ماهو الطب الشعبي؟ أنواعه، أسباب ظهوره

منذ بداية التاريخ والإنسان يحاول أن يعالج أمراضه وآلامه بإستخدام الوصفات الشعبية والأعشاب الطبية الطبيعية، وتوارثت المجتمعات الكثير من الوصفات الشعبية وطرقها بحثاً عن الشفاء، واستخدام الإنسان الصيدلية الطبيعية التي خلقها الله تعالي قبل خلق الإنسان كعلاج لجميع الأمراض فاستعمل الأعشاب في التداوي من البذور والأوراق.


                               ماهو الطب الشعبي؟ أنواعه، أسباب ظهوره

                                                      
ماهو الطب الشعبي؟ أنواعه، أسباب ظهوره

ماهو المقصود بالطب الشعبي؟

يقصد بالطب الشعبي هو إستخدام بعض الأساليب التقليدية لعلاج المريض وإزالة المرض، وقد استخدمت بعض الشعوب البدائية السحروالتعاويذ والتراتيل في الطب والتداوي، ويعرف الطب الشعبي بإنه دراسة للأمراض والمعتقدات الطبية والعلاجية وممارستها في سياق البناء الإجتماعي من خلال عدة عوامل متداخلة مابين العوامل الثقافية والإجتماعية، فمصادر الطبيعة من أعشاب ونباتات غير كافية للشفاء لوحدها دون خبرة المعالج في التعامل معها.

كيف نشأ الطب الشعبي؟


والطب الشعبي قديم قدم البشرية، فلم يكن للطب الشعبي بديل في بداية ظهوره، إلي أن تطور الزمن وظهر الطب الحديث وتوسع وإنتشر، ليصل إلي صورته الحديثة والمتطورة الآن من عقاقيركيماوية طبية وأدوية من أعشاب، وقديماً كان الحيز المكاني للعلاج هي المعابد وهي مكان هام للعلاج حيث الإعتقاد الإنسان في المجتماعات البدائية أن إصابة الإنسان بالمرض ماهي إلا غضب من الآلهة، وكما وصف هيرودوت أن المرضي كانوا يستلقون في الساحات العامة خارج المدن حيث يمر عليهم المارة ويسأل عن حالة المريض والأعراض التي تبدو عليه ليرشده علي علاج او وسيلة ما استخدامها في علاج نفس المرض الذي عاني منه من قبل وكانت هذه الطريقة هي بداية العلاج الطبي الشعبي ليمتد من المعابد والبيوت ليشمل الأسواق، وكان هناك دكاكين لبيع الأعشاب الطبية والعطارة والعطور ومستحضرات التجميل ومختلف النباتات والتجبير وعلاج الكسور وتحضير بعض المركبات الدوائية عن طريق مزج بعض العقاقير مع عقار آخر ينتج عنها مركب دوائي لعلاج مرض معين.

ويقسم الطب الشعبي إلي ثلاث أقسام وهي:

ويقسم الطب الشعبي حسب المواد والأعشاب المستخدمة والنباتات الطبية المستخدمة في علاج المرض، ويتم تجهيزها عن طريق الكتب القديمة وخبرة المعالج، وكذلك حسب تشخيص المرض الذي يعاني منه الشخص ويتم علاجه بعيداً عن الطقوس والعلاجات الغيبية، أما القسم الثاني وهي التي يستخدم فيها الطقوس والعلاجات الغيبية (السحر) وغالباً ما يرجع سبب المرض أمر غيبي غير واضح مثل مس الجن أو حالة لبس، أما القسم الثالث وهو العلاج الوقائي أي الحماية من الاصابة بالمرض أو من سوء الحظ، مثل عمل الأحجبة للوقاية من الحسد والعين، وقد يكتسب المعالج بعض الألقاب مثل الشيخ أو السيد، الصوفي.
وفي جميع العصور القديمة كان الطب يستخدم السحر لطرد الأرواح الشريرة، كما يستخدمون بعض الأعشاب الطبية بالإضافة ببعض التمائم التي تتلي أثناء تحضير الأعشاب الطبية ليشربها المريض ويشفي من مرضه، وفي حالة عدم جدوي الأعشاب في علاج المرض يسعي المعالج إلي اللجوء إلي القوي الخفية والسحر، وهو الدور الذي لايزال يقوم به بعض الدجالين والكهان وهم يرون ان الأطباء لا يستطيعون معالجة المريض لانهم يلجؤن إلي العلاج الجسدي ومحاولة علاج الخلل الجسدي.

 بعض طرق العلاج الشعبي:

الطب الشعبي له طرق وقواعد في علاج المريض، وتنقسم تلك الطرق وأنواع علاجه إلي ثلاث أقسام:

  • الطب الشعبي الجراحي:
ويعالج هذا النوع من الطب الشعبي حالات الكسور والإنزلاق الغضروفي والرضوض وغيرها مثل تلك الحالات، ويقوم بممارسة هذا النوع الحلاقون والممارسون للحجامة والختانون.

  • الطب الشعبي الديني:
ويعتمد ذلك العلاج الروحاني بإيمان المعالج علي قدرته بإذن الله علي العلاج، وإيمان المريض بقدرة الولياء والرقية علي شفائهم، وهناك بعض الأعشاب والبذور التي يتمسك بها المرضي في علاج مرضهم مثل العسل والحبة السوداء والسواك.
  • الطب الشعبي العشبي:
ويتم علاج المرضي بالأعشاب التي تتوفر في الأسواق ويتم بيعها كالأدوية، ويتم بيعها أيضاً في محلات العطارة مع غيرها من التوابل.

بعض أنواع الأمراض وطرق علاجها:

1- الحجامة:

الحجامة من العلاجات الشعبية القديمة التي عرفتها بعض الحضارات المختلفة مثل الصين والإغريق والفراعنة، وتعتبر من أهم ركائز الطب الشعبي في الصين مع الإبر الصينية، وهناك رموز ونقوش في معابد الملوك الفراعنة والتي تدل علي وجود أكبر المستشفيات واستخدام كؤوس لسحب الدم كما هو معتاد عليه في عملية الحجامة، وقام الأطباء بدمشق ببعض التجارب لمعرفة فائدة الحجامة وقد اخذ عينة من الم قبل وبعد عملية الحجامة لأكثر من 300 شخص، وتوصلوا إلي نتائج كبيرة منها إعتدال معدل ضغط الم، إنخفاض في سكر الدم، إرتفاع في كريات الدم البيضاء، كما تعمل الحجامة علي تنشيط الدورة الدموية وتفتح مسام الجلد، كما تزيل العديد من آلآم العضلات وإزالة السموم، كما تعالج آلام الرأس والأسنان، آلآم الصدر والكحة.


                                                
ماهو الطب الشعبي؟ أنواعه، أسباب ظهوره

2- الإسهال:

الإسهال من أكثر الأمراض شيوعاً بين الرضع والأطفال، وتعتقد الأمهات أن الموز من أفضل علاجات حالات الإسهال، كما هو الحال لليمون والشاي بدون سكر، النشا، وهي من العلاجات الشعبية، كما شرب ماء محلي بالسكر يقضي علي آلام المعدة نظراً أن السكر يساعد علي قتل الجراثيم، كذلك شرب مشروب الزعتر، وعصير البرتقال، كما يستخدم شاي البابونج وحبة البركة لتهدئة المعدة.

3- الزكام:

وكما هو معتاد يستخدم عصير الليمون والبرتقال اللذان يحتويان علي فيتامين (ج) المقوي للمناعة، كما إستخدام القدماء المصريين البصل كعلاج للبرد والزكام، واستنشاق البخور لعلاج إنسداد الأنف، تناول زيت الزيتون واستنشاق السكر المحروق لعلاج نزلات البرد أيضاً، وتناول بعض من فصوص الثوم كل يوم كعلاج له أيضاً والامتناع عنه في حالة تهيج المعدة.

يمكنك قراءة أيضاً:

أسباب إنتشار العلاج الشعبي في مجتماعتنا العربية:

1- الأسباب الإجتماعية:

العديد من المعالجين قد اكتسبوا مهارتهم في العلاج من خلال توارثهم المهنة من تجارب الآباء والأجداد والت أثبتت فعاليتها في الشفاء من عدة أمراض وبالتالي بات إهتمامهم منصباً في الحفاظ علي الوصفات الناجحة المتوارثة، وإرث الأجداد والآباء العلاجي المتوارث منهم والذي بفضلهم حصلوا علي سمعتهم وشهرتهم، وكما هو الحال بالنسبة للمرضي فإنهم يلجأون للعلاج والطريقة التي يتعالج بهم من خلال الطريقة التي وجد بها أجدادهم، ومنهم من يشخص الحالة المرضية والعلاج من نفسه ويتبع بعض طرق العلاج التي كان يتبعها من قبل من خلال مروره بنفس أعراض المرض وعلاجه أي الخبرة الذاتية دون إستشارة أحد.

2- أسباب دينية:

هناك بعض الطرق العلاج النبوي التي لا يمكن إنكارها مثل الحجامة والرقية الشرعية والتي يعتبرها أفراد المجتمع طريقة من الطب النبوي وجزء من السنة النبوية الشريفة التي جاءت في الأحاديث النبوية لذا نري الكثير من المعالجين بالحجامة يسعون إلي الثواب والأجر ويسعون إلي الحفاظ علي شهرتهم وسمعة عوائلهم الذين اشتهروا في ذلك المجال العلاجي، وبالنسبة للمرضي فإنهم يلجأون للعلاج النبوي لإنه لا يكلفهم مردود مادي كبير كما يعتقدون سبب إصابتهم بتلك الأمراض هو الإصابة بالحسد والعين التي لا علاج لها إلا بالرقية الشرعية والعزامة، هذا بالإضافة إلي وجود بعض البذور التي تباع في الأسواق مثل الحبة السوداء والتي ذكر فوائدها في القرآن الكريم.

3- أسباب إقتصادية:

بلا شك المردود الإقتصادي له تأثر سلبي وإيجابي في إنتشار العلاج الشعبي، فقد يلجأ المعالج إلي بيع العلاج بأسعار زهيدة رغباً في كسب ثقة العميل وتحقيق ربح مادي جيد، لذلك أصبح الطب الشعبي رائج ومنتشرفي الأسواق، وفي المقابل يجد المريض أن أسعار العلاجات الطب الشعبي من أدوية وبذور ومنتجات آخري مناسبة جداً من الناحية المادية وقد تؤدي نفس دور العلاجات الطبية الآخري الموجودة بالصيدليات والتي أسعارها مرتفعة جدا عن مقارنتها بعلاجات الطب الشعبي.

                                                 


أهم المراجع:

- عبد الرزاق صالح،2009، الطب الشعبي بالأسواق، مجلة دراسات موصيلة.
- عبد الله معمر، 2006، الطب الشعبي، جمعية الإجتماعيين بالشارقة.
- حملات بن عتو، 2016، الأساليب العلاجية في الطب الشعبي، مجلة تاريخ العلوم، جامعة زيان عاشور الجلفة.
تعليقات