تواجه المرأة العاملة الكثير من المشاكل والصعوبات في حياتها المهنية والإجتماعية مما ينتج عنها عواقب تهدد حياتها الإنسانية والوظيفية، علي الرغم أن العمل يشكل محوراً جوهرياً للرجل والمرأة معاً، ويمنح الإنسان مكانة ومنزلة إجتماعية ويعمل علي تحقق أهداف وطموحات الفرد، علي الرغم من فرض المجتمع قيود صارمة علي المرأة علي نوعية العمل ومكانه.
مشاكل المرأة العاملة والصعوبات التي تواجهها
تتلخص مشاكل المرأة العاملة في:
1- مشاكل مهنية:
إن أعباء أعمال المنزل علي المرأة يجبرها في إهمال جانب من جوانب الأعمال المهنية، ولذلك تتعرض المرأة للكثير من المواقف التي تنتقد فيه لتتقصيرها بعملها، مما يعطيها الشعور بعدم الرضا عن نفسها والتفكير بترك العمل مما يؤثر علي أدائها في العمل، كما أن تعرض المرأة للضغوط في العمل وعدم تقدير ظروفها من قبل الإدارات وإرغامها علي البقاء بالعمل وتكملته بأي صورة فهذا لا يجدي نفعاً ولا يحقق المطلوب، فالمرأة التي تعمل بأعمال شاقة ومجهدة فإنها تعمل لإنها في حاجة ماسة للعمل، وتدني مستواها التعليمي والثقافي والإجتماعي يؤدي إلي عدم قدرتها علي أداء عملها بصورة جيدة وعدم قدرتها علي التوفيق بين أدوارها الإجتماعية والوظيفية المتعددة.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن مكافحة الأمية للمرأة العربية لها مردود إقتصادي أكثر من خلال مضاعفة إنتاجية العمل، مما يسببه التعليم من رفع الكفاءة الإنتاجية وتوسيع مدارك المرأة والإقبال علي العمل بشكل أفضل، كما تبين أن للدورات التدريبية المهنية دور كبير في النهوض بالحياة الإقتصادية والإجتماعية أيضاً بإعتباره أداة في محاربة الفقر والقضاء علي مشكلة البطالة ورفع المستوي المعيشي للفرد، كما أن تشجيع المحيطين بالمراة علي العمل ومكآفأتها علي مساهمتها في رفع الإنتاجية أو أداء عملها بصورة جيدة يؤدي إلي حب المرأة لعملها ويذلل الكثير من الصعاب والمشاكل التي تواجه المرأة العاملة، وقدرتها علي تحقيق ذاتها.
ولكي نستطيع إستعادة المرأة لأدوراها الإجتماعية التنموية لابد من التعرف علي نظرة المجتمع السلبية تجاه عمل المرأة:
- تخلف المجتمع وجهله: هناك بعض المجتمعات التي تمارس ثقافة العيب في حق المرأة التي تمارس العمل والذي يؤدي إلي مشاكل نفسية وإجبارها للخضوع للمجتمع الذكوري وتنتشر تلك الثقافة في مجتماعتنا العربية في وقت قريب، إلا أن المرأة العربية تمكنت من تجاوز تلك العقبات بسبب دعم أسرتها وحصولهن علي شهادات عليا، واستطاعت النجاح في عملها.
- العادات والتقاليد السائدة: تواجه المرأة العاملة الكثير من المشاكل منها تهميش المجتمع لها في مختلف مجالات العمل مما أدي إلي إنخفاض التنمية الإجتماعية والإقتصادية في المجتمع بشكل واضح، بالإضافة إلي مشكلة الأمية وحرمان المرأة من التعليم، ومقارنة بين الرجل والمرأة في ساحة العمل مما يؤدي إلي إبعادها عن دورها الفعال في التنمية ومشاركتها في سوق العمل.
- مجتمع لايقبل بعمل المرأة: فالمجتمع العربي مجتمع ذكوري يعتبر أن عمل المرأة هو شييء من وصمة العار علي الأب والزوج للإعتقاد أن مكان المرأة الطبيعي هو منزلها وخدمة أسرتها وعائلتها ورعاية أطفالها.
- مخاوف الرجل: بسبب تحرر المرأة وإستقلالها مادياً يخاف الرجل من زيادة قوة المرأة وعدم خضوعها له، وهناك بعض المجتمعات التي لم تنصف حق المرأة في أخذ كامل حقوقها مثل الراتب والأجازات والمناصب.
يمكنك قراءة أيضا:
2- المشاكل الأسرية:
المشاكل الأسرية للمرأة العاملة تتلخص في عدم قدرتها في التوزان بين حياتها العملية وحياتها الأسرية، فكيف يمكنها أداء واجبتها الأسرية دون التقصير بأدائها بمهام أعمالها المهنية، وهذا ينطبق علي المرأة المتزوجة والمرأة الغير متزوجة، فالمرأة الغيرمتزوجة تجد الذي يشجعها علي العمل وتحقيق ذاتها بصورة أكبر عن المرأة المتزوجة، فالمرأة المتزوجة فإن زوجها له تأثير قوي علي عملها.. فإذا كان الزوج متفهما لظروف عمل زوجته وواجبتها في العمل تذللت بعض المشاكل وخفت عنها بعض المسؤوليات، أما في حالة عدم تفهم الزوج وتقديره لعمل الزوجة فذلك سوف يسبب الكثير من المشاكل والصعوبات التي لايمكن تجاوزها إلا إذا تغاضي عنها الزوج، لأن ذلك يعملعلي خلق جو من القلق والمشاحنات المستمر بالبيت وتهديد إستقرار الأسرة، ومن الممكن أن يتطور الأمر ويصل إلي الطلاق، لكن بالتفاهم بين الزوجين يستطيعان التغلب علي أي مشاكل تواجههم وفي مقدمتها مشكلة رعاية الأطفال والتي تقع علي عاتق الزوجة فهي التي تتحمل مسؤولية رعاية الأطفال وأي تقصير منها يعطيها الإحساس بالذنب وقد يدفعها ذلك لترك العمل.
ولا ننكر أن نزول المرأة للعمل يؤدي إلي رفع المستوي المعيشي للأسرة ويحقق الكثير من الرفاهية للأطفال، علي الرغم من الوقت التي تمضيه بالعمل هو أولي به اطفالها فهم في حاجة إليها بجانبهم ويثمر إلي وجود علاقة حب وحنان بين الأم وأطفالها، علي الرغم من ظهور بعض الظواهر السلبية والتي تتلخص في ضعف روابط القرابة وازدادت القيم المادية والتي أصبحت معياراً للعلاقات الإجتماعية والتي ارهقت الكثيرمن العائلات في نفقات باهظة في مختلف المناسبات، ويرهق المراة العاملة والذي يكلفها الكثير من الوقت والجهد والمال، وللتغلب علي مثل تلك المشاكل يتطلب تضافر جهود الدولة وتعاون من الأسرة لمساعدة المرأة في القيام بأدوراها الإجتماعية.