ماهي الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها

تعتبر الضغوط النفسية هي إحدي الظواهر الحياتية التي يمر بها الإنسان، وتختلف بإختلاف الموقف الذي يتعرض له، مما يتطلب منه التكيف والتوافق مع البيئة التي يعيش فيها، وأصبحت الضغوط النفسية أكثر عبئاً علي الإنسان خاصة في الفترة الأخيرة وما يصاحبها من التطور التكنولوجي، ويواجه الإنسان الكثير من الضغوط النفسية المختلفة في العمل والبيت ومع العائلة وأقران العمل وغيرها من المشكلات والصعوبات والتي تهدد بعضها حياته للخطر، مما تنعكس علي حالته النفسية والجسدية، وتخلق نوع من التوتر والقلق في علاقة الفرد بالمحيطين به، مما يحتاج إلي أساليب لمواجهة تلك الضغوط النفسية والتغلب عليها.

                          ماهي الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها

                                             ماهي الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها

ولكي نتعرف علي أساليب مواجهة الضغوط النفسية علينا أن نتعرف علي مصادر الضغوط ومنها:

1- أسباب أسرية:

ومنها المشاكل العائلية والمشاحنات بين الزوجين، حالات الإنفصال والطلاق، وفاة أحد الزوجين، الإصابة ببعض المشاكل الجنسية،عدم التوافق الأسري، مشاحنات مستمرة بين الزوجين، مشاحنات مع أهل الزوجة أو الزوج، محاولات التصالح بين الزوجين...الخ

2- العدوان: 

حالات العدوان والتي تظهر في الخلافات الزوجية والخلافات مع زملاء العمل، وأصحاب العمل.

3- ضغوط السيطرة:

مثل اللوم والنقد الدائم، وحالات العقاب القاسي.

4- مصادر فسيولوجية:

كدرجة حرارة الجو، الأمراض التي تصيب الجسم والأضرار التي تسببها للجسم.

المشاكل النفسية والجسدية التي تنتج من الضغوط النفسية:

- جفاف الفم.
- آلام بالمعدة.
- ضيق بالتنفس.
- التعرق.
- الحزن والكآبة.
- خفقان في القلب.

بعض الطرق التي يلجأ إليها الفرد لمواجهة الضغوط النفسية:

إن وجود الضغوط النفسية في حياتنا أمر طبيعي، ولا يعني هذا بإنه مرض نفسي بل إنه يعني إننا نمر بصعوبات ومشقات في طريق تحقيق طموحاتنا وأحلامنا، لذلك من الأفضل مواجهة تلك الضغوط والتعامل معها سواء كانت متوقعة أو غير متوقعة.

1- الهروب:

قد يلجأ بعض الأفراد للهروب من الضغوط النفسية كحل للمشكلة التي يواجها، او التقليل منها كإستخدام بعض السلوكيات المعينة كالأكل بشراهة، لكن في حالات الحروب والاضطرابات المرتبطة بها تزول بعد الإبتعاد عن خط النار وتغيير البيئة، كما يمكن القول إن اسباب الضغوط النفسية ليست بسبب البيئة المحيطة ولكنها بسبب أفكارنا اللاعقلانية التي يفترض إنها مسؤولة عن إصابة الفرد بالأمراض النفسية وأسلوب التفكير في مواجهة تلك التحديات ومن تلك الأفكار اللاعقلانية:
  • إنه من الضروري أن يحوذ الإنسان علي حب الجميع من حوله (وهو أمر محال حدوثه) لإنها فكرة غير منطقية إسناداً لمقولة إرضاء الناس غاية لاتدرك وإن إجتهد الفرد لنيل هذه الغاية وفشل فإنه يشعر بالإحباط، فهو يضحي بطموحاته وأهدافه في الحياة من أجل تحقيق هدف مستحيل.
  • من الطبيعي أن يفشل الفرد في تحقيق هدف له ويشعر بالإحباط لفترة ما، لكن ليس من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلي الإستمرار في الشعور بالتوتر والقلق، وخاصة عندا يبذل كل جهوده فلابد من تقبل الأمر الواقع، لإن مهما الإنسان حزن وشعر بالقلق والتوتر فإنه لن يصلح شيء.
  • من الأفكار الغير منطقية هو توقع حدوث شيء مخيف وكارثي وينشغل فكر الشخص بكيفية مواجهة تلك الأحداث المخيفة، ويؤدي ذلك التفكير إلي تضخيم إحتمال حدوث الحادث، كما يجعلها أكبر مما عليه، فالقلق والتوتر لن يمنع حدوثها، بل القلق قد يصيب الشخص ببعض الاضطرابات النفسية.
  • فكرة أن الفرد يجب أن يعتمد علي شخص آخر أقوي منه، هذه الفكرة قد تكون مقبولة بالنسبة لطفل صغير، لكن عندما تتعلق بشخص ناضج فإنها غير مقبولة، لأن الإعتماد علي الآخرين قد يشعر الفرد بعدم الآمان لإنه تحت سيطرتهم وكذلك يفقد إستقلاليته.
  • من الطبيعي أن يتعاطف الشخص مع أحزان ومشاكل غيره لكن ليس من المنطقي أن ينشغل دائماً بحل مشاكل غيرهفيكفي عليه أن يساعدهم قدر الإمكان ويهون عليهم الأمر، لكن ليس علي حساب تحقيق أهدافه وإهتماماته في الحياة.

2- اللجوء إلي الدين: 

ويستخدم ذلك الأسلوب أغلب الناس الذين يقعون تحت الضغط النفسي الذي يؤثر علي إتزانهم طلباً لإرشادهم علي حلول لمشاكلهم من خلال الدين، حتي يشعروا بالأمان والسكينة، وزيارة الأماكن الدينية وأداء الصلوات، وسؤال أهل الدين، وقراءة الأدعية الدينية التي تضفي الراحة النفسية والذهنية.

3- اللجوء إلي الأصدقاء المقربين:

حيث يلجأ الفرد عند وقوعه تحت الضغط النفسي، أو عند مواجهة بعض المشاكل المقلقة لديه إلي أصدقائه المقربين طلباً في إيجاد حلول لمشاكله ومساعدته.

4- مواجهة الضغوط النفسية:

ويقوم الفرد بمواجهة الضغوط النفسية والمشاكل التي يواجهها مستنداً علي الخبرات السابقة التي مرت عليه، والتعامل مع المشكلة بصورة عقلانية، والتفكير في بدائل للتعامل مع الضغط النفسي وإختيار الأفضل منها ووضع خطة لحل المشكلة.

5- إستخدام الأسلوب الإنفعالي:

ويقصد به الاستسلام للإنفعالات التي تنتج للضغط النفسي والتي علي أسلوبه في التعامل مثل الغضب، الضيق والتوتر والقلق، اليأس والحزن، الإنكار... وغيرها من الإنفعالات.

                                                                  
ماهي الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها

وهناك نوعان من الضغوط النفسية:

1- الضغوط النفسية الإيجابية:

والضغوط النفسية الإيجابية تمنح الفرد دافع للعمل، كما تساعد علي  التفكير الإيجابي المنتج، وتمنح القدرة في التعبير عن المشاعر والإنفعالات والشعور بالمتعة عند الإنجاز، كما تساعده في النوم المريح والرجوع إلي التوازن النفسي، والإحساس بالهدوء والتفاؤل بالمستقبل.

2- الضغوط النفسية السلبية:

أما الضغوط النفسية السلبية فتمنح الشعور بالإحباط  وتراكم الأعمال، إرتباك في التفكير وتذبذب في الأفكار، بالإضافة إلي عدم القدرة علي إتخاذ القرار السليم، ظهور الإنفعالات المختلفة مع عدم المقدرة في التعبير عن عنها، الشعور بالفشل والقلق والتشاؤم، اضطرابات في النوم، عدم القدرة في الحفاظ علي التوازن النفسي.

علامات التعرض للضغوط النفسية:

هناك بعض العلامات التي تدل علي أن الشخص يعاني من الضغوط النفسية منها:
- فقدانه لحس الفكاهة.
- الشعور بالإكتئاب.
- الشعور بالقلق والخوف والعصبية الشديدة.
- العدوانية ونفاذ الصبر.
- عدم القدرة في السيطرة علي التفكير الزائد.
- الإنعزال والوحدة.
- عدم الإهتمام بأمور الحياة.

كيفية إدراة الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها:

- تغيير أسلوب الحياة:

إن أسلوب الحياة هو كل مايتعلق بشخصية الفرد، وهو أسلوب  متغير مع متغيرات البيئة والحياة، فيجب تعديل وتطوير أسلوب حياة الفرد من خلال تجنب السلوكيات السلبية والعادات السيئة، وإستبدالها بالعادات والسلوكيات الإيجابية مثل الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بدلاً منها، حيث أن تغيير عادات الإنسان السلبية تساعده في مواجهة الضغوط النفسية التي يتعرض لها والتعامل معها بطريقة إيجابية.

- التوقف عن التفكير السلبي:

وبمعني آخر أن نضع حداً للتوقف عن التفكير السلبي للخروج من الموقف الضاغط، ومحاولة إعادة التفكير بطريقة إيجابية لإيجاد حلول بديلة للمشكلة التي يقع فيها، بدلاً من التذمر والغضب والحزن وتشتت الأفكار، والبحث عن معني الحياة من خلال أهداف الفرد في الحياة ومحاولته لتحقيقها.

- التدريب علي الأسلوب التوكيدي:

ويتكون التدريب التوكيدي علي تعلم كيفية التعبير عن مشاعر الشخص وإنفعالاته، وكيفية الدفاع عن حقوقه، حيث يساعد في:
1- زيادة ثقة الفرد بنفسه،.
2- تجنب الإنفعالات ومواقف الإحباط المسببة للأضرار النفسية والجسدية.
3- حل الفرد لمشاكله بالطريقة الملائمة.
4- تساعد في نجاح الفرد بعمله وعلاقاته الإجتماعية.

يمكنك قراءة أيضاً:


- محاولة إيجاد حلول للمشاكل:

وتتم تلك الطريقة من خلال التفكير الإيجابي في المشكلة التي تسبب له القلق والتوتر، وجمع المعلومات المتعلقة بالموقف المسبب للقلق، وتشجيع النفس في إيجاد الحلول البديلة، مع الإصرا علي مواجهة المشكلة وعدم الهروب منها بالاعتراف بها والإصرار علي إيجاد حلاً.




تعليقات