أسباب الضغوط النفسية وردود الفعل المختلفة في مواجهتها

هناك عدة اسباب للشعور بالضغط النفسي، كما يختلف رد فعل الشخص تجاه مواجهة تلك الضغوط، وكيف يؤثر الضغط النفسي علي صحتنا الجسدية...هذا ماسنعرفه من خلال قراءة المقالة.

             أسباب الضغوط النفسية وردود الفعل المختلفة في مواجهتها

                                                 
أسباب الضغوط النفسية وردود الفعل المختلفة في مواجهتها


ماهو الضغط النفسي؟

الضغط النفسي هو حالة تنشأ للفرد عندما يدرك بأن هناك تهديدات تفوق قدراته وتحدث له تغييرات، أي إنه حالة نفسية وجسدية للفرد ناتجة لمواجهة الفرد لحوداث مزعجة تسبب له الشعور بعدم الإرتياح والتهديد.

أصبحت ضغوط الحياة من أخطر الظواهر التي تهدد حياة الإنسان المعاصر، فكثيراً مايتعرض الإنسان لمواقف تتسم بالفشل والإحباط لتحقيق أهدافه في الحياة ونتيجة لذلك فإنه يتألم، وخاصة في المدينة وما يصاحبها من تقدم، ومع الصعوبات التي تواجه الفرد لتوفير الضروريات والكماليات التي أصبحت شيئاً فشيئاً من الضروريات وما يتطلبه من جهد وعناء وإجتهاد عقلي ونفسي وجسدي يؤدي في النهاية إلي وقوع الفرد تحت وطأة الضغط النفسي، والأزمات افقتصادية العالمية ونقص الغذاء وإنتشار الأمراض والأوبئة وتذبذب الأسعار الذي يعيشه الجميع في جو يسوده القلق والإكتئاب ويقل فيه الشعور بالطمأنينة والأمان، مما تشكل نوع من الضغوط النفسية علي الإنسان ويعيش في حالة من الحيرة والخوف والأوهام، والتي غالباً ماتسبب الإنهيار العقلي والعصبي.

أسباب الضغط النفسي:

تتعدد أسباب الضغط النفسي الذي يتعرض له الإنسان ن وقت لآخر، فالضغط النفسي هو أي شيء يصيب الفرد بالتوتر أو الغضب والإستياء والشعور بالحزن، فقد يشعر الطالب بالتوتر بمجرد التفكير بالإختبارات التي سوف تجري بعد أسبوع، أو عند أخذ قرار بالإنتقال إلي منزل جديد، أومن ضغط العمل المستمر، أوعند زيارة بعض الأقارب المزعجين!

وفي الواقع أن مايسببه الضغط النفسي لك من مشاعرالحزن والإحباط قد يكون مثير للحماسة لدي أناس آخرين، فقد يستمتع البعض بتسلق الجبال الشاهقة، أو يستمع الآخرين بالإشتراك بسباق السيارات... مما يفضلون التحديات الجسدية.
غير أن القليل من الضغط النفسي قد يكون مفيداً أحياناً في إنجاز بعض المهام سريعاً، خاصة عندما يتطلب الأمر لإنجاز المهام الموكلة إلينا ولا بد من إنجازها، حيث يثير في نفوسنا شعوراً بالإيجابية عند قبول التحديات والتغلب عليها الذي يحدمن الشعور بالملل.

هل يؤثر الضغط النفسي علي صحتنا الجسدية؟

بكل تأكيد يؤثر الضغط النفسي علي الصحة الجسدية والهرمونات، ويسبب في إرتفاع ضغط الدم، وزيادة في ضربات القلب، إرتفاع سكر الدم، الشعور بالتعرق، اضراب في النوم، فقدان الشهية.
والتعرض للضغط النفسي المستمر وخاصة عندما يصيب الإنسان في مقتبل العمر يؤدي إلي زيادة الهرمونات التي قد تؤثر علي أعضاء الجسم المختلفة ومناطق الجهاز العصبي المركزي الضعيفة.
كما يؤثر الضغط النفسي المستمر علي صحة الإنسان ورفاهيته وعمله وحياته الإجتماعية، ويدمر الإنسان الذي يضعف أمام الضغط النفسي ويصعب عليه مواجهة أسباب وتحديات الضغط النفسي أو محاولة معالجتها.
كما تتأثر قدرة الإنسان علي مواجهة الضغط النفسي بدعم المحيطين به سواء من الأصدقاء أو الأقارب، والذي يؤثر أيضاً علي رد فعل الإنسان تجاه المشاكل التي يواجهها.

ردود الفعل الجسدية تجاه الضغط النفسي:

- زيادة التوتر والإنفعال.
- الشعور المستمر بالخوف والرهبة.
- الإحباط.
- الشعور بالضغط.
- عدم القدرة علي الإسترخاء.
- الشعور بالإجهاد والتعب وعدم القدرة علي القيام ببعض المهام.
- الشعور بالحزن والكآبة.
- الرغبة بالهروب.
- عدم القدرة علي التركيز والتفكير.
- عدم القدرة علي إتخاذ القرار.
- عدم القدرة علي الإستمتاع والمرح.

                                                      
أسباب الضغوط النفسية وردود الفعل المختلفة في مواجهتها

ردود الفعل السلوكية تجاه الضغط النفسي:

يختلف سلوك الفرد من شخص لآخرفي مواجهة الضغط النفسي بصورة كبيرة، فهناك الشخص الذي يرفض أن يكون وحيداً ويحاول دائماً الجلوس مع الأهل والإصدقاء لكي يحصل علي الدعم النفسي، في حين يفضل شخص آخر الإبتعاد عن الناس ويرفض مساعدة الآخرين له لإعتقاده إنه قد يسبب ذلك في تفاقم المشكلة التي يواجهها، كما إنه لا يتوقع في الغالب أن يتفهم الآخرون وضعه.
وليس من الغريب أن تتغير الشخص الذي يعاني من الضغط النفسي من الشخص الهادئ إلي شخص عصبي، بل من الغريب أن يتعرف ذلك الشخص بالتغيير في سلوكه، ويدل ذلك بشكل قاطع علي تعرضه للضغط النفسي.

يمكنك قراءة أيضا:

الأساليب الدفاعية الجسدية في مواجهة الضغط النفسي:

بإتباع أسلوب معيشي صحي ومرح للإعتناء بأنفسنا بشكل يومي يمنحنا القوة في مواجهة الضغط النفسي مثل:

1- النوم:

من الطبيعي يختلف شخص لآخر في عدد ساعات النوم التي يحتاجها يومياً، إلا أن عندما يتعرض الفرد للضغط النفسي فإنه يحتاج لعدد أكبر من ساعات النوم غير عدد ساعات النوم في الأيام العادية الهادئة، لكن يجب الإنتباه إلي أن عدد ساعات النوم الطويلة يؤثر بشكل سلبي علي صحة الإنسان مثل عدد ساعات النوم القليلة.
وفي حالة الإصابة بالأرق ينصح بالإمتناع عن شرب السوائل التي تحتوي علي الكافيين والمواد الغازية، ويجب ممارسة بعض التمرينات الرياضية المجهدة مثل المشي والجري مع محاولة تصفية الذهن من التفكير قبل الذهاب إلي النوم بقراءة كتاب أو مشاهدة بعض البرامج التليفزيون الخفيفة إلي أن تشعر بالنعاس والحاجة إلي النوم.
وإذا استيقظت من نومك فجأة عليك بالنهوض من السرير وشرب بعض المشروبات التي تساعدك علي النوم مثل كوب من الحليب الدافئ أواليانسون، وتجنب شرب القهوة أو الشاي، وحاول أن تشاهد التليفزيون أو القيام ببعض المهام البسيطة كترتيب غرفة النوم، وتجنب المسكنات قدر المستطاع التي تسبب الشعور بالتعب في الصباح.

2- النشاط الجسدي:

يتخلص النشاط الجسدي في التمرينات الرياضية أو ممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي، كالمشي كل يوم لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، أو ممارسة بعض التمارين الآخري والتي تساعدك في الإسترخاء ذهني وجسدي، وتساعد تلك التمرينات الرياضية علي تخفيف ضربات القلب وضغط الدم ، وتحسن الأحوال المزاجية، مع النوم المريح سوف يشعرك بالراحة النفسية، كما تتيح لك المجال للتعرف علي أصدقاء جدد، والأهم من ذلك أن تختار التمارين الرياضية التي تناسبك وتمنحك الشعور بالمتعة والراحة.

3- الأساليب الدفاعية الإجتماعية:

لاشك أن الدعم النفسي الذي يحصل عليه الفرد من أصدقائه أو أهله أو زوجته أو جاره أو مجموعة من زملاء العمل قد يمنح الفرد القوة في التغلب علي الضغط النفسي، ومن أساليب الدعم الإجتماعية ننصح باللجوء لأقرب الأصدقاء وتفادي العزلة ومشاركة الصديق في طرق مواجهة الضغوط النفسية.

ماذا يجب علي الإنسان ان يفعل لمواجهة الضغوط النفسية:

من أجل صحتك النفسية والعقلية والجسدية عليك بتحليل الشعور بالضغط النفسي من خلال فهم وإدراك الأسباب التي أدت إلي ذلك، وحاول معالجة تلك الأسباب، وهناك عدة أساليب التي يجب إتباعها لمواجهة تلك الضغوط التي تسبب لنا التوتر والقلق منها:

  • إتباع نظام غذائي صحي:

إن إتباع نظام غذائي صحي ومناسب للمرحلة العمرية يجنب الفرد من الإصابة بالسمنة وأضرارها، وأمراض القلب وإرتفاع ضغط الدم وسرطان الأمعاء وغيرها من الأمراض الناتجة من السمنة، حيث أن فقدان الوزن ليس بالأمر السهل إلا إذا اتبع الشخص نظام غذائي متوازن ومنظم، ومن أهم الخطوات الأولي هو تجنب المأكولات الدهنية التي تؤدي إلي إرتفاع الكوليسترول، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب المنوعة، وقد يشعر الشخص بالإفتقار إلي نوعية معينة من الأطعمة التي حرم منها ويمكن تعويضها بتحديد يوم معين لتلك المأكلات المحببة بعد الوصول إلي مؤشر جيد في اللياقة البدنية (كمكافأة) والهدف من ذلك أيضاً عدم الشعور بالحرمان الكامل منها، كما يجب عليك الإنتباه للمشروبات الغازية والسكرية وتجنبها قدر المستطاع.

  • القضاء علي الأفكار السلبية المحبطة:

الأفكار السلبية والمحبطة عندما تسيطر علي تفكير الشخص فإنها تجعله يركز في التفكير بالأمور التي يكرهها اونقاط الضعف التي يعاني منها وتستغرق في تلك الأفكار المحبطة دون محاولة التفكير في حل مشاكله، ولكي نتجنب التفكير السلبي وهو أمر صعب قليلاً، لكن يجب التغلب عليها والتفكير في أمور أهم، وذلك من خلال بعض النقاط مثل:
1- إشغل ذهنك ببعض الألعاب الذهنية مثل حل الكلمات المتقاطعة أوالقراءة.
2- حاول التركيز فيما يدور حولك مثل  المشاركة في حديث مع أفراد الأسرة، او أي أمور تشغل بها ذهنك.
3- القيام ببعض الأنشطة كترتيب أثاث المنزل، أوأداء بعض الأنشطة الرياضية.
4- تذكر المناسبات السعيدة التي عشتها مؤخراً وحاول إعادة مناسبات جميلة مثلها.
5- ركز في الأمور الإيجابية فقط.
6- لا تقوم بلوم نفسك، فالحياة خبرات وتجارب.
7- لا تنعزل عن الأهل والأصدقاء.
8- دون في ورقة أفضل مميزاتك وضعها في مكان قريب منك وأقرئها من وقت لآخر.


المراجع:
جريج ويكلنسون، الضغط النفسي، مكتبة الملك فهد الوطنية 1434ه.




تعليقات