إن مشاعر الخوف عند الأطفال أمر طبيعي، فالخوف إحساس فطري نولد به، وكثيراً مانجد أطفالنا يخافون من الحيوانات أو الحشرات، أو الوجود في الأماكن المظلمة، وهذا شيء غير مقلق، لكن إذا زادت عن حدها أصبحت أزمة نفسية لدي الطفل، يعاني من خلالها من الرهاب الإجتماعي أو القلق.
أنواع الخوف عند الأطفال وعلاجه
إن اهتمام الأم الشديد بطفلها وخوفها عليه، يجعل الطفل خائف دائما، فبإعتماده عليها وسيطرتها عليه يجعله في حالة يشعر فيها إنه في إحتياج إليها دائماً لرعايته، ويخاف في الإبتعاد عنها.
مظاهر الخوف وأنواعه:
إن مشاعر الخوف تتولد لدي الإنسان قبل سن السابعة من العمروتستمر معه حتي الكبر، فهي مشاعر طبيعية لإنها جزء من نشأة الطفل وليس هناك إنسان لم يشعر بالخوف من خلال تعرضه لموقف ما أو بسبب التفكير في أمر ما والقلق منه، وللخوف أنواع منها:
1-الخوف من الوحدة:
الطفل يكره الوحدة فعندما تترك الأم طفلها لوحده لأي سبب كان، فإنه يشعر بالوحدة والخوف والقلق، حيث يشعر بالرهبة والذعر، كذلك عند استقبال طفل جديد فإنه يصرخ لبقاء أمه بجانبه، وتنتابه مشاعر الحقد والغيرة من أخيه المولود والذي يتحول إلي الشعور بالذنب والخوف.
2- الخوف من المدرسة:
قد يكون بسبب خوف الطفل من المدرسة هو تعامل أحد المعلمين معه بطريقة قاسية، كما أن الذهاب إلي المدرسة يبعد الطفل عن أمه الذي تراعاه طول الوقت وهي بجانبه.
3- الخوف من الحيوانات والحشرات:
الطفل كائن برئ فهو لا يعرف طبيعة الحيوانات وكيفية التعامل معها، لكن عندما يألف تلك الحيوانات تتبدد عنده مشاعر الخوف، وإذا استمر معه لفترة طويلة فهو خوف مرضي ويحتاج إلي زيارة الطبيب النفسي المختص.
4- الخوف من الأماكن المظلمة:
من الطبيعي أن يخاف الطفل من المكان المظلم ويعتقد بوجود أشباح وتخيل سماع أصوات مخيفة، ويخاف أيضاً من الأماكن الفسيحة الواسعة، كما يخاف معظم الأطفال من زيارة المستشفيات و عيادات الأطباء، وقد يرجع أسلوب الأبوين في الخوف من الأطباء بإنه سيعطيه حقنة إذا تصرف تصرف خطأ.
5- الخوف من الموت:
في مثل هذا الموقف يعتبر نتيجة فقدان شخص عزيز لديه مثل الأب أو الأم، ويخيفه أيضاً منظر الدم والأشياء المرتبطة بالجروح والعمليات الجراحية
6- الخوف من الأشخاص الغرباء:
يخاف الطفل من الناس الغرباء مثل وجود ضيوف غرباء في المنزل ويخاف الطفل في التعرف عليهم أو السلام عليهم وذلك بسبب إنهم أشخاص لم يألف وجودهم معه في منزله مع أبويه، وقد يظهر ذلك الخوف في شكل الخجل منهم والإرتباك والإحمرار في الوجه والإرتعاش في الصوت، إلي أن يصل إلي اللجوء إلي الإنطواء والوحدة مما يؤثر بالسلب علي تحصيله الدراسي.
7- الخوف من الأصوات العالية:
يخاف الطفل من الأصوات العالية المزعجة مثل أصوات السيارات المفاجئة أو صوت والديه عند الإنفعال عليه، أووجوده في بيئة تنعدم فيها لغة الحوار والتفاهم بين الزوجين اوبين الوالدين وأبنائهم، ويحل محلها لغة الضرب الإهانة والتوبيخ والتهديد، مما يؤثر في نفسية الطفل أيضاً ويصبح الطفل مطيعاً ولا يتعلم أسلوب المناقشة والحوار ويصبح أيضاً أباً يعبر عنمشاعر بنفس الأسلوب الذي تربي عليه .
- ويخطأ الأبوين في سرد بعض القصص المخيفة علي أطفالهم، أو مراقبة مايشاهده الطفل في التلفزيون من أفلام مرعبة، أوتحذير الطفل من الأشباح لأنه لا يطيع أوامر والديه، فهذا سلوك خاطئ.
فالخوف إذا تحول إلي حالة رعب عند الصغار أو الكبار فيعتبر حالة مرضية لابد من العلاج، أما الخوف البسيط فيمكن علاجه عن طريق المواجهة، وعدم تصديق كل ما يكتب أو يسمع، والسيطرة علي التفكير الخيالي والأوهام.
الخوف بسبب الفهم الخطئ:
كل إنسان تعرض للخوف بسبب الفهم الخاطئ وهو طفل مثلما ذلك الطفل الذي أخبره أبوه إذا صرخ في المساء فسوف يظهر له شبح، وإذا فعل الطفل سلوك خاطئ فأمه تخبره أن العصفورة قد أخبرتها بفعله، فإذا كان الطفل يشتكي من خوفه فيجب أن يوضح الأبوين أن تلك التحذيرات ماهي إلا للخوف علي طفلهم، ويجب الا ينكر الأبوين مشاعر الطفل وشكواه حتي لايمتنع من التعبير عن مشاعره لهم، ويستطيعون فهم الطفل ومخاوفه ومساعدته.
المخاوف الطبيعية:
إن الطفل الصغير جديد علي العالم، فمن الطبيعي أن يخاف عند رؤية الحيوانات في الشارع، فلابد علي الأبوين أن يرشدا طفلهم ويحذروه من تقاطع الطريق وأن يتعلم ويتعايش مع هذا الخوف، وهو شيء إيجابي وضروري لتعليم الطفل، وأن لايخاف من الأشياء الغير منطقية.
أعراض الخوف عند الأطفال:
- سرعة نبضات القلب.
- إرتعاش الجسد.
- ضيق في التنفس.
- عدم الراحة.
- الشعور بالدوران والدوخة.
- التعرق.
- اضطرابات بالمعدة.
للأبوين دور كبير في غرس الخوف في نفوس أطفالهم:
يعجز الكثير من الآباء من فهم نفسية الأطفال ومشاعره، فيلجأون إلي رفض مشاعر الخوف لدي الطفل خوفاً أن يشب علي هذه المخاوف وتصبح عادة لديه، وهؤلاء الآباء غير واقعين بالمرة، فالطفل الطبيعي لابد من أن يمر بمراحل ومواقف جديدة عليه ويشعر بالخوف والقلق منها، وللأسف أسلوب تعامل الآباء مع مخاوف الطفل تزيد من حدتها، وقد يلجأ الأبوين إلي السخرية من مخاوفه لتبديد خوف الطفل، كما يتخذ بعض الأخوة الكبار السخرية والتسلية منه مما تتعقد شخصية الطفل وتسوء علاقته بأخوته الكبار.
من الممكن أن يكون الطفل أكثر شجاعة، ويتمتع بالصحة النفسية السوية، ويكون أقل عرضة للاضطرابات النفسية والعقلية، إلا إن هناك بعض الآباء الذين يغرسون الخوف والرعب في نفوس أطفالهم، من خلال إنفعالتهم مع الأم والصوت العالي الذي يزعج الطفل الرضيع ويخاف منه، أوأن ينهر الأب الابن في السؤال عن أي شيء يريد معرفته، وبذلك يقضي علي حب التفكير للطفل، وفي النهاية فقد تربي الطفل علي الخوف وعدم السؤال تجنباً لإنفعال الأبوين عليه.
أهم الطرق لعلاج الخوف عند الطفل:
1- تعامل مع مخاوف طفلك علي محمل الجد:
عند علمك بمخاوف طفلك لا تسعي للسخرية من مخاوفه بل ناقش معه بعض الخطوات اللازمة للتغلب علي مشكلته وأسأله عن سبب تخوفه، حتي يمكنك فهمه أكثر ومساعدته في تجاوز تلك المشاعر، كما يجب إحتضان الطفل وطمأنته بإنك بجانبه ولن تتركه لوحده.
2- التدرج في مواجهة الخوف:
لعلاج الطفل من مخاوفه وليكن خوفه من القطط، حاول أن تعرض طفلك تدريجياً للتعامل مع القطط من خلال مشاهدة بعض الصوراللطيفة عنها، ثم عرض بعض الفيديو لمواقف ظريفة لها وهي تلعب، ثم اللعب امامه مع قطة صغيرة إلي أن يتقبل الفكرة ويبدأهو بلمس القطط واللعب معها، لكن تذكر عدم إجباره بعنف بالتعامل مع القطة بل كن صبوراً معه.
3- عدم معاقبة الطفل علي مخاوفه:
إن معاقبة الطفل علي مخاوفه يزيد مشاعر الخوف والرهبة لديه ويزيد من كبت المشاعر بداخله، فلا بد من تنمية قدرات الطفل ومساعدته في التغلب علي خوفه.
يمكنك قراءة أيضاً:
4- كن أنت القدوة:
فالطفل كالاسفنجة يمتص كل إنفعالاتك وسلوكياتك التي تظهر أمامه في عدة مواقف، فلا تحاول إظهار الخوف أمامه بل تحلي بالشجاعة في كل المواقف حتي يكتسبها منك، وتشجيع الطفل ومدحه عندما يواجه خوفه ويتغلب عليه، أو تقديم له هدية مناسبة.
5- تغيير عادات النوم:
من المهم أيضاً تغيير عادة النوم للطفل، فعند ذهابه للنوم يجب قراءة قصة لطيفة أو الغناء له حتي يطمأن وتهدأ أعصابه ويقل لديه الشعور بالخوف والقلق.