يعتبر التلوث البيئي هو إستخدام بعض المواد الكيماوية الضارة بالبيئة سواء مواد صلبة أو سائلة أو غازية وإدخالها في النظام البيئي، وتعتبر مشكلة التلوث البيئي هي مشكلة عالمية لإنها تؤثرعلي كل أنواع الحياة علي وجه الأرض، حيث تعتمد كل الكائنات الحية علي مكونات الأرض من ماء وهواء.
دور الإنسان في تلوث البيئة
1- التلوث بالضوضاء:
الضوضاء هو ذلك الصوت الصاخب العالي الغير مرغوب به، والذي نسمعه في كل مكان في البيت، العمل، الشارع... إلخ، هناك ضوضاء مقبولة مثل الشباب عندما يستمعون لبعض الموسيقي الصاخبة وهو مستمتعين لكن تلك الموسيقي الصاخبة تسبب الإزعاج للآخرين، لكن هناك إتفاق علي هناك أصوات غير مرغوب بها مثل أصوات السيارات، الطائرات، الأدوات المستخدمة في الورش، وللضوضاء أوالضجيج تأثير علي إنتاج العاملين في الأعمال التي تتطلب التركيز والإنتباه، كما تؤثرعلي الحيوانات أيضاً فنجد مثلا الأبقار تتأثر بالضوضاء ويقل إنتاجها من الحليب لإنه يؤثر علي أعصابها وعلي عضلاتها التي تساعد علي إنتاج الحليب، كما يؤثر في إنتاج البيض للدواجن.
الأمراض الناتجة عن التلوث الضوضائي:
تستطيع الأذن البشرية تحمل مستوي الأصوات العالية حتي 120 وحدة ديسيبل، لكن بشكل عام نستطيع القول أن الضوضاء تسبب بعض الأمراض للإنسان مثل التوتر والقلق، اضطرابات في النوم، قلة الإنتباه والتركيز، تعذر إستماع الحديث بسبب الضوضاء، ومع التعرض الدائم للضوضاء تبدأ ظهور علامات الإجهاد مثل سرعة التنفس، إرتفاع ضغط الدم، الشكوي من السمع، بالإضافة إلي تلف بعض الخلايا بالمخ، والإصابة بأمراض القلب، وزيادة ضربات القلب، الإصابة بتصلب الشرايين، والجلطة القلبية.
كيف يمكن مكافحة الضوضاء:
يمكن مكافحة الضوضاء بعدة طرق مثل:
- إصدار تشريعات وقوانين خاصة لإستخراج تراخيص الورش الحرفية، والمصانع المختلفة.
- في أماكن العمل يمكن تحديد الأماكن التي يستخدم فيها ضوضاء وكبح جماحها عن طريق وضع أبواب مانعة للصوت، او تغيير وسائل التشغيل، بالإضافة إلي توفير وسائل الأمان للعاملين في تلك التقنيات الصعبة.
- في الشوارع يمكن الحد من الضوضاء والتحكم فيها من خلال معرفة مصدرها ومعالجتها بإستخدام الأشجار والأعمدة، وقد ثبت فعلياً أن أشجار الفيكس نتدا تعمل علي تقليل الذبذبات عالية، هذا فالأشجار عامة تعمل علي تنقية الهواء من الملوثات.
- يراعي عند التخطيط العمراني الجديد لأي مدينة أن تكون المصانع والورش الحرفية والمطارات بعيدة عنها.
2- مشكلة القمامة والنفايات:
القمامة من أكبر المشكلات المسببة للتلوث في العالم والدول النامية خاصةً، نظراً لتأثيرها الضار علي الصحة و تشويه القيم الجمالية والحضارية، وأصبح علينا التعامل مع تلك النفايات بصورة يومية فنحن نشترك في مشكلة القمامة، وكذلك النفايات الخارجة من الورش والمصانع، هذا غير مياه الصرف الصحي التي تنساب في شبكات المجاري العامة ممتزجة بمياه الصرف الصناعي، ومما لاشك فيه أن النفايات والقمامة تتجمع وتؤدي إلي إنتشار الحشرات والقوارض والذباب الذي يعمل علي إنتشار الأمراض والأوبئة.. هذا غير منظرها الغير مرغوب فيها والرائحة المنفرة في الشوارع.
- وهناك برامج لجمع القمامة من كافة مصادرها المتنوعة، حيث تجمع القمامة في حاويات كبيرة لخارج المدينة، حيث تجري عملية التفريز لآستخراج المواد التي يمكن إعادة تدويرها، مثل الباستيك والزجاج والعظام التي يمكن إعادة تدويرها لتصنيع أعلاف للحيوانات، ويلقي بما بقي في حفرة كبيرة خاصة للردم الصحي التي تحول تسرب الملوثات للبيئة.
- هناك تأثيرات ضارة للبيئة من تراكم القمامة في الشوارع وخاصة في الطقس الحار، مما يؤثر علي الصحة العامة، كذلك لجوء بعض الأفراد إلي حرق القمامة يؤدي إلي هلاك الزرع والتسبب في الإصابة ببعض الأمراض الصدرية.
3- النفايات الصناعية الضارة:
- النفايات الصناعة الضارة ليست قاصرة علي المناطق الصناعية فقط، بل تمتد إلي المدن والمناطق السكنية والزراعية المجاورة، حيث تنتقل بواسطة الرياح، لتهلك الزرع وتضر بصحة الإنسان، ونفوق الحيوانات، وإتلاف ألوان البنايات، وتمزق الجلود.
ويبدو تأثير تلك النفايات الصناعية علي الصحة العامة، وأول من يصاب بها هو العاملون في قطاع الصناعة نتيجة تعرضهم اليومي للتلوث من النفايات الصناعية، وأكثر الأمراض إنتشاراً هو أمراض الجهاز الهضمي، أمراض المفاصل، الالتهاب الكبدي، أمراض السرطان.
- وتتوقف التأثيرات الصحية للملوثات الصناعية علي نوعية وتركيز المادة الصناعية، وفترة التعرض، وهناك بعض الملوثات الصناعية مثل الأبخرة المنتشرة بالهواء تمتص عن طريق الجلد، وتسري في مجري الدم مما تسبب تلفيات في المسار الاحيائي للإنسان، كما يؤدي النفايات إلي أضرار جسيمة لصحة الإنسان وإنتشار بعض الأمراض للجهاز التنفسي، وإنتشار الميكروبات التي تسبب الكوليرا والإصابة بالإسهال، كما تكون بيئة خصبة للفئران ومختلف الحشرات، وإلتهاب الكبد الوبائي، السل، التيتانوس.
- وهناك عدة أمثلة علي مصادر التلوث البيئي بسبب التطور التكنولوجي للإنسان مثل:
1- دخان المصانع.
2- دخان السجائر.
3- الدخان الصادر من السيارات.
4- صناعة الأسمدة.
5- الغازات الناجمة عن حرق المخلفات.
6- المخلفات الصادرة من المحاصيل.
لذا وجب رفع مداخن المصانع عالياً أو تزويدها بمرشحات تعمل علي حجز الدخان الذي يلوث الهواء، كما يجب لفت النظر إلي مخاطرالتدخين الذي يسبب لإنتشار المواد السامة المسببة لسرطان الرئة، كما يسبب ضعف في خصوبة الرجل والمرأة وتشوهات الأجنة.
يمكنك قراءة أيضاً:
تلوث المباني:
- إن تلوث المباني والمنازل بصورة أقل من البيئات الآخري، إلا إن تأثير ملوثات المنازل والأبنية علي صحة الإنسان تبدو بصورة واضحة وجلية، بسبب إستخدام الأفراد بعض المواد والمنظفات والمواد الكيماوية دون مراعاة التنبيهات المحظورة في التعامل مع تلك المواد، حيث إستخدام تلك المواد تبث غازات وتسبب تلث الهواء داخل المنزل، وقد تنساب تلك المواد خلال الأثاث، وغالباً مايتأثر الإنسان بتلوث الهواء داخل المنزل خاصة في الأماكن المغلقة، من غاز الرادون الذي يتسرب إلي داخل المنازل من خلال الشقوق والفتحات في أساسات المباني، كما يوجد الرادون في المياه الجوفية، كما يتسرب في الهواء أثناء الإستحمام بالدش، وتتسبب مادة الرادون في أمراض السرطان، وتلف أنسجة الرئتين.
- أما عن التدخين داخل المنازل يعتبر من ملوثات الهواء، ومن المعروف أن غير المدخنين يتعرضون للتدخين السلبي بمجرد جلوسهم مع الشخص المدخن وتعرضهم للدخان، كما أن الشخص المدخن عرضة لأمراض السرطان وأمراض الرئة، امراض القلب والشرايين ويؤدي إلي الوفاة.
- ومن ملوثات بيئة المنزل مادة الفورمالدهيد الذي يدخل في صناعة الغراء ومواد العزل، وتنظيف الملابس، صناعة السجاد، وإن إستنشاق تلك المادة يؤدي إلي الإصابة بضيق التنفس، إلتهاب العين، إحمرار الجلد، ضيق التنفس.
- هذا بالإضافة إلي مواد آخري تستخدم في المنازل مثل مزيلات البقع، الصابون، مبيدات الحشرات، ملمع الأحذية، مواد الطلاء، يؤدي إلي تأثيرات ضارة بالصحة مثل الدوران والإجهاض وأمراض العقم.
- ويمكن تقليل التلوث داخل المنازل بإستخدام مواد صديقة البيئة، وتقليل إستخدام المواد الضارة بالبيئة المنزلية، وإبعاد الأطفال عن إستخدام تلك المواد، ومراعاة الإرشادات المكتوبة علي العبوات، وعدم إستخدام المواد الضارة بإسراف، والتدريب علي التخلص الأمثل للمواد الخطرة.