عالم المخدرات وإدمان المرأة، وتأثيره الضار علي صحتها وعلي المجتمع

تعكس إساءة إستخدام المخدرات أنواعاً مختلفة من المشكلات التي تؤثر ليس فقط علي الشخص المتعاطي لكن علي الأسرة والمجتمع أيضاً، حيث يتحول المتعاطي داخل الأسرة لمحنة عاطفية وصحية وتوتر العلاقة بين أفراد الأسرة أيضاً، وتشكل المراة ثلث متعاطي المخدرات في العالم وقد تفقد المرأة والفتيات المدمنات مساندة المجتمع والأسرة لها هذا بالإضافة إلي مواجهة العديد من المشاكل في العمل إلي جانب الكثير من المشاكل الصحية.

            عالم المخدرات وإدمان المرأة، وتأثيره الضار علي صحتها وعلي المجتمع

                عالم المخدرات وإدمان المرأة، وتأثيره الضار علي صحتها وعلي المجتمع


ما معني إدمان؟

معني كلمة إدمان هو الاستمرار والمداومة علي شييء والاعتماد عليه.

أسباب ودوافع تعاطي المرأة للمخدرات:

هناك جملة من الدوافع النفسية والإجتماعية والإقتصادية والأسرية والذاتية التي تدفع الفرد للدخول في عالم المخدرات والإدمان، والتي تختلف لطبيعة المجتمع وخصائصه الثقافية والحضارية، كما تختلف من الرجل عن المرأة حتي وأن كان هناك عوامل مشتركة بينهم، إلا أن هناك دوافع تختص للمراة في هذا المجال، كما تختلف دوافع دخول المرأة لمرحلة الإدمان وفقاً للأقليم الجعرافي والمستوي الإجتماعي الذي تنتمي إليه، ويمكن تلخيص تلك الدوافع في بعض النقاط الهامة منها :

1- دوافع أسرية:

وهي التنشئة في ظروف أسرية صعبة والعاناة من التفكك الأسري، والتعامل بعنف والقسوة من أحد الوالدين، كذلك فقد المسكن أو عدم استقرار الأسرة، إدمان أحد أفراد الأسرة، فقدان مشاعر الود والحنان، إهمال التربية والمراقبة خاصة في مرحلة المراهقة، الفراغ العاطفي، إعطاء الحرية دون قيود، مراقبة أصدقاء المراهق وإستبعاد أصدقاء السوء.

2- دوافع إقتصادية:

الحرية الفكرية الشخصية لدي بعض من الطبقات المرتفعة إقتصادياً الذي يتيح لها الدخول في عالم المخدرات والإدمان نظراً لامتلاكهم المال، حب المغامرة والتجربة، تنوع الأصدقاء وأسلوب حياتهم المتحررة من بعض القيود وتقليد الغرب، إنتشار التدخين والشيشة في الكافيهات وشرب المخدرات والكحوليات عند تلك الطبقة.
ونجد إنتشار المخدرات في الطبقات الفقيرة أيضاً بهدف التربح السريع ورفع المستوي الإقتصادي، حيث يتم تورط المرأة في تجارة المخدرات وترويجها من قبل الزوج أو أسرتها.

3- دوافع ذاتية:

فقدان الشعور بالأمان، الإحباط واليأس، بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والإكتئاب، التعرض لبعض الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة كفقدان أحد الوالدين سواء بالطلاق أو الموت، التعرض لحالات العنف أو الإغتصاب في مرحلة الطفولة، زيادة الوزن أو محاولة فقدان الوزن، الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية والتي تدفع المرأة للدخول في عالم المخدرات.

4- دوافع مجتمعية:

تعرض المرأة لبعض صدمات عاطفية في حياتها كتجربة الطلاق وما يتبعها من ضغوط نفسية سواء داخل المنزل مع أسرتها أو في العمل مع زملائها، فقدان أطفالها، عدم قدرتها علي ضم أطفالها لحضانتها، التنمر عليها في العمل، كل هذه المشاكل النفسية والعصبية كفيلة لدفعها لعالم المخدرات والإدمان.

5- قلة الوازع الديني:

يعتبر الدين من العوامل الواقية من الوقوع في الإدمان بالنسبة للرجل والمرأة أيضاً، لذلك فإن قلة الوازع الديني من العوامل التي تشجع المرأة في الدخول في عالم الإدمان.

6- العنف الزواجي:

عندما تتعرض الزوجة للعنف والقسوة سواء بالضرب والإهانة النفسية تدفع الزوجة بالهروب للمخدرات من الضغوط النفسية التي تتعرض لها من الزوج، وفي حالة إدمان الزوج للمخدرات يؤدي إلي إثارة الفضول ومحاولة تجربة المخدرات ومشاركة الزوج أيضاً.

يمكنك قراءة أيضاً:

تأثير المخدرات علي صحة المرأة:

من أهم الأمراض الصحية التي تصيب المرأة المدمنة علي المخدرات هو إصابتها بفقر الدم، أمراض القلب وسرعة ضربات القلب، إلتهاب في المخ، إرتفاع في ضغط الدم، سكر الدم، التأثير في جهاز المناعة الجسدية، نوبات من الضحك أو البكاء الهستيري، جفاف بالحلق، طنين بالأذن، الإصابة بالتهاب الكبد الويائي، ونقل العديد من الأمراض بسبب نقل الدم بالحقن والتي تصيب المراة بالتسمم، التعرض للغيبوبة في الكثير من الأوقات وإحمرار بالعين، بالإضافة إلي حوادث المرور الخطيرة والمختلفة، تأثير الوظائف العقلية من حيث التفكير والذاكرة والإدراك، وعلي حواس الإنسان ودرجة الإنفعال الوجداني وإحساسه بذاته.

                                                 
عالم المخدرات وإدمان المرأة، وتأثيره الضار علي صحتها وعلي المجتمع

تأثير المخدرات علي المرأة الحامل:

يؤثر تعاطي المخدرات علي المرأة الحامل ويؤدي إلي آثار جانبية خطيرة منها التأثير علي الجهاز العصبي للجنين، والذي يتطلب سرعة التوقف عن تعاطي المخدرات والبدء في مرحلة العلاج الهامة واللازمة للأم الحامل:

  1. موت الجنين: قد يسبب تعاطي الأم الحامل للمخدرات في موت الجنين بسبب تسمم الحمل وسكتات الدماغ لوصول المخدرات للجنين عن طريق المشيمة.
  2. تشوهات خلقية: قد يصاب الجنين بأنواع مختلفة من التشوهات الخلقية في حجم الرأس وضيق فتحة العين وإنخفاض في الوزن، او تشوهات في الجهاز الهضمي (حالات من القيء والإسهال بعد الولادة) أو الجهاز التناسلي.
  3. تشنجات: نظراً لتعاطي الأم للمخدرات فقد يمكن أن يتعرض الطفل الرضيع للتشنجات بعد الولادة (الجهاز العصبي للجنين)، سرعة في التنفس وإرتفاع في نبضات قلب الرضيع.
  4. تأخر نمو الطفل:  تؤثر المخدرات علي نمو الجنين وحجمه أيضاً، وقد يولد بإعاقة في يده، الإصابة بالأورام في الأوعية الدموية، ضعف شهية الوليد من جهة وقلة حليب الأم من جهة آخري .

المرأة وجرائم المخدرات:

هناك علاقة بين عمر المرأة والإتجار بالمخدرات فغالبية عمر المرأة التي تعمل بتجارة المخدرات يترواح ما بين 40- 50 وأغلبهم ممن لم يتم تعليمهن (أميات) وتختلف أنواع الجرائم التي ترتكبها المرأة وذات صلة بالمخدرات، وأغبلها بسبب الأوضاع المالية، أما الجرائم العنيفة فسببها الرئيسي هو تعرض المرأة للقسوة والعنف الشديد كرد علي العنف الذي تعرضت له.
وبالنسبة للتعاطي فهو منتشر بين الشباب وصغار السن، كما ينتشر في المجتمعات الحضرية بصورة أكبر عن المجتمعات الريفية، وأكثر المتعاطين من العاملات و الخدامات وذوي التعليم الضعيف، ويعتبر الأصدقاء هم اهم العناصر المؤثرة في تشجيع المتعاطي.

أضرار المخدرات علي الأسرة والمجتمع:

الأم هي أساس الأسرة فإن صلحت صلح شأن الأسرة وإن فسدت انهارت الأسرة، فتعاطي الأم للمخدرات يؤدي إلي إحداث خلل في نظام الأسرة والمجتمع مثال لذلك:
  • لتعطي المخدرات يجب شرائها وبالتالي يؤثر علي دخل الأسرة مما يؤدي إلي تدني المستوي التعليمي والأخلاقي و المادي والإجتماعي والصحي لكل أفراد الأسرة التي وجهه دخل الأسرة لشراء المخدرات وإهمال رعاية الأسرة وبالتالي إنحرافها.
  • هذا بالإضافة أن جو الأسرة العام يسوده مشاعر القلق والخوف والخلافات بين الزوجين والشقاق بين الأبناء، الذي يثير إنفعال أفراد الأسرة وشعورها بالضيق.
  • يشيع جو الأسرة القلق والخوف والذعر بسبب المراقبة الأمنية من جهة الأجهزة المختصة التي تطارده في كل مكان، وتعاني الأسرة أشد المعاناة كونها تعيش في تلك الأجواء المخيفة من جهة ومن سلوك المتعاطي وتصرفاته وتقلباته المزاجية من جهة آخري والتي تنقله في صفوف المجرمين.
  • إنتشار البطالة في المجتمع الذي يكثر فيه تعاطي المخدرات لأن الكل مشغول بتوفير المخدر مما يؤدي إلي الإنتاج.
  • لعلاج المدمنين يحتاج إلي مستشفيات مجهزة وعيادات نفسية وصحية كثيرة متخصصة في ذلك المجال مما زيادة الإنفاق.

وقاية الأسرة من الوقوع في إدمان المخدرات:

1- دور الأسرة:

أن للأسرة دور هام في وقاية وتجنب أفرادها من إدمان المخدرات ذلك من خلال الدور الذي يلعبه الأب والأم داخل الأسرة، بمعني اكساب الطفل أنواع من السلوكيات المرغوب بها وذلك من خلال:
  • الحديث مع الأطفال عن مدي خطورة المخدرات والإستماع إلي آرائهم ومناقشتهم وتصحيح المعلومات المغلوطة.
  • سعي الأب بأن يكون هو القدوة الصالحة للأبناء.
  • الالتزام بتعاليم الدين وأداء الفروض والحفاظ علي القيم الدينية وتنميتها عند الأولاد.
  • تشجيع الأبناء بالإعتماد علي أنفسهم وتنمية الثقة بالنفس، وكيفية إختيار الأصدقاء.

2- دور المدرسة :

دور المدرسة والمؤسسات التعليمية لا يقل أهمية عن دور الأسرة، لإنها تعتبر هي البيئة الثانية التي تعمل علي غرس القيم الإجتماعية والدينية والأخلاقية بعد الأسرة، كما للمعلم دور كبير في التأثير علي شخصية الطفل وتتجلي دورالمدرسة في:
  • إقامة جلسات لتوعية الطلاب عن خطورة المخدرات وتعاطيها بالتعاون مع الأسرة.
  • الإهتمام بمشاكل الطلاب، خاصة ممن يعانون من الاضطرابات النفسية والإكتئاب.
  • الإهتمام بتأهيل دور الإخصائيين الإجتماعيين وتفعيل أدوارهم داخل المدرسة بإختصاصهم في دراسة الحالات الفردية وتوجيههم إجتماعياً.

3- دور الأصدقاء:

لأصدقاء الطفل دور كبير في اكتساب معايير سلوكية هامة والتي تعمل علي وقاية الطفل من مخاطر إدمان المخدرات، كما لجماعة الرفاق تتحمل مسؤولية كبيرة في ما يتعلمه الفرد وهو داخل الجماعة وتقليد السلوك المقبول أو غير المقبول، كما تنظم العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين أعضاء الجماعة بعضهم ببعض، ومنها هنا يتضح ضرورة حرص المجتمع علي ان يتمثلها أبنائها خلال عملية التنئشة الاجتماعية والالتزام لها.
                                                  
   أهم المراجع:
  مجلة انسنة للبحوث والدراسات، ادمان المخدرات وتأثراته علي المراة الحامل، نجية ماودي، جامعة زيان عاشور بالجلفة، الجزائر.
المجلة القومية لدراسات التعاطي والادمان، المراة والمخدرات، ايناس ابراهيم الجعفراوي، 2018.

                                                                    



تعليقات