إن الصحة الإنجابية تعد إحدي الوسائل الحديثة التي تهدف إلي لتقليل المخاطر سواء الحد من الوفيات المرتفعة من جانب، وخفض معدلات الانجاب من جانب آخر، لذا فإن تنظيم الأسرة هو أحد مكونات الصحة الانجابية إلا إنه يؤكد علي مدخل أكثر شمولية لاحتياجات المرأة والرجل من تنظيم الأسرة والوقاية والعلاج من الأمراض المعدية والعلاج من العقم أيضاً.
ماذا تعلم عن أهمية التوعية بالصحة الإنجابية للمرأة والشباب
ما هي التربية الصحية للمرأة؟
تسعي كل المجتمعات في العالم إلي حماية نسائها من مشاكل الإصابة بالأمراض، لذا تعمل علي تزويد المرأة بالمعلومات الصحية المفيدة لها وعن بيئتها، وكيفية إكتساب العادات الصحية السليمة لحماية أنفسهن من المشاكل الصحية وعواقبها، واتفقت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة علي أن تكون التربية الصحية في مختلف المؤسسات التعليمية عنصراً تربوياً للنهوض بالصحة العامة لأفراد المجتمع بهدف تنمية المفاهيم وترقية السلوك واكتساب العادات الصحية السليمة للأفراد في مختلف مراحل العمر وبخاصة مرحلة الإنجاب، وتثقيف البنات صحياً أثناء الدراسة بالمدارس ويتعملن الصحة والنظافة الشخصية، تكوين الجاهز التناسلي واخطر الأمراض شيوعاً وكيفية رعاية الطفل، كما تهدف التربية الصحية تعديل سلوك الأفراد والجماعات فيما يختص بالعادات الصحية الخاطئة، وتزويدهم بالمعلومات والخبرات اللازمة التي تساعد في تغيير سلوكهم وتعديله وكيفية حماية أنفسهم من المشكلات التي قد تواجههم، اتباع السلوكيات المرغوبة في المجتمع والأفراد.
الوعي بالصحة الإنجابية للمراة:
لتحقيق السلامة الصحة لا بد من نشر الوعي بالصحة الإنجابية، ومواجهة كل المشاكل والقضايا التي تهدد صحة المرأة في العالم، كما لوحظ في الآونة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام المختلفة تلمس بوضوح بعض المشاكل التي تؤرق الشعوب وما يترتب عليها من الإصابة بأمراض خطيرة ومعدية مثل تزايد اعداد المصابين بمرض الإيدز وبعض الأمراض الوارثية المتزايدة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود التوعوية المبذولة في تلك المجالات، ذلك من خلال برامج تثقيفية لدعم الرعاية الصحية للمرأة وزيادة فعالية أدوار الجامعة والأسرة وغيرها، وعلي ذلك نستعرض أهم مضامين الصحة الإنجابية وهي:
- الصحة النفسية: وهي مفهوم السعادة النفسية.
- الرفاهية الإجتماعية: ويقصد بها حرية الإختيار في موضوع الإنجاب.
- الصحة الجسدية: ويقصد بها مرحلة الحمل الناجح الخالي من الأمراض ومخاطرها والخلو من الأمراض الخطيرة.
كما تشير المسح السكاني الصحي في مصر لعام 2014 إلي أن فرص النساء وخاصة في الريف المصري والمناطق المحرومة تقل عن فرص الرجل المصري في الألمام بالمعلومات الصحية، فتعد المرأة في الوجه القبلي الأكثر احتياجاً إلي تنظيم الأسرة التي لم تتم تلبيتها وتنتشر في المحافظات الأقل فقرا مثل أسيوط، قنا، سوهاج.
مكونات الصحة الإنجابية:
تشتمل مكونات الصحة الإنجابية علي:
- الوقاية من العقم وعلاجه.
- الوقاية من حالات الإجهاض ومايتبعه.
- رعاية الأمومة والطفولة أي رعاية الأم الحامل ومتابعة حالتها وحالة الجنين أثناء الحمل وبعد الولادة، مع رعاية الأمهات المرضعات ومتابعة حالة الطفل بعد الولادة والتشجيع علي الرضاعة الطبيعية.
- تنظيم الأسرة من حيث تقديم المشورات للأفراد وكافة الخدمات التي تحقق تنظيم الأسرة، والمساعدة في تقديم المشورات في كيفية المباعدة بين الحمل والآخر بحيث نعطي للأم الوقت الكافي لرعاية طفلها الرضيع وتغذيته، وتأخذ الأم قسط من الراحة وتستعيد صحتها ولياقتها الجسدية.
- الوقاية من الأمراض التناسلية المعدية.
- التثقيف وتقديم النصح والمشورة فيما يتعلق بالحياة الجنسية الصحيحة.
- توعية المرأة والشباب بالممارسات الجنسية الضارة.
ويعتبر البعض ان الصحة الإنجابية خاصة بالنساء فقط، بل تهتم أيضاً بالرجل منذ بداية مرحلة البلوغ والمراهقة وكافة المور المتعلقة بالأمراض التناسلية ليتجنب الشباب الإصابة بها، والابتعاد عن أي مخاطر صحية ونفسية أيضاً، لتأتي مرحلة الزواج وما يستلزمه من حدوث إنجاب، ويتضح هنا ان الصحة الإنجابية تنسب للمراة والرجل معاً في جميع مراحل العمرية بل إنه يرتبط بفئة المراهقين والشباب الذين سيصبحوا آباء مستقبلا، وكما هو معروف في مجتماعتنا الشرقية وخاصة في بعض البلاد العربية يتسم موضوع الحياة الجنسية والانجابية للمراهقين والمراهقات قدر كبير من الحساسية الثقافية نتيجة ممانعة الآباء والمربين من التطرق بشكل واضح في هذه المسائل، ولهذا السبب لا اتصل معلومات وخدمات الصحة الانجابية بشكل كاف للشباب مما يدفعهم للاتجاه غالباً غلي الجهات الغير رسمية للتزود بالمعلومات وتلبية فضولهم.
أسباب تنظيم الأسرة:
هناك العديد من الدوافع التي تجعل المرأة تفضل التعامل مع وسائل تنظيم الأسرة منها:
- ضرورة المباعدة بين الحمل والآخر لصحة المرأة لكي تستعيد صحتها وتستطيع رعاية طفلها.
- صغر سن الام وخاصة في حالة توقع إجراء عملية جراحية بعد فترة قصيرة، او حدوث مرض عارض كالدرن أو التهاب الكلي الحاد.
- الأمراض المنقولة جنسياً والتي تحتاج إلي وقت طويل للعلاج والتي تتطلب إستخدام وسيلة لتنظيم الأسرة لحين الشفاء حتي لا يصاب الجنين بالمرض.
رعاية الحامل وهي تحتاج إلي برنامج رعاية لكي ترتقي صحة الأم الحامل وطفلها أيضاً والرعاية بعد الولادة أيضاً وفترة النفاس، وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلي رعاية مكثفة مثل:- الولادات المتقاربة لفترة أقل من سنتين.
- المرأة الحامل التي يقل وزنها عن 150 سم.
- الحامل التي يقل عمرها عن عشرون عاماً.
- الولادات المتكررة لأكثر من خمس مرات.
- الولادات القيصرية.
ويمكن متابعة الأم الحامل في مراكز تنظيم الأسرة اذا كانت تعاني من مرض الانيميا، ارتفاع ضغط الدم لمتابعة وزنها وقياس الضغط وفحص البول والدم والتحصين ضد التيتناوس ومتابعة صحة الجنين.
العوامل المؤثرة في الصحة الانجابية:
- سلوكيات الزواج والانجاب وتكوين الأسرة والتي تتحكم فيها عوامل عدة منها العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة وتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته، كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقة بين أفرادها سواء علاقة الأبناء وبعضهم البعض وعلاقة الآباء والأبناء والعلاقة بين الزوجين.
- مكانة المرأة في المجتمع: حيث تتعرض الكثير من النساء لحالة من التمييز فيما يتعلق بالحصول علي الرعاية الصحية، والمناطق التي تتدني فيها مكانة المرأة التي تأتي فيها حاجتها الصحية والتعليمية والعاطفية في المرتبة الثانية بعد الرجل.
- مستوي الخدمات الصحية: فلا يمكن الوقاية من المشكلات الانجابية أو علاجها دون توافر خدمات صحية ذات جودة عالية لتلبي جميع الاحتياجات الصحية لجميع الفئات المختلفة.
مواضيع ذات صلة:- الشباب والمراهقين لتجنيبهم السلوكيات الخطرة والتي تهدد صحتهم، ولرفع الوعي لديهم.
- الرجل والمرأة في سن الإنجاب.
- الطفل بعد ولادته للحفاظ علي صحته وحمايته ونموه.
- النساء بعد مرحلة الإنجاب ووقايتهم من الأمراض التناسلية المعدية والخطيرة والأمراض التناسلية المختلفة والتي يمكن كشفها المبكر.
الأمراض التي تنتقل جنسياً:
تشير الاحصاءات العامة في الوطن العربي الي تزايد في انتشار الأمراض الجنسية مما ينعكس سلباً علي الصحة الانجابية والجنسية للشباب، ولا سيما في مراحل الإنجاب والحمل وإنتشار العدوي في غياب الوعي الصحي وكيفية الوقاية، لذا اهتمت الدول العربية بنشر الوعي الصحي وخاصة عن مرض الإيدز عن طريق البرامج والاستراتيجيات لتجنب تلك الفئة من المخاطر المتربة من الاصابة بذلك المرض الخطير.
وقد تبيت الاحصاءات في الدول العربية أن الشباب علي علم باحتمال أمراض جنسية معينة (مرض الإيدز) نتيجة الممارسات الجنسية الغير مأمونة مع تدني معرفتهم بالأمراض الجنسية المعدية الآخري وبنسب مختلفة بين البلدان العربية المختلفة.
الحاجة إلي التعاون الدولي في مجال الصحة الإنجابية:
ان وسائل الاتصال والتطور التقني جعل سكان العالم متقارب وسكانه أكثر اتصالا بعضهم ببعض، كل هذا يجعل الحاجة إلي التعاون الدولي في كافة مجالات الحياة وخاصة مجال الصحة الذي يجمع كل الشعوب باختلاف بلادهم وبيئاتهم وظروفهم، وهناك ثلاثة أسباب للتعاون الدولي منها:
- التزايد السكاني وضغطه علي الموارد البشرية.
- الاختلاف المتباين في حجم الخدمات الصحية المقدمة بين الدول المتقدمة والدول النامية ويتضح ذلك من خلال الإحصائيات الخاصة بالوفيات للرضع والأمهات والأطفال والذي يعبر عن الحالة الاقتصادية ومستوي الرفاهية.
- إيجاد حلول لمشكلة التزايد السكاني في الدول النامية والتي تفوق مشاكلها عن الدول المتقدمة.