يعتبر الزواج هو أمل للشباب في مرحلة العقد الثالث من العمر نظراً لما يسهم به الزواج من تحقيق التوافق الإجتماعي والنفسي، لذا نجد الزواج هو ضرورة إجتماعية للبعد عن السلوك الإنحرافي والشاذ أيضاً.
مراحل الزواج المختلفة، وبعض مشاكله الشائعة
حكم الزواج في الإسلام:
1- الزواج الواجب:
ويكون الزواج واجباً عند الخوف من الوقوع في الحرام (الزنا) فتحصين الإنسان من الزني واجباً عليه من خلال الزواج، ووجب تحصين الإنسان من الزنا ليس مقتصراً علي الرجل فقط بل علي المرأة أيضاً، فعليها ألا تمتنع إذا تقدم لها رجل كفء ولا علي وليها من منعها من الزواج من ذلك الرجل أيضاً.
2- الزواج المكروه:
يكره للمرأة أن تتزوج من رجل لاتتوق له نفسها، ومن الزواج المكروه أيضاً هو الزواج في حالة الحرب إلا إذا هناك ضرورة، فربما يستولي الكفار علي أولاده وينشأ الطفل علي دين الكفار (كما هو الحال في الغرب عندما تنشأ خلافات بين الزوجين تأخذ الزوجة أطفالها من الزوج المسلم بالقانون ويصبحوا علي دينها رسمياً).
3- الزواج المحرم:
حرم الزواج علي الرجل العاجز عن الوطء بالنساء أو غير قادر بالإنفاق علي الزوجة إلا إذا كانت المرأة علي علم ووافقت علي الزواج به، كما يحرم علي المرأة الزواج إذا كانت غير قادرة علي القيام بحقوق الزوجية ويلحق بها الإثم أيضاً.
4- الزواج المستحب:
الزواج المستحب هو لمن أراد الزواج ولم يخشي الوقوع في الحرام وقادر في نفس الوقت علي الإنفاق.
الحقوق المشتركة بين الزوجين:
1- التزين للآخر:
العين تعشق الجمال، فيجب علي المرأة أن تتزين لزوجها وعلي الزوج أيضاً أن يتزين لزوجته، فليست الحقوق للزوج فقط بل للزوجة أيضاً، وعلي الزوجة أن تتزين بما شاءت بكل أنواع الزينة من حلي وملبس وأدوات التجميل مع مراعاة بعض النقاط الهامة:
- ألا تكون زينة محرمة.
- لا يجوز الوشم والوصل.
- ألا يكون فيها تغيير لخلق الله، كإجراء عملية تجميل في الوجه لمسايرة الموضة او تقليد شخصية شهيرة.
- عدم وجود ضرر في إستخدام ادوات الزينة.
2- الإستمتاع للطرفين:
وهو حق مشترك للطرفين فالرجل له الحق في الإستمتاع بزوجته والزوجة لها الحق في الإستمتاع بزوجها أي لا ينبغي أن ينفرد أحدهما.
3- المعاشرة بالمعروف:
يجب أن تسود العلاقة الزوجية المودة والمحبة والإحترام والسلام وحسن الكلام، وعليهما بالصبر في أوقات الأزمات والخلافات وأن يتذكر كل طرف إيجابيات الآخر فلا يوجد إنسان بدون عيوب، وعلي الزوجة أن تكسب رضا زوجها لتضمن الجنة.
4- ثبوت نسب الأطفال:
عندما يثمر الزواج بالأطفال يجب أن ينسب الأطفال لوالدهم، فثبوت النسب حق للأطفال والوالدين ايضاً.
5- التوارث:
أي إذا مات أحد الطرفين بعد عقد القرآن ورثه الآخر، حتي ولو مات قبل الدخول بساعات.
وظائف الزواج:
حلل الله الزواج بهدف الحفاظ علي استمرار الحياة علي الأرض والحفاظ علي النسل، والحماية من الأمراض النفسية والجسدية والأخلاقية من أجل توطيد العلاقة في المجتمعات المختلفة والتراحم بين أعضاء المجتمع الواحد وتحقيق التوافق النفسي بين الرجل والمرأة، بالزواج يستطيع الفرد إشباع حاجاته الإجتماعية والفسيولوجية والنفسية والتي يصعب تحقيقها بدون الزواج، وتختلف شروط الزواج بإختلاف الأنماط المجتمعية ومدي تحضرها وتقدمها، إلا أن اتفق العلماء علي وظائف الزواج والتي تتمثل في:
- الحاجة إلي مسكن مناسب.
- وجود دخل مادي ثابت شهرياً وخاصة للزوج.
- حفظ الجنس البشري وحفظ الأنساب.
- إتفاق الزوجين علي حقوق الآخر وواجباته.
- تعدد النسل وإنجاب الأطفال.
- الشعور بالإستقرار النفسي والعاطفي.
- غض البصر والتعفف من الحرام.
- اشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة.
- لابد أن يتضمن الزواج بعض القيم كالشرف والكرامة والخير.
- تدعيم العلاقات بين الزوجين.
- تبادل روح المحبة والمودة والثقة والتعاون بين الزوجين.
- تحقيق إشباع الزوجين بالإنتماء لكيان الأسرة.
- نمو غريزة الأبوة والأمومة من خلال الإنجاب.
مراحل الزواج:
الزواج يمر بأربعة مراحل رئيسية:
المرحلة الأولي: التعارف:
وهي تلك المرحلة التي يتم فيها التعارف بين الزوجين وإكتشاف الطباع والعادات لكل طرف.
المرحلة الثانية: التآلف:
وفيها يحدث التقارب العاطفي والود وتنجح هذه العلاقة إذا حدث توافق في الأفكار والميول.
المرحلة الثالثة: التفاهم:
وهي نتيجة لمرحلة التآلف تولد مرحلة التفاهم بين الزوجين عن طريق أسلوب الحوار والمناقشة في حل مشاكلهم وفي تحمل مسؤولية البيت والأطفال.
المرحلة الرابعة: التكاتف:
وفيها يتعاون الطرفين كشخص واحد ويعمل كل طرف علي نجاح الآخر ومساعدته وتشجيعه وتظهر تلك المرحلة في أوقات المحن والصعوبات الحياتية التي يتعرض لها أي من الزوجين.
بعض مشاكل الحياة الزوجية:
1- مشكلة المراهقة المتأخرة للزوج:
يطرأ علي نفسية الرجل في سن مابين الأربعين والخمسين قد تهدد حياته الزوجية وتتسبب في هدم الأسرة وهي مشكلة المراهقة والتي يشعر الزوج في هذا السن بإنه علي أبواب الشيخوخة ويريد أن يشعر بجاذبيته للجنس الآخر.
2- مشكلة سن اليأس للمرأة:
وفيها يتم إنقطاع الطمث للمرأة وتقل رغبتها الجنسية أيضاً في تلك المرحلة وهي مابين الأربعين والخمسين من العمر، كما تصبح المرأة غير قادرة علي الإنجاب وتمر المرأة ببعض المشاعر المتغيرة مثل الشعور بالضيق والكآبة والتشاؤم والشعور بالصداع والقلق.
مشكلة الزواج العرفي:
يعتبر هدف الزواج العرفي هو الإستمتاع وإشباع الرغبة الجنسية الذي سرعان ماينتهي هذا الزواج بإنتهاء من الإرتواء الجنسي، فالزواج العرفي ليس به شروط يجب توافرها كالسكن والإستقرار كما لا يلزم بوجود عقد زواج رسمي أو وجود ولي الأمر أو حتي شهود للعقد، ويعتبر الزواج العرفي هو إندفاع غير عاقل أو منطقي لإشباع حاجة غريزية لذلك هو يفقد إلي المسؤولية الزوجية لذلك هو فاقد للأهلية التي لاتقاس بالبلوغ بل بتحمل السمؤولية ومعرفة حقوق وواجبات الزوجية، ويعتبر هذا العقد غير شرعي لعدم وجود والي الفتاة او عدم موافقة الأهل.
ومن آثار تلك الزيجة هو إنهيار هذا الزواج في أي وقت ويترتب عليه ان الفتاة تصبح ثيباً مما يقلل فرص زواجها مرة آخري، كما يؤدي إلي فشل إثبات نسب الولد إن وجد، وفي هذه الحالة من الصعب أن تحصل المرأة علي نفقة الطفل او أجر حضانة الطفل هذا بالإضافة لتنكر أهلها منها مما يعرض هذا الطفل للضياع مستقبلاً، أو قد يرفض الزوج الإعتراف بالورقة العرفية تحت أي ظرف علي خلاف عقد الزواج.
أهم المراجع:
عبد الخالق محمد عفيفي،2009، الزواج، شروطه، المسؤوليات التشاركية الناجمة عنه، مجلة القاهرة للخدمة الإجتماعية، بورسعيد.