يستخدم الإنسان والحيوان الصوت للتفاهم والتحاور معتمداً علي حاسة السمع التي تحول الصوت إلي معلومات مستقبلة من المتكلم، كما هو وسيلة للتعبير عن المشاعر والعاطفة، وكل إختلاف في نبرة الصوت له دلالة عن حالة الإنسان المزاجية والإنفعالية، ومع أهمية الصوت في حياتنا اليومية إلا إننا نهمله إهمال شديد أونسييء إستعماله دون الإنتباه لذلك كالتدخين، أوإستخدام الصوت الخشن كنوع من الدعابة.
خصائص واضطرابات الصوت وكيفية العلاج
ماهو خصائص الصوت؟
هناك عدة خصائص للصوت منها:
1- نوع الصوت:
وهي تلك الخصائص التي تعطي لكل فرد الطابع الخاص المتميز عن غيره من الأشخاص، ويمكن تمييز اضطربات الصوت في الصوت الخشن الغليظ والذي يكون في الغالب مرتفعاً والذي يكون مصحوباً عادةً بالغضب والتوتر، والصوت الهامس والذي يتميز بالضعف ومصحوباً بالهواء وقد يظهر في بعض الأوقات بدون صوت، أما بحة الصوت وهو يعتبر خليط من النوعين السابقين أي إن قد تعرضت الحنجرة لبعض من التهيج نتيجة الإصابة بنوبة من البرد الشديد أو نتيجة الصياح الشديد.
2- شدة الصوت:
يجب علي الأصوات أن تكون علي نسبة من الإرتفاع المناسب لتحقيق التواصل الجيد أثناء الحديث، وقد يرجع سبب إرتفاع الصوت أو نعومته إلي بعض الظروف الجسمية الخاصة للفرد كإصابته بفقدان السمع أو بعض الإصابات بالحنجرة.
3- طبقة الصوت:
يعتاد بعض الإفراد إلي إستخدام طبقات صوتيه مرتفعة والبعض الآخر يستخدم الطبقة المنخفضة وهذا علي حسب التكوين الجسدي لهم.
4- رنين الصوت:
ورنين الصوت هو عبارة عن التعديل الصوتي في التجويف الأنفي أعلي الحنجرة، وعادة تتضمن اللغة أصواتاً أنفية قليلة، وإذا لم يكن التجويف الأنفي مغلقاً فإن صوت الشخص يبدو أنفياً، حيث يجب أن يكون التجويف الأنفي مفتوحاً لإخراج الحروف الأنفية.
يمكنك قراءة:
سمات الصوت الطبيعي والعادي:
يتميز الصوت العادي بإنه حلو بحيث لايكون مزعجاً، صوت موسيقي ملائم للمرحلة العمرية لكل فرد بحيث لا يكون شديد ولا ضعيف، وذلك يتوقف علي الحالة الصحية للفردمن الناحية العقلية والجسمية والنفسية، كما يتوقف سمة الصوت الطبيعي علي حاسة سمع الشخص التي تؤثر علي إنتاج الصوت، ولغياب احد تلك السمات يؤدي إلي اضطراب الصوت ومشاكله.
أنواع اضطرابات الصوت:
1- اضطرابات الصوت الغير عضوية:
- وتتمثل في اضطرابات الصوت عند البلوغ حيث يصدر للمراهق صوت الطفل المتردد من الحنجرة ذات التردد المرتفع بالإضافة إلي الصوت الجديد الناتج من التغيرات الهرمونية للمراهق مما يؤثر في نفسية المراهق لإن سعيرونه الناس بإن صوته أشبه بصوت المرأة.
- بحة الصوت عند الطفل وهي تحدث عندما يصرخ الطفل لفترة طويلة مما يؤدي إلي بحة في صوت الطفل.
- ضعف الصوت وهي غالباً ماتحدث نتيجة لجفاف الحلق، آلآم الحلق، الشعور بوجود جسم غريب بالحلق، عدم القدرة علي تكملة الحديث بسبب الشعور بالإرهاق الصوت، التعرض لبيئة ملوثة مثل الأتربة في الهواء والدخان الكثيف.
- بحة الصوت لدي البالغ عند إستخدامه لثنايا صوت كاذبة مثل إصدار الصوت الخشن.
2- اضطرابات الصوت غير العضوية النفسية:
- اضطرابات الصوت مؤقتة نتيجة التعرض لبعض الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر النفسي، مرض الفصام، الإكتئاب.
- الحبيبات الصوتية مثل حبيبات الصراخ عن الأطفال والتي غلباً مايصاب بها الأطفال الذكورأكثر من الفتيات، وحبيبات المغني والتي تصيب البنات ونادراً مايصاب بها الذكور.
- فقدان الصوت التام نتيجة التعرض لضغط نفسي شديد ( غالباً ماتصاب به المرأة) ويستمر لفترة محددة وتفقد المرأة صوتها مؤقتاً محاولة للهروب من مواجهة موقف معين يسبب لها الخوف.
- ازمة راينك وهي نتيجة الإستخدام الخاطئ للصوت بسبب الإفراط في التدخين، اوالإصابة بإلتهاب مزمن للجهاز التنفسي العلوي.
سمات انواع اضطرابات الصوت:
1- الصوت الرتيب:
ويتميز الصوت الرتيب هو الصوت الذي يخرج من الفم علي وتيرة واحدة، دون القدرةعلي تغيير الإرتفاع أو نغمة الصوت، مما يبدو الصوت غريباً ويفقد قدرة الفرد علي التواصل مع الآخرين.
2- الصوت الطفولي:
وهو الصوت الذي يصدر من البالغين والراشدين والذي يشبه في صوته كأصوات الأطفال، ويشعر السامع بإنه صوت شاذ لايتناسب مع سن المتحدث، وقد ترجع أساب تلك الحالة إلي بعض العوامل الوراثية أو الإصابة ببعض الأمراض أثناء مرحلة الطفولة مثل إلتهابات الحنجرة، الأمراض الصدرية، أو لأسباب نفسية والتي ترجع إلي فترة الطفولة حيث يسلك الفرد الراشد في صوته كصوت الصغار.
3- كلام الفم المغلق:
حيث يبدو كلام الفرد غير واضح تماماً كإنه غالق فمه، حيث يحاول بعض الأشخاص التحدث بأسنانهم وفتح الأفواه بشكل بسيط، والتحدث بتلك الطريقة يتطلب مجهود عال لإستخراج كلام مفهوم، ولا يظهر عندما يتحدث الشخص بسرعة.
4- الصوت المكتوم:
ويعتبر الصوت المكتوم هو أحد السمات المميزة لبعض اللهجات في القري الريفية، ويحدث ذلك الصوت نتيجة وجود آفة بين قاعدة اللسان واللهاة.
5- الخنف:
يحدث الصوت الأخنف عندما يخرج الصوت من الأنف، وهو اضطراب يصيب جميع الأعمار من الجنسين، وتظهر الأصوات الساكنة كإنها شخير مما تسبب الإحراج بين المحيطين به والسخرية منه، ويزيد من صمت الشخص المصاب بالخنف وقلة كلامه، ويؤثر علي ثقته بنفسه وإنعزاله الإجتماعي، ويحدث الخنف عادةً بسبب وجود شق في سقف الحنك.
طرق علاج اضطرابات الصوت:
- إن الهدف الأساسي لعلاج اضطرابات الصوت هو تطوير عادات الصوت لكي يصبح فعال ومؤثر، ويجب علي الأطفال التي تعاني من اضطرابات في الصوت أن يشرح لها الطبيب المختص مشكلته التي يعاني منها والأسباب التي أدت إلي ذلك، وما الذي يجب إتخاذه للعلاج، مع تشجيع الطبيب والوالدين له طوال فترة العالج، علي أن يكون لدي الطفل الرغبة في العلاج وإلا أصبح العلاج فاشل، وبعد تحديد الطبيب لنوع اضطراب الصوت يجب مناقشة سوء الإستخدام وأبعاد تلك المشكلة مع الطفل، وبعدها يمكن للطبيب وضع خطة علاجية أو برنامج علاجي لتخفيف الحالة،ويعتبر تفهم الطفل لحالته من الأمور الهامة والأساسية في طريق العلاج، لأن الطبيب لن يكون متواجد مع الطفل بصفة دائمة لتصحيح بعض العادات الصوتية الخاطئة.
- توجد تدريبات خاصة لتحسين الأداء الصوتي وطبقة الصوت، بالإضافة لتدريبات لرفع طبقة الصوت وخفضها، وتدريبات لتحسين نوعية الصوت كل تدريب يعتمد علي حالة كل مريض، ويتم تدريب الطفل علي أفضل نوعية الصوت وإستخدامها وممارستها وتدريب الأذن علي سمعها.
- التدريب علي الإسترخاء عن طريق تدريب الطفل علي إخراج الأصوات بطريقة تمتاز بالإسترخاء خاصة إذا كان الطفل يتحدث بأسلوب يمتزج بالقلق والتوتر، بجانب التدريب علي الإسترخاء الجسمي خاصة في مناطق الوجه والفم لتحقيق نوع من التقدم في العلاج.
- التدريب علي التنفس من أساليب العلاج لاضطرابات الصوت، وتدريب الطفل أن التنفس لأغراض الكلام لا يحتاج إلي هواء أكثر من التنفس العادي لإحتياج الجسم للأكسجين، وكيفية ضبط التنفس أثناء الكلام مع تجنب سوء إستخدام الصوت، وإستخدام الطفل للأصوات التي تعلمها من الطبيب والإستمرار بها هي من أصعب البرامج العلاجية لاضطرابات الصوت ويعتمد نجاح ذلك البرنامج علي تدريب الإخصائي والطفل والوالدين.
إن الكشف المبكرعن اضطراب الصوت والسعي لعلاجها لها تأثير قوي في تجنب خطورة عيوب النطق وعيوب التلفظ والذي سيشهد عيوب وتشوهات تلحق بالتلفظ والكلام المكونة من ذبذبات الصوت المرسلة من الحنجرة إلي جهاز النطق.
المراجع:
إضطرابات الصوت، اضطرابات النطق(2014)، سلامة أحمد العبد الله، دار امجد للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.