أنواع العنف الزواجي ضد المرأة وأسبابه وآثاره علي المرأة

 أن العنف ضد المرأة قد تضاعف في الآونة الأخيرة، وازدادت معه المشاكل الاسرية والاجتماعية مما مهد الطريق الي الوصول الي الطلاق كحل  لانهاء العنف الزواجي الذي يقع علي المرأة، ويجب ان يعتبر العنف الزواجي  جريمة  يعاقب عليه القانون كجريمة الحرمان من الميراث، اوكجريمة التحرش، لان الجريمة هوسلوك يعاقب عليه القانون حماية للمجتمع ولافراد المجتمع، وتتعدد شكال العنف الزواجي ضد المرأة وكذلك الأسباب...وسوف نستعرض معا في هذه المقالة انواع واسباب العنف الزواجي وآثاره النفسية علي المرأة.

                     أنواع العنف الزواجي ضد المرأة وأسبابه وآثاره علي المرأة

                          
أنواع العنف الزواجي ضد المرأة وأسبابه وآثاره علي المرأة

تتربي الفتاة في منزل اسرتها علي قيم اجتماعية واخلاقية ودينية يعترف بها المجتمع ويقر بها، الا ان تلك القيم تنتهك بمجرد حدوث العنف معها، وتعيش في حالة من الصدمة والخوف والقلق مما تعيق حريتها واحساسها بالامان.

وتتعدد أشكال العنف الزواجي ضد المراة ومنها:

1- العنف الإقتصادي:

ويتمثل العنف الاقتصادي في عدة نقاط مثل:
- منع المرأة في الحصول علي حقها في الميراث.
- منع المرأة من العمل او استقلالها ماديا، بالاضافة الي اعطائها القليل من المصروف او منعه أيضا. 
- الاستيلاء علي الممتلكات الخاصة للزوجة مثل المقتنيات الذهبية.
- منع الزوجة العاملة من التصرف براتبها واعطائها للزوج.

2- العنف البدني (الجسدي):

وهو من اكثر انواع العنف انتشارا في الاسر، ويتمثل العنف البدني في الضرب وترك آثار علي جسد الزوجة مثل الكدمات والصفع والركل وشد الشعر، التهديد بالسلاح، إطفاء السجائر بجسد الزوجة وغيرها من الوسائل التي تضر بالمراة والتي يسهل التعرف عليها واتخاذ الاجراءات القانونية حيالها.

3- العنف اللفظي:

ويعتبر العنف اللفظي هو من اكثر انواع العنف التي تؤثر علي نفسية المرأة، ويتمثل العنف اللفظي في الشتائم والسخرية من الزوجة حتي اما اولادها للتقليل من شأنها، التهديد بالطلاق، وإحتجاز المرأة بالبيت وعزلها عن أصدقائها وأهلها وتقييد حركتها وحق حرية الإنتقال، التهديد بالضرب، إطلاق بعض الالقاب الغير مقبولة للسيطرة علي المراة واحساسها بالدونية، ويعتبر هذا النوع من العنف هو عنف غير ملحوظ او محسوس فهو صعب اثباته.

أنواع العنف الزواجي ضد المرأة وأسبابه وآثاره علي المرأة

يمكنك قراءة ايضا:



وهناك عدة انواع آخري للعنف ضد المرأة مثل :

4- عدم قبول بعض الآباء لانجاب البنات:

وينتشر هذا النوع من العنف بصورة واضحة في المجتمعات العربية، وقد يأخذ ذلك العنف صورة آخري وهو وأد البنات أي قتل البنات والابقاء علي الذكور،أو الإمتناع عن إطعام الطفلة وإهمالها، لأنها تعد أقل قيمة في المجتمع عن الأطفال الذكور.

5- زواج القاصرات وختان الأنثي:

والمقصود بزواج القاصرات هو تزويج الفتاة في سن غير قانوني ويعتبر ذلك السلوك شكل من اشكال العنف ضد المراة ويكون بدافع التخلص من مسؤولية الفتاة او تزويجها لرجل غني بسبب الفقر الذي تعاني منه الأسرة، وختان الأنثي الذي يحرم الأنثي من التمتع بحقوقها الشرعية حيث يتم قطع جزء من أعضائها التناسلية في سن صغير، لأسباب ثقافية وإجتماعية.

6- العنف الجنسي:

وتتعدد صور العنف الجنسي مثل حالات الاغتصاب العنيف، او قد يتجه الزوج الي العنف الجنسي ضد زوجته مثل اجبارها علي ممارسة الجنس معه دون مراعاة الحالة الصحية التي تعاني منها، وغالبا مايكون بسبب اجبار الزوجة علي طاعة الزوج والشعور بقوته.
كما يتمثل العنف الجنسي في الإكراه علي ممارسة الدعارة، أو التجارة الجنسية الإجبارية، للحصول علي موارد مادية في المقابل، وهي تستهدف الفتيات والنساء اللاتي يعجزن عن تلبية إحتياجهن الأساسية لهن ولأطفالهن، كما تحدث بعض الجرائم الجنسية كما هو الحال في البلاد التي تقع تحت ظروف الحرب وويلاتها، بما فيها من حالات إغتصاب وتحرش، وإجهاض جبري وغيرها من الجرائم الغير إنسانية.
وهناك وجه آخر للعنف الجنسي المتمثل في التحرش الجنسي والذي يتمثل في شكل سلوك لفظي او جسدي، ويمارسها أصحاب النفوذ والسلطة كمدير الشركة او احد زملاء العمل.

أسباب العنف ضد المرأة:

1- اسباب اجتماعية:

تتمثل في التنشئة  الاجتماعية للزوج ونظرته الي العنف كمسألة طبيعية لتأديب الزوجة، وهي نظرة قد اكتسابها منذ صغره وتربي عليها، حيث اثبتت بعض الدراسات ان الزوج الذي تعرض للعنف في طفولته يصبح اكثر ميلا لممارسة العنف عند الكبر،كما تتدخل العادات والتقاليد المجتمعة في ممارسة سلوك العنف من الزوج ضد زوجته حسب ماتقتضيه الرجولة في قيادته لاسرته، كذلك سكوت الزوجة عن أي تصرف حاد من الزوج يكون سبباً لتعنيف الزوجة.
كذلك العادات والتقاليد التي تعطي للرجل الحق في السيطرة والهيمنة علي الزوجة والتفسيرات الخاطئة للنصوص القرآنية، وخاصة الثقافة التي تحدد الأدوار الإجتماعية للرجل والمرأة.
وهناك عدة أسباب اجتماعية مثل استغلال الزوج الإجتماعي للزوجة كعدم وجود سند لها، والتفكك الأسري لعائلتها، تعدد علاقات الزوج النسائية، غياب لغة الحوار بين الزوجين، تدخل أهل الزوج والزوجة وتحكمهم في شؤون الزوجين، استهتار الزوج لخصوصية الزوجة مما يسبب العنف الزوجي، وجود زوجة ثانية، مقارنة الزوجة بأخريات من قبل الزوج.

2- اسباب نفسية:

قد يلجأ الزوج الي تعنيف الزوجة بسبب مشاكله وضغوطه بالعمل التي تسبب له الشعور بالغضب والاحباط لعدم قدرته علي اشباع حاجاته ويقوم بتوجيه كل غضبه علي الزوجة واطفاله، او ان الزوج يعاني من اضطراب نفسي مثل اضطراب السيكوباتية الذي يتسم بميله الي العنف، غيرة الزوج من نجاح زوجته فيقوم بتعنيفها لاثبات رجولته، قد تتسم شخصية الزوج باللامبلاة وعدم الاكتراث، والغيرة والغموض، وقد يتصف الزوج بالشك والغيرة.

3- اسباب اقتصادية:

والاسباب الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع مثل الفقر والبطالة والديون التي تسبب الضغوط النفسية والشعور بالعجز والضعف، مما ينعكس علي علاقة الزوج بالزوجة وبقية الأسرة ويؤدي الي العنف كتنفيس علي الوضع الاقتصادي الصعب التي تعيشه الأسرة، ولا يعتبر الفقر مؤدي الي العنف الا اذا استمر لفترة طويلة، استغلال الزوج المادي والاقتصادي للزوجة، بخل وعدم انفاق الزوج علي زوجته وتعنيفها عندما تطالبه باحتياجاتها.

3- ادمان المخدرات والمواد الكحولية:

ان ادمان المخدرات والكحول هي من المشاكل التي تؤرق الأسرة وتشعل الخلافات الزوجية، وتؤدي الي حالات العنف ضد المراة.

4- اسباب تعود الي الزوجة:

هناك اسباب عدة تعود الي الزوجة منها السخرية من الزوج والاستهانة به وكثرة الجدال والعناد مما يدفعه الانتقام منها في سلوك العنف والضرب، او تقبل الزوجة لاشكال العنف ضدها بان الزوج له الحق في تاديب وضرب الزوجة، وعدم محاولتها لتغييره بل والوقوف بجانب الزوج والاعتراف بسلوكه العنيف بانه حب زوجها لها، او قد يدفع حب الزوجة لزوجها الي الصبر املا في تغيير سلوكه يوما ما، او خوف الزوجة علي اطفالها من ان تتركهم تحت رحمة اب ظالم، تخلي بعض السيدات عن عملهن ومصدر رزقهن لاشتراطه عليها ذلك اقرار منها بالخضوع له، توقف الزوجة عن الاعتراض لمعاملته لها بالعنف خوفاً من ضربه لها، لذا نجد الزوجة تعتبر طلباتها الأساسية من زوجها ذنباً لا حقاً لها، الاعتراض علي الزوج او الخروج بدون اذنه او طلبها زيادة مصروف البيت يسبب مشالك مع الزوج وبالتالي يؤدي إلي العنف، سكوت الاولاد وخوفهم من ابيهم وعدم التدخل في موقف العنف الواقع علي الزوجة يؤدي إلي تمادي الزوج في تعنيفها  .

آثار العنف علي المرأة:

تتأثر المرأة نفسيا وجسديا من تعرضها لحادث العنف ويؤثر علي صحتها بالسلب، ومن اهم مظاهر تلك الآثار هو اهتزاز ثقتها بنفسها نظرا لاجبار الزوج علي طاعته واعتمادها عليه مما يخلق شيء من الاعتمادية وعدم الثقة بنفسها وترددها في اتخاذ اي قرار والشعور بالذنب، كما تتعرض المراة المعنفة لحالات من الاكتئاب النفسي يظهر في صورة تبلد مشاعرها، وذلك غير العنف الجسدي الذي يظهر في جسم الزوجة من رضوض وكدمات وكسور او حالات الحرق والذي قد يصل في بعض الحالات الي الاعاقة او الوفاة.

كما تصاب المراة بامراض مزمنة كالصداع وآلام في العظام وآلآم في الظهر، وقلة المناعة وفقر الدم وبعض الاضطرابات النفسجسمية، وقد تمتد الآثار النفسية لآخر عمرها، وقد يصل الأمر إلي إدمانها للمواد الكحولية والمخدرات وهذا غير محاولة الإنتحار للتخلص من آلامها النفسية والجسدية، وهنا تحتاج المرأة الي تدخل العلاج النفسي الذي يساعدها علي استعادة ثقتها بنفسها وتجاوز المشكلات النفسية التي مرت بها جراء حادث العنف الذي تعرضت له.

                                                    

تعليقات