أثر الحرمان من النوم علي سلوك الإنسان

 لا يزال النوم من الظواهر التي يصعب تفسيرها، كما يعتبر من الظواهر المعقدة التي يصعب فهمها أيضاً، ومع ذلك يعتبر النوم حالة خاصة يمر بها الإنسان ويتم خلالها القيام بأنشطة معينة، كما أن النائم يمر بعدة مراحل من النوم إلي أن يصل إلي النوم العميق.

                         أثر الحرمان من النوم علي سلوك الإنسان

                                       
أثر الحرمان من النوم علي سلوك الإنسان

                                        
النوم هو ظاهرة بيولوجية ضرورية للحياة حيث تأخذ أجهزة الجسم الحيوية جزء من الراحة أثناء النوم، لذلك فالنوم حاجة فسيولوجية هامة لصحة الإنسان وتعمل علي بقاءه علي قيد الحياة، والنوم يبدأ عند الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة حيث يمر بحالات من النوم والإستيقاظ علي فترات متتالية،وتبدأ تلك الحالات في التغير بشكل تدريجي إلي أن يستقر بالنوم ليلاً والإستيقاظ نهاراً، ويمر الإنسان بمراحل في النوم منها:

1- المرحلة الأولي: وهي النعاس حيث تكون العيون مغلقة ويبدأ الجسم بالإسترخاء وتأتي الأفكار وتذهب، وتكون نبضات القلب ومستوي ضغط الدم طبيعي، ويمكن الشخص الإستجابة في تلك المرحلة لأي صوت والتنبه والإستيقاظ بشكل مباشر.

2- المرحلة الثانية: وهي ما تعرف بالغفو والذي يبدأ فيه الفرد في الدخول بالنوم، وهوأصعب عن المرحلة الأولي في الإستيقاظ.

3- المرحلة الثالثة: وهي مرحلة النوم حيث يكون النوم أكثر عمقاً عن المراحل السابقة، ويبدأ الإنخفاض في العمليات الحيوية مثل  ضربات القلب والتنفس.

4- المرحلة الرابعة: وهي ماتعرف بالسبات، حيث تكون العضلات اللاارادية مسترخية وتصل العمليات الحيوية إلي أقل مستوي لها.

5- المرحلة الخامسة: وهي قبل اليقظة والتي تزيد فيها العمليات الحيوية وتنخفض نشاط الجهاز الهضمي.

أثر الحرمان من النوم علي التغيرات السلوكية للإنسان:

من الطبيعي أن ينام الإنسان لمدة لا تقل عن ثماني ساعات ويستيقظ لمدة 12 ساعة، لكن هناك بعض الظروف التي تحول دون الإستمتاع بالراحة والنوم لفترة كافية مثل دوام العمل الذي يستغرق دوريات معينة، أوالشعور بالقلق والتفكيرالذي يمنع الإنسان من الإستغراق بالنوم المريح، أو السفر لوقت طويل، والسهر لوقت متأخر لتحصيل الطالب من اجل النجاح والتفوق...إلخ مما يضطر بعض الأفراد اللجوء لإستخدام الحبوب المنومة.

التغيرات السلوكية المصاحبة للحرمان من النوم:

تتمثل أعراض الحرمان من النوم كأعراض السكر وخاصة كلام الأشخاص المحرومين من النوم غير واضح والعبارات غير متكاملة، مع عدم إدراك بصري مصاحب بإحمرار في العين، كما تظهر أعراض الهلاوس السمعية والبصرية إذا زاد الحرمان من النوم لمدة 40 ساعة، كما أن آثار الحرمان من النوم تختفي نهائياً إذا بدأ الشخص المحروم في النوم.

حركات النائم:

اكتشف أن الشخص النائم يتحرك بمعدل 20-35 حركة أثناء النوم، أما إذا كان الشخص النائم يعاني من عدم الراحة أو متضايق فإنه يتقلب بمعدل أكثر من 100 حركة أثناء نومه.
والسؤال الذي قد يتبادر للبعض منا وهو لماذا يتقلب النائم من وقت لآخر؟
والإجابة علي هذا السؤال يتلخص في أنالشخص يتقلب من وقت لآخر أثناء نومه من أجل الشعور بالراحة حيث يتم تغيير الجانب الذي ينام عليه لإن شعر بالتعب، كما يتقلب الإنسان في فصل الصيف أثناء النوم اكثر من فصل الشتاء للتخلص من حرارة الفراش، كماتكثر الحركات أثناء النوم لشعور الشخص النائم بالقلق والتوتر، أما في حالة النوم العميق فيقل فيه حركات النوم.
                                                             
أثر الحرمان من النوم علي سلوك الإنسان

وضع النائم:

أكد بعض علماء النفس أن وضعية النوم تعكس التكوين النفسي والإتجاه نحو الذات والعالم، وهناك أربعة أنواع من وضعية النوم مثل:

1- الوضع الجنيني: وفيها ينام الفرد علي شكل كرة حيث يثني الرجلين عند الركبة، وتطبق الركبتين نحو الذقن والصدر، وقيل أن هذا الوضع يدل علي إفتقاد الشخص إلي الشعور بالأمان والحماية.
2- الوضع شبه الجنيني: وهو النوم علي جنب وركبته إلي أعلي قليلاً، ويدل ذلك الوضع علي إتزان ذلك الشخص ويشعر بالأمان.
3- الوضع الملكي: وهو وضع الشخص النائم علي ظهره، حيث إنه ينام كالملك، ويتسم أصحاب ذلك الوضع بإنه شخص ودود، إجتماعي غير منطوي، في طفولتهم كانوا أشخاص مفضلين لذويهم ومركز إهتمام الأسرة.
4- الوضع المنبطح: وهو الشخص النائم علي وجهه في مواجهة الوسادة، الذراعان ممدوتان خلف الرأس، ومثل ذلك الشخص الذي يحاول في السيطرة علي البيئة التي يعيش فيها، وربما علي مستوي اللاشعور إنه يستعد لأحداث غير متوقعة.

مواضيع ذات صلة:

حركات العين:

لوحظ حركات العيون أثناء النوم للإنسان والحيوان، وقد تستمرتلك الحركات لمدة لعدة دقائق وتتوقف لمدة ساعات ثم تبدأ مرة آخري، وقد أقر الأشخاص الذي تم إيقافهم عن النوم بإنهم كانوا يحلمون، حيث ترتبط حركات العيون بالإحلام، كما لوحظ أن الأشخاص الذين يتعاطون أقراص النوم بإنهم يتعرضوا للأحلام المزعجة (الكوابيس).

هل تؤثر العوامل الإجتماعية علي النوم؟

يتأثر النوم ببعض العوامل الإجتماعية، وقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال يلجأوا إلي النوم بسهولة أكثر ولمدة طويلة إذا كان هناك رعاية وإهتمام كبير من شخص ما.

أثر الحروب:

آثار الحروب علي الجنود أقوي من أهم الآثار صعوبة في الحصول علي التوازن النفسي، كذلك حدوث اضطرابات في النوم، كما لوحظ حدوث الكوابيس بكثرة، لدرجة تخوف البعض للذهاب غلي النوم.

المشي أثناء النوم:

تعمل التكوينات الشبكية في المخ علي تنظيم دائرة النوم، وهناك نشاط يحدث أثناء النوم وهو المشي أثناء النوم وتنتشر تلك الظاهرة في مرحلة المراهقة، وتكون العين شبه مفتوحة أثناء المشي وقد يغادر المنزل كلياً ويقوم ببعض الأنشطة المعقدة ويعود إلي المنزل وينام في سريره ويصحو غير متذكر تماماً لما حدث، كما يستطيع تفادي أي عوائق أمامه أثناء المشي ويستمع لمن يتحدث إليه ويطيعه، لكنه يصحو مندهشاً لما حدث، وقد يتعرض للأذي مثل التعرض لحوادث السير والإرتطام بالسيارات.

أثر العقاقير:

تستخدم العقاقير المنومة لمساعدة علي النوم، بينما العقاقير المنبهة في المساعدة علي زيادة الإستيقاظ، ولا ينصح بإستعمال أي من النوعين إلا بإستشارة الطبيب المختص.

النوم المرضي:

يتسم النوم المرضي بأعراض البلادة والنعاس علي المرضي وينامون لفترة طويلة التي قد تصل إلي أسابيع طويلة، ويدخل المرض النومي ضمن إلتهابات الدماغ أو إلتهاب الغشاء السحائي، والتي يصاب بها المريض نتيجة فيروسات تحملها بعض الحشرات مثل البعوض والحيوانات القارضة التي تمتص الدم، واصبح هذا المرض نادر الوجود في دول العالم ماعدا بعض أجزاء قارة إفريقيا.

المراجع:
اضطرابات الطفولة والمراهقة، عبدالرحمن العيسوي، دار الراتب الجامعية، لبنان.


تعليقات