إن الغيرة شعور فطري، لها دوافع وأسباب، منها الخوف من فقدان زوجها، لذلك تبذل المرأة المحبة جهدها للحفاظ علي زوجها، فتقوم بردات أفعال غير طبيعية مثل مراقبة هاتفه الخاص، التنصت علي مكالماته الهاتفية، سؤاله دائماً أين كنت ومع من؟ بالإضافة إلي شكوكها في أصدقائه الذين تعتبرهم أعداء لها، فهي تخاف أن يسحبونه للسهر خارج المنزل، ويقترحون عليه أفكار سلبية كمعاملة الزوجة بحزم وشدة، وهكذا إلي أن تنعدم الثقة بين الزوجين بسبب غيرة الزوجة وحبها الشديد له.
ما هي مشاعر الغيرة للمرأة المحبة؟ وعلاجها
صفات شخصية المرأة الغيورة:
1- حب السيطرة:
المرأة المحبة الغيورة تحب السيطرة والهيمنة، فهي لاتكف أبداً عن الصراخ والحديث في أدق المواضيع حساسية بلا تردد أو خجل، وإذا تجنب زوجها الحديث معها أو أنشغل عنها فهي تنفجر في ثورة عارمة في وجهه، وفي نفس الوقت لا تعطيه الفرصة في النقاش معها أو الحوار علي أساس إن رأيها هو الصواب وشكوكها في محلها، فهو ملكية خاصة لها ويجب عليه أن يطيع أوامرها، ويرجع حب السيطرة إلي طفولتها، فهي إما تعرضت لحرمان زائد من كل إحتياجتها، أو كان هناك تلبية لكل مطالبها، والمحصلة في النهاية واحدة وهي الخوف من فقدان أي شيء تريده لذلك تفرض سيطرتها علي الزوج حتي تضمن حبه لها ويتولد لديها الإحساس بالأمان.
2- الأنانية:
صفة الأنانية هي من الصفات الرئيسية التي تتحلي بها المرأة الغيورة، فهي تريد زوجها لها دون الإهتمام بإحتياجاته ومطالبه، فهي لا تبالي برغباته، بل تريد كل شيء وفق هواها وميولها، وقد تتعدي غيرة المرأةإلي الغيرة من أمه أوأخواته، فهي تريد الإستحواذ عليه، وإذا اعترض علي شيء تنفجر غاضبة بإنه لا يراعي مشاعرها وإنه مهمل فيها، فهي تريد أن تكون كل شيء بالنسبة له وفي كل الأوقات.
3- لاتحب تحمل المسؤولية:
المرأة الغيورة المحبة لا تريد تحمل مسؤولية غيرتها، بل تلقي اللوم دائماً علي زوجها، وترفض بعناد أن تعترف بخطائها أو الاعتراف بإنها المسبب لأي موقف حرج بسبب غيرتها.
4- لوم الذات:
تلوم المرأة الغيورة نفسها لإنها لم تحصل علي حبه الكافي لها، فتقيمها لنفسها يعتمد علي مدي قبوله لها أو قبول الناس لهانوأكثر مايزعجها هو إبتعاد الناس عنها ونفورهم منها، وقد يرجع ذلك إلي طفولتها لفقدانها لمشاعر الحب والحنان والإهتمام من قبل أبويها، لذلك هي تحتاج إلي من يطمأنها بحبه دائماً ويكون بجانبها ويدعمها طول الوقت.
5- القلق والخوف:
تخاف المراة الغيورة من كل شيء علي زوجها، تخاف من أي سيدة قابلها في الطريق صدفة تجمعهم صلة قرابة مثلا علي الرغم من كبر سنها، فهي تخاف وتقلق من السكرتيرة والخادمة والطفلة وأمه، تخاف من ثرائه ونجاحه....إلخ حيث يفوق خوفها وقلقها حدود المعقول والطبيعي، تخاف من أي إهتمام يوجه إليه، وهذا الشعور بالخوف يعذبها كثيراً، فهي تخضع للافكار السلبية والشكوك التي لا تجد لها مبرراً بعد أن تهدأ، وترجع مخاوفها إلي ما تعرضت له من تهديد، مثل ولادة أختها التي خطفت حب أمها وإهتمامها منها، أو الموت خطف شخص عزيز لها، أو زواج أبيها بأمرأة آخري التي خطفته من أمها، فالخوف هنا من أن يأتي إنسان آخر ويخطف منها من تحب، كما إنها تكره جميع النساء بدون سبب ومن شدة غيرتها تسخر منهم.
6- الكثيرة السؤال:
فعندما بعود الزوج إلي منزله بعد يوم شاق وصعب بالعمل، تنهال عليه زوجته بالأسئلة.. ماذا فعلت ومن قابلت وماذا قلت؟ وبالتالي ينتبه الزوج بأن تكون إجابته لها شافية حتي لا يثير قلقها.
7- كثيرة الشك:
الزوجة الغيورة دائمة القلق والشك في زوجها لذلك فهي دائماً ماتتصل به في مكان عمله بحجة السؤال عنه وعن أحواله حتي تتأكد من مكان وجوده.
يمكنك قراءة أيضاً:
أسباب الغيرة عند المرأة:
1- قلة إهتمام الزوج:
مما لا شك فيه أن الإهتمام والإحتواء هما الماء الذي يروي بستان الحب، فعلاقة الحب والمودة والعاطفة تزيد من تقارب الزوجين وتقوي العلاقة بينهما، فالزوج الذي يظهر مشاعر الحب ويغزل زوجته ويشعرها بإنوثتها وجمالها ويبدي إعجابه بشخصيتها وبتفكيرها وحسن إدراتها لبيتها وإهتمامها بأطفالها وزوجها يجعل المرأة تهيم بحب زوجها وتقديرها له، أما إذا أهمالها وإنشغل عنها تبدأ الزوجة بالشعور بعدم الأمان والشك بأن هناك إمرأة آخري تشغل تفكيره وإهتمامه.
2- شعور المرأة بقلة الثقة في نفسها:
كثيراً ما تفقد المرأة ثقتها بنفسها بسبب نظرتها للآخرين بأنهم أفضل وأجمل منها ومقارنة نفسها بهم، مما يصبح لديها قناعة بأن الآخريات لديهن الجمال والثقافة أكثر منها وبذلك زوجها لن يكتفي بها وسيتزوج بآخري لديها مميزات كثيرة عنها، مما يتولد لديها الشعور بالغيرة من أي إمرأة تتعامل مع زوجها في محيط العمل والأهل أيضاً.
3- الإفتقار للإستقرار:
عدم الشعور بالأمن والإستقرار بين الزوجين من أهم الأسباب التي تجعل المرأة تشعر بالغيرة، فعدم الشعور بالإستقرار والأمان يسبب الكثير من المشاحنات بين الزوجين والذي يصل الأمر إلي مهاجرة الزوجة لعش الزوجية ولو لفترة ليست بكبيرة، ويبدأ الشك وعدم الثقة بين الزوجين والبحث والتجسس علي الهواتف وعلي مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة والحياة تصبح مليئة بالخلافات والشك.
علاج الغيرة عند المراة:
إليك سيدتي بعض النصائح التي تفيدك لتصحيح الأفكار السلبية للغيرة:
1- أولاً عليك تقبل نفسك كما هي، حبي نفسك وستجدين الجميع يحبونك.
2- لا تلومي نفسك والآخرين كثيراً، فأنتي بذلك ترفضين نفسك مما يسبب لك الشعور بالإكتئاب، الشعور بالنقص، والشعور بالذنب.
3- لا تأخذي كل الأمور بحساسية شديدة، بل تقبلي الآخرين بعيوبهم، فعندما يسلم زوجك علي سيدة بكل أدب وذوق فهذا ليس معناه أنه يريد إغاظتك أو اثارة غيرتك، فبحكم عمل زوجك يكون له علاقات إجتماعية كثيرة برجال وسيدات، فلا تسمحي لخيالك أن يصور لك أشياء وهمية.
4- من اكثر الأشياء التي يمل بها زوجك هي الشكوي المستمرة، فليس من الطبيعي أن تنبهي له أن يغض بصره عن أي سيدة مرت أمامه، بل عليك أن لا تفصحي عن شكوكك ومخاوفك خاصة وإنهاغير حقيقية.
5- تذكري دائماً أن لكل إنسان أخطاء فهو ليس ملاك، يمر بأوقات ضعف فمن حقه أن يكون أناني بعض الوقت أو سيء الظن، لإنه إنسان ومن حقه أن يتمتع بضعف الإنسان، وفي هذا الموقف لا تنفجري أمامه بغضب بل تصرفي بحكمة وأن تتقبلي لحظات ضعفه،لإنك أيضاً تمرين كإنسانة بأوقات ضعف.
6- اسمحي لزوجك أن يعبر عن مشاعره، إستمعي له وتناقشي معه في هدوء وبثقة، حاولي أن تعطيه الثقة ولا تكذبيه، فالثقة تعطي الرجل الإحساس بمدي حبك وإحترامك له، مما ينعكس عليه بالشعور بالسعادة الغامرة.
7- إسمحي له بالخروج مع أصدقائه، فهو ليس بسجين لك في المنزل، فهو بذلك سيحن إلي العودة إلي المنزل متشوقاً إليك.