوك واحدة من أهم خصائص الانفعالات التي قد تساعد الفرد في القيام بسلوك تكيفي مثل رفع همة الفرد وطموحاته والعمل بجدية.
بعض التغيرات التي تحدثها الانفعالات:
وللانفعالات تأثير قوي في احداث بعض التغيرات الجسدي المتمثلة في الوجه واليدين يمكن ملاحظتها بسهولة، وهي كالتالي:
- التغيرات الجسدية:
من السهل التعرف علي الحالة الانفعالية للشخص من خلال تعبيرات الوجه المختلفة حيث وجد تشابه كبير بين انفعالات ملامح الوجه بين كثير من المجتمعات، فمجرد احساس الشخص بمشاعر معينة نجد تأثيرها الواضح والسريع علي الوجه، بخلاف تعبيرات الوجه العادية، فنجد تعبيرات المفاجاة تأخذ شكل معين علي ملامح الوجه مثل: إرتفع الحاجبين، فتح الفم بدون توتر، فتح جفون العينين.من تعبيرات الاشمئزاز: ارتفاع الشفة السفلية، ارتفاع الوجنتين، انتفاخ الانف.
من تعبيرات السعادة: تنفتح الشفتين، مع الابتسامة، ظهور تجاعيد حول العيون، ارتفاع الوجنتين.
والشخص الذي يستطيع التحكم في تعبيرات وجهه يعتبر ذوشخصية قوية، لانه يستطيع التحكم بسهولة في عضلات الوجه.
حركة اليدين: حركة اليدين اثناء الحديث تساعد في خروج الكلمات اللفظية المناسبة، وتذكر الكلمات المناسبة.
نبرات الصوت: يعد الصوت من اهم الدلالات التي تعبر عن الحالة الانفعالية للانسان، فيتحدث الانسان بصوت مرتفع عند الشعور بالغضب يتخلله كلمات قاسية.
- التغيرات في الجهاز العصبي:
وتتمثل التغيرات التي تحدث في الجهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي اللذان يحدثان تغيرات جسمية مثل سرعة دقات ضربات القلب والتنفس واللعاب، وحركة الأمعاء.
- التغيرات في الهرمونات:
وتحدث تغييرات في نسبة الهرمونات، حيث تفرز الهرمونات الانفعالية من عدة غدد بالجسم منها الغدة الكظرية والتي توجد فوق الكلي، ويفرز هرمون الادرينالين عند الشعور بالسعادة والفرح ويؤثر علي ضربات القلب وحركة الأمعاء، وهرمون الكورتيزول الذي يفرز أثناء الشعور بالغضب ويزيد من نسبة الجلوكوز في الدم.
هل للإنفعالات أهمية في حياة الإنسان؟
الإنفعالات النفسية لها أهمية كبري في حياة الإنسان وشخصيته، إذ إنها لها وظيفة هامة للإنسان فهي تساعد في ترتيب وتنظيم خبرة الإنسان، وتتلخص وظيفتها في:
1- المحافظة علي السلوك:
فالإنفعالات تعمل علي توجيه السلوك والمحافظة علي إستمراريته، فكسب المال نتيجة القيام بالعمل يدفع الفرد إلي الإبتهاج والمضي قدماً في العمل والنشاط.
2- التواصل بين البشر:
فالإنسان يستخدم بعض التعبيرات والإيماءات الجسدية مثل نبرة الصوت، وحركات العيون التي تدل علي السلوك المحتمل، والتي تحمل رسائل للآخرين، فالشخص الذي يقول لك بإنه سعيد بمقابلتك لكنه أثناء الحديث معه تظهر علي وجه علامات الضجر والسأم التي تشير إلي غير ذلك.
3- التنظيم:
تساهم الإنفعالات في تنظيم خبراتنا فمثلاً عندما تريد الزوجة شراء أثاث جديد من زوجها وتجده في حالة غضب بسبب مشاجرة ما في عمله، حيث لا تستطيع التحدث معه خشية أن يمتد حالة غضبه وإنفعاله معها، لذلك نجد الإنفعالات تنظم شعور الإنسان نحو الأشياء.
تأثير الانفعالات علي صحة الانسان:
ويؤثر الإنفعال علي الصحة النفسية للفرد:
حيث اثبتت الدراسات ان معظم الآمراض النفسية ناتجة من انفعالات عصبية شديدة ، والتي تتسبب في إجهاد أعصاب المريض مثل المبالغة في مشاعر الخوف فيؤدي الي مخاوف مرضية ووهمية قد تصل الي وسوسه فكرية، اوكانت نتيجة لكبت المريض لانفعالات الغضب او قمع محاولة التنفيس عن غضبه، وتتحول تلك الانفعالات الي الشعور بالحزن والكآبة والانطواء.
ولكي يتمتع الفرد بالصحة النفسية لابد من توفر بعض النقاط:
- التمتع بالصحة الجسدية بممارسة الرياضة البسيطة يوميا كرياضة المشي، فإنه يساعد علي تحقيق قدرا من الصحة الانفعالية.
- محاولة العيش ببساطة والبعد عن اي ضغوط نفسية.
- اخذ قسط من الراحة بعد اداء مهام العمل الروتينية اليومية.
- التماسك الأسري والتعاون بين افراد الاسرة، يؤدي الي الصحة الانفعالية.
- محاولة حل المشكلات الاسرية والاجتماعية، دون تركها للتراكم.
تأثير الإنفعال علي الأمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية):
ترتبط الامراض الجسمية بالتأثيرات النفسية، وتسمي بالاضطرابات النفسجسمية اوالسيكوسوماتية وهي عبارة عن اضطرابات جسمية ذات اصل نفسي، وتنتج من التوتر الشديد والقلق، وتصيب المناطق التي يتحكم فيها الجهاز العصبي، وتتحول الانفعالات المزمنة الي اعراض نفسية جسمية وتختفي الانفعالات ولا تظهر، ويتأثر الجهاز الهضمي والجهاز العضلي والجهاز التناسلي والجلد، ومن امثلة الاضطرابات النفسجسمية: قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، سرطان الثدي للمرأة، الصداع النصفي، سقوط الشعر، اضطرابات الامعاء، وتنتشر الامراض النفسجسمية بنسبة اكبر بين النساء عن الرجال.
كيفية السيطرة علي الانفعالات وتحقيق الاتزان الانفعالي:
- تنفيس الطاقة الانفعالية وتوظيفها في الاعمال النافعة المفيدة، مثل الاشتراك في التدريبات الرياضة مثل الكارتيه ورفع الاثقال، فهي تعمل علي تهدئة النفس والعودة الي حالتها الطبيعية الهادئة.
- التعود علي ممارسة الاسترخاء للجسم فهي مفيدة في التنفيس عن الطاقة الانفعالية، وتزول الطاقة الانفعالية تدريجيا.
- عدم التركيز في المواقف التي تثير الانفعال، وتغيير الاهتمامات الي الاشياء التي تساعده في التخلص من التوترات والانفعالات.
- عدم اصدار اي احكام مسبقة اثناء الانفعال مما يفشل في رؤية الامور بشكلها الصحيح.
- ان يتعلم الفرد كيفية السيطرة علي الانفعالات.
- الابتعاد قدرالامكان عن المواقف السيئة التي تثير الغضب والانفعال، وتجنب الاشخاص المسببين للتوترات الانفعالية السيئة.
- محاولة تحويل الانتباه عن المواقف الانفعالية الي الكشف عن تفاصيل تثير الضحك والسرور.