تختلف حدة مرض التوحد من طفل لآخر، كما تختلف أعراض وخطورة ذلك المرض إلا يمكن القول أن جميع أمراض التوحد المختلفة تؤدي إلي إختلال في قدرة الطفل علي التواصل مع المحيطين به، ويظهر مرض التوحد قبل سن الثالثة للطفل الرضيع، وعلي الرغم من عدم وجود علاج فعال لمرض التوحد إلا يمكن تدريب الطفل التوحدي علي بعض المهارات الهامة.
كيفية تدريب الأطفال الذوتوين علي بعض المهارات الهامة
اولاً: تعليم لغة الإشارة:
تعليم لغة الإشارة من المهارات الهامة للطفل التوحدي ولضعاف السمع أيضاً، فهي من أهم نماذج التواصل، وقد أجري علماء النفس الكثير من التجارب والتي أثبتت نجاحاً ملفتاً للنظر، وهناك تساؤل عن أهم أسباب إستخدام لغة الإشارة للطفل التوحدي.. ويمك تلخيصها في نقطتين وهما:
1- إنه نموذج يساعد في تطور اللغة والكلام عند الطفل لتسهيل تعليم اللغة لديه.
2- في حالة فشل نطق الطفل يمكن إستخدام ذلك النموذج كحل بديل للتواصل.
فمن الشائع أن الطفل التوحدي تغيب عنه اللغة والكلام والفشل في تكرار الكلمات المسموعة، هذا إلي جانب الصعوبة في فهم المعاني وإستخدام الضمائر والحروف أيضاً، كما يجد الطفل التوحدي صعوبة في إستخدام الأفعال والأسماء بسهولة ولا يمكنه إستخدام الكلمات بشكل متواصل ومستمر، ويمكن تدريب الطفل علي القراءة قبل تعلم الكلام من خلال التأكد من العمر العقلي للطفل، لذا اقترح بعض الأطباء بعض نقاط للعلاج منها:
1- لكي يتعلم الطفل الضمائر يمكن إستخدام الإشارة إليه أو إلي الآخرين أو إلي الأشياء.
2- يمكن لف إنتباه الطفل بأشكال الكلمات بصور الأشياء.
3- العمل علي تنمية المهارة الحركية للطفل مثل تعليم الرسم والعزف علي آلة موسيقية.
ثانياً: تعليم إستخدام الحمام:
ينزعج الكثير من الآباء بسبب عدم إستخدام الطفل للحمام، وهنا يجب تدريب الطفل والصبر معه في تدريبه علي إستخدام الحمام من خلال جلوسه من وقت لآخر علي المرحاض وخاصة في الأوقات التي تظن الأم أن طفلها في حاجة للذهاب للحمام مثل عند الإستيقاظ من النوم مباشراً، أوبعد تناول وجبة الطعام أو شرب بعض السوائل، ويجب علي الأم ملاحظة طفلها ومراقبته للتعرف علي الوقت المناسب مابين تناول وجبة الطعام وحاجة الطفل للذهاب إلي الحمام، وإذا قضي الطفل حاجته يجب مكافئته وإعطائه المزيد من الإهتمام والحب، أما إذا فشل يجب تحلي الأم بالصبر وعدم الإنفعال عليه.
وهناك بعض من الأطفال يهابون من كلمة الحمام ويرفضون بشدة دخوله لقضاء الحاجة، فعلي الأم التحلي بالصبر ومحاولة السبب وراء تلك الرهبة فمثلا من الممكن أن يكون خوف الطفل بسبب ملمس المرحاض البارد أو الخوف من الجلوس عليه وأرجله في الهواء ولحل تلك المشكلة يجب وضع كرسي صغير أمام المرحاض ليسند الطفل أرجله عليه، وشيء بشيء سوف يعتاد الطفل علي الذهاب للحمام دون رهبة أو خوف.. إلي أن يتمكن الطفل من الإستغناء عن الحفاضات.
ثالثاً: التدريب علي الجلوس:
من الممكن تدريب الطفل التوحدي علي الجلوس علي عدة مراحل، فعند تناول الطعام يكون الطفل التوحدي مسبب للازعاج لأفراد أسرته بسبب عدم جلوسه بمكان محدد بل يتناول غذائه وهو يجري في أنحاء المنزل أو الغرفة مما يرهق امه، فيمكن تدريبه علي الجلوس بهدوء بدايةً من اللعب والرسم من خلال الجلوس علي المائدة ونوضح للطفل إنه لن يستطيع إستخدام ألوانه وألعابه إلا إذا التزم بالجلوس.
رابعاً: التدريب علي إستخدام اسمه:
من سمات الطفل التوحدي بإنه لا ينتبه عند سماع اسمه، ولكي يمكن تدريبه علي سماع اسمه وإنتباه الطفل علي أفراد الأسرة إستخدام اسم واحد فقط لكي يعتاد عليه الطفل سريعاً والإبتعاد عن أسماء التدليل، ويمكن منادته بالأسم عندما يكون هناك شيء محبب له يمكن تقديمه كالحلويات أو عند إعداد وجبة مفضلة لديه، وبذلك يتم إقتران اسمه بشيء محبب لديه، فعندما يري شيء جميل يحبه فإنه سيربط إسمه بتلك الأشياء مثل ( يوسف هانخرج نتفسح) .. وهكذا
كما يجب أن ننبه علي عدم إستخدام اسم الطفل عند الغضب منه أو الشعور بعصبية حتي لاتأتي بنتائج عكسية.
مواضيع ذات صلة:
خامسا: التدريب علي العلاقات الإجتماعية مع الآخرين:
يتصف الطفل التوحدي بعدم قدرته في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه حيث لايستخدم تعبيرات الوجه، ويمكن تدريب الطفل علي السلام علي الضيوف والزوار من خلال مد يديه للمصافحة من خلال إرشاد الوالدين له وإمساك يديه لمصافحة الضيوف وتدريبه، كما يمكن تدريب الطفل علي الإبتسامة من خلال مرآة ينظر إلي وجهه ليري تعبيرات الوجه المختلفة مع الإستعانة ببعض الصور لأطفال وهم يضحكون أو يبتسمون، وسيجد الطفل أن الأمر مسلي وقد يصل به الأمر إلي الضحك مما يثير جو من التفاؤل لأفراد أسرته.
ينزعج الطفل التوحدي من الأماكن التي يعلو فيها الأصوات الصاخبة والأماكن المزدحمة والحفلات الصاخبة، لكن مع تدريب الطفل علي الإعتياد علي زيارة تلك الأماكن ونبدأ بزيارة قصيرة جدا لحديقة عامة مثلا، أو تكون قريبة من المنزل بحيث عندما لا يطيق الوضع فيمكن رجوعه للمنزل بسرعة، مع السماح للطفل بأخذ لعبته المفضلة معه لكي يشعر ببيته، وتحضير بعض الأطعمة الخفيفة له ومع الوقت سوف يعتاد الطفل علي زيارة الأماكن العامة بل سيسعد بخروجه للتنزه، ثم يبدأ تدريب الطفل رويدا رويدا علي المشاركة الإجتماعية كحضور بعض الأفلام الكرتونية مع تنبيه الطفل أن يكون هادئ ولا يتجول في القاعة، وسيتعلم التصفيق والضحك من الأطفال الموجودين معه في القاعة.