لمحة سريعة عن معاناة مريض الإكتئاب النفسي

مرض الإكتئاب من أكثر الأمراض النفسية إنتشاراً، ومن أهم مظاهره هو شعور الفرد بالحزن والكآبة وإهمال مظهره الخارجي مع عدم وجود حافز لممارسة النشاط اليومي للمريض، وهناك بعض مظاهر آخري لمرض الإكتئاب سوف نتحدث عنها في هذه المقالة.

لمحة سريعة عن معاناة مريض الإكتئاب النفسي

                                               
لمحة سريعة عن معاناة مريض الإكتئاب النفسي


يصاب الشخص بمرض الإكتئاب في أي مرحلة من مراحل العمر، بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة إلي مرحلة الشيخوخة، وهو علي العكس ما كان يعتقد أن الإنسان يصاب بالإكتئاب في مرحلة معينة من العمر، ففي مرحلة الطفولة يصاب الطفل بالإكتئاب نتيجة لقسوة وشدة معاملة الوالدين له، أونتيجة لخبرات الطفولة السيئة كفقدان أحد الوالدين أو في حالات الطلاق وإنفصال الوالدين، او الحرمان الشديد ، أونتيجة لإصابة احد الوالدين باضطراب نفسي، ويظهر الإكتئاب علي الطفل بصورة مختلفة عن الكبار حيث يظهر في سلوكياته التي يفهم منها أن الطفل يعاني من اضطراب نفسي، او من خلال مشكلة التبول اللاإرادي والتي يعاني منها بعض الأطفال، أو من خلال بعض العيوب في التكلم والنطق، أما في مرحلة المراهقة التي يحدث فيها تغيرات جسمانية ونفسية مع وجود مشاكل نفسية نتيجة للحساسية الشديدة للمراهق في تلك المرحلة الحرجة فتظهر مشكلة الإكتئاب لديه، أما في مرحلة منتصف العمر والتي تتسم بالاعباء الأسرية والعملية يصاب بها الشخص أيضاً بمرض الإكتئاب، إلي مرحلة متقدمة من العمر وهي مرحلة الشيخوخة (مرحلة التقاعد) التي يشعر فيها الفرد بنهاية الطريق والهبوط التدريجي لقوته وصحته وإنجازاته العملية والإجتماعية والتي يشعر فيها بالوحدة وفقد بعض الأهل والأقارب نتيجة الزواج أوالسفرأو الموت، مما يتعرض المسن إلي حالة من الإكتئاب والاستسلام للمرض مع عدم وجود دافع للخروج من تلك الحالة.

كيف يبدو مريض الإكتئاب؟

مريض الإكتئاب يفضل دائماً الإنعزال عن الناس والأصدقاء والأسرة، كما يتصف بقلة النشاط وعدم الإقبال علي أي شيء بل يميلون للإحباط واليأس من الحياة، كما يظهر بطئ الحركة وبطئ في الكلام أيضاً بمعني يتحدث دائماً بصوت حزين ومنخفض، كما يرد بصعوبة بالغة، كما يلاحظ الحزن والكآبة علي تعبيرات الوجه بحيث من الصعب عليه أن بيتسم.

1- تناول الطعام:

تناول الطعام لدي مريض الإكتئاب ليس من الأنظمة التي يهتم بها المريض بل غالباً مايعاني من فقدان الشهية بمعني فقدان الشعور بالإستمتاع والتذوق الطعام حتي ولو كانت الوجية التي يفضلها قبل إصابته بالإكتئاب، بل ويصل الأمر إلي رفضه لتناول الطعام وإن أجبرعليه فإنه يأكل دون الشعور بالإستمتاع، ولذلك يفقد المريض الكثير من وزنه، ويعتبر الأطباء النفسيين إن زيادة وزن المريض أثناء العلاج  دليل علي تحسن حالته والشفاء، ويفسر الأطباء النفسيين سبب امتناع المريض عن تناول الطعام أو فقدان الشهية في حالة مرض الإكتئاب الحاد هو رغبة المريض في إيذاء نفسه أو محاولة الإنتحار في اللاشعور، وفي بعض حالات الإكتئاب الأقل حدة من الممكن أن المريض يعاني من الشراهة في تناول الطعام وهو ليس بالضرورة مؤشر علي تحسن حالته الصحية أو الاستمتاع بتناول الطعام، لكنه يفسر إلي ان المريض يعاني من إفتقاده للأمان وعدم وجود أي نشاط يثير إهتمامه، وغالباً ماتصاب به النساء في حالات الإكتئاب.

2- النوم عند مريض الإكتئاب:

 النوم من النظام الفطري الذي اعتاد عليه الإنسان، وهو نتاج الساعة البيولوجية التي توجد في الجهاز العصبي لكل شخص، وهذا النظام الذي يحدد النوم لكل فرد، كما يحدد له وقت الإستيقاظ، والنوم في الغالب يأخذ ثلث وقت الشخص حيث يقوم لأداء أنشطته المعتادة بكل نشاط وحيوية بعد أخذه فترة من الراحة الكافية، لكن نظام النوم للشخص المكتئب يختلف عن الشخص العادي فهو نظام ملئ بالقلق والتوتر والكوابيس المزعجة، وتبدأ معاناة مريض الإكتئاب منذ ذهابه إلي غرفته للنوم والشكوي من قلة النوم والأرق وهي شكوي عامة لدي مرضي الإكتئاب، كما يشكو البعض من النوم المتقطع الغير منتظم ويصحو من النوم يشتكي من الأرق والصداع والأفكار المزدحمة بذهنه، كما يشتكي البعض الآخر من النوم الكثير حيث يستغرق في النوم لساعات طويلة ويفسر بعض العلماء ذلك بمحاولة المريض بالهروب من المعاناة والمشاكل التي ترهقه إلي النوم مع إنه لا يشعر بالراحة عند الإستيقاظ.

                                                    
لمحة سريعة عن معاناة مريض الإكتئاب النفسي

3- الإنعزال عن المجتمع:

يتنجنب مريض الإكتئاب التعامل مع المحيطين به ويفضل العزلة والوحدة، كما ينعزل عن أفراد أسرته والمقربين من أصدقاءه ويحب الإنعزال بمنزله ولايغادره إلا في الحالة القصوي، وإذا اضطر لمغادرة منزله فإنه يسرع في إتمام مهامه بسرعة للعودة سريعاً إلي المنزل، وفي حالة أراد احد أصدقائه في الحديث معه وسؤاله عن بعض الأمور فإنه يجاوب بسرعة للعودة سريعاً إلي قوقعته والإبتعاد عن الناس، كما يبتعد مريض الإكتئاب عن هواياته والأنشطة الحياتية التي كان معتاد عليها، وتبدو عليه أشارات الخمول وضعف الإرادة والفتور وضعف بالتركيز وبطئ في التفكير.
ومع كل هذه الأعراض فيمكن القول بان مريض الإكتئاب لايستطيع الإستمتاع بحياته ولا بممارسة هواياته المفضلة والإستمتاع بها، اوالإستمتاع بتناول الوجبة الغذائية مفضلة لديه أو بمشاهدة بعض المشاهد المضحكة بالتلفزيون، كما يبدو عليه عدم التعلق بالأشياء التي كان يعتز بها قبل مرضه حتي الجلوس مع أفراد أسرته والحديث معهم أمر لم يعد من إهتماماته، ويصل الأمر في بعض الحالات الصعبة هو عدم بكاء المريض أو عدم ظهور أي علامات للحزن والبكاء وقد يفقد القدرة عن التعبيرعن مشاعره وأفكاره.

4- العمل:

يعتبر العمل للشخص السوي وسيلة هامة لتأكيد ذاته وتحقيق طموحاته وأحلامه وإحترامه لذاته وكسب إحترام الآخرين له، لكن في حالة مريض الإكتئاب الذي يفضل العزلة عن المجتمع والذي يعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره، بالإضافة إلي إهماله في ممارسة أنشتطه اليومية وإهمال مظهره وقدرته في تحمل أي مسؤولية، فحياته تتأثر تأثيرشديد بالسلب بسبب إصابته بالإكتئاب، لذلك من الصعب عليه القيام بدوره في عمله وتحمل مسؤوليته ولا يسعده كسب المال كما كان من قبل، وقد يتوقف عن العمل تماماً كما تنعدم لديه أي طموحات في العمل، وبالنسبة للمرأة فإنها تعتبر مسؤولية المنزل والعناية بأطفالها أمر صعب وشاق عليها لاتستطيع تحمله، وكل هذه العلامات دليل علي الفتور الذي ينشأ بسبب مرض الإكتئاب حيث يغلب علي المريض الكسل الذي يصعب عليه القيام بأي عمل كأنه إنسان مريض ولديه مرض عضوي يمنعه من القيام بأنشتطه اليومية.

يمكنك قراءة أيضاً:

5- الجنس:

يعتبر الجنس للشخص السوي هو أحد الوسائل التي تضفي علي الحالة النفسية الشعور بالحب والألفة والتي تساهم في تقوية العلاقة الزوجية وإستمرارها، لكن ممارسة الجنس لدي مريض الإكتئاب لايكون بالأمر المعتاد، وخاصة أن المريض يمر بظروف تؤثر علي الحالة الذهنية والفكرية والشعور بالقلق والاضطراب والتي قد تصل إلي مرحلة الضعف الجنسي مما تزيد من حالة القلق والتوتر، وتعتبر تلك الحالة مؤقتة إلي أن يتماثل المريض للشفاء، ويعاني المريض من صعوبات القيام بهذه الوظيفة سواء كان المريض رجل أو إمرأة وعلي الرغم من ذلك فقد يستمر الزواج دون ممارسة الجنس إلا إنها قد تنعكس في شكل مشاحنات في نواحي آخري!
ونستطيع القول أن الإكتئاب يؤثر علي الوظيفة الجنسية نتيجة حالة الإحباط واليأس التي يعاني منها مريض الإكتئاب والعزوف عن القيام بأي نشاط جنسي، فالنشاط الجنسي مرتبط بالحالة المعنوية للإنسان. 

دور الإخصائي الإجتماعي في علاج المريض النفسي:

يتعاون الإخصائي الإجتماعي مع الطبيب النفسي في تشخيص حالة المريض وعلاجه، كما يساهم في الكشف عن جوانب الحياة الإجتماعية والنفسية للمريض حيث يقوم الإخصائي الإجتماعي في دراسة حالة المريض من حيث الدوافع التي تتحكم في سلوكه، وكيفية قدرة المريض في التعامل مع مرضه النفسي والتعرف علي مخاوفه ومساعدته في التغلب علي مشاكله وتنفيذ توصيات الطبيب النفسي وشرح وجهة نظر المريض النفسي في التعرف علي العلة التي يعاني منها للطبيب المعالج ومناقشة كيفية توضيح الخطة العلاجية لكي يتقبلها المريض ليشعر بالأمان والطمأنينة، بل وتمتد جهوده إلي مساعدة أهل المريض لتغلب علي مخاوفهم وقلقهم علي المريض وتقدير التغيرات التي قد تطرأ في المستقبل القريب وتغير من حياة الأسرة.



تعليقات