الطلاق هي ظاهرة عامة منتشرة في كل المجتمعات في العالم، وزادت حالات الطلاق في الآونة الأخيرة بمعدل مرتفع، ويرجع ذلك إلي عدة أسباب منها الضغوط النفسية والعبئ الإقتصادي، ونجد إن مرحلة الطلاق ليست سهلة علي الإطلاق علي كل أفراد الأسرة، فهي تؤثر تأثير سلبي علي الزوجة والزوج والأطفال، فهي تزرع المشاكل بين الزوجين كما تقلل من المكانة الإجتماعية للرجل والمرأة أيضاً.
مشكلة الطلاق وآثارها علي الأسرة
عندما يقرر الزوجان الإنفصال والطلاق فهذا دليل علي رغبتهم في الخروج من وضع سيء لوضع أفضل من جميع النواحي الإقتصادية والنفسية.. وغيرها، وعلي الرغم من أن مسألة الطلاق حلال شرعاً إلا إن لديه تداعيات خطيرة فيما يختص بالنواحي العائلية والمجتمعية، ولكن يمكن القول أن المشاكل التي يتعرض لها المطلقون في المجتمع ماهي إلا نتيجة طبيعية من حرص المجتمع علي نظام الزواج، ولا نستغرب من إستمرار تلك المشاكل في مجال العمل أيضاً حيث يكثر القيل والقال.
إن أسباب مشاكل الطلاق كثيرة ومنها:
1- إن مشكلة الطلاق تحدث نتيجة لعدة أسباب منها النفور بين الزوجين أو عدم تقبل بعضهم البعض، أوإختلاف الطباع.... وغيرها من المشاكل المتعددة الأسباب.
2- أو أن هناك فروق بين الزوجين، كالمكانة الإجتماعية، ومستوي التعليم، فرق السن الكبير بين الزوجين، الفروق في العادات والتقاليد لكل منهما، الفرق في درجة العمل ...وغيرها من الفروقات.
3- أحياناً يقع الطلاق بسبب تدخلات الأهالي سواء من أهل الزوجة أو أهل الزوج، أو أي عنصر خارج إطار الزوجين يعمل علي إفساد العلاقة بينهم، كالإصدقاء أو البرامج والافلام التلفزيونية، وسائل الإعلام المختلفة.
4- يحدث الطلاق بسبب سوء العشرة بين الزوجين، أو لقلة الدين، سوء الأخلاق، أو بسبب مشكلة العقم لاحد الزوجين...أو المشاكل التي تؤدي إلي إقامة حاجز مستقبلي بين الزوجين.
5- وجود بعض المشاكل الإجتماعية أو الصحية أو النفسية والتي يستحيل العيش معها.
6- الطلاق يقع بسبب الجهل بين الزوجين خاصة عندما يكونا في سن صغير، وغير مؤهل بعد لتحمل مسؤولية الحياة الزوجية والأسرية الجديدة.
مواضيع ذات صلة:
مشاكل المرأة المطلقة ونظرة المجتمع إليها.
عندما تأخذ المرأة قرار بترك الرجل، ما الأسباب وراء ذلك القرار.
ماذا بعد الطلاق؟ الفرق بين مشاعر المرأة والرجل بعد مرحلة الإنفصال.
مقارنة بين الرجل والمرأة في طريقة التفكير.
الآثار الناجمة عن الطلاق:
- إذا القينا الضوء علي آثار الطلاق علي المرأة والرجل ونظرة المجتمع إليهم سنجد أن المجتمع ينظر إلي المرأة نظرة أسوأ من الرجل، بل يقع عليها اللوم الأكبر علي فشلها في الاحتفاظ علي الحياة الزوجية وإستمرار بدرجة أكبر عن الرجل، مما يتسبب في شعور المرأة بالإحباط وعدم الرضا.
- كما يصبح علي الزوجان الإتفاق علي أخذ أي قرار يخص أولادهم.
- مسألة الطلاق تؤثر علي قدرة الذهنية والتركيز في العمل مما يسبب في عدم الرضا الوظيفي.
- صعوبة التأقلم في الحياة الإجتماعية للمطلقة والمطلق وخاصة للمرأة المطلقة بصورة أكبر عن الرجل وخاصة في السنوات الأولي بعد الطلاق.
- تفقد المرأة المطلقة مكانتها الإجتماعية.
آثار مشكلة الطلاق علي الأبناء:
إن مشكلة الطلاق لها آثار علي كل أفراد الأسرة وليست علي الزوجين فقط، وتبدو آثار تلك المشكلة علي الأبناء في هذه النقاط:
- نتيجة لتباعد الزوجين المطلقين يسبب في ضعف التنشئة الإجتماعية والأسرية للأبناء.
- قد يتصف بعض الأبناء بالعدوانية وحدة في التعامل نتيجة عدم وجود موجه لهم.
- قلة التوعية الدينية والإجتماعية لهم.
- الشعور بالفراغ العاطفي.
- سهولة إنحراف السلوك والأخلقيات لأبناء المطلقين خاصة في مرحلة المراهقة.
- زيادة الشعور بالقلق والتوتر والخوف، وعدم الإحساس بالأمان.
- نظرة المجتمع السيئة لأبناء المطلقين.
- سلبية الأبناء تجاه المجتمع نتيجة مرارة فراق الأبوين.
- سوء تقدير الأبناء تجاه والديهم بسبب الطلاق.
- أحيانا يفشل الأبناء في التعليم نتيجة قلة إهتمام الوالدين بسبب إهتمامهم بالحياة الجديدة لكل منهما، والأنانية ببناء ذاتهم في العمل وإهمالهم بالأبناء.
الآثار الناجمة عن مشكلة الطلاق علي الزوجة المطلقة:
مما لاشك فيه أن للطلاق آثار سلبية علي المرأة المطلقة وعلي نفسيتها، وتتجلي الآثار في:
- نظرة المجتمع للمرأة المطلقة التي لم تحافظ علي حياتها الزوجية وفضلت الإبتعاد والإنفصال عن الزوج لأسباب ما، أو لإنها لم تكن جديرة بالحياة الزوجية وهي في وضع الإتهام دائماً.
- الكثير من الأقارب والأصدقاء وزميلات العمل المتزوجات والغير متزوجات يفضلن الإبتعاد عن المرأة المطلقة ذلك لشعورهن بأن المطلقة لديها مشاكل ومن الممكن أن تنتقل لديهن، كما يقلقن أن يعقد مقارنات بينهن وبين المطلقة.
- تقع المطلقة تحت رقابة شديدة من أسرتها، كما يراقبها المحيطين بها في كل خطوة تخطيها.
- كثيراً ما تتعرض المطلقة لكلام جارح وإهانات من الأقارب والمجتمع علي عدم إستمرارها في الحياة الزوجية وإنها لم تحافظ علي بيتها.
- كثيراً ماتشعر المطلقة بعدم الأمان والتوتر والندم في كثير من الأوقات.
- الكثير من الرجال يرفضوا الزواج من المطلقة، وهي عادة إجتماعية سيئة ترجع لسوء فهم لأسباب الطلاق، كما يشجع المجتمع الرجل علي الزواج من غير سبق لها الزواج، وجعل المطلقة تتزوج لمن يعاني من مشكلة ما أو رجل كبير في العمر.
- ينظر المجتمع إلي الطلاق علي إنه وصمة عار، وينحصر دورالمرأة هامشياً تهاجمها العادات والتقاليد، كما تتعرض للإهانات والنبذ من المجتمع، كما لاتتمتع المراة المطلقة بإستقلاليتها فعند طلاقها فإنها تعود للعيش في منزل أسرتها وتصبح عبء إقتصادي لعائلتها في حالة عدم عملها، وكثيراً مايطالبها الأهل بترك أطفالها للزوج وتبدأ معاناة الأم بفراق أطفالها، وتشعر بالقلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس.
- تكون فرص الزواج للمطلقة ضعيفة ويرجع ذلك إلي العادات الإجتماعية والتي تنظر إلي المطلقة بإنها كبرت في السن، أو كونها مطلقة! كما أن فرصة الزواج مرة آخري تتردد فيها المرأة خوفاً من الفشل مرة آخري.
الآثار الناجمة عن مشكلة الطلاق للرجل المطلق:
- من الناحية الإجتماعية يشعرالرجل بالوحدة الشديدة ويفتقد وجود جو الأسرة والأولاد والحياة الأسرية، وخاصة عندما يعيش الأطفال في حضانة الأم، ولذلك قد يسرع الرجل المطلق بالزواج مرة آخري لتعويض نفسه ذلك الفقدان، دون التفكير في تبعات الأمور، خاصة إن لم يستطع التوفيق في الإختيار.
- في حالة زواجه مرة آخري كمحاولة لإستعادة زواجه السابق، تحوم عليه الشكوك من الزوجة الجديدة خوفاً من أن يكرر معها نفس السلوك الذي تسبب في فشل زواجه الأول وخاصةً في حالة الطلاق بسبب الخيانة الزوجية.
- كما يحاول الرجل الإبتعاد عن المجتمع لتفادي السؤال عن أحواله وأحوال أسرته بعد الإنفصال، مما يزيد من شعوره بالوحدة، خاصة إذا كان المطلق إجتماعي بطبعه، والحياة الإجتماعية تعني له الكثير.
- كما أن مسألة الطلاق تؤثر علي الناحية المالية للزوج، فغالباً مايترتب علي الطلاق أن يدفع الزوج لطليقته وأولاده مبلغ شهري كمصروف لهم، هذا غير مصاريف المحاماة وغير من النفاقات المتعددة التي ترهق المطلق.
- أما من الناحية النفسية في بداية الأمر يكون الرجل في حالة نفسية سيئة والتي تؤثر علي صحته النفسية بشدة، وقد يدخل في مشادات نفسية وعصبية مع زوجته السابقة أو مع الأهل، وقد يلوم الزوج نفسه علي عدم الحفاظ علي بيته وإستمرار الحياة الزوجية، مما يصيبه بأنواع من الاضطرابات النفسية مثل الإكتئاب والتوتروالقلق والتي لا يفضل الإفصاح عنها ليظهر قوة صلابته وتحمله أمام المجتمع.
والسؤال هنا هل هناك حلول لتفادي مشكلة الطلاق أو التقليل منها؟
نعم هناك بعض الحلول لتفادي مشلكة الطلاق أو التقليل منها مثل:
- التدريب علي التواصل الجيد بين الزوجين، حيث أن تبعاد الزوجين بسبب إنشغالهما في العمل، ولوم كل طرف للآخر بإنشغاله عنه وعدم الإهتمام به، أو الشعور بخيانه الطرف الآخر له، كل ذلك يستوجب إلي الإهتمام بالتواصل بين الزوجين ومحاولة التقرب بينهم، ومشاركة الهوايات والإهتمامات بين الزوجين، وتوحيد الأهداف بينهم.
- النقطة الهامة والتي تساعد الكثير من تفادي المشاكل الزوجية المسببة للطلاق وهي وجود الإحترام المتبادل بين الزوجين، لإنه أحد أساسيات الزواج الناجح وسبب كبير لستمرار الزواج، ويمكن ذلك بتقدير لمجهود وتهب كل طرف للآخر في عمله وجهوده للحفاظ علي أسرته وبيته من خلال بعض الكلمات التقديرية والمحفزة، كما لايتوقف الإحترام علي الكلمات الطيبة فقط بل يجب التعبير عنها من خلال المواقف المختلفة كتدعيم الزوج في المواقف المالية المتعسرة وتذكيره بالأيام والمشاعر الجميلة التي كانت بينهم.
- روح المغفرة والتسامح بين الزوجين، فكثيراً من الزيجات التي تفشل بسبب عدم المسامحة بين الطرفين وإعطاء فرصة آخري لاستكمال الحياة الزوجية، فمن الضروري تقبل إعتذار الطرف الآخر وإعترافه بخطأه بعد لومه وأخذ موقف منه، ومحاولة إستكمال الحياة الزوجية بحب وإهتمام.