مرحلة المراهقة هي الفترة التي تلي مرحلة الطفولة، وتقع مابين مرحلتي الطفولة ومرحلة الشباب او الرشد، وهي مرحلة حرجة في حياة كل انسان، حيث تتسم تلك المرحلة بالتغيرات في النمو الجسمي والاجتماعي تنتج من تلك التغيرات وتلك المرحلة بعض المشاكل التي تحتاج الي ارشاد الوالدين واحتواء المراهق، كما يحاول المراهق الي تحقيق حاجاته ومطالبه، مما قد تعترض اشباع تلك الحاجات الي بعض الضغوط الاسرية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، بالاضافة ان المستوي الاقتصادي والاجتماعي له دور في هذه المسألة، مما ينتج الي صراعات نفسية يتعرض لها المراهق، فكيف تتعامل الاسرة والوالدين مع مشاكل المراهق النفسية والإجتماعية... هذا ما سنعرفه في هذه المقالة.
مشاكل مرحلة المراهقة النفسية والاجتماعية
مراحل سن المراهقة:
تختلف مراحل سن المراهقة من بيئة الي آخري، ففي البلاد العربية يبدأ سن بلوغ الطفل في مرحلة مبكرة عن البلاد الغربية الباردة، وقد تطول مرحلة المراهقة في مجتمع عن مجتمع آخر، وقسمت فترة المراهقة الي ثلاث مراحل وهي:
- المرحلة الأولي تبدأ من 11- 14 عام.
- المرحلة الثانية تبدأ من 14- 18عام.
- المرحلة الثالثة تبدأ من 18- 21 عام.
بعض من مشاكل مرحلة المراهقة:
قد يواجه المراهق بعض المشاكل التي تعترض حياته، قد تكون منشأ تلك المشاكل داخلية أو خارجية، وتؤدي تلك المشاكل الي تذبذب الاستقرار النفسي للمراهق، ومن بعض المشاكل التي يقابلها المراهق:
قد يعاني المراهق من بعض المخاوف التي تشعره بالتوتر والعصبية وحدة الطباع، مثل الخوف من الاخفاق في الدراسة، الخوف والتوتر من الوالدين او المدرسين، اوالشعور بتأنيب الضمير نتيجة تنمره علي احد زملائه بالمدرسة، بالاضافة الي المشاعر السلبية تجاه الغريزة الجنسية والرغبات المكبوتة، رغبته بالاستقلال التام، او رغبته في السيطرة علي اخوته، مما يؤدي الي تفاعلات مزاجية متقلبة تبدو في حدة الطباع عند الذكور، والاكتئاب والغضب عند الفتيات، ليصبح المراهق متهورا ومندفع، او شخص منعزل منسحب من المجتمع.
ومن أسباب العصبية:
- العوامل الوراثية: فقد يكون احد الوالدين عصبي وبالتالي يؤثر علي الأولاد.
- الضغوط الحياتية: فكل إنسان لديه الكثير من المشاكل اليومية والحياتية التي تسبب له التوتر والإنفعال.
- الإصابة ببعض الأمراض: وخاصة الأمراض التي يصعب الشفاء منها أو الإمراض المزمنة التي تصيب الإنسان ويظل في حالة من القلق والتوتر.
ويعتقد الآباء بأن تلك التقلبات المزاجية لدي المراهق مشكلة سطحية ليست ذو أهمية، ويعتقد المراهقين بان آبائهم غير مهتمين بهم، فيحاول الابتعاد عن آبائهم وعدم إخبارهم بأي شيء عن نفسه، وينصح علماء النفس بالاقتراب من ابنهم المراهق والحديث معهم بهدوء وبمودة، مع اظهار مشاعرالحب لابنهم حتي يمكن احتواء المراهق، والتعرف علي مشكلاته وتقديرمشاعره.
يمكنك قراءة ايضا:
ادمان المراهق للمخدرات ودور الأسرة في علاج المدمن
كيفية التعامل مع المراهقين
كيفية تهيئة اطفالنا نفسيا لعام دراسي جديد في ظل وباء كورونا
جفاء المعاملة بين الوالدين وأبنائهم، الأسباب والعلاج
يحاول المراهق الهروب من تحديات الحياة بإدمان المخدرات أو التدخين في عمر مبكر، اقتداء بأصحاب السوء وبسلوكياتهم السيئة، والتي قد تطور وتصل الي محاولات السرقة.
يجب علي الآباء في هذه الحالة عدم نقد اصدقاء المراهق نهائيا، لان المراهق يكون في تلك المرحلة الحرجة شديد التعلق باصدقائه، ولن يستمع الي عبارات النقد الموجهة لاصدقائه، بل يجب علي الآباء توجيه النقد للسلوك السيء مثل التدخين، وشرح مخاطر التدخين علي الصحة العامة، ويمكن للآباء استشارة المختص النفسي وطلب المساعدة لمعرفة أفضل طريقة للتعامل مع ابنهم المراهق.
- ادمان الاجهزة الالكترونية:
مع التقدم السريع في التكنولوجيا، بدأ إدمان الاجهزة الالكترونية للاطفال والمراهقين والكبار أيضا، مما يجعل المراهق يتواصل مع اصدقائه عن طريق الرسائل النصية او مواقع التواصل الاجتماعي، علي العكس من قلة التواصل الواقعي مع الاصدقاء والاهل.
فإذا كان المراهق متقدم في التحصيل الدراسي وفي أداء واجباته المنزلية، فلا بأس له في استخدام الاجهزة الالكترونية لكن بشروط وهو تحديد الاوقات المناسبة لاستخدامها، مع تحديد اوقات لمشاركة الاهل في الطعام، مع مراقبة المواقع التي يزورها المراهق والتحكم في البرامج المشكوك بها بحيث يصعب للمراهق زيارتها.
ينظر المراهق للمدرسة بانها إمتداد لسلطة الأسرة، فنظام المدرسة والمعلمين من الأمور التي تثير المراهقين، وتدفعهم للتمرد والعصيان، لذا نجد الكثير من المراهقين يسببون الكثير من المشاكل داخل المدرسة سواء مع المعلمين أو مع زملائهم، ويجب أن نقابل تلك الحالة ليس بعقاب المراهق وضربه لإنه سوف يزيد من تمرده ومقاومته، بل نعمل علي زيادة الأنشطة الثقافية والرياضية والعلمية في المدارس حتي ننمي روح الإنتماء لدي المراهق للمدرسة ونقضي علي تمرده.
كثير ما يرفض المراهق تدخل الوالدين في إختيار أصدقائه، ويسعي لاختيار أصدقائه ممن يتناقشون معه في مشاكله الاجتماعية وخاصة المشاكل العاطفية، ومن الصفات التي تثير إعجاب المراهق في صديقه هي الخشونة والسيطرة، روح الفكاهة، المهارة في الالعاب الرياضية، حسن مظهره.
كيف تتعامل مع الفتاة المراهقة العنيدة:
ان الفتاة المراهقة تشعر بانها لم تأخذ حقوقها مثل اخيها الولد، لذلك تفتعل المشاكل والغضب، وترفض اي طلب يوجه اليها، لتتحول الي فتاة عنيدة، لتثبت ثقتها بنفسها، وانها صاحبة القرار، فعلي الأم التعامل بلطف مع ابنتها مع استخدام عبارات المدح في الحديث معها، توافقي معها حتي لا تصاب بمرض نفسي وتسعي للوحدة والعزلة، واعطيها حيز من الثقة والحب ولا تحاولي التدخل في خصوصيتها،
ولا تحاولي تشويه صورتها او انتقادها بصورة مباشرة، او مقارنتها باحدي قرايباتها او جيرانها، بل كوني بالقرب منها وتحدثي معها كصديقة، وكلما كان هناك انسجام وتوافق بينك وبين ابنتك المراهقة، كلما قل عنادها وعصبيتها.
الحب في مرحلة المراهقة:
تبدأ مشاعر الحب والرومانسية مع بداية سن المراهقة، وهي مشاعر حقيقية تنمو بشكل طبيعي، ولا تدعو الي القلق او الخوف، بل انها قد تكون مثيرة للحماس وتسبب بعض التوتر لدي المراهق بسبب صعوبة التعبير عن مشاعرهم، او قد يتعرض المراهق للتوتر بسبب الشعور بالخجل من النمو الطبيعي الذي يتعرض له جسدياً ونفسياً، ويشعر بالانحراج من عدم تفهم الآخرين لمشاعره، وكذلك التغيرات الهرمونية التي تسبب ارتفاع في الهرمونات الانثوية او الذكورية مما تؤثر علي سلوك المراهق، وتقلبات المزاجية لديه.
بعض النصائح للتعامل مع المراهق:
- اعطاء المراهق قدر من الحرية والشعور بالاستقلال، وليست الحرية المطلقة مع المراقبة.
- تجنب الاصطدام والمشاحنات الدائمة، مع التوجيه والارشاد بالحوار الهادئ.
- وضع قوانين ومحظورات والاتفاق عليها.
- التواصل والمحادثة مع المراهق باستمرار.
- تقديم الحب والاهتمام به.
- اعطاء المراهق الشعور بالثقة.
- تنمية الجانب الديني منذ الطفولة وغرس القيم الدينية.
- عدم الإنفعال عليه والتحلي بالصبر معه.
- إتفاق الوالدين علي سياسة موحدة في التعامل مع المراهق بالمنطق واللغة الهادئة.
- الحزم في بعض المواقف بحيث لانترك له حرية مايريد مايفعله في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يريدها!