إن إدمان كل انواع العقاقير والمخدرات تؤثر بشدة علي المخ الفرد وسلوكه، ويمكن أن يبدأ التعاطي عن طريق التجربة مع أصدقاء السوء، او أخذ المخدرات علي أنها أدوية وتبدأ المأسآة ومشاكل الإدمان والعلاج في رحلة صعبة علي المدمن وأسرته، ويختلف خطر الإدمان علي حسب نوع العقار، وقد يحتاج المدمن إلي مساعدة الطبيب المختص ومساعدة أسرته أيضاً في تجاوز تلك المحنة الصعبة وهو العلاج من الإدمان، وفي هذه المقالة نتناول نوعين من العقاقير وأعراض إدمانها وبعض الوسائل للوقاية من إدمانها.
الفرق بين المنومات والمهدئات، أعراض إدمان المنومات
ماهي المنومات وتاثيرها علي صحة الإنسان؟
المنومات هي أدوية لعلاج حالات الأرق وتسبب النعاس والنوم بإستخدام جرعات بسيطة وقابليتها للإدمان عالية، وتهبط المنومات وظائف المخ مثل الخمر، كما تضعف القدرة علي التركيز والإنتباه، وتخفض القدرة علي قيادة السيارة بالمهارت الحركية، ويشعر المتعاطي بالنشوة في البداية ثم الشعوربالنعاس والخمول والنوم، وإختلال في تقدير المؤثرات السمعية، كما تقلل المنومات من حدة الشعور بالألم، كما تهبط من وظائف التنفس خاصة عند المريض بأحد أمراض الجهاز التنفسي، كما تتسبب في إنخفاض ضغط الدم، كما تسبب أخذ جرعات زائدة من المنومات الإصابة بالإمساك.
التسمم الحاد:
يصاب الشخص بالتسمم الحاد عندما يستيقظ من النوم ويأخذ جرعة زائدة من المنوم مع نسيانه إنه أخذ جرعة قبل النوم، كما ينتج التسمم الحاد من إستخدام المنوم والخمرأو مع أدوية آخري أوفي حالة محاولة الإنتحار، ويشعرالمتعاطي في حالة الإنتحار عندما يأخذ المنوم والخمر بالكسل والترنح وثقل باللسان، ضعف بالتركيز ثم الذهاب في غيبوبة، هبوط في التنفس والدورة الدموية ويؤدي التسمم إلي الوفاة إذا لم يساعده الوقت في الذهاب إلي المستشفي وإسعافه في الحال، وإذا إستعاد المريض وعيه فإنه يعاني من عدم الإستقرار والهذيان، ويقوم الطبيب بمعرفة نوع المنوم وتقدير نسبته في الدم والبدء في عمل غسيل معدة وتطبيق عدة وسائل لإنعاش المريض.
ما الفرق بين المنومات والمهدئات؟
- المهدئات أقل خطورة عن المنومات.
- المهدئات تسبب النوم الذي يمكن إيقاظ النائم منه بسهولة.
لكن من عيوب تلك الأدوية إنها تسبب السلوك العدواني عند بعض المرضي، كما تسبب النسيان، كما تعمل علي تهدئة المرضي قبل إجراء العمليات الجراحية، كما تستعمل في حالة الإصابة بالصرع.
يمكنك قراءة أيضاً:
مشكلة الأرق:
الأرق من المشاكل التي من أجلها يتناول الناس المهدئات والمنومات، والأرق هو شعور الشخص بعدم اخذ كفايته من النوم وقد يبالغ الشخص في تقديره في الفترة التي يحتاجها حتي يبدأ في النوم حتي ولو أيقظنا ذلك الشخص الإرق من نومه العادي فإنه سينكر إنه كان نائماً، وقد عرف أحد العلماء الأرق بإنه عجز الشخص عن النوم خلال 45 دقيقة من ذهابه للفراش، أوإستيقاظ الفرد من نومه ليلاً 6 مرات يومياً أو أكثر.
وقد صنف العلماء الأشخاص الذين يعانون من الإرق إلي عدة تصنيفات:
- الشخص المتوتر الذي يرقد علي فراشه لساعات وغير قادرعلي الإسترخاء ثم ينام جيداً بعد فترة.
- الشخص المجهد الذي ينام مبكراً ويصحو مبكراً ولا يحتاج إلي منومات أو مهدئات.
- الشخص الذي يصحو من نومه فجأة عدة مرات ليلاً دون وجود أسباب لذلك.
- الشخص الذي يشعر ببعض الآلآم الجسدية ويصحو من النوم ليلاً عدة مرات.
- شرب بعض الأشخاص السوائل التي تحتوي علي الكافيين مثل القهوة والشاي والتي تسبب الإرق، أوشرب الشخص للكحوليات التي تسبب التوم في بادئ الأمر ثم الأرق أثناء النوم.
- الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب النفسي الذين ينامون في بادئ الليل ثم يستيقظون في الليل.
هل هناك علاج للإرق؟
مشكلة الإرق وعلاجها تتوقف علي عادات الشخص اليومية وحياته، ولكن يمكن إتباع بعض النصائح البسيطة للتغلب علي مشكلة الإرق منها:
- يمكنك قراءة كتاب تحت ضوء خافت قبل النوم.
- يمكنك إحتساء كوب من اللبن الدافئ قبل النوم فهو مساعد طبيعي للنوم.
- ضع وسادة تحت قدميك حتي يصل الدم إلي المخ ويساعد علي النوم.
- الإستحمام بحمام دافئ يساعد علي الإسترخاء والنوم.
- صفي ذهنك ودع الأفكار تراودك دون أن تتحكم فيها.
- في فصل الشتاء حاول تدفئة الغرفة قبل النوم، أما في الصيف فإجعل غرفتك باردة.
- نظم مواعيد ذهابك إلي النوم مواعيد الإستيقاظ.
وإذا لم تنجح تلك الوسائل السابقة في إنتظام عادات النوم والإستيقاظ والقضاء علي مشكلة الأرق فيجب الذهاب إلي الطبيب المختص والذي سيساعدك كثيراً في حالتك.
إدمان المنومات:
ينتشر إدمان المنومات بين السيدات بنسبة أعلي عن الرجال، وقد يمزج مدمنوا المنومات بالخمر حتي تزداد فاعليتها، ويدمن مدمنوا الخمر بالمنومات بعد الإقلاع عن الخمر، وأكثر مدمنوا المنومات هم من يتداولونها في عملهم للأسف كالأطباء والصيادلة ومن يعملون في شركات الأدوية، وبسبب سهولة الحصول علي تلك المادة، كما تقع المسؤولية علي الأطباء الذين يستسهلون كتابة تلك المواد كعلاج للإرق دون الإستماع الجيد من شكوي المريض وأعراض المرض، كما تقع المسؤولية علي شركات الأدوية التي لا تحذر من الإدمان في النشرات التي توزعها مع الأدوية أو تدعي إن تلك المواد لا تسبب الإدمان.
أعراض الإدمان:
إن إستعمال المنوم لمدة اكثر من 4 أسابيع يومياً تؤدي إلي الإدمان، أما أعراض الإدمان فهي:
شعور المدمن بالخمول والنسيان وعدم التركيز، تقلب مزاجه ويميل إلي الإنعزال الإجتماعي في البيت والعمل، مع اضطراب حياته الأسرية والعملية، هبوط في ضغط الدم وإرتعاش في الأيدي، إهتزاز العيون، اضطراب في العادة الشهرية للنساء، الضعف الجنسي للذكور، وعند الإمتناع عن المنوم يشعر المريض بالإرق والهذيان وعدم القدرة علي إدراك الزمن والمكان، وجود هلاوس بصرية وهلاوس كالتي تصيب مرضي الفصام، الغضب والنفورلأسباب تافهة، تغيير طباع المدمن حيث يبدأ في الكذب والسرقة للحصول علي المال لشراء المخدرات، شحوب الوجه، الكسل الدائم وقلة النشاط، تعرق ورعشة بالجسد، فقدان الشهية، وتستمر أعراض الإمتناع لمدة ثلاث أيام متواصلة وتحتاج إلي العلاج المباشر حتي لا ينتهي الأمر إلي الوفاة.
بعض النصائح لمستخدمي المنومات والمهدئات:
- إذا شعرت إنك لست بحاجة إلي منوم أو مهدئ فإرفض هذا الدواء.
- إذا كنت تستخدم منومات أو مهدئات فلا تشرب الخمر معها.
- إذا أخذت جرعة من المنومات فضعها في مكان آخر بعيد عن غرفتك التي تنام فيها.
- اتيع الجرعة التي يصفها لك الطبيب ولا تتجاوزها مهما كانت الأمور.
- إذا شعرت بعدم الإستفادة من الدواء راجع طبيبك.
- تذكر جيداً أن المنومات والمهدئات تتفاعل جيداً مع بعض الأدوية الآخري، فيجب تنويه الطبيب علي الأدوية والجرعات التي تأخذها.
- لا تحاول قيادة السيارة بعد تناول المنومات والمهدئات.
- تعلم بعض وسائل الإسعافات الأولية لمساعدة الآخرين عند أخذهم لجرعات زائدة.
من الناحية الطبية:
للطب دور أيضاً في إعطاء واستخدام المهدئات والمنومات، فالطبيب الماهر هو الذي لايجعل مريضه مدمن المهدئات أومخدر معين، فالمريض يثق في الطبيب ويجب علي الطبيب أن يعالج المريض بضمير وعليه أن يوضح للمريض أبعاد استخدام المهدئ وإنه يمكن أن يؤدي إلي إدمان، ولا يستخدم ذلك العقار إلا في الحالات التي في حاجة إليها المريض، وتستخدم بحرص وتحت إشراف الطبيب ولايحاول المريض أن يأخذ جرعة زائدة إلا بعد إستشارة الطبيب الذي يتابع حالته، مع التنبيه دائما بخطورة تلك العقاقير للمريض.
المراجع:
الإدمان ومظاهره وعلاجه،عادل الدمرداش، عالم المعرفة 1982، الكويت