الإكتئاب عند الأطفال: فهم الأعراض والأسباب، ودور الأسرة في الدعم

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث

الاكتئاب عند الطفل هو موضوع حساس ويحتاج للاهتمام والبحث العميق، فعلي الرغم من ان مرحلة الطفولة تعتبر مرحلة البراءة والفرح إلا أن الطفل قد يواجه بعض المشاكل التي تهدد صفو حياته اليومية، لذلك علينا أن نعي ونفهم الأعراض والأسباب للإصابة باضطراب الإكتئاب لدي الطفل جيداً حتي نجنب أطفالنا في الوقوع فيه.

            الإكتئاب عند الأطفال: فهم الأعراض والأسباب، ودور الأسرة في الدعم

                                                    
الإكتئاب عند الأطفال: فهم الأعراض والأسباب، ودور الأسرة في الدعم


 أسباب الإكتئاب عند الأطفال:

من أسباب الإكتئاب عند الأطفال هو:

1- الشعور بالذنب:

أن الطفل الذي يشعر بالذنب يري نفسه إنه يستحق العقاب لإنه شخص سيئ وتصرفاته غير جيدة وتأتي تلك الأفكار (الشعور بالذنب) من خلال شعور الطفل بالمسؤولية عن إساءة متخيلة او من الشعور العام بعدم الجدارة، كما يفكر الطفل بإنه سيئ لدرجة لا أحد يحبه وبسبب هذا التصور لا يقتنع الطفل بما يظهره الآخرون من حب وإهتمام ويصبح الموقف أكثر سوء، فالأطفال علي أبسط مشكلة يشعرون بالذنب ويلومون أنفسهم لأي مشكلة حدثت ويتحدثون لأنفسهم بأسلوب سلبي ويقول لنفسه " إنني سيئ جدا ولايمكن لأحد أن يحبني"، كما يصبح الغضب الداخلي في نفس الطفل وقد يؤذي الطفل نفسه وهو أسلوب لمعاقبة ذاته، والحالة الأكثر شيوعاً بين الأطفال هي ان يصبح الطفل غاضب جداً بسبب عدم ميل أو مساعدة الآخرين له، فهو يري معلمه أو آباءه او أخوانه غير عادلين قساة، وتكون لديهم مشاعر مختلطة بين الحقيقة والخيال، وأحياناً يكون الغضب بداخله ويعبر عنه الطفل بالشتم في سره او بعض الحركات الجسمية أما الأطفال الذين يميلون إلي كتم مشاعر الغضب بداخلهم فهم يقللون من شأن أنفسهم وينتهون بإيذاء نفسهم.

2- الحصول علي الإنتباه والحب:

يبدي بعض الأطفال مشاعر الحزن أو يؤذي نفسه لكي يحصل علي مشاعر الحب والتعاطف معه، فالطفل يصبح الشديد الغضب لشعوره بعدم الحب في نفس الوقت الذي يريد ان يشعر بالحب من والديه، فهو يعمل علي تلقين من لايحبه درساً، فالكبار ينزعجون عندما يكون الطفل في مشكلة ما فبذلك قد توصل الطفل للإنتقام بسبب ما لحق به من شعور بالألم والنبذ من خلال الأفعال التي تدمر الذات مثل المخدرات او الإنحراف أو الحصول علي علامات متدنية في الإختبار المدرسين وقد يقوم الطفل بأفعال غريبة مثل شد الشعر أو الرموش للتعبير عن غضبه من والديه ويكون ذلك فعالا عندما يشعر الوالدين بالإحراج من سلوك ابنهم.

3- الحياة الأسرية:

وجود الصراعات والمشاحنات الشديدة بين الوالدين تؤدي إلي إصابة الطفل بالإكتئاب خاصة عند الأطفال الحساسين خاصة وإن الطفل لايدرك أن الكبار يحتاجون إلي الحديث في المشاكل بشكل متكرر، كما أن الصراع بين الأخوة أيضاً يسبب الشعور بالإكتئاب والحزن للطفل الصغير هذا بالإضافة أن الكثير من الآباء يرفضون أي تعبير عن الحزن والفشل من اطفالهم، كما لا يستمعون إلي الطفل عندما يتحدث مما يتخلي الطفل عن الحديث مع والديه وهذا النمط من السلوك يؤدي إلي عواقب وخيمة للطفل.

4- فقدان أحد الوالدين:

يشعر الأطفال بالتهديد وعدم الشعور بالأمان عند موت أو مفارقة أحد الوالدين فقد تثير استجابات إنفعالية قوية، فالفقد يعتبر صدمة رئيسية لأي حالة من الاضطراب العقلي والسلوكي الناتجة من أزمة عاطفية، فقد يصبح الطفل غير قادر علي ممارسة نشاطه اليومي المعتاد فاقد الإهتمام، اعتمادي علي الآخرين وهكذا الأمر الذي يؤدي إلي صعوبات إجتماعية او مادية مستمرة.

5-  التنشئة الإجتماعية:

  •  ان التشدد في غرس القيم الاجتماعية والدينية في نفوس الأطفال له الأثر المهم في الإصابة بالإكتئاب، كذلك الطفل الذي تربي علي احترام القيم والمثل العليا فإن أي سلبيات يراها في أي مكان آخر لا تستطيع إفساده او تحويله عن المسار القويم الذي نشأ عليه، وعلي العكس من ذلك فالطفل الذي تربي علي الكذب والغش والخداع له الأثر في ظهور مشاعر القلق والإكتئاب والشعور بالفشل.
  • الضغط الشديد علي الطفل وحصاره الدائم لاستذكار دروسه بهدف النجاح والتفوق.
  • الخوف الشديد من أحد المعلمين بالمدرسة لاستعمال أحد وسائل العقاب الشديدة علي الطفل، الخوف من أحد زملاء الطفل بالمدرسة، الانتقال من مدرسة لآخري او من منزل لآخر يفتقد فيها الطفل أصدقاءه المقربين فيشعر بالغربة وعدم الأمان.
  • امتصاص الطفل أسلوب الوالدين الخاطئ في مواجهة أحد المشاكل.
                                                      
الإكتئاب عند الأطفال: فهم الأعراض والأسباب، ودور الأسرة في الدعم


6- عامل الوراثة:

اكد ت الدراسات العلمية أن للوراثة دخل في إصابة الأطفال بالإكتئاب، فالارقام تشير بوضوح أن عدد الأطفال الذي عاني أحد أبويه من الإكتئاب يكونوا معرضين أيضاً بالإصابة بالإكتئاب بمعدل زائد ثلاث مرات، او يكون لديهم علي الأقل اضطراب المزاج اذا كانت الأم إكتئابية.

7- أسباب آخري:

- قدر العلماء أن هناك أنواع من الأشخاص مؤهلين بدرجة كبيرة للإصابة بالإكتئاب أكثر من غيرهم، وهؤلاء هم الأشخاص الأذكياء التواقين للنجاح وحديث المجتمع عنهم، ويركز هؤلاء الأشخاص علي أهدافهم أكثر من الآخرين وبالتالي يواجهون ظروفا صعبة.

- هناك دراسات أن الطفل الذي تعرض لاعتداءات جنسية أو يشعرون بإنهم مهملون ولا أحد يهتم بهم او الذين تعرضوا لظروف معيشية ومادية صعبة هؤلاء جميعاً أكثر عرضة للإصابة بالإكتئاب أكثر من غيرهم.

أعراض الإكتئاب عند الأطفال:

  • تظهر أعراض الإكتئاب عند الطفل في شكل تغيرات في سلوك الطفل المعتادة مثل الإهتمام باللعب، عدم التفاعل مع الآخرين أو إفتعال المشاكل معهم، رفض الطعام، التعلق بالوالدين، وعند سن دخول المدرسة يبدو الطفل أكثر عصبية وقد يشكو من بعض الآلآم بجسده، وقد تبدأ عليه التهتهة في الكلام، ويجب أن يمر علي الطفل عام كامل من استمرار تلك الأعراض ليقال عليه إنه مريض بالإكتئاب.
  • يشعر الطفل باحتياجه لاقامة علاقات إجتماعية لكنه يخاف منها، لذلك تصبح علاقاته خفيفة مؤقتة، ويبدو علي الطفل مظاهر الحزن.
  • يشعر الطفل بفقدان القيمة أو الذنب في تحقيق الآمال التي وضعها الناس فيه، لإنه يتسبب في شعورهم بالقلق.
  • قد يشعر الطفل بآلآم الصداع او وجع بالظهر، أو الإمساك وإذا استمر الإكتئاب لفترة طويلة دون علاج قد يسبب ذلك في فقدان وزن الطفل وفقدان شهيته للأكل او يفقد حماسه لطعامه المفضل.
  • فقدان الطفل بالثقة بنفسه هي العلامة الهامة التي تدل علي إصابته بالإكتئاب كما تدل علي صعوبة استمرار حياته العادية.
  • يفقد الطفل شعوره بالبهجة والسرور التي تبدو علي الطفل العادي.
  • يجد الطفل صعوبات في النوم فقد يصحو في الثالثة فجراً ولا يعود للنوم إلا بعد مرور فترة طويلة من الوقت.
مواضيع ذات صلة:

 ودور الأسرة في دعم الطفل والوقاية من الإكتئاب:

  • تشجيع الطفل لتعزيز ثقته في نفسه: لان تنمية الشعور بالكفاءة والرضا عن الذات يساعد في التغلب علي الشعور بالعجز أو  الفشل، وعي الآباء في نفس الوقت إتاحة الفرصة لتعبير عن ذاته وعما يدور بتفكيره والابتعاد عن المزاجية في معاملة الطفل.
  • كن قدوة لطفلك: كثير من الناس من يتحدثون بسلبية ويبخلون في التحدث عن المشاعر الطبية، والأطفال يتأثرون من الاستماع بالأحاديث الإيجابية ومشاهدة الأسلوب الرمن الغير متعصب في حل المشاكل.
  • العمل علي تطوير مهارات الطفل: كثيراً ما نجد الطفل متعلق بوالده أو والدته تعلقاً شديداً بحيث لا يسمح لشخص أخر بالتقرب منه، لذلك من المهم تشجيع الطفل من التقرب من الكبار أو من أقرانهم من خلال تطوير ميول الطفل ومهاراته، ليصبح الطفل أقل هشاشة نتيجة فقدان شخص واحد.
  • إحترام الطفل: يتطور شعور الطفل ويزيد من الشعور بالدفء والتقبل من خلال إحترام والإصغاء له، ويصبح من السهل لجوء الطفل لأبويه عند حدوث مشكلة ما ويريد من يستمع إليه ويساعده في حلها.
  • لا تقلل من اهمية شكوي الطفل: قم بملاحظة لمشاعر الإكتئاب عند طفلك، وتعامل مع مشكلته بجدية وعدم السخرية منها لأن السخرية منها او التقليل منها يؤدي إلي الإكتئاب ثم يتطور المر لإيذاء الذات لجذب الإنتباه للطفل.
  • من المؤشرات و العلامات التحذيرية لوجود مشكلة الإكتئاب لدي الطفل هي إختلال نظام النوم والأكل عند الطفل، أو فقدان الوزن والتعب من أقل مجهود، وجود بعض الأدوات التي تستخدم في إيذاء الذات مثل الحبال.
  • الطفل الصغير لايدرك السبب الحقيقي وراء عدم تحقيق رغبته، لذا من الضروري قيام الوالدين بشرح الأسباب التي تعيق تحقيق رغبته هو أسلوب في حد ذاته حلا كافيا للقضاء علي أي مشكلة تسبب الخيبة والألم للطفل، وان هذا الأسلوب يجعل الطفل أكثر قوة وواقعي في حياته ولا يتعثر أمام مشاكل الحياة بسهولة مستقبلا.
                                                                      




تعليقات

عدد التعليقات : 0