إن الشخصية الإنطوائية والإنبساطية يختلفان عن بعضهما البعض في كل الصفات، وفيما سيأتي سنوضح أهم صفات ومميزات كل شخصية مع ذكر الأسباب التي ساعدت في ظهور تلك الشخصيات.
صفات الشخصية الإنطوائية والإنبساطية، والأسباب التي أدت إلي ظهور تلك الشخصيات
تقسيم شخصيات الإنسان:
الإنسان يحاول تصنيف الشخصيات المختلفة إلي أنماط وأنواعى بحسب مايمتلكون من صفات شخصية أو عقلية اوبدنية أوحتي مزاجية، وجاء أقدم تصنيف لهيبوقراط الذي قسم شخصيات الإنسان إلي أربع أنواع وهي:
1- الشخصية السودوية:
وهي الشخصية المتشائمة والتي تميل إلي الإكتئاب، كثيرة التأمل وبطيئة التفكير.
2- الشخصية الصفراوية:
وهي الشخصية التي تتميز بقوة البدن وسريعة الغضب، وعنيفة في معاملتها.
3- الشخصية الهوائية:
وهي التي تتصف بكثرة تقلبات ساوكها، كما تتميز بالتفائل والمرح، سهولة الإستثارة، البدانة.
4- الشخصية باطئ الإستجابة:
وتتصف تلك الشخصية بالبدانة والشره.
وفي الحقيقة أن تصنيف الأشخاص إلي أنماط وأنواع أمر لا ينطبق إلا علي الأقلية المتطرفة فقط، فمعظم الناس ليسوا منطويين ولا منبسطين وإنما معتدلون، كما أن الإنطوائيين مختلفون عن بعضهم البعض في الكثير من الصفات، وأن صفة الإنطوائية هي فقط العامل المشترك بينهم.
وقد جاء أحد علماء النفس لتفسير الشخص المنطوي، بإنه ليس من الضرورة أن يكون المنطوي عقلي أو نفسي، بل أن هناك عوامل تكون تلك الظاهرة مثل:
- حساسية عاطفية من البيئة.
- الخوف من البيئة والهروب منها.
- التركيز نحو الذات.
مواضيع ذات صلة:
صفات الشخصية الإنبساطية والإنطوائية:
تتميزالشخصية الإنبساطية بإرتفاع القدرة السمعية لديه، ويميل إلي الحركة والحيوية وكثير التنقل والترحال إذ إنه دائم الحركة فنجده يقوم بتسلق الجبال والألعاب الرياضية، يتكلم بمنتهي الثقة، يعطس بصوت عالي، يفضل الجلوس بمقدمة المائدة ويشغل حيز كبير، يمشي بصدره منتفخاً، يضع قبعته فوق أحد حاجبيه وينظر بعين واحدة، كما يتميز بالواقعية، حسي، تجريبي، سريع التكيف مع المواقف الجديدة، سريع الإستجابة، لا يعبأ لأي نقد موجه إليه، يتصف بالإيجابية والثقة والتفاؤل والإنشراح، وحب الظهور، يتحدث بتعبير لفظي سهل، والقيمة الحقيقية لديه هو العالم الخارجي وليس الذاتي الداخلي، يستطيع عقد صداقات بسهولة وسريعة كما ينهي تلك الصداقات سريعاً أيضاً، فهو يبحث عن الجديد دائماً، يسير في طريق حياته بلا تخطيط ولا هدف ودون التفكير في المستقبل، ويستمتع بها قدر إستطاعته، يحب المشاركة في الحفلات الإجتماعية (شخصية إجتماعية) ويقبل عليها بلا تردد أو خجل، ودائم الفخر بنفسه، يهتم بمظهره وهندامه أمام الآخريين، يحب الزعامة والقيادة، يميل إلي العمل بأعمال البعيدة عن التعامل مع البشر، وتغلب عليه صفة البيع والشراء والمكاسب المادية (التجارة)، وكثيراً مايلاقي الكثير من الإعجاب من الآخرين.
أما الشخصية الإنطوائية فهي تمشي كإنها تسير علي أطراف أصابعها كإنه يخاف أن تلمس قدميه الأرض، ليس لديه الجرأة بالتحديق في وجوه الناس، يجلس وراء الشخص المتحدث، قبل أن يتحدث يحاول أن يستجمع ما سيقوله، لايحب أن تراقبه العيون، يرتدي القبعة محاولاً إخفاء وجهه، يجلس علي طرف الكرسي ويتحدث بصوت منخفض، لا يفضل المشاركة في النوادي أو الرحلات الجماعية، كما يميل إلي تحليل ونقد نفسه، ويتأمل ذاته ومشاعره وآلامه، ويتصف تفكيره بعدم الموضوعية، مستغرق في الأوهام والخيال، يحقق آمآله وأحلامه في أحلام اليقظة والتي يعجز عن تحقيقها في الواقع، لذلك تجده يحارب ويجمع ثروة ويتقدم في عالمه الخيالي، فهو مثالي ورمزي ويميل إلي الألعاب العقلية الداخلية.
كما يفضل الإنعزال والإنفراد بنفسه، ويغلب عليه صفة الخجل والحساسية المفرطة، متردد كثيراً فيما سيفعله ويفكر كثيراً قبل ما يفعل، كثير الإرتباك والحيرة والندم علي ما فات، يؤخذ كل شيء علي مأخذ شخصي، يشك في نيات الأشخاص، يكتم أسراره لنفسه، يكبت إنفعالاته وعواطفه بداخله، يحدث نفسه كثيراً، يتصف بالسلبية، لا يعقد صداقات جديدة بسهولة وإذا عقد صداقة جديدة فإنه يتعامل معها بكل إخلاص ووفاء، ومع ذلك فهو قليل الأصدقاء والأعداء أيضاً، فهو يميل للعزلة أكثر من الإختلاط، ويشعر بإنه تائه في المجتمعات الكبيرة، يميل إلي أن يكون مؤدب ويقظ الضمير، يحرز قليل من النجاح أمام الشخصية الإنبساطية، لا يهتم بمظهره وهندامه، يفكر في آلآم الآخريين، لديه الميل إلي المبالغة في المخاطر المحتملة في المواقف اليومية، وتتشابه الشخصية الإنطوائية كثيراً مع الشخصية الفصامية من ناحية الميل إلي الوحدة والإبتعاد عن الآخرين، ومن أبرز تلك الشخصية الشعراء والأدباء والمفكرين، والفلاسفة والمهندسين، .
ماهي الأسباب التي تؤدي إلي الإنبساط أو الإنطواء؟
يمكن تمييز الشخصية الإنطوائية أو الإنبساطية من خلال مرحلة الطفولة، حيث تظهر في سرعة تكيف الطفل مع البيئة مع إنتباه للأشياء التي تحيطه حيث إنه يجرب ويلعب بين الأشياء بمنتهي الجرأة والثقة، وأقل خوفاً عن الشخصية الإنطوائية، فهو ينمو أسرع منه ويخاطر في إستكشاف الأشياء، أما الطفل المنطوي فهو أقل جرأة ويخاف من البيئة المحيطة، وأرجع بعض علماء النفس لتلك الظاهرة إلي بعض العوامل الداخلية الفسيولوجية، والجهاز العصبي المركزي والتغيرات الكيميائية التي تطرأ علي الهرمونات، كما ربطوا أن الشخص الإنطوائي يمكنه أن يكون إنبساطي إذا أخذ بعض الجرعات من الكحول، كما لوحظ أن الطفل الذي يكون ملازم لأمه يكون أكثر جراة عن الطفل الذي حرم عن الأم، كما يميل الطفل الوحيد علي الإنعزال.
كما أن توجيه النقد الدائم للطفل يشعره بالنقص وقلة الثقة بالنفس، كما أن التربية الإتكالية والتي يحرم فيها الطفل عن تحمل المسؤولية والقيام بأدوار القيادة تؤدي إلي إنطواء الطفل، كما منع الطفل في التعبير عن مشاعره وافكاره يقوده إلي الصمت والإستغراق في أحلام اليقظة، هذا غير التعامل مع الطفل بقسوة وعنف والحرمان والإهمال له التأثر القوي في إتجاه الطفل نحو الإنعزال.
لذلك فإن المجتمع والإرشاد النفسي قادرين علي القيام بخطوات إيجابية لتحقق التكيف للإنسان.
فالتربية هي التي تشعر الإنسان بالكرامة والحرية والإستقلال، كما تحميه من الشعور بالضياع والسخرية، فإن النشأة التي تقوم علي أسس ومبادئ العدالة والمساواة تجعل الفرد سريع التكيف مع البيئة لايميل للإنعزال والإنطواء.
المراجع:
اضطرابات الطفولة والمراهقة، عبد الرحمن العيسوي، دار الراتب الجامعية2000.