ماذا تعلم عن حياة كبار السن ومشاكلهم

ان أي مجتمع يريد ان يواكب التقدم لابد أن يهتم بالموارد البشرية بجانب الموارد المالية، ولايجب أن ننسي كبار السن الذين قدموا لمجتمعهم وبلادهم الكثيرمن الخدمات في شباب في مختلف المجالات، إلي جانب تمتعهم بالخبرة التي يستفاد منها الشباب، لذلك يجب دراسة مظاهر التغير الجسماني والعقلي والنفسي والإجتماعي لكبار السن، وعلاقته بالأمراض التي تصيبهم والإهتمام بالمشاكل التي تواجههم والعمل علي حلها.

               ماذا تعلم عن حياة كبار السن ومشاكلهم

                                   
ماذا تعلم عن حياة كبار السن ومشاكلهم



 اختلاف حياة كبار السن بين الشرق والغرب:

تختلف حياة كبار السن في الدول الغربية عن الدول النامية، ففي الدول الغربية المتقدمة حيث يوجد أعداد كبيرة من كبار السن والتي تصل نسبتهم حوالي 20% من السكان، وتتوفر لديهم الخدمات الصحية المختلفة ومع ذلك تمثل مشاكلهم الصحية المختلفة عبئاً كبيراً علي المرافق الصحية، كما أن هناك مشاكل في الرعاية الإجتماعية لهم خاصة لمن يعيشون بمفردهم بالمنازل .. لذلك تبذل جميع المؤسسات الإجتماعية والصحية جهد كبير لرعايتهم وتوفيرجميع الخدمات الأساسية لديهم، فكيف لشخص مسن ويقيم بمفرده في منزله ان يقوم بمتطلبات الحياة !
لذلك تقوم المؤسسات الصحية بتقديم أطباء وممرضين وأخصائيين العلاج بزياراتهم بصفة دورية ومع ذلك هناك مشكلة من يقوم بخدمة المسن ومساعدته في الأعمال المنزلية، فأحياناً يقوم بزيارتهم بعض المتطوعين بالمنزل ويقدمون لهم بعض الوجبات الجاهزة ومساعدتهم في الأعمال المنزلية، وإذا امتنع احد كبار السن عن الطعام او فقد شهيته بسبب شعوره بالوحدة وحالته النفسية يتم دعوته علي الغذاء بمشاركة بعض المسنين للقضاء علي رتابة الحياة والملل الذي يعاني منه المسن.
أما في الدول النامية فهم أكثر حظاً عن الدول الغربية حيث يقوم افراد العائلة والأحفاد برعاية المسن حتي نهاية عهدهم، بالإضافة إلي غياب كافة الرعاية والخدمات الصحية التي تقدم في المجتمعات الغربية بسبب تعرض الكثير من الدول النامية إلي حروب وعدم الإستقرار وإنتشار الأمراض المعدية ونقص في الغذاء الذي يؤدي إلي إهمال مشاكل كبار السن.

بعض من المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها كبار السن:

تتعدد المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها كبار السن نتيجة لمتغيرات حتمية يواجهها المسنون عند الوصول لمرحلة الشيخوخة، ومن أهم تلك المشاكل هو فقد شريك الحياة والتكيف الإجتماعي للمسن، وفيما يلي سوف نستعرض بعض من هذه المشاكل:

1- المشاكل الأسرية:

يعتبر التكيف مع شريك الحياة عاملا أساسياً وعنصر فعال في استقرار الأسرة وسعادتها، ونظراً لتقارب فارق العمر بين الزوجين ووصلوهم لمرحلة الشيخوخة فإن ترمل الزوجة هو أكثر شيوعاً في المجتمعات عامةً، وتقل العلاقات الأسرية نظراً لزواج الأبناء وانسلاخهم عن الأسرة، مما يجد المسن نفسه يعيش بمفرده طوال اليوم مما يشعر بفراغ ممل وقاتل، وعندما يعيش مع أحد أبناءه فيحدث مشكلة الاحتكاك بأزواج الأبناء وتقل المودة وتزداد المشاكل تفاقماً، ويبدأ المسن بالشعور بالقلق والإغتراب والعزلة وتبدأ ظهور بعض من الاضطرابات النفسية.

2- مشكلة التقاعد:

يعتبر مفهوم التقاعد مرتبط بمفهوم الشيخوخة، فالتقاعد هو تحول الشخص المسن من عامل منتج إلي شخص غير منتج، مما لا شك فيه يسبب الكثيرمن المشاكل في التوافق النفسي للكبار والتكيف مع الوضع الجديد.

3- المشاكل النفسية:

هناك بعض الاضطرابات النفسية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشيخوخة مثل اضطراب القلق النفسي (الرهبة والقلق) واضطراب في الشخصية ( الإنعزال) والاضطرابات العاطفية ( الوسواس القهري) هذا بالإضافة إلي حالات الإنتحار المنتشرة بين كبار السن بسبب افحساس بقرب النهاية والخوف من الموت المفاجئ.

4- مشاكل في القدرات العقلية:

من الملاحظ عند وصول الشخص إلي سن الشيخوخة فإن القدرات العقلية تتدهور شيء بشيء، فالمسن يبدأ في الدخول في حالة من النسيان (تدهور الذاكرة) وتتضاءل القدرة علي التفكير والإدراك والمعرفة لديه، يرجع ذلك إلي تدهور وضمور خلايا المخ بالإضافة إلي ضعف السمع والبطء في ردة الفعل، ويمكن إرجاع ذلك إلي قلة الأكسجين بالمخ والآثار الجانبية لبعض العقاقير.

                                                
ماذا تعلم عن حياة كبار السن ومشاكلهم

أمراض كبار السن:

يعتقد الكثير منا أن مرحلة الشيخوخة هي مرحلة الإصابة بالأمراض نتيجة ربط المرض بتلك المرحلة العمرية، وهذا إعتقاد خاطئ فليس كل كبير بالسن مريض وليس كل مريض كبير بالسن، مع أن إحتمالية الإصابة بالمرض تكون عالية في مرحلة الشيخوخة هذا إلي جانب هناك بعض الأمراض التي تصيب كبار السن بسبب الشيخوخة وتسمي بأمراض الشيخوخة، إلا أن هناك من كبار السن يعيشون بصحة جيدة لذلك تعتبر تلك المرحلة العمرية ليست مرحلة مرض، لكنها مرحلة نمو لها سمات خاصة في القدرات والميول والإنفعالات كما لديها مشكلاتها وأمراضها.

يمكنك قراءة أيضا:

فالإنسان معرض للإصابة بالأمراض المختلفة في أي مرحلة عمرية لكن يتعافي بعد فترة زمنية قصيرة لكن كبار السن فيصيبه المرض وتكون غالبا من النوع المستديم أو المزمن، وقد يشعر بالتحسن قليلا ثم تسوء حالته مرة آخري، ويعيش تلك الفترة بين اليأس والأمل، ومن اكثر الأمراض إنتشاراً بين كبار السن :

1- الأمراض الجسدية:

  • أمراض ناتجة عن ضعف حيوية الجسم مثل الإصابة بالأورام وفقدان القدرة وضعف الخلايا.
  • أمراض العجز الوظيفي مثل أمراض الكبد.
  • أمراض نتنج بسبب ضعف التعاون بين أجهزة الجسم مثل القلب والرئتين.
  • أمراض ترتبط بالتقدم في العمر مثل حالات فقر الدم، سقوط الأسنان، الإمساك، مرض السكر، مشاكل صحية بسبب سوء التغذية، عدم التحكم في البول أو البراز، اضطرابات النوم، الإصابة بالسرطان، تضخم بالبروستاتا، إرتفاع في ضغط الدم، أمراض القلب والذبحة الصدرية، آلآم المفاصل، الشلل، هشاشة العظام، أمراض الجهاز البولي والتناسلي. 

2- الأمراض النفسية:

يمر كبار السن بمراحل نفسية عديدة ومختلفة ففي بعض الأوقات يشعر بالإكتئاب والحزن والعزلة وفي أوقات آخري يشعر بالسعادة والراحة والإبتهاج، ولعل أكثر الأمراض النفسية المنتشرة بين كبار السن هو مرض الإكتئاب والذي يظهر بوضوح في الشعور بالعزلة والقلق والتوتر وفقدان شهية الطعام والذي يؤدي إلي تدهور في الصحة العامة والضعف العام، كما يصاحبه القلق والخوف وقلة الثقة بالنفس وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، إهمال النظافة الشخصية مما يزيد من الشعور بالإكتئاب، وقد يسيطر عليه البكاء الشديد والشعور بخيبة الأمل وبطء في التفكير وكثرة النسيان وهي أعراض كلها تسبب الإكتئاب.
                                                               
                                                              

تعليقات