يجب علي كل من الرجل والمرأة أن يفهموا كيف يفكر الآخر، وكيف يتفاعل وكيف يشعر، فصحيح كليهما خلق من التراب وبينهم قاسم مشترك، لكن هناك إختلافات كثيرة بينهم وهي أساس الخلقة، فالله سبحانه وتعالي قادر علي خلق المرأة من طينة مختلفة عن طينة الرجل لكنه خلقها من ضلعه من قطعة منها حتي تشعر إنها في حاجة لحمايته، وليشعر الرجل إنها جزء منه ليحبها ويحميها، وغالباً ماتحدث المشاكل بينهم بسبب عدم فهم المرأة لطبيعة الرجل وعدم فهم الرجل أيضاً لطبيعة المرأة، وينتظر الرجل أن تتصرف المرأة كما يتصرف هو.. والعكس صحيح!
الأسرار الخفية بين الرجل والمرأة، وكيف يتعامل الرجل مع المرأة بطريقة لائقة
وبسبب الإختلافات بين الرجل والمرأة والتي تحدث دوماً، علينا أن نتفهم هذا الإختلاف ونتعايش معه لا لنصارعه، فالمرأة من الرجل والرجل من المرأة ومن نفس التراب!
1- المرأة تكره بخل الرجل عليها:
الرجل مثل المرأة منهم الطيب ومنهم اللئيم الخبيث، كذلك منهم الكريم ومنهم البخيل، والبخل هنا ليس معناه البخل المادي فقط بل البخل المعنوي أيضاً، وبالنسبة للبخل المادي فنحب أن نلفت إنتباه الرجل لبعض النقاط الهامة، منها أن الرجل هو الشخص الوحيد المعيل للأسرة حيث المرأة عملها الأساسي هو رعاية أطفالها والمنزل أي لاتملك مال بيديها إلا ما يكسبه زوجها من عمله، وفي حالة عمل المرأة تساهم بجزء من راتبها في نفقات البيت، والبخل لايقتصر علي الفقراء ولا يقتصر علي مستوي إجتماعي معين أو مستوي تعليمي أو ثقافي، والمرأة تتأذي من بخل زوجها عليها إذ تشعر بالحرمان والمال بيد زوجها، فإذا كان المطلوب من الزوجة الصبر علي فقر زوجها وأن تتنازل عن بعض متطلباتها، فلا هناك أي شيء يمكن به تبرير موقف الزوج وبخله علي زوجته وأسرته، فالحياة الزوجية لا يمكن أن تسير إلا إذا حققت إشباعاً في جميع النواحي العاطفية والمادية والجنسية حتي لايصبح الحرمان موتاً بطيئاً تعاني منه الزوجة، فكن كريماً مع أسرتك ولا تصل إلي حد الإسراف، فالفجوة التي تفصل بينك وبين زوجتك أنت المسؤول عنها، وعليك إصلاح الأمور قبل أن تتفاقم وتصل إلي البرود العاطفي وهي نتيجة طبيعية لبخلك الغير مبررله.
2- ماذا تريد المرأة من الرجل؟
غالباً مايحدث الكثير من المشاكل والمشاحنات بين الرجل والمرأة بسبب جهل الرجل بالمرأة وعدم فهمها ماذا تريد منه، والعكس صحيح حيث تجهل المرأة ماذا يريده الرجل منها، وهل من المفترض الذي يرضي المرأة هو نفسه يمكن أن يرضي الرجل أم لا؟
في الواقع هناك إعتقاد خاطئ وهو ينظر كل من الرجل والمرأة إلي ما يهتم به يجب ان يهتم به الطرف الآخر أيضاً حتي في طريقة الإهتمام، فيجب علي الرجل أن ينتبه إلي بعض النقاط الهامة في التعامل مع المرأة مثل:
ا- إمدحها أمام الناس:
ينساق بعض الرجال إلي سلوكيات خاطئة في التعامل مع زوجاتهم أمام الناس وهو نقدها أمام الجميع وإحراجها لهذا النقد، فما المشكلة في تأجيل تلك الإنتقادات إلي المنزل بينك وبينها خاصة وإن إتبعت معها أسلوب جميل ولبق يحفزها للتغيير،فهل تعتقد أيها الرجل أن زوجتك سوف تتقبل إنتقادك لها أمام العلن؟
أم أن الأسلوب الجميل وإختيار الوقت المناسب لأداء النصح والتوجيه هو الذي يجعله مقبولا لديها، فإبتعد عن النقد الجارح لكرامتها والذي لايمكن علاجه بسهولة، حيث الإنسان ماهو إلا كرامة، ونحن بشر من دم ولحم، وما الذي ستجنيه من كسر قلبها، ويمكنك إخبارها بما يزعجك بأسلوب مقبول فإختر التوقيت المناسب والأسلوب الجميل.
ب- لا تنسي المناسبات الخاصة لها:
تهتم المرأة بالمناسبات الخاصة وكإنها أعياد لها، علي الرغم من عدم إهتمام الرجل لتلك المناسبات إلا لا يمكن مرورها مرورالكرام فلا بد من إحيائها وتذكرها، وتكون مشكلة كبري عندما ينسي الزوج يوم ميلاد زوجته، فلا تتجاهل تلك المناسبة وإحرص علي شراء هدية مناسبة لها وليست من الضرورة أن تكون الهدية باهظة الثمن، بل إختار المناسبة لميزانيتك، فالمرأة لا يهمها قيمة الهدية بل تكون سعيدة بإنك حرصت علي شراء هدية التي تعبرعن تذكرك بتلك المناسبة السعيدة.
الأمر عند الرجل مختلف قليلاً فهو لاينزعج بعدم تذكر زوجته بيوم ميلاده، كما لا ينزعج بعدم تقديم الهدايا له، بل لا يعتبرذلك عدم إهتمام منها، ولا يعي الكثير من الرجال لماذا يجب الإحتفال بيوم الزواج فالزواج هو الزواج قد أبرم منذزمن وإنتهي الأمر، وليس معني ذلك أن الرجال لايهتمون بالزواج لكن العلاقة العاطفية بإقامة الحفلات أقل منها بكثير، بل أغلب المتزوجون لايتذكرون تاريخ الزواج، فالمسألة ليست مسألة فارق في الحب أو الإهتمام، لكن المرأة تهتم أكثر بالمناسبات لإنها تهتم بأثر الأشياء أكثر من الرجل، لذا عليك أيها الرجل أن تتذكر المناسبات الهامة التي تهتم بها زوجتك لأن ذلك الشيء يسعدها، فإهتم بتلك الأشياء حتي ولو لم تري فيها أهمية.
يمكنك قراءة أيضاً:
ج- لا تمنعها من زيارة صديقاتها:
علي الزوج والزوجة أن يعرفا أن الزواج شراكة بينهم وليس عقد تملك، فليس من المعقول أن يطلب الزوج من زوجته أن تمتنع عن زيارة أهلها وصديقاتها وتبدأ معه حياة جديدة كأنها أمتلاكها في يوم زوجها منه، ولا علي الزوجة أن تمنع زوجها من رؤية أصدقائه وقضاء بعض الوقت معهم، فبالتأكيد كل فرد لديه الحق علي الآخرمن وقت وإهتمام وحب..إلخ لكن هذا لا يمنع من أن يكون لكل فرد أصدقاء ومعارف.
فالزوجة لا تنزعج أبداً من وجود أصدقاء في حياة زوجها بل تنزعج من قضاء زوجها قت طويل معهم، ومن الطبيعي أن ينزعج الزوج من إحدي صديقات الزوجة لسبب ما، لكن ليس هناك أي مبرر لإنزعاجه من وجود صديقات لزوجته، فوجود أصدقاء للإنسان هو شيء صحي لنفسيته، فلا تحرمها من وجود أصدقاء لها.
من أسباب فشل العلاقة بين الرجل والمرأة:
أسباب فشل التواصل او العلاقة بين الرجل والمرأة هي مسؤوليتهم هما الأثنين، فالحياة الزوجية هي شراكة بين الزوج والزوجة ويجبعليهم إيجاد حلول بديلة لأي مشكلة أو عائق يقابل الأسرة، لكن في عصرنا الحالي بدأ الزوجان في استعجال الحلول السريعة والهروب من المشاكل باللجوء إلي الطلاق دون التفكير في عواقب ذلك القرار السريع، فقد نظم الله تعالي سير العلاقة بين الرجل والمرأة ووضح الدين الأسلامي حقوق وواجبات كل من الزوج والزوجة، اما إذا تحولت العلاقة إلي الأنانية تتغير موازين الحياة بينهم ويحدث نوع من الشرخ في التعامل بينهم، ويشعر كل منهم بالحزن والكآبة لفترة ما، ومع ذلك يمكن التغلب علي الصدمات العاطفية بمحاولة النجاح التي تولد الشعور بالسعادة والثقة بالنفس والإقبال علي الحياة، ومساعدة المحتاجين والمسنين أوالمساهمة في الأعمال الخيرية سوف تعود علي الفرد بالإحساس بالراحة النفسية والسعادة.
المراجع:
للرجال فقط، مبادئ للتعامل مع النساء(2018)، أدهم الشرقاوي، دار كلمات للنشر والتوزيع، الكويت.