من خلال تعبيرات الوجه حركات الجسم تستطيع تحديد الحالة الإنفعالية التي يمر بها ذلك الشخص، هل هو سعيد أم غاضباً أم حزين..إلخ ومن خلال الملاحظة الحذرة ستتعلم كيفية تحديد تعبيرات الوجه التي يحاول أن يظهرها لك ذلك الشخص لخداعك، وربما لا تجد اي توافق بين تعبيرات الوجه ولغة الجسد، فهناك نقطة غير واضحة يصعب علي البعض أن يفهمها وهي بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات إجتماعية جيدة ولديهم قدرة عالية من الإقناع يصعب فهم مدي صدقهم، مما يعجز البعض تحليل لسلوكياتهم، لكن يمكن القول أن الإشارات المصطنعة لتعبيرات الوجه ستتعارض مع تعبيرات [جزء من أجزاء آخري في الوجه، فمثلاً قد نجد الشخص يبدو عليه علامات الفرح والسعادة ولكن عند النظر في عينيه لا تعكس السعادة التي يحاول إظهراها لك، ومن خلال هذه المقالة سوف نستعرض بعض من تعبيرات الوجه وحركات الجسم التي تكشف مدي صدق المتحدث إليك.
كيف يمكن إكتشاف الشخص الكاذب من خلال تعبيرات الوجه وحركات الجسم
يندهش البعض من أفعال الشخص الكاذب الذين يتمسكون بكذبهم ويدافعون عنه وهل هناك سبب بيولوجي لتلك السلوكيات؟ مما دفع بعض علماء النفس واطباء علم الأعصاب بالقيام ببعض الأبحاث والدراسات لمعرفة السبب وراء ذلك السلوك المشين، وقد أثبتت الدراسات أن عقل الشخص الكاذب يقوم بعملية تدريب معقدة تصل في النهاية إلي تجنب أي شعور بالذنب، وان دماغ الشخص الكاذب لديها دوافع غير واضحة تدفعه للكذب، لكن يمكن القول أن وراء قول الأكاذيب هو مصلحة شخصية والسيطرة وعدة أهداف معينة.
ومن أهم دلالات الشخص الكاذب مايلي:
1- حركات اليدين والرأس:
الإتصال بين اليدين والرأس يدل علي محاولة إخفاء بعض الإنفعالات، خاصة إذا أتصلت اليدين بالفم أو الأنف أو العيون أثناء الحديث، وقد تكون حركات الأيدي بسيطة بحيث لا يلاحظها أحد علي الرغم ما تحمل من دلالة سلبية ترتبط بإشارات للكذب، فمثل حك العيون أوإخفاء الوجه كله، أو ملامسة الأذن، اللعب في الأنف، أو اللعب في القرط.
من خلال حديثك مع الشخص الذي يكذب عليك راقب حركات يديه جيداً، فمن خلال حركات الأيدي اللارادية تدل علي كذبه وخداعه لك، وهي حركات جسدية غير مقصودة لإخفاء كذبه عن نظر الآخرين عن طربق تغطية وجه أو لمس أنفه، فتغطية الفم بالأيدي ذات دلالة واضحة لمحاولة السيطرة علي المخرجات اللفظية أوالكلمات الغير الرغوب بها، هذا بجانب بعض التعبيرات الآخري مثل الإبتسامة المصطنعة التي تغطي الوجه وإذا نظرت إلي تعبيرات الوجه الآخري تجدها غير متوافقة مع بعضها أو مع المخرجات اللفظية.
وهناك علامات آخري دالة علي الكذب كمضغ الأقلام، ومشابك الورق، قضم الأظافر، حتي وضع العقد بالفم، ووضع الشارب بالفم أوياقة القميص، اذرع النظارة، والشيء الأكثر شيوعاً هو مضغ الشفتين وغيرها كثير من العلامات، والأنف أيضاً عضو فاضح لمن يمارس الكذب وغالباً ماتستخدم بدلا من إستخدام ولمس الفم، وربما يستخدم الكاذب لمس الأنف كبديل أقل وضوحاً عن الفم، ويظهر ذلك جالياً عند الطفل الصغير فإنه يحك أنفه كثيراً عندما يكذب، وقد يستخدم الكاذب عدة حركات بالأنف مثل الحك أو غلقها او اللمس الخفيف.
2- حركات الجسم:
لحركة الجسم دلالات عدة ، فإذا ابتعد عنك قليلاً المتحدث إليك أثناء الحديث فهذه دلالة علي رغبته في الإبتعاد عنك أو من موضع الحديث، كما أن ميل المتحدث إلي اليمين أواليسار هو دليل علي سلوك إنسحابي، فمثلا عندما تتحدث مع إبنك المراهق في خطورة التدخين علي الصحة وخاصة بعدما شاهدت أحد أصدقائه يدخن، فتجد إبنك يميل نحو باب الغرفة وهو ينكر أي معلومات لديه عن هذا الأمر، وفي هذه الحالة هناك إحتمال كبير علي خداعه لك وعدم صدقه معك وميل جسمه نحو الباب ليس تصرف عشوائي بل هو سلوك هام ذو دلالة واضحة.
هناك حركة للجسم آخري وهي ميل الجسم نحو المتحدث، وهي ليست دلالة علي قبوله لك أو علي حديثك، بل هي دلالة علي الرغبة في السيطرة عليك والتحكم فيك، او حتي إخافتك، لذلك حاول ملاحظة كلماته جيداً ونغمة صوته لربما وجدت بعض الكلمات العدوانية، وتستنتج سريعاً مايحمله هذا الشخص من مشاعرسلبية عدوانية تجاهك، أما في حالة جلوس الشخص المتحدث إليك منتصباً علي مقعده، فقد يكون دليل علي محاولته في التحكم في كل حركاته وكل مايصدر من لغة الجسم، وفي هذه الحالة تدل علي شخصية غير واضحة أو صادقة في التعبير عن إنفعالاته في ذلك الوقت.
3- العيون:
إن مراقبة حركات العيون وتحليلها هي ليست دالة دامغة علي حالة المتحدث كما يعتقد البعض، وهناك مقولة بأن الصادق معك في الحديث يتواصل معك بصرياً طوال الحديث وهذه المقولة خاطئة، ففي الحقيقة أن مدي الإتصال البصري بين المتحدثين يختلف علي حسب الخلفية العرقية والثقافية لكل من المتحدثين، فإذا كنت غير مرتاح للمتحدث معك أو تشعر بإنك أقل منه، أوأن موضوع الحديث غير مريح لك فإنك تنقطع في التواصل البصري معه، أو قد يعتمد التواصل البصري علي مدي إنطوائية المتحدث أو انبساطه
لكن يمكن القول أن بمراقبة المتحدث وسلوكياته أثناء الحديث، قد نتوصل إلي بعض المعلومات للحالة العقلية والإنفعالية له من خلال ملاحظة التغيرات في هيئة العيون والملامح، نوعية النظرة، هل هناك دموع أم لا؟ وسلوك العيون وحدها لا يعتد بها في تشخيص الكذب أو الخداع.
وهناك بعض حركات للعيون مثل إرتفاع الحاجبين للمتحدث إليه وتفتيح العيون أثناء الحديث، فهذه دلالة علي وقوع ذلك الشخص تحت تأثير مفاجأة اوصدمة كما يظهر بياض العيون في الإتجاهات الأربعة نتيجة الدهشة أوالخوف الشديد او المفاجأة، وعندا تكون ملامح الوجه مسترخية ونظرة العيون هادئة، والعضلات حول العيون أكثر إسترخاءاً، والحجبان أقل إرتفاعاً عن الطبيعي فهذا يدل علي شعور ذلك الشخص بالإكتئاب أو الألم الإنفعالي.
يمكنك قراءة أيضاً:
4- البكاء:
إن البكاء حالة طبيعية يمر بها كل فرد، وهي تعكس مشاعر الشخص من غضب أو حزن أو إنفعال، أو إكتئاب، اوعندما يتعرض الشخص لجرح عاطفي، فالبكاء حركة إستجابة للضغوط التي يمر بها الفرد، وتدل علي مرورالفرد بوقت صعب وقد تصدر منه كلمات وسلوك تعبر عن الإنكار، كما يبدو علي الشخص حالة الإكتئاب، وقد يحاول البعض الظهور بمظهر الباكي لكسب تعاطف الآخرين معه، فقد يستخدمها المساجين لكسب تعاطف الضابط معه، او يستخدمها أحد الطلاب مع معلمه لكسب شفقته عندما يتأخرفي تقديم واجباته المنزلية، وهكذا يستخدمها المخادع الذكي مع تغيير في نغمة الصوت، ويتوقف نجاح ذلك الشخص المخادع علي مدي إستجابة الأشخاص معه و مدي مستوي تظاهره وهو يستخدم كل الوسائل المقنعة ومنها البكاء.
5- التهرب:
كثيراً مايتهرب الكاذب من الأسئلة المباشرة والموجه إليه من خلال الإجابة علي الأسئلة بأجوبة مختلفة عن سياق السؤال، كما إن صوته يرتفع تدريجياً بسبب القلق والتوتر الذي يشعر بهن ويكرر بعض الجمل أو يكرر السؤال لكي يجد وقت كافي ليكون اجابة.