نتائج الإنحراف الإجتماعي لمدمن المخدرات

 يعد الإدمان من الظواهر الوبائية التي تهدد كيان المجتمع، وهي كفيلة بهدم أمة بكاملها، لإنها ظاهرة تنتشر بين الشباب سريعاً، لذلك تعد أكثر خطورة علي تنمية وتطور المجتمع البشري وما يترتب عليه من مشاكل إقتصادية وإجتماعية ونفسية وصحية سيئة، وقد جاء بعض العلماء بتسمية الادمان ووصفه بالإخطبوط نظراً لسهولة إنتشاره بين الشباب.

                   نتائج الإنحراف الإجتماعي لمدمن المخدرات 

                                 
نتائج الإنحراف الإجتماعي لمدمن المخدرات



علاقة المتعاطي بالأشكال المختلفة للإنحراف في المجتمع:

- مما لاشك فيه أن هناك علاقة مرتبطة بحوادث السير أو المرور بتعاطي المخدرات ويبدو هذا واضحاً في الدول الغربية، فقد أثبتت الإحصائيات بكندا بإرتفاع نسبة حوادث السير بسبب تعاطي المخدرات، وتقع تلك الحوداث بين الشباب من سن 15- 24 سنة، كما أثبتت التحاليل المعملية عن طريق تحليل الدم بإنتشار شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات بين سائقي السيارات المصابين بحوادث المرور، فالمخدرات تؤثر علي الإدراك الحسي والإنتباه والتركيز وإدراك ومن رد الفعل وتزيد من الثقة الكاذبة بنفسه التي تؤدي إلي تقدير خاطئ للأمور مما يؤثر علي السياقة بشكل عام.
وتؤثر القيادة تحت تأثير المخدر إلي:
- عدم إدراك سرعة السيارة.
- إتباع الأفكار الوهمية الكاذبة للقيادة.
- عدم وضوح الرؤيا للمدمن.
- عدم تقدير المنعطفات.

- أما في المنزل فقد أوضحت التقارير الرسمية للشرطة الأمريكية بإرتفاع معدل الجرائم مع بدء تعاطي المخدرات مع السلوكيات المنحرفة التي ينتهجها المتعاطي مثل التعامل بعنف مع أسرته وهروبه من المنزل، الشجار مع زملائه في الجامعة والعمل.
وقد يتسبب المتعاطي بتفكك الأسرة، فعندما يتفاقم الأمر ويصبح المتعاطي مدمناً يصبح متجاهلاً بما يحدث من حوله من إحتياجات أفراد أسرته وإنفاق المال فقط علي المخدرات، مما يسبب شعور أفراد الأسرة بالألم والحسرة لرؤيتهم أحد أفراد الأسرة يسعي لتدمير نفسه وللأسرة أيضاً مع عدم إستطاعتهم تقديم أي مساعدة له، الأمر الذي يؤدي إلي حالة الطلاق بين الزوجين نتيجة إدمان الزوج أولقضائه وقت طويل بالسجن وتصبح الزوجة في مواجهة والصراع مع مطالب الحياة، والبحث عن عمل لتأمين لقمة العيش لها ولأولادها، وربما تبدأ بعمل غير مشروع كالدعارة والسرقة أو التسول في الشوارع .
أما إذا كانت الام مدمنة علي تعاطي المخدرات فمن المؤكد ولادتها لطفل مشوه. 

- أما في مجال العمل فإن تعاطي المخدرات مسألة خطيرة، فقد يسعي المتعاطي لترويج وبيع المخدرات بين زملائه في العمل داخل مبني العمل والتي قد تنطوي هذه المسائل إلي الإرهاب، وقد يلجأ بعض أصحاب الشركات إلي تفتيش الموظفين وأغراضهم الخاصة للسيطرة علي هذه الأنشطة والقضاء عليها.
كما أوضحت  الدراسات إنخفاض معدلات الإنتاج إلي الثلث بسبب تعاطي المخدرات، وتزايد نسبة إصابات العمل بنسبة ثلاث أضعاف، بالإضافة إلي إرتفاع نسبة التغيب عن العمل بين الأشخاص المتعاطين للمخدرات، مما يتسبب في مشاكل لرؤساء العمل وإعاقة العمل، كما يصبح المدمن إنساناً كسولاً ذو تفكير سطحي يهمل مسؤولياته وسريع الإنفعال،كما تننحه المخدرات جرأة غير طبيعية تدفعه للتهجم علي الآخرين وإهانتهم دون المبالاة لمكانتهم في العمل أو كبر سنهم.

- في المدرسة حيث إنتشار المخدرات بين المراهقين في مرحلة حرجة من العمر والتي يمر فيها الجسم بمرحلة التكوين والنضوج، وتعيق المخدرات عملية الإستيعاب والتعلم لإنها تتسبب في تدمير خلايا المخ، وتؤدي إلي إنحراف سلوكيات المراهق مثل اللجوء إلي الغش في الإمتحان والتشاحن مع زملائه وإشاعة الفوضي في المدرسة وتعرضه إلي الطرد من المدرسة، والرسوب في الإمتحانات، والتعدي علي المعلمين، وسرقة زملاء الفصل، هذا بالإضافة إلي تغيب الطالب المتعاطي عن المدرسة وتخلفه عن التحصل الدراسي.

- في الآثار الإقتصادية: تتكبد الدول مبالغ كبيرة في الإنفاق علي إنشاء مؤسسات الطبية والإجتماعية والنفسية لعلاج وتأهيل الشخص المدمن والتي كان من الأواي توجيه تلك المبالغ لتطوير وتنمية عمليات الإنتاج.
هذا بالإضافة إلي أثناء تلقي المدمن العلاج أوالسجن، لايتمكن المدمن من العمل مما يزيد من الخسائر الإقتصادية بجانب تكلفة العلاج.

وهنا لا نستطيع إغفال دور متعاطي المخدرات في ظهور ظواهر الإنحرافات السلوكية المختلفة وإنخفاض معدل الإنجازات في العمل في مختلف المؤسسات وبالتالي إعاقة تنمية التطور والتقدم في المجتمع.

يمكنك قراءة أيضاً:

الرعاية الصحية بالمستشفيات:

تكليف رعاية المدمن بالمستشفي تكاليف باهظة الثمن ويتوقف علي الجرعة الزائدة التي يتعطاها، والأمراض المعدية المقترنة بالمخدرات والتي يمكن ان تنتقل من المدمن وشخص آخر عن طريق إستعمال نفس الحقنة وغيرها مما يساعد علي إنتشار أمراض الكبد الفيروسي ومرض الإيدز والسل وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلي علاج ضحايا حوادث الإدمان.

                                                        
نتائج الإنحراف الإجتماعي لمدمن المخدرات

 

تأثير المخدرات علي البيئة:

إن مسألة تصنيع المخدرات والتخلص منها أيضاً لهم تأثير قوي وخطير علي تلوث البيئة، فهي تصنع من مواد كيميائية ويتم التخلص من تلك المواد عن طريق مياه الصرف الصحي، والتي يمكن أن تتسرب تلك المياه للمياه الجوفية والنباتات والمزروعات والكائنات العضوية المائية، وبذلك تتعرض الكائنات البرية والبشر إلي جرعات ضئيلة للمخدر والمواد الكيميائية التي يصنع منها المخدر مما تكلف الدولة مبالغ باهظة لضمان وتأمين الصحة العامة.
وهناك تأثير آخر لزرع نباتات القنب والخشخاش الذي يعمل علي تدهور الغابات والمناطق الزراعية التي تزرع للحصول علي الغذاء، كما أن زراعة المواد المخدر يعمل علي إزالة جزئية من الغابات وإذا تم زراعتها بالقرب من المناطق السكانية فإنه يضر بممتلكات السكان وتعرض الأطفال للنشاط الإجرامي.




تعليقات