إدمان الأفيون ومشتقاته، وكيف يمكن الوقاية والعلاج منه

 الأفيون كان يعرف قديماً ب نبات السعادة، وقد أظهرت برديات قدماء المصريين إستخدامهم لمادة الأفيون بخلطه مع غائط الذباب حيث كان يستخدم كدواء لمنع الطفل من الإفراط من البكاء، كما إستعمله الإغريق في علاج للصداع والمغص والدوخة، وأمراض آخري كثيرة، كما يقال أن العرب هم أول من أدخلوا الأفيون للصين، وكان يدخل الهند في محاولات لتهريبه أثناء الإستعمار الإنجليزي إلي أن إحكرت شركة إنجليزية تجارة الأفيون.

إلي أي مدي إستخدم الإنسان المورفين ومشتقاته مثل الهيروين، وما تأثيره علي الشخص المدمن...هذا ماسنتعرف عليه في هذه المقالة.

                إدمان الأفيون ومشتقاته،  وكيف يمكن الوقاية والعلاج منه

                                               
إدمان الأفيون ومشتقاته، وكيف يمكن الوقاية والعلاج منه

ما هو الأفيون؟

هو من المواد المخدرة والذي يتميز بلونه الداكن، وهو نبات طبيعي تحتوي علي أوراق وثمار وزهور ويسمي نبات الخشخاش، إذ يحتوي الثمار علي المادة المخدرة التي تسبب فقدان كلي أو جزئي للإدراك لفترة ليست طويلة، كما يستخرخ من الأفيون بعض المواد المخدرة الصناعية مثل الهيروين والمورفين.

تأثير الأفيون علي صحة الإنسان:

علي الرغم من أن الأفيون ينجح في تسكين الألم والشعور بالنشوة ، إلا أن له تأثيرات جانبية شديدة علي صحة الإنسان مثل:
- ضعف بالتنفس.
- الدوخة، النعاس وتقلب المزاج من وقت لآخر.
- السعال، الغثيان والقييء.
- تقلص عضلات المعدة مما يسبب بطئ عملية الهضم، إنخفاض ضغط الدم.
- الإدمان.

- أما من مشتقاته المورفين الذي يستخدم كدواء في بعض الأحيان لعلاج حالات الولادة، وتخفيف حالات القلق وتسكين آلآم المرضي وتحضير المرضي للعمليات الجراحية وعلاج ضيق، علاج للقلق المصاحب للصدمة  إلا أن تأثيرات سلبية علي صحة الإنسان مثل:
- حكة بالجلد.
- القيئ.
- التعرق الشديد.
- إنخفاض شديد في ضغط الدم.
- الإدمان.

- أما الهيروين فيصاب مدمنو الهرويين بالتسمم الحاد ثم الوفاة نتيجة أخذ جرعة زائدة سواء بطريق الخطأ أم بقصد للإنتحار ممن يأس من حياته وأراد إنهائها، وهو نتيجة لخلط الهرويين لمواد آخري تسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، ويبدو علي المدمن أعراض النعاس ثم الغيبوبة وبطء في التنفس.

مواضيع ذات صلة:

إدمان الأفيون ومشتقاته:

يختلف إدمان الأفيون عن إدمان مشتقاته، وهناك بعض البلاد التي تعتبر تدخين الأفيون مقبول إجتماعياً،  أما المورفين فيدمن عليه المرضي الذين إستخدموه للعلاج من الحالات مرضية المصحوبة بالألم الشديد مثل المغص الكلوي مثلا، ويعالج منه بالمورفين، وبتكرار أخذ المورفين يصبح المريض مدمناً عليه، أما الهيروين فهو ينتشرإستخدامه بين الشباب والمراهقين الذين يبدأون تعاطيه من باب التجربة والتسلية وصولاً إلي إدمانهن، ويعتبر الهيروين من أسرع المواد إدماناً حيث يمكن للمتعاطي في خلال أسبوع من تناوله يومياً أن يتحول لمدمن، كما أن المدمن علي الهيروين يشعر لانشوة بمجرد الشعوربوخز الإبرة في وريده هذا غير نشوته من تعاطي الهيروين ومفعوله.
والسعي وراء الشعور بالسعادة والنشوة يبدأ بتعاطي تلك المواد المخدرة، ثم تبدأ المرحلة التالية بالإستمرار في التعاطي رغبة في تقليل أعراض الإمتناع التي تزعجه.

                                                 
إدمان الأفيون ومشتقاته، وكيف يمكن الوقاية والعلاج منه

 ومن أعراض الإدمان الملحة:

- الحاجة لزيادة الجرعة.
- ظهور حالة من أعراض الإمتناع عن التعاطي.
- الرغبة الشديدة في الحصول علي الجرعة.
- التصرف بتصرفات مغايرة تماماً عن آراء و معتقدات الفرد.

خصائص الشخص المدمن:

يتميز الشخص المدمن باضطراب في الشخصية تبدو في حالات من القلق والتوتر ونقد الذات المستمر، مما يدفعه ذلك الشعور بالهروب إلي تعاطي المخدرات للتخفيف من حالته النفسية التي يعاني منها، كما أن هناك صور آخري من خصائص الشخص المدمن مثل الشعور بالإكتئاب والشتاؤم والوحدة وفقدان الثقة بالمجتمع (عدم تمتعه بالصحة النفسية)، إختلاف الحالة المزاجية للمدمن من وقت لآخر، إتجاه سلبي مع أفراد أسرته او الأصدقاء،  الشعور بالدونية، مع إرتفاع حالات الإنتحار بين المدمنين.

مضاعفات الإدمان الجسدية والنفسية:

- فقدان الشهية.
- هزال الجسد، تقيحات بالجلد.
- الضعف الجنسي.
- تسمم الدم، إلتهاب الكبد.
- الإصابة بمرض الزهري، والأمراض المعدية.
- التسمم، الإنتحار والوفاة.
- إرتكاب جرائم القتل والسرقة.
- إرتكاب حوادث السير.
- إمتهان الفتيات الدعارة.
- ولادة أطفال بضعف المناعة وقلة الوزن للأمهات المدمنات.
- الشعور بالكسل والغش، والإنعزال الإجتماعي.
- إفرازات بالعين والأنف.
- التعرق الشديد.
- الشعوربالسخونة والبرودة.
- آلآم بالعظام والعضلات.
- إرتفاع ضغط الدم.
- سرعة التنفس وسرعة في دقات القلب.
- غثيان قيء دوخة، الإسهال، فقدان في الوزن.
- إرتفاع نسبة السكر بالدم.

الوقاية والعلاج من الإدمان:

1- التوعية:

وهو التركيز علي الجماعات المهنية في حملات التوعية مثل الأطباء والصيادلة، وإكتسابهم خبرة في إكتشاف المدمن وكيفية التعامل معهم ومع أسرتهم.

2- القضاء علي زراعة الخشخاش:

هناك بعض الصعوبات لمواجهة زراعة الأفيون والقضاء عليه في كثير من دول العالم، حيث إغراء زراعة الأفيون بالنسبة للفلاح أمر من الصعب مقاومته، فكيلو جرام الأفيون يساوي أكثر من 10 دولار، وبعد تحويل الأفيون إلي مورفين يرتفع سعره إلي 500 دولار كما يرتفع سعره إلي 1000 دولار عند وصوله إلي المواني الفرنسية، ثم من 15000 دولار عند وصوله إلي الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم الموزعين بالغش وخلطه ببعض الشوائب والسكر إلي أن يصل سعره إلي 250000  دولار، مما يصعب القضاء علي زراعته.

طرق العلاج:

1- العلاج النفسي:

يري بعض العلماء النفسيين أن المدمنين مصابين بالنرجسية، فهي تعتمد علي نفسها في الحصول علي لذتها من خلال تناولها العقاقير المخدرة، لتخفف من الشعور بالقلق والتوترنتيجة للغرائز اللاشعورية التي تشعر بها، لذا تحتاج إلي جلسات جماعية أو فردية للعلاج النفسي، لمساعدة المدمن علي إدراك الصورة الحقيقية لنفسه، والتفاعل مع الآخرين بدلا من الهروب.

2- العلاج الجماعي:

والعلاج الجماعي عبارة عن إجتماع بين المدمنين الذين تم شفائهم بالمدمن الجديد لمساعدته في الإقلاع عن الإدمان بدون اللجوء للأدوية، وعن طريق إنشغاله بقضاء وقته بحضوره للجماعات العلاجية حيث يمكن للمدمن التعبير عن مشاعر السخط والغضب بدون أي قيود، ومساعدة المدمن أن يظل علي إتصال بالمجتمع، ويعترف بمشكلة لتغيير نمط حياته إدمانه دون الإعتماد علي الغير، إلي أن يتخلص من الإدمان نهائياً، ويشعر بالمسؤولية والإتجاه الإيجابي نحو البيئة العلاجية وحسن العلاقة مع المجتمع والأسرة.
   
المراجع:
الإدمان مظاهره وعلاجه، عادل الدمرادش، عالم المعرفة 1992.



تعليقات