معني اضطرابات الأكل هو وجود اضطرابات شديدة في سلوك الأكل، وينقسم اضطرابات الأكل إلي قسمين هما فقدان الشهية، فرط الشهية، ومن المعالم الأساسية لكل من فقدان الشهية العصبي وزيادة الشهية هو عدم ادراك شكل ووزن الجسم، اي انه يؤثر علي الصحة بشكل سلبي، حيث تؤذي القلب والجهاز الهضمي واجهزة الجسم الآخري.
ماذا تعلم عن اضطرابات الأكل وأسبابه وطرق علاجه
أعراض اضطرابات الأكل والتغذية:
يعتبر اضطراب الأكل من الأمراض النفسية يصيب بها المريض النفسي كردة فعل لمواجهة مشكلة ما أو حدث معين والتي تؤثر بحداً كبير علي نفسية المريض، هذا ويصاحب ذلك الاضطراب مجموعة من المشاعر وأفكار وعواطف تؤلم المريض بحيث يفقد القدرة علي السيطرة في إيقاف إلتهام الطعام الذي يفرط في أكله، ويصاب المراهقين والشباب باضطرابات الأكل بنسبة أكبر عن الفئات العمرية الآخري.
أنواع اضطرابات الأكل:
أولا: اضطراب فقدان الشهية:
تبدو أعراض اضطرابات الأكل والتغذية (في حالة فقدان الشهية العصبي) في ان الفرد يرفض الاحتفاظ بالحد الأدني للوزن العادي للجسم، او يتملكه خوف شديد من زيادة الوزن، ومحاولة السيطرة علي الوزن بشكل مرهق، وقد يبدو علي الاشخاص من ذوي اضطراب فقدان الشهية العصبي فقدان الوزن بدرجة خطيرة مع اعراض اكتئابية، واضطراب في النوم، الانسحاب الاجتماعي، ظهور بعض الاعراض وسواسية قهرية، الشعور بالضيق من الأكل، الشعور بالارتباك من ان يراهم أحد وهو يأكل، إنقطاع الطمث لدي الاناث في بداية الدورة الشهرية.
يبدأ فقدان الشهية العصبي من بداية سن المراهقة الي المراهقة المتأخرة، من سن 14-18 سنة، ونادرا مايحدث ذلك الاضطراب بعد سن الأربعين، وينتشر بين الذكور بنسبة واحد الي عشرة مما بين الإناث، ويرتبط بداية المرض بحدث من أحداث الحياة الضاغطة، ومرضي اضطراب فقدان الشهية يؤمنون بإنهم يعانون من زيادة بالوزن، أو زيادة حجم بعض المناطق بالجسم مثل الارداف، البطن، الفخذين، وشعرون بالخوف ائما من زيادة الوزن حتي مع إنخفاض الوزن الشديد، لذلك يقومون بوزن أنفسهم من وقت لآخر، وقد يستخدمون بعض الأدوية الملينة (المسببة للاسهال) أو الحمية أو اللجوء للتقيئ.
العواقب الجسدية المصاحبة لفقدان الشهية:
- التحكم بالأكل والتجويع واستخدام الملينات لها تأثيرات جسمية غير مناسبة مثل إنخفاض ضغط الدم، بطء ضربات القلب.
- ظهور مشاكل بالمعدة والكلي، جفاف بالجلد، ضعف الأظافر، أنيميا، تساقط الشعر.
- إنخفاض نسبة البوتاسيم بالجسم، والأملاح الموجودة بالجسم، الشعور بالإعياء والضعف، قد تصل بعض الحالات إلي الموت المفاجئ.
- قد يتمثل مريض فقدان الشهية العصبي للشفاء من 6- 7 سنوات، وتصل نسبة الوفيات بين السيدات ذوي اضطراب فقدان الشهية مابين 3% إلي 5% بسبب المضاعفات الجسدية مثل ضعف عضلة القلب، أو بسبب الانتحار.
ثانيا: اضطراب فرط الشهية العصبي:
فرط الشهية العصبي معناه هو الأكل بشره، حيث يلجأ الفرد إلي أساليب تعويضية غير مناسبة مثل القئ، استخدام الملينات او الصوم او التمرينات البدنية المفرطة.
تظهر الأعراض في ازدياد الاعراض الاكتئابية، اضطراب المزاج، الخوف من المواقف الاجتماعية المختلفة، القلق، إستهلاك كمية كبيرة من الطعام بحيث المعدة لا تستطيع إستيعاب كل هذا الكم، ويبدأ اضطراب فرط الشهية العصبي في مرحلة المراهقة المتأخرة ويستمر سلوك الأكل المضطرب لعدة سنوات، كما يفقد الشخص السيطرة في التحكم في كمية الطعام ويندم كثيراُ فيما بعد، بل قد يصل الأمر لكره الشخص لنفسه بسبب فرط الشهية والإفراط في الأكل، وينتشر هذا الاضطراب بين الذكور بنسبة أعلي عن الإناث، ويأكل المريض في فترة منفصلة من الوقت حوالي مدة ساعتين مقدار من الطعام اكثر، مع وجود نقص في التحكم في الأكل أثناء تناول الطعام أي فقدان السيطرة علي سلوك الأكل ولايستطيع التوقف عن الأكل بالاضافة الي الأكل بسرعة حتي يشعر بالشبع، الشعور بالذنب أو الإكتئاب بعد الشراهة في الأكل، كما يتأثر تقدير الفرد لذاته لشكل جسمه ووزنه، مع الشعور بالخوف الحاد من زيادة الوزن.
وأشارت الدراسات العلمية أن النساء غالبا ما تتناولن الطعام بشراهة حين تكون بمفردهن في الصباح، هذا بالإضافة ان حرمان النفس من احد اصناف الطعام المفضلة في احد الأيام يعقبه جلسة من الشراهة في اليوم التالي.
العواقب الجسدية المصاحبة للنهم العصبي:
- ان التخلص المتكرر من الطعام يؤدي إلي نقص عنصر الكالسيوم بالجسم.
- استخدام الملينات تؤدي إلي تغيرات في نسبة الأملاح المذابة، واضطرابات في ضربات القلب، تمزق في أنسجة المعدة.
- تآكل في مينا الأسنان نتيجة أحماض المعدة.
- قد تصل نسبة الوفاة إلي 4%.
- الاصابة بمرض السكر، ومشكلات بالأوعية القلبية، صعوبة بالتنفس.
- الشعور بالذنب أو بالخجل بسبب سلوك التهام الطعام بكثرة.
- إصابة الغدد اللعابية بالتورم.
- إرتجاع بالمعدة.
- فقدان السوائل بالجسم والإصابة بالجفاف الشديد.
- خلل بالهرمونات.
أسباب اضطرابات الأكل:
ان اسباب اضطرابات الأكل متعددة منها:
1- العوامل الوراثية:
- تنتشر اضطرابات النهم العصبي وفقدان الشهية في العائلات وخاصة الاقارب من الدرجة الأولي،وتنتشر بصورة اكبر بين السيدات عن الرجال.
2- عوامل بيولوجية عصبية:
يعد مركز بالمخ هو أساس تنظيم الجوع والأكل، وقد لوحظ اختلال الهرمونات التي ينظمها مركز بالمخ تحدث نتيجة تجويع المريض لنفسه، وتعود لنسبتها الطبيعية مع زيادة الوزن. 3- العوامل الاجتماعية الثقافية:
تغيرت معايير الجسم المثالي للمرأة واصبحت فتيات الغلاف اكثر نحافة، اما بالنسبة للرجال فالأمر يختلف لان عضلات الجسم تزداد باستخدام الدهون، واصبح المجتمع علي درجة عالية من الوعي الصحي، وانتشرت جراحات شفط الدهون، وتدبيس المعدة.
يمكنك قراءة ايضا:
علاج اضطرابات الأكل:
لا يتعلق العلاج بالإصرار والعزم في مقاطعة أو التحكم في كمية الأكل كما يعتقد، لكن الموضوع هو عدمقدرة الشخص في السيطرة علي الأكل، فلا يجب لوم المريض علي ذلك وإحساسه بالذنب لأن الأمر ليس بيده، ويتمثل علاج اضطرابات الأكل في العلاج النفسي للمريض، حيث يدرس المعالج النفسي حالة المريض واسباب ودوافع المرض، إلي أن يصل إلي:
- الوصول الي اساليب صحية للتعامل مع المواقف الضاغطة.
- تحسين الحالة المزاجية للمريض وعلاقته بالمحيطين به.
- تعلم المريض كيفية مراقبة كمية الطعام.
- تطوير مهارة حل المشاكل.
- تحقيق وزن مثالي صحي.
- إستبدال العادات الغير صحية بالعادات الصحية.
- تنمية مهارة حل المشاكل.
- المساعدة في تحسين الحالة المزاجية.
- كيفية التعامل مع المواقف الضاغطة.
العلاج الدوائي:
1- يقر الطبيب النفسي المعالج الدواء المناسب بحسب طبيعة كل مريض، والتي تتراوح بين أدوية علاج الإكتئاب وعلاج الجهاز الهضمي، ومن المفضل ان يستمر المريض في العلاج بالمستشفي لانها تكون اكثر فاعلية واسرع من العلاج بالمنزل، أو العلاج بالمنزل تحت إشراف ومتابعة الطبيب.
2- العلاج المعرفي السلوكي وهو علاج نفسي حيث يقوم الطبيب النفسي بمساعدة المريض في تغيير أنماط الأكل لديه وشرح وتوضيح السلوكيات الغير صحية والمضرة للصحة وكيفية إستبدالها بعادات وسلوكيات صحية ذات فائدة.
3- مساعدة الأسرة للمريض بالتوقف عن سلوكيات الأكل الخاطئة وخاصة للأبناء في سن المراهقة، والتغلب علي المشكلات التي يمكن لشهره الطعام يؤثر بها علي نمو المراهق.
ويعتبر العلاج السلوكي من العلاجات التي حققت فعالية في زيادة الوزن المكتسب خلال الإقامة بالمستشفي من خلال تقديم بعض التعديم وتشجيع المرضي علي الاشتراك في الأنشطة الإجتماعية والجسمية.
التواصل مع المراهق ودعم ثقته في نفسه مع المتابعة مع طبيب النفسي وطبيب التغذية مع الألتزام بتوجيهات الطبيب المعالج، والمواظبة علي زيارة الطبيب وموعد الجلسات العلاجية.