كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من اضطراب كرب مابعد الصدمة

 سبق وتحدثنا عن التعايش مع شخص يعاني من كرب مابعد الصدمة، وفي هذه المقالة سوف نتحدث عن الطفل الذي يعاني من الصدمة، وتسمي تلك الحالة باضطراب كرب مابعد الصدمة، وهو اضطراب يصاب به الكبار والصغار أيضا، واضطراب مابعد الصدمة هو عبارة عن رد فعل للشخص الذي عايش تجربة شديدة وصادمة له أو مشاهدته لحادث مؤلم، مثل الحوادث أو التعرض للتهديد الجنسي، أو التهديد بالقتل، التعذيب واحداث الحرب المؤلمة، ويتعرض الطفل لذلك الموقف مثل الكبار ويصاب بحالة من الخوف والرعب وانعدام الشعور بالأمن، وسوف نستعرض في هذا المقال كيفية التعامل مع الطفل الذي تعرض لحادث مروع أدي الي الاصابة بصدمة قوية.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من اضطراب كرب مابعد الصدمة

                              
كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من اضطراب كرب مابعد الصدمة


تختلف ردود فعل الاشخاص تجاه تعرضهم لصدمة من حادث قوي من شخص لآخر، و تقل ردود الفعل بمرورالوقت بل ويمكن نسيان ذلك الحادث، ولكن تظل ردود الفعل لكرب مابعد الصدمة لبعض الناس لفترات طويلة بل وتعيق ممارسة الحياة اليومية لهم.

كيف يحدث اضطراب كرب مابعد الصدمة؟

يحدث اضطراب كرب مابعد الصدمة عندما يتعرض شخص خائف ويشعر بالخطر، وعدم القدرة علي التفكير والتخطيط للهروب، فعندما يشعر بالخوف يبدأ الجسم كله في وضع الاستعداد للدفاع عن نفسه، ويؤدي الي اضطراب في بعض وظائف الجسم، وفي نفس الوقت عليه ان يفكر سريعا وان يتخذ القرار كيف يستطيع الهرب او الدفاع عن نفسه، ففي هذه الحالة يتأهب الجسم تلقائيا في الدفاع عن نفسه مثل عند التعرض للضرب يحاول الشخص بقذف المعتدي بأي شيء يجده أمامه، والمشكلة هي ان تلك الحادثة الأليمة تكون مخزونة في الذاكرة بحيث تجعل الشخص دائم التفاعل كما لو ان تلك الحادثة مازالت مستمرة.

أعراض اضطراب كرب مابعد الصدمة عند الأطفال

يتعرض الطفل للصدمة بعد حادث مرعب، وكلما كانت الصدمة حدثت في وقت مبكر كلما كانت عواقبها شديدة علي نفسية الطفل، لانه في السن المبكر يكون اكثر اعتمادا علي الآخرين، وعند تعرضه لتلك الموقف الصادم  وهو وحده كان تأثيره قوي علي نفسية الطفل، حيث يكون تفاعله مع ذلك الموقف في شكل نوبات من البكاء والقلق والتشبث والخوف، حالات من التبول اللارادي الليلي، مص الأصابع، بعض الأعراض المختلفة مثل الشكوي من الصداع أو اضطراربات في المعدة، الخوف من ابتعاد الوالدين عنه، التوتر وضعف التركيز.

يمكنك قراءة ايضا:




وتختلف الأعراض لاضطراب كرب مابعد الصدمة تبعا لعمر الطفل:

من سن 2-5 سنوات:

تختلف حالة الطفل من وقت لآخر، فمثلا يكرر ماحدث وهو يلعب، مع التعرض لبعض ثورات من الغضب والبكاء، والشعور بالرعب من بقاء الطفل لوحده خاصة في الظلام.

من سن 6- 9 سنوات:

يشعر الطفل بآلآم في بعض اجزاء الجسم، وتعرضه لتقلبات مزاجية مختلفة، الحاجة الي الاهتمام من الاخرين، ومشاكل دراسية، الخجل المفرط من الناس.

من سن 9 -12 سنة:

يشعر الطفل في تلك المرحلة بالعدوانية، الفشل الدراسي، الخوف المبالغ فيه علي فقدان احد افراد اسرته، تغيرات في شهية الطعام، اضطراب في النوم، تجنب الحديث عما حدث له.

من سن13- 18 سنة:

العزلة والابتعاد عن الاهل والاصدقاء، الشعور بالغضب وقلة الثقة في النفس، تقلب في المزاج، صعوبات في التحصيل الدراسي، التفكير في الانتحار، تغيرات في شهية الطعام، تغيرات في عادات النوم.
ومن زيادة تأثير الصدمات تؤدي الي الادمان، الهجرة والفقر، مهارات فكرية واجتماعية منخفضة.

                              
كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من اضطراب كرب مابعد الصدمة



- وعامة يمكن القول بأن الطفل قد يتعرض لحدث إرتجاعي فمثلاً عندما يتعرض لتجربة هجوم كلب شرس عليه وعضه، فمجرد أن يري كلب في الشارع فإنه يسترجع التجربة التي مر بها ويصاب بالخوف والهلع ويحاول الإختباء كأنه يعيش نفس التجربة.

- وتختلف الأعراض من طفل لآخر علي حسب عمره ومنها:

1- مص الأصابع بتوتر وخوف، التبول اللاإرادي ليلاً.
2- الخوف من الإبتعاد عن الوالدين.
3- بعض الأعراض مثل الصداع وآلام بالمعدة.
4- سيطرة أحداث التجربة الصادمة علي تفكيره، وضعف التركيز.
5- اضطراب في النوم، والإستيقاظ من النوم في حالة من الخوف والإرتباك.

طرق علاج الطفل الذي يعاني من اضطراب مابعد الصدمة:

العلاج النفسي:

يتلخص العلاج النفسي في إزالة الضغط النفسي الذي وقع علي الطفل، عن طريق إبعاده عن الامكان التي تذكره بالحادث المؤلم، والتحدث معه تدريجيا عن مشاعره واحساسه بالخوف والقلق وعدم الامان وعدم تجاهل الصدمة والاعتراف بحدوثها، فتحدث الطفل عن مشاعره واحساسه مفيد في علاجه والتخلص من آثار الصدمة وذلك لمعاودة الحياة الطبيعية للطفل، ومساعدته في التنفيس عن الضغط النفسي الذي تعرض له، بحيث يستطيع الطفل تجاوز ماتعرض له من شعور مقلق والاحساس بالخوف، ثم تدريب الطفل علي مهارات مواجهة الاحداث من خلال جلسات نفسية فردية مع الطبيب النفسي المختص.

تمارين الاسترخاء:

يقصد بتمارين الاسترخاء هو خروج الجسم من حالة الخوف والتوتر الذي يصيب العضلات، وسرعة التنفس من خلال بعض التمرينات التي تساعد علي الاسترخاء، والتمرين عبارة عن التنفس بالشهيق وحبس الأنفاس لمدة 3 ثوان ثم الزفير لمدة 3 ثوان، ويكرر مثل هذا التمرين عدة مرات.

العلاج باللعب الجماعي:

اللعب للطفل يعتبر نوع من التنفيس الانفعالي، كما يستخدم اللعب الخيالي كتنفيس من القلق والخوف للطفل، كما يساعد اللعب الجماعي الطفل في تقليل الشعور بالاحباط التي مر بها في المواقف المختلفة، كما يساعده في التفريغ الرغبات المكبوتة واتجاهاته السلبية والعدوانية من داخله علي اللعبة.




تعليقات