خلق الله تعالي جميع البشر مختلفين في أشكالهم وطباعهم وثقافتهم، ولكل فرد شخصيته المميزة عن الاخرين وعلي الرغم من التشابه في خصائص الشخصية لكن لكل فرد سمة يتميز بها، هي التي تجعله شخص مختلف عن الآخرين، وللشخصيات أنماط كثيرة سوف نتناول منها الشخصية المترددة والشخصية الخشنة.
كيف تبدو الشخصية المترددة والشخصية الخشنة في العمل، وكيفية التعامل معها
أولا الشخصية المترددة:-
قد ينشغل الفرد في إصدار قرار مصيري هام في حياته، فيؤجل إصدار هذا القرار بسبب إنشغاله في أمر ما، وقد يحتاج إلي وقت كافي للتفكير والتأكيدعلي إتخاذ القرار المناسب، أو يكون متردداً في إتخاذ هذا القرار لأي سبب آخر، فالقرار قد يكون مفيد للبعض وقد يسيء للبعض الآخر، بل ويحتاج إلي دراسة كافية، وقد يرتبط القرار بصدور خلافات بين أطراف كثيرة، فيريد الشخص أن يصبر قليلاً ولايتسرع في إتخاذ القرار ولكن إذا تمادي قليلاً في تردده، قد تفوته الفرصة لأخذ القرار السليم.
أسباب المماطلة:
الشخص المتردد قد يرتبط بمبررات كثيرة مسببة لتردده هذا، ولكن لابد أن يكون هناك حدود للمدة التي يقضيها الشخص في التفكير لإتخاذ القرار النهائي، فمثلا الشاب الذي يفكر في الزواج ويماطل مع خطيبته في تحديد موعد الزفاف.. بذلك يثير التساؤلات والقلق لدي عروسته إذا لم يجد مبرر مقنع، ومع الوقت المشكلة تكبر وتتفاقم، وقد تكون المسببات عديدة مثل إنه قابل فتاة آخري تمثل له فتاة أحلامه التي يبحث عنها ويحلم بها، أوإنه غير رأيه ويبحث عن سبب للتغيير، وهناك من يري أن المماطلة أو التأخير في إتخاذ القرار السليم يساعد علي حل المشاكل، وستختفي المشاكل ومثل هذا الأسلوب طويل ولايحدث إلا نادراً، بل بالعكس كلما طال الوقت في التفكير في إتخاذ القرار المناسب والأمثل كلما زادت المشاكل وتضخمت.
صفات الشخص المتردد ومشاعره:
هناك بعض الأشخاص يلجأون إلي المماطلة عن عمد وبطريقة مقصودة، فمنهم من يريد تعطيل خط سير العمل، والبعض الآخر يريد أن يسبب بعض المضايقات لأشخاص معينة ويحقق لهم الضرر، وربما يكون الشخص متكاسل أو يضيع وقته في أشياء ليست ذات قيمة، مع إنه بدأ عمله بكل نشاط وحماس ومع مرور الأيام بدأ في الإهمال والتكاسل!
وصفات الشخص المتردد والمماطل إنه لايعرف كيف يواصل عمله، بطئ في الإنتاج، بطئ في العمل ولا يعمل حساب للزمن علي الرغم من إنه لا يكره عمله، وعلي العكس من ذلك نجد أصحاب القرارات الهامة يعرف جيداً أن لكل قرار إيجابياته وسلبياته، ويسعي دائماً لتطوير قراراته بهدف الوصول إلي أحسن القرارات وأنفعها.
أما بالنسبة للمترددين فإنهم أشخاص لايرون طريقهم بوضوح لإن أي سلبية قد تؤخر أي خطوة في سير إصدار القرار لذلك يلجأون إلي التسويف والتأجيل، وللأسف يصلون إلي القرار السليم بعد فوات الآوان.
ونلاحظ علي الشخص المتردد تقلب مزاجه وغير ثابت في رأيه بين الوقت والآخر، فهو اليوم في حالة وفي اليوم التالي في حالة آخري.
ومن أهم المشاعر التي يشعر بها هي عدم ثقته بنفسه، فهي التي تقف وراء تردده وسبباً في إعاقة إتخاذ القرار، فالشخص الذي يفتقد إلي ثقته بنفسه غير واضح وغير محدد، يقرر ثم يغير رأيه، لايشعر بالأمان، يخشي الخطأ بعمله، لكنه طيب القلب، غير ملتزم، يضيع من وقته الكثير، غير مبالي في معظم الأوقات، ولايشعر بالمسؤولية، يبحث عن حل وهو ليس لديه القدرة علي إصدار القرار المناسب، مستهتر ينفق الكثير من الوقت في إجتماع مع الأصدقاء التافهين ولا يهتم بالعمل بل يعطله، وقد يشعر بالملل من نوع العمل الذي يمارسه ويختلق المشاكل مع الإدارة.
والخوف هو من أهم أسباب المماطلة، فعندما يأخذ القرار بعد تفكير كبير يتراجع مرة آخري ويتردد، فالشعور بالخوف من اتخاذ القرار النهائي يجعله يتردد، فالخوف امرطبيعي يشعر به كل فرد لكن عندما تزيد مشاعر الخوف عن حدها بحيث يعوق مسار حياة الإنسان وخاصة في تحقيق أهدافه فإنه أمر غير طبيعي!
مشاعر من يتعامل مع المتردد:
بكل تأكيد أن من يتعامل مع المتردد يشعر بالغضب الشديد، فهو لايري أي مبرر للتأخير خاصة إنه يري أن المشكلة مشكلته لكن القرار ليس بيده بل في يد شخص مستهتر يعطل العمل غير مكترث.
كيف تتعامل مع المتردد:
مساعدة الشخص المتردد في فهم جوانب العمل، وعليه أن يدرك أن الكمال لن يتحقق، وأن لابد من حدوث أخطاء بالعمل، فلابد أن يكون شخص موضوعي، ومن الطبيعي لأي شخص أن يتردد بسبب الخوف من الوقوع في الخطأ أو الفشل، كما تحتاج الشخصية المترددة إلي المساعدة في تحديد الأولويات، ويحتاج إلي من يستمع إليه ويساعده في إيجاد حلول لمشكلته وتشجيعه علي العمل، وعامة جميع الناس تفضل من يشجعها او من يمدحها، فالكلمات المشجعة تكون محفزة لإتخاذ مواقف إيجابية في العمل والحياة.
يمكنك قراءة أيضاً:
ثانياً الشخصية الخشنة:-
الشخصية الخشنة موجودة في كل طبقات وبيئات المجتمع، ولاننكر أن الحياة الصعبة قد ينتج منها أسلوب حياة خشن وغليظ، وقد يبدو الشخص الخشن عدائي وغاضب، وقد يكون شخص مخادع وماكر، وعامة يمكن القول بأن الخشونة تنبع من نوع الحياة التي يعيشها الفرد.
صفات ومشاعرالشخص الخشن:
الشخص الخشن فظ غير مبالي لمشاعر الآخرين، بل يهتم بتقليل أدوارهم، ومن الصعب أن تقيم معه حوار سليم، لإنه يقاطعك في الحديث كلما تكلمت دون أن يشعر بالإحراج، وقد يتطفل بسؤالك عن أشياء شخصية فهو لديه فضول عالي، كما تصدر منه كلمات جافة خشنة كأنه يقولها وهو غاضب، كما يهوي المجادلة وإستخدام الصوت العالي المزعج ويحب أن يكسب المجادلة دائماَ.
الشخص الخشن شخص شديد الأنانية فكل إهتمامه ينصب علي نفسه فقط، متسلط، لايحترم أحد، بل يستطيع أن يجرح أو يهين أحد أمام الناس دون الشعور بالذنب، ويعرف كيف يضغط عليك لكي يصل إلي هدفه.
مشاعر من يتعامل مع الشخص الخشن:
من يتعامل مع الشخص الخشن يشعر دائماً بضعفه أمامه فهو لايتقبل خشونته ولايقوي عليها، كما يشعر في نفس الوقت بجرح مشاعره لأن الآخر يسيء إليه بألفاظ مسيئة، كما يشعر بإنه لايستحق بمثل هذه المعاملة علي الرغم من إنه مرغم في التعامل معه سواء كان الشخص الخشن هو مديره بالعمل أو أحد زملاء العمل، كما تشعر السيدة بحرج شديد في التعامل معه وتعيش معاناة كبيرة في داخلها إذا كانت مرغمة في التعامل معه أو التعايش مع تلك الشخصية الفظة الخشنة، بل إنها قد تفكر في الإنتقال إلي إدارة آخري في عملها أو أن تترك العمل خاصة إنها لاتقوي علي مواجهة ذلك الأسلوب.
كيف تتعامل مع الشخص الفظ الخشن:
في بادئ الأمر ننصح بعدم الدخول معه في منافسة أو عداء، أو تشعره بإنك نداً له لإنه سوف يسرق منك وقتك وطاقتك بالقدر الكبير، فهو يهوي أن يصعد المشكلة ولن تحقق معه شيء.
أما إذا كان مديرك هو الشخص الخشن ويستخدم معك الألفاظ الجارحة التي تقلل من قدرك، فإنتظر إلي أن يهدأ واجلس معه بمفردك وقل له: ماذا لو كنت مكاني وتسمع هذه العبارات.. ماذا سيكون شعورك؟! ولو حاول مقاطعة حديثك حاول مرة آخري بكل هدوء أن ينتظر حتي تكمل كلامك وستنجح.
فمثل هذا النوع من البشرعندما يجلس معك في مكتبك لايهتم بوقتك فلا تشجعه علي زيارته لك واشرح له أن وقتك يضيع دون جدوي.
ولك أن تختار هل تتعامل مع هذا الشخص أم لا.
وإنتبه ان الشخص الخشن قد يستعمل بعض الأساليب المحترمة معك في وقت ما، ولكنه سرعان مايعود لطبيعته وأسلوبه المعتاد ويمكنك علي الأقل أن تجعله ان يستخدم أسلوباً أرقي من ذلك معك.
المراجع:
25 شخصية لاتطاق، يوسف أبو الحجاج الأقصري، عصير الكتب، دار الحرم للتراث، القاهرة.