الزواج هو أهم النظم الإجتماعية في العالم، وهو نظام يعترف به في كل المجتمعات، كما يختلف الزواج بإختلاف بيئات وثقافات مجتمعات العالم، الا يمكن تعريفه بإنه مرحلة جديدة من مراحل حياة الإنسان والذي يظهر فيه الأبعاد النفسية والإجتماعية التي تساهم إلي حد كبير في تكوين شخصية الإنسان أو إعادة تكونيه وتجهيزه لمسار حياة جديدة قوامها مسؤولية للشخص الناضج.
ماهو أشكال الزواج وكيفية إختيار شريك الحياة
أشكال الزواج:
1- الزواج الفردي:
وهذا الشكل من الزواج هو الأكثر إنتشاراً بالعالم، ويقوم علي أساس زواج رجل واحد من امرأة واحدة، ولا يسمح للزوج بالزواج من أكثر من زوجة ، ويعتبر هذا النوع من الزواج هو الأكثر تفضيلاً في الكثير من مجتمعات العالم قديماً وحديثاً، كما ينتشر عند الكثير من القبائل بالعالم، وهذا لا يعني أن الزواج يكون مرة واحدة في العمر، فعند وفاة الزوجة أو الإنفصال عنها بالطلاق يمكن للزوج او الزوجة أن يتزوج مرة آخري.
2- تعدد الزوجات:
وينتشر ذلك النوع من الزواج في المجتمعات العربية والإسلامية وبعض القبائل، وعلي الرغم من أن الإسلام أباح تعدد الزوجات إلا إنه لم يمنعه منع صريح، ويرجع اللجوء لتعدد الزوجات بعض الظروف والأسباب منها: الحالة الإقتصادية والمادية والإجتماعية، وهناك عدة أسباب تؤدي إلي التعدد منها أيضاً إنجذاب الرجل لأكثر من إمرأة ورغبته في الزواج منهن بجدية رغبة في التنوع الجنسي، ويدل تعدد الزواج علي الثراء والمكانة العليا للزوج، إلي جانب هيبة الزوج، وهناك عدة دوافع للزواج بأكثر من زوجة، يرجع بعضها إلي رغبة الزوج بإنجاب الذكور، وللزواج باكثر من زوجة له إعتبارات مثل:
- أن يكون لكل زوجة مسكن مستقبل لها.
- تتمتع كل زوجة بحقوق متساوية.
- غالباً ماتتمتع الزوجة الأولي بهيبة ونفوذ.
3- تعدد الأزواج:
علي الرغم من هذا النوع من الزواج مثير للجدل فيعتبر هذا النوع من الزواج محدود للغاية في كل مجتمعات العالم، وظهر أولاً في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام (عصر الجاهلية) مع وجود بعض الشكوك أن هذا الزواج لم يكن زواجا شرعيا ، وغالباً مايرتبط هذا المفهوم بالنسب إلي الأم، كما يعتقد أن يسود ذلك النوع من الزواج في المجتمعات التي يسودها ظروف خاصة مثل: حالات الفقر، عدم الغيرة الجنسية، لا تساهم المرأة في العمل الإقتصادي، وهذه مجرد الظروف لاتجعل تعدد الأزواج زوجاً شرعياً، كما يتواجد هذا النوع من الزواج لدي بعض القبائل الإفريقية التي تتسم بالتقاليد المعقدة، كما يوجد لدي بعض القبائل بالهند وهنود شمال أمريكا.
4- الزواج الجماعي:
يعتبر هذا النوع من أشكال الزواج نادر الوجود، إذ إنه كان ينتشر بين القبائل البدائية، وهو عبارة عن النوع زواج عدة ذكور وعدة نساء مساوي في العدد، بحيث يتزوج كل ذكر من عدة نساء مرة واحدة، وبذلك يصبح الرجل زوج لكل امرأة، وتصبح المرأة زوجة لكل رجل.
كيفية إختيار شريك الحياة:
هناك عدة مبادئ أساسية وأولية لإختيار شريك الحياة منها المبادئ النفسية، الإجتماعية، الجنسية، الدينية، الثقافية والمادية، ولابد من أخذها في الإعتبار ومراعتها قبل الزواج منها:
1- توافر الإحترام المتبادل:
الإحترام المتبادل من اهم مقومات الزواج الناجح، فمن الصعب العيش مع شريك حياة لايحترم شركه، ولايقدره ودائم الإستهزاء بأحلامه وطموحه في الحياة، فقد يختلف شريك الحياة مع طرفه الثاني في بعض الأفكار ويتعارضان في أوجه النظر ومع هذا لاينفي بضرورة تواجد الإحترام المتبادل بينهما والتعامل بأسلوب مهذب وأخلاقي، لذا يجب البحث عن شريك الحياة الذي يحترم كل جوانب حياتك.
2- تقارب الظروف الإجتماعية والثقافية:
أي أن يكون الشريكان علي نفس المستوي من الناحية الإجتماعية والفكرية والثقافية والمادية، وأن يكونا في مستوي متقارب من السن بحيث أن يعيشا اللحظات الشبابية مع بعض، وننصح أن يضع كل شخص مواصفات لشريك حياته بمقياس معينة لا يتنازل عنها أبداً ولو حتي تقدم في العمر لأن الأمر لن يطول كثيراً، لأن عندما يتقدم الإنسان بالعمر يتعرض لضغوط الأهل والأصدقاء بالزواج من أي شخص، فلا تخشي أبداً لعدم عثورك علي الشريك المناسب... فكل أمر مقدر لكل إنسان قبل ولادته.
3- أن يكون قادر علي تحمل المسؤولية:
من صفات الشريك المثالي هو قدرته علي تحمل مسؤولية الزواج، وقادر مادياً علي تكاليف الزواج، وتحمل أعباء الحياة المعيشية، وننصح العروس بألا تحمل شريك حياتها بأعباء فوق طاقته، بل اختاري شريك الحياة بمستوي متطلباتك حتي لا تندمي لاختيارك له، وتكون الحياة الزوجية قائمة علي المشاحنات بسبب قلة حيلته.
4- البخل عند الرجال:
البخل هي أبشع الصفات عند الرجل لأن البخيل مادياً هو بخيل في كل شيء، فيجب علي كل فتاة مقبلة علي الزواج أن تتأكد من عدم بخل زوج المستقبل عن طريق ملاحظته وإختباره في بعض المواقف، وبالطبع الرجل السخي هوالأجدر بالإختيار.
مواضيع ذات صلة:
5- التعرف علي بيئة الزوج:
إن التعرف علي أهل الزوج وملاحظة طباعهم من خلال فترة التعارف والخطوبة شيء هام جداً، فالشاب الذي تربي في بيئة أسرية سوية التي يسودها الحب والتفاهم، غالباً ما يأخذ الزوج صفاتهم ويعامل أسرته المستقبلية نفس المعاملة، ويولد مشاعر الحب والود بين أفراد أسرته.
6- شخصية شريك الحياة:
هناك بعض الصفات الهامة التي يجب توفرها في شريك الحياة لكي يصبح الزواج سعيداً مستقراً وهو شخصية الزوج فهو لابد أن تتوفر لديه صفة النضج والوعي ليستطيع التعامل مع ضغوطات الحياة بمرونة، وكذلك قوة الشخصية حتي يمكن حماية أسرته، الصدق صفة هامة أيضاً في شريك الحياة حتي تقوم العلاقة الأسرية علي أساس صادق، امتلاك روح الدعابة حتي يمكن تجاوز بعض المشاكل البسيطة وتحويل الحزن إلي سعادة ومرح، الإستقلال حتي يستطيع منح شريكة الحياة لتحقيق أهدافها دون ضغوط معقدة وتغيير نمط الحياة الروتينية، الإخلاص لإن شريك الحياة يحتاج إلي الشعور من يكافح للبقاء معه، المودة والرحمة حيث لايمكن أن تكون هناك عشرة وحياة بدون حب ورحمة بين الزوجين.