لاشك إن الخوف من المستقبل والمجهول والقلق والتفكير فيما ستحمله الأيام لنا، يسبب الكثير من الآلآم والقلق وعدم الإستمتاع بالحياة أو الشعور بالسعادة، ولماذا نشعر في بعض الوقت بالمشاعر السلبية والمخاوف من المستقبل مع عدم المقدرة علي السيطرة علي تلك المشاعر...هذا ماسنعرف تفاصيله في هذه المقالة.
ما هو الشعور بالخوف من المجهول وعدم الإستمتاع بالحياة
ماهو تأثير الخوف من المجهول والشعور بالحزن والكآبة:
لابد أن نفهم في بادئ الأمر إن سعادتنا ترتبط بالمحيطين بنا، وكذلك تعاستنا أيضاً.. فكل فرد يعيش ضمن مجتمع يؤثر فيه ويتأثر به، وقد يمنحنا بعض الأفراد الشعور بالراحة والسعادة، والعكس صحيح، فقد يساعدك شخص ويحمسك للنجاح والوصول إلي القمة، ونجد شخص آخر يتعمد نقدك وإظهار عيوبك لدرجة تشعر بندرة أوقات الشعور بالسعادة والرضا، لذلك عندما يشعر البعض منا بالخوف من المجهول او المستقبل، فلا بد من إنه مر ببعض المواقف السلبية، التي جعلته يشعر أن العالم ملئ بالإذي والشر، تماماً مثل الخوف من القطط عند الكبار التي ترجع أصولها إلي الطفولة علي الأرجح، فعضة القطة أو هجومها علي الطفل هي تجربة مؤلمة للطفل لا ينساها بمرور السنوات، فبعد أن أصبح شاباً يافعاً بمجرد رؤيته للقطة تسبب له الخوف والهلع.
كذلك الأشخاص الذين عانوا من الخيانة وخبرات الإنفصال والصدمة، ويتكون لديهم إعتقاد راسخ بإن أي شريك محتمل سيرحل في المستقبل القريب، وتدريجياً يتحول ذلك الخوف إلي قلق، والبحث عن أي إشارات تؤكد شكوكه بأنذلك الشريك سوف يجلب الإذي وخيبة الأمل.
في أماكن العمل:
كما نجد تلك المخاوف في أماكن العمل، فمن خلال علاقات العمل، نجد أحد العاملين ينجذب إلي زميل له ويتخذه صديق مقرب له ويثق به، ويتعامل معه بكل صدق وإخلاص، فعندما يتحدث إلي زميله ويفتح قلبه له ويحكي عن خطأ إرتكبه في العمل ويخشي أن يخبر مديره عنه، ويجد في اليوم التالي أن المديرقد علم بهذا الخطأ الغير مقصود، فزميله حاول التقرب من المديرعن طريق إبلاغه خطأ زميله الذي وثق فيه، وهنا تأتي المشاعر السلبية نتيجة الصدمة من أقرب زميل له والشعور بالخيانة، وتنعدم لديه الثقة في أي زميل آخر.
في الواقع أن الضحية قد ساهم في أذيه نفسه بطريقة غير مباشرة، وهي كشف نقاط ضعفه أمام زميله ومنحه فرصة أذيته، وهي نتيجة للقصور الذي يعانون منه بسبب حب الذات، والرغبة اللإرادية في تدمير الذات التي تظهر من وقت لآخر، ومن المرجح أن يكون السبب وراء ذلك الشعور هو التعرض للفشل في الماضي والشعور بدنو وتحقير الذات، بحيث يتردد من داخلهم أصوات تصفهم بالفشل والتفاهة، ويجب الشخص محاربة تلك المشاعر والأفكار بالتفكير الإيجابي وتغيير نظرته لذاته بإنه إنسان رائع وقوي، ومن حقه العيش بسعادة وراحة فقد وهب الله له الحياة وواجب عليه العيش بسعادة، و لو استسلم لتلك الأفكار سنجده كتلة من الكآبة والإحباط.
أعراض الخوف من المجهول:
- الإنعزال عن المجتمع.
- الشعور بالحاجة إلي البكاء.
- أفكار سلبية عن المستقبل.
- عدم القدرة في التعبير عن المشاعر.
- عدم إنتظام ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- الشعور بالنقص، وتحقير الذات.
- الشعور بالدوران.
- اضطرابات في الطعام.
- جفاف الفم.
- عدم التركيز والتشتت.
- التعرق الشديد.
- عدم الثقة بالنفس.
- اضطرابات في النوم.
- لوم الذات.
- تصور أسوأ المواقف التي سيقابلها.
يمكنك قراءة أيضاً:
أسباب الشعور بالخوف من المجهول:
1- الخضوع للضغوط النفسية والعصبية:
مع التقدم التكنولوجي إزداد الخوف من المستقبل أو الخوف من المجهول، لأن الناس بدأت تخضع للمخاوف والقلق المادي، والعوالم التي أصبحت خارج السيطرة مما يؤدي إلي الخوف من المجهول، او الخوف من المستقبل المجهول لإنه غير واضح المعالم وقد يحمل الكثير من المفاجات، ويصبح الفرد أكثر رعباً منه، لدرجة إنه يفقد تحديد المسار الصحيح في حياته، مما يستدعي بعض المشاعر السلبية والإحساس بالعجز والقلق.
2- أكثر الأشخاص المصابين بالخوف من المجهول:
إن أكثر الأشخاص الذين يصابون بالخوف من المجهول هم الذين يعانون من القلق بشكل مستمر، اوالذين عانوا من فقد بعض فرص الحياة ويكونوا أكثر الأشخاص المتابعين حتي لا تفوته أي حدث، ويصاب بتلك الفوبيا من المجهول الشباب الذين مروا بتجارب عصيبة كالأمراض المزمنة، اوالذين تعرضوا لكوارث طبيعية مؤلمة أو الحروب البشعة.
3- الإصابة ببعض الأمراض:
إن المشاكل الصحية التي يصاب بها الأفراد في بعض الأوقات أو الأمراض المزمنة او التي تأخذ فترة طويلة للشفاء، تؤدي إلي الإصابة بالخوف من المجهول، حيث يعتقد المريض في لحظة ما بعدم جدوي الأدوية وإنه لن يشفي من المرض المصاب به، كما يتضمن مشكلة عدم توفر المال للمعيشة بسبب فقدان الوظيفة، وعدم إيجاد فرصة آخري للعمل،اونزول مستوي معيشة الفرد ورفاهيته.
من هم الأكثرعرضة للإصابة بالخوف من المجهول:
يمكن لأي شخص عادي يصاب بالخوف من المجهول، لكن هناك بعض الأشخاص الأكثر عرضة بالإصابة به، وهم الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية مثل:
- مرضي كورونا.
- مرضي الإكتئاب.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
- مرضي اضطراب الوسواس القهري.
- مرضي اضطراب القلق والخوف.
- مرضي اضطراب الهلع.
علاج الخوف من المجهول:
- يتمثل علاج الخوف من المجهول في توليد الطلقة الإيجابية الذي يتمثل في تحسين الصورة الذاتية، ورفض نقد الآخريين من خلال المشاركة في متع الحياة، وإعطاء الآخريين إنطباعأ جيداً عن نفسك، فإذ كنت تعاني من مشكلة ما عليك معالجتها ببعض الأساليب البسيطة مثل تغيير ملبسك ولونه فإنه سيحسن من مزاجك، أوتغيير نوع رابطة العنق (للرجال) والإعتناء بهندامك، أو أن تدلل نفسك بالذهاب إلي إحدي الحفلات المبهجة، أو تغير روتينك اليومي الذي سبب لك الشعور بالملل، وتعيد البهجة إلي حياتك.
- إتخذ قرار الإيمان بالقدر والرضا به.
- ولابد من أن تضع في إعتبارك أنك أنت المسؤول عن إحساسك بعدم الإستمتاع بالحياة والحزن، نتيجة لإعطاء رأي الآخريين ونقدهم لك أهمية كبري، فلا تسمح لأي شخص أن يقلل من أهميتك والتحدث معك بسلبية شديدة، بل كن علي ثقة بنفسك وبقدراتك، أما إذا كان تقديرك لنفسك ضعيف فإنك سوف تصدق كل ملاحظات الآخريين السلبية.
- لاتضيع وقتك في التفكير والخوف من المجهول والمستقبل، بل ركز تفكيرك في الحاضر، فالغد لم يأتي بعد وربما يأتي بطريقة أفضل مما تتصور، وعليك التخلص من الأفكار السلبية المقلقة.
- إشغل نفسك بأي نشاط أو هواية تفضلها بدلاً من التفكير والخوف من المجهول، اومشاهدة التلفزيون لفيلم كوميدي سيغير من مزاجك.
- سجل كل مخاوفك في ورقة منفصلة واكتب مشاعرك السلبية، وقطع الورقة بعد الإنتهاء من الكتابة.
- إخبر نفسك دائماً إنك بخير، ولن يمسك سوء.
- التوكل علي الله خير توكل.