إن العنف مع المحيطين سواء من الأصدقاء أو الأقارب يدل علي حرمان الشخص خلال طفولته البائسة وشعوره باليأس والإحباط، كما يرتبط العنف بعقدة الدونية التي تجبره لممارسة العنف بأشكاله المختلفة سواء كانت بسيطة مثل النميمة السب والشتم أو بصورة شديدة مثل إستخدام الأسلحة بمختلف أشكالها أو الأيدي.
ماهي علاقة التنشئة الإجتماعية والإقتصادية بالعنف
ما معني التنشئة الإجتماعية:
هي إهتمام الإنسان بتطوره في بيئه ومجتمعه بحيث يسهل علي الفرد التعامل مع أفراد مجتمعه، كما إنها عملية يكتسب الطفل من خلالها الضبط الذاتي والحكم الخلقي، وهي عملية تدريبية للأفراد لأدوراهم في المستقبل ليصبحوا قادة راشدين ومسؤولين متفاعلين في مجتمعهم وهي عملية تعلم وتربية تسهم فيها الأسرة والمدرسة بدرجة كبيرة والتي لها التأثير الأكبر في بناء شخصية الطفل.
خصائص التنشئة الإجتماعية:
1- هي عملية تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر، كما تختلف بين الطبقات الاجتماعية المختلفة للأسر في المجتمع الواحد، كما تختلف من مجتمه اقتصادي لمجتمع إقتصادي آخر.
2- هي عملية مستمرة متجددة، تتطلب تنشئة الفرد لنفسه بنفسه حتي يستطيع الانسجام مع مجتمعه .
3- هي عملية إنسانية وإجتماعية يكتسب الفرد فيها طبيعته الإنسانية التي تتوالد خلال المواقف الإنسانية المختلفة، ويشارك أفراد مجتمعه الخبرات المواقف الحيايتة معهم.
أهداف التنشئة الإجتماعية:
1- النجاح والذي يعتبرمطلباً إجتماعياً وحيوي للأفراد.
2- التكيف مع الآخرين والذي يدل علي نمو الصحة النفسية والتي من مظاهرها الحب وتكوين صداقات وتنمية الذات الإجتماعية بدلا من الذاتية، وإحترام قوانين المجتمع وتقاليده وأعرافه.
3- غرس القيم الإجتماعية ووضع الضوابط المانعة للسلوك الإنحرافي لتقيم وتوازن بين القيم بين الدوافع الغريزية الفطرية والدوافع الإجتماعية المكتسبة للفرد، ويتدرب الفرد علي ذلك منذ طفولته مثل التدريب علي عملية الإخراج والتبول، تدريب الفتيات علي إرتداء الملابس اللائقة، ويجب أن ننوه هنا عن آثار التحرر والاباحية في المجتماعت الغربية علي العلاقات الجنسية منها إدمان الكحول والمخدرات، إرتفاع نسبة الطلاق، التفكك العائلي، حالات من الإنتحاروغيرها...
4- الإعتماد علي النفس من خلال ترك حرية الطفل في التعبير عن نفسه، وتعويده في حل مشاكله بنفسه، وإتخاذ القرار دون الرجع للأهل أو الأصدقاء ولكن يمكن الاستعانة برأي الوالدين عندما تكون المشكلة صعبة حلها.
ثقافة السلوك العنيف في المجتمع:
1- الثقافة الإجتماعية السائدة:
ويقصد بالثقافة الإجتماعية هي مجموعة من القوانين التي تتضمن التقاليد والأعراف التي يعترف بها المجتمع ويتمسك بها، وهي تنقسم إلي نوعين هما:
- ثقافة تدفع أفراد المجتمع إلي السلبية وزرع اليأس والإحباط في نفوس الأفراد.
- ثقافة تدعو إلي الإيجابية والتعاون والألفة بين الأفراد.
مواضيع ذات صلة:
2- العلاقة الأسرية:
العلاقة بين الزوجين وعلاقة أفراد الأسرة بعضهم ببعض من أكثر المؤثرات في عملية التنشئة الإجتماعية للطفل، فالأسرة السعيدة المستقرة التي يسودها الاحترام والدفء تؤدي بلا شك إلي تماسك الأسرة والذي يساعد بدوره إلي نمو شخصية الطفل بشكل صحي، بينما الأسرة التعيسة والتي تعاني من المشاكل والمشاحنات بين الزوجين بسبب ضغوط سواء كانت مالية أو إقتصادية أو عدم التفاهم بين الزوجين فإنها تزرع في نفس الطفل أفكار سوداوية وقد يندفع لاستخدام سلوك العنف مع الآخرين.
3- الحرمان:
حرمان الطفل لا يرتبط فقط بالبيوت ذات المستوي الاجتماعي والاقتصادي المنخفض بل يشمل أيضاً لامبالاة الأبوين لاحتياجات الطفل علي الرغم من المستوي الاجتماعي والاقتصادي المرتفع، كذلك حرمان الطفل من التفاعل مع المجتمع تقل خبراته الاجتماعية ويميل إلي الإنعزال عن الناس، كذلك إنخفاض المستوي المعيشي للأسرة قد يصاحبه سلوك القسوة والإهمال وبالتالي يؤثر علي سلوك العنف لدي الطفل الذي يصعب القضاء عليه مستقبلا.
4- المستوي التعليمي للأسرة:
المستوي التعليمي للأسرة يؤثر أيضاً علي التنشئة الإجتماعية للطفل، فإذا كان الوالدن علي مستوي رفيع من التعليم فإنهم يهتما أن يتبعاً أسلوب سوي في تربية أطفالهم مثل إحترام أفراد الأسرة ومبدأ التعاون بين أفرادها، ونشر الحب والتفاهم والاستقرار بالمنزل.
5- التنشئة الإجتماعية للوالدين:
أسلوب العناد وسوء الخلق لدي الزوجين اللذان يستخدمان العنف والقسوة لأطفالهم سبب رئيسي لعدوانية الطفل، فإنهما يعززان سلوك الطفل العدواني بطريقة غير مباشرة، وعلي العكس من ذلك نجد الأسرة السوية هي الأسرة التي تحقق للطفل الشعور بالأمن النفسي وتخصيص أدوار للذكور وأدوار آخري للإناث واحدة من اهم التنشئة الإجتماعية للطفل.
في مجتماعتنا الشرقية وبالأخص في الأرياف نجد التبعية في التنشئة الإجتماعية .. فالفتاة لا تتعود علي القيادة وتحمل المسئولية وإتخاذ القرار في المسائل الهامة، لذا نستطيع أن نصرح بأن المستوي الإجتماعي والإقتصادي للأسرة يعتبر أهم محور في نقل الثقافة والقيم للطفل، والتي ستصبح مستقبلا جزءاً جوهرياً من شخصيته.
الحالة الإقتصادية للأسرة:
لكل أسرة دخل اقتصادي سواء كان ثابت أو غير ثابت، وشعور الأسرة بالفشل الاقتصادي له عواقب وخيمة علي مستقبل الأسرة مثل الهروب من المسؤوليات وفقدان الثقة بالنفس، كما يؤثر علي تنشئة أولادها، كما الوضع الاقتصادي له دور أيضاً في تنشئة الطفل ونموه الاجتماعي، وفي بعض الأسر الغنية والتي تتكون من طفلين والوالدين يعاني الأطفال من الإهمال والقسوة في المعاملة أيضاً في بعض الأحيان ويكون ذلك نتيجة مشاكسة وعناد الطفل، كما أن الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع يؤثر في تنشئة الطفل اجتماعياً فكلما كان المجتمع أكثر استقراراً ولديه الكفاية الإقتصادية سهل بشكل كبير في تطبع الطفل للمجتمع.
وهناك أنماط من السلوك المخالف (العنيف) التي يتبعها الأبناء:
- ضرب الآخرين.
- الشتم والسب.
- البكاء المستمر.
- رمي الطعام علي الأرض.
- العناد.
- التبول اللارادي.
- تخريب أثاث المنزل.
- علو الصوت (استخدام أسلوب غير مهذب مع الآخرين).
- الكذب.
1- غياب الأب عن الأسرة:
بالتأكيد أن غياب الأب عن الأسرة له آثاره واضحة علي أفرادها سواء كانت الزوجة والأولاد، ويتأثر الاولاد بالرسوب في الدراسة أو ممارسة السلوكيات المنحرفة ومصاحبة أقران السوء، هذا إلي جانب فقدان الحب والحنان والدفء الأسري، في حالة عمل الأب بالخارج وهجره لبلاد آخري له الآثار الإيجابية مثل تحسن الوضع الاقتصادي للأسرة ومساعدة الأقارب المساكين والمحتاجين، ومن الآثار السلبية ومنها الآثار الغير مباشرة هو إرتفاع قيمة المهور وتكاليف الزواج، والأكثر غرابة أن الاطفال لا يعرفون الأب بسبب غيابه الطويل، وخلال زيارة الأب يفشل الأب في السيطرة علي الأبناء وتوجيههم ورعايتهم خلال فترة وجوده بل يصبح الأب عبئاً كبيراً علي قلب الأبناء، كما أصبح إنشغال الأب الذي يعمل ببلده بعمله ولساعات طويلة في اليوم بحيث لايري الأب أولاده إلا قليلاً يضعف الروابط بينه وبين اولاده ثم يضعف دور الأباء في تربية الأبناء ويلقي بالعبء الثقيل علي كاهل الأم، ونادراً ما نجد تجمع افراد الأسرة علي مائدة الطعام ثلاث مرات باليوم ويتسبب ذلك في وجود مشاكل كبيرة علي الصعيد التربوي خاصة في فترة مراهقة الأولاد فبدلا من اللجوء لآبائهم عند حدوث أي مشكلة فإن المراهق يتجه لاقرانه المراهقين الذين يزيدون من تفاقم المشكلة وليس حلها.
2- البطالة والفقر:
عندما تزيد البطالة في مجتمع ما وإهدار القوي العاملة تزداد حالات العنف الأسري، فينتج عن الفقر ضغوط معيشية علي الأسرة وعدم تلبية إحتاجات الأسرة الإقتصادية الهامة للمعيشة هي أحد أهم أسباب العنف الأسري، وكلما زاد العنف الأسري زاد معها حالات التفكك الأسري وتكاثر المشكلات الإجتماعية وحالات من الإنحراف السلوكي للمراهقين والشباب.