إن المراهقين يتعلمون منا عندما يتمردون علينا ويلاحظون أفعالنا وأقوالنا لذلك علينا أن نحذر من أفعالنا وأقوالنا فنحن قدوة لهم ومثال يحتذي به أولادنا المراهقون، ومهما أبدي المراهقين من مقاومة فإنهم لايزالون يحتاجون إلينا ولوقتنا وطاقتنا ونصحنا وإرشادنا سواء راغبين في الاعتراف بذلك أم لا.
9 حقائق عن المراهقين يجب معرفتها- هامة للآباء
حرية المراهقون في إختيارأنشطتهم:
نحن نعيش كل يوم حياة مزدحمة بالمواعيد والمهام المتعددة والتي بها الكثير من الضغوط، لذلك علينا أن نتذكر أن المراهقون يحتاجون إلي أوقات للترفيه ويجب أن نحذر الا نرهقهم زيادة عن اللزوم عن طريق فرض مهام كثيرة عليهم، لأن المهمة الرئيسية في مرحلة المراهقة هو اكتشاف أنفسهم، ولنعطيهم الوقت لاكتشاف مواهبهم، صداقتهم، أحلامهم، لأنها أهداف سوف تؤثر تأثيراً كبيراً علي مستقبلهم وعلي بقية حياتهم، فالمراهق يحتاج بعض الوقت لنفسه، ويجب علي الآباء إحترام ذلك علي الرغم من إنه قد يبدو كسل وعمل "لا شيء" قد يكون وقت في غاية الأهمية لكي يتأملوا ويسترخوا ويفكروا إلي أين هم ذاهبون، فهذا جزء من نموهم، وفي مرحلة الشباب سوف يتخذون بعض القرارات الهامة بشأن حياتهم العملية والدراسية والعلاقات العاطفية، فكلما زاد ما يتعلموه عن أنفسهم الآن فسوف يتسمون بالمزيد من الحكمة عندما يتعلق الأمر باتخاذ تلك القرارات الهامة.
عندما يعمل المراهق:
قد يساهم المراهق في مساعدة أهله في تولي بعض المسؤوليات عن والديه بينما يكون الوالدين في العمل، فقد ترجع الفتاة إلي المنزل وتبدأ في رعاية اخواتها الصغار وتساعدهم في أداء واجباتهم المدرسية، إعداد وجبة العشاء ثم تبدأ في الانتهاء من واجباتها المدرسية وتكون متعبة ومجهدة جدا، فمثل هذه المواقف التي يتعين فيها المراهق أن يكبر قبل الآوان، ويفقدوا بعض من طفولتهم لكي يتحملوا بعض من مسؤوليات الكبار علي الرغم من إنهم لا يزالون أطفال!
كيف نتعامل مع مشاكل المراهق:
غالباً مايلجأ المراهق لوالديه لحل بعض مشاكله والمهم هنا الا نبالغ في رد الفعل الدرامية التي يعبرون بها عن المشاكل الخاصة بهم، فالمراهقون عاطفيون للغاية ويتحدثون عن التحديات كأنها نهاية العالم، لذلك نحن الكبار نحتاج إلي التحكم في قلقنا بحيث لا نتجاوب معهم بطريقة تجعل الأمر أسوأ، فمن الصعب جدا أن يتمالك الآباء أنفسهم ويبقوا هادئين عندما يشعر المراهق بالحزن، فيجب علي الآباء تهدئة أنفسهم عن طريق أخذ بعض الأنفاس الطويلة والتذكر ان ذلك الضغط هو مجرد شئ مؤقت، ولابد من إدراك حقيقة هامة ان المراهقين يعيشون وسط دوامة كبيرة من المشاعر المتأججة مثل الصغار عندما يحاولون الوقوف علي أرجلهم ويقعون ونحن نشجعهم للوقوف علي أرجلهم مرة آخري، فلابد من تشجيع المراهقون ونساعدهم في تغيير أحوالهم والإستماع بصبر وحكمة لمشاكلهم.
مساعدة المراهقين علي تكوين صورة حقيقية للنجاح:
قد يندهش بعض الآباء عندما يكتشفون أن المراهقين لا يدركون قيمة الارتباط بين النجاح والعمل الجاد ولعل السبب الرئيسي لتلك التصور هو تأثير وسائل الإعلام التي تظهر سنوات الكفاح و النجاح لرجال الرياضة والممثلون هي مابين عشية وضحاها، مما يستغرق المراهق في خيال وتصور النجاح الذي يمكن تحقيقه في يوم فقط، واحياناً ننسي أن مراهقينا لايرون الأشياء كما نراها والسبب بكل تأكيد هو عدم وجود الخبرة الكافية للمراهق في الحياة، كما لم ينضج لديهم الإحساس بالصبر والإدراك بالرباط اقوي بين الكفاح والنجاح.
فإن كيفية مواجهتنا لتحديات الحياة سيكون له التأثير الأعمق علي المراهقين وكيفية التغلب علي مشاعر اليأس والهزيمة بالعزيمة القوية التي تظهر للمراهقين إنهم يستطيعون تقوية الهمة في حياتهم، كما إننا لا نستطيع تحقيق النجاح دائما في كل مجالات حياتنا فإن المراهقين لا يستطيعوا أن يحققوا النجاح في تحقيق كل أهدافهم في الحياة، بل أن تجربة فاشلة في حياة المراهق يمكن أن تدفعه لأخذ بعض الإجراءات الإيجابية التي تحقق له النجاح فيما بعد وهذا لايتحقق إلا بتعزيز ثقة المراهق في نفسه وفي قدراته أيضاً.
ملابس المراهق هو أول إعلان عن استقلاله:
عندما يرفض الآباء مظهر المراهق فقد يشعره بأن ذلك الرفض هو رفض لشخصيتهم، وهويتهم، لأن بالنسبة للكثير من المراهقين يعتبروا أن مظهرهم هذا هو جزء من هويتهم التي في طور التكوين، فكل زمرة في المدرسة الثانوية لها أسلوب خاص بها في الملابس مما يمنحهم الاحساس بالانتماء، ولذلك لا يهتم المراهق عندما يشيد الآباء بمظهرهم بل مايهمه هو رأي زمرته او أقرانه في المدرسة، وكثيراً ما يغير المراهق من مظهره لاكتشاف هويته ويصدم الآباء بالنتائج في أغلب الأوقات، ولاشك أن متطلبات الموضة التي يعشقها المراهق ويبغضها الآباء هي التي تحدد ميدان المعركة هل هي الشعر أم الملابس أم المكياج، أم الوشم، فكلما رفض الآباء تلك الأشياء كلما زادت أهميتها للمراهق، وفي الحقيقة أن أفضل أسلوب يجب اتباعه في تلك الحالة هو الاحتفاظ بآرائنا لأنفسنا في بعض الأحيان وعلينا أن نتذكر ما كنا نبدو في سنوات المراهقة وكيف كان الآباء ينتقدون ما نرتديه.
كما يجب علينا أن نضع في أذهاننا فكرة الموضة ليست بالأمر الخطير الذي يهدد الحياة، لذا يجب علينا أن نكون حكماء ونحتفظ بمواقفنا الأبوية للأمور الأكبر والأكثر أهمية مثل الإنحراف في السلوك، حالات تعاطي المخدرات، فلو وضعنا تلك الفكرة في أذهاننا قد يبدو لنا الأمر أسهل في التغاضي عن الموضة المؤقتة للملابس لدي مراهقينا مهما كانت بلا ذوق!
مواضيع ذات صلة:
رفض الذات لدي المراهق:
وعي المراهق بجسده يفوق وعيه بملابسه، وتلعب الصورة الذهنية التي يكونها المراهق عن جسده دوراً هاماً في إحساسه بنفسه سواء كان صبي أم فتاة، وهي الطريقة التي يرون بها أنفسهم وتؤثر علي شعورهم تجاه أنفسهم، وتوجه وسائل الأعلام علي مستوي متطرف مقاييس الجمال وهي مقاييس يمكن فقط لقلة قليلة من الناس تحقيقها مما يجعله واقع صعب علي المراهق، فالمراهق الذي ينقد ذاته بصفة دائمة مثل قوله " جسدي ضعيف جداً" " لماذا أنا قصير جداً" وتمتد القائمة إلي ما لانهاية لكن الفكرة ثابتة مهما حدث فنحن لسنا جيدين بما فيه الكفاية، ومع إحساس المراهق برفض ذاته علينا نحن الآباء علينا ان نكون حريصين فيما ما نقوله لأبنائنا، فمثلا عندما نعاني من صعوبات عن صورتنا الذهنية لأجسادنا فعلينا الحرص ألا نجعل موضوع الوزن الزائد هو الموضوع الذي يسود حوارتنا، لأن التفكير الدائم بنواقصنا الشخصية لن يعطي للمراهقين النموذج الجيد للشعور الإيجابي تجاه اجسادهم، لذلك من الأفضل أن نحتفظ بتعليقاتنا لأنفسنا حيث يحتاج مراهقينا إلي للنماذج الإيجابية التي يمكن تقديمها لهم لمواجهة تأثيرالرسائل السلبية من الثقافة المحيطة والتي تمثل ضغطاً قوياً عليهم، لأن يعاني المراهقون القلق علي اجسادهم بسبب التغيرات المفاجئة والسريعة وتبدأ في هذه المرحلة الشعور بالرغبات الجنسية وما يرافقه من الشعور بالإرتباك والقلق الكافي، ليسوا بحاجة إلي عبء إضافي يتمثل في قلق الأب أوالأم عندما تقول " سوف يكون نحيف جدا مثلي" لذلك يجب ألا نقول شيء قد يتم تفسيره بطريقة سلبية حتي ولو من باب المزاح.
أصدقاء المراهق:
مثلما يرتدي المراهق ملابس ذوقها لا يعجبنا فإنهم يخرجون مع أصدقاء لا يعجبوننا، وكلما رفضنا أصدقائهم فإنهم سيتمسكون بهم أكثر، فإن المراهق يسعي للاستقلال عن أبويه كجزء من عملية تكوين الهوية المستقلة، فيمكن أكتشاف هوية أصدقاء المراهق والتعرف عليهم عن طريق استضافتهم بالمنزل وتقديم الضيافة والتحدث معهم وجعل منزلهم مكانا ممتعاً لهم يرحب بهم وبذلك يمكن التحدث مع المراهق عن أصدقائهم بدلا من رفضهم رفض مباشر وإظهار مزايا أصدقائهم ويعبرا عن مخاوفهم ويشغل فكرهم تجعل ابنهم يستمع إليهم ويصبح قادر علي أن يكون صريح معهم في الحديث وما يقلقه من أصدقائه، وبذلك تصبح صداقة المراهق تحت أعين الوالدين القلقة ولا يشعر المراهق في نفس الوقت بإنه مضطر لقضاء أوقات أكثر خارج المنزل ليقابلهم.
تجاهل الآباء للأبناء:
إن التجاهل شأنه شأن الرفض، والإنتقاد وتثبيط الهمة، والإهانة الذي يعطي للمراهق إنطباع بإنه مرفوض، فمن السهل أن يشعر المراهق بإنه غير مهم أو غير موجود فيبدأ في البحث عن طرق آخري سلبية لجذب الإنتباه، ومهما بدا المراهق إنه قوي فمن المهم ان نذكر أن المراهق طفل حساس ضعيف مهما كان سلوكه قوي وردات أفعاله زائد عن الحد ومع ذلك هو يحتاج إلي الدفء والحنان وحب علي قدر أستطاعتنا، كما يجب علينا أن نتذكر أن مهما كان المراهق مهذب وينجز الكثير من المهمام المطلوبة منه ولا نعطيه جزء من وقتنا فلن يكون لنا أدني فكرة عما يدور خلف هذا المظهرفإن يبدون أن كل شيئ علي مايرام ويفعلون الشئ كما يجب أن تكون ولا يبدو انهم يحتاجون إلي "اهتمام خاص" وتاكد أن هؤلاء المراهقون يعيشون بضغط داخلي يحتاجون لمن يناقشها معهم حتي يزيل عنهم التوتر، لذلك يجب ان نسأل المراهق دائما عن أحواله ونحاول أن نجذبه للحديث معنا ونستمع إليهم جيداً ونعطيهم وقتا من يومنا علي الرغم من زحام اليوم من ضغوط العمل والحياة لكن لا شيئ يحل محل الوقت الثمين الذي نقضيه مع أولادنا أثناء هذه السنوات، فمهمتنا أن نكون متواجدين معهم، فبدون مساعدتنا سوف يضلون الطريق.
أهمية التواصل مع المراهق:
نحن نريد أن نري أولادنا مستقلين مع الحفاظ علي الرابط الأسري، ويحتاج هذا الرابط بعض الوقت لكي يكون مرناً بسبب الشد والجذب الذي يكون عادياً في مرحلة المراهقة، فهو أمر ليس سهلاً عندما يشعر الآباء بالقلق والغضب من الأبناء فقد نخسر تلك المرونة التي نحتاجها لكي نستطيع التجاوب مع المراهق بشكل مناسب، وإذا لم يشعر المراهق بالارتباط بنا فمن المحتمل ان يشعروا بالضياع والوحدة مما يزيد من معاناتهم بشكل كبير.
وعلينا أن نتذكر أن مرحلة المراهقة هو أن يجد المراهق نفسه ويكتشف شخصيته ويطور من نفسه وإحساسه بذاته، لكي يستطيع مواجهة العالم ويتكيف معه، ومع كل علاقاته مستقبلا، والمهم هو الترابط العائلي.. فإذا استطعنا الحفاظ علي علاقتنا مع المراهق عبر تلك المرحلة الحرجة فسيقل إحتمال فقدانهم لهم، وإذا استطاعوا مواصلة التواصل بنا فسيقل إحتمال فقدانهم لأنفسهم.
المراجع:
المراهقون يتعلمون ما يعايشونه/ راشيل هاريس، دوروثي لو نولتي/ مكتبة جرير/ السعودية.