ظاهرة إيذاء الطفل وتفشيه في المجتمع وآثاره النفسية والإجتماعية

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث

تعتبر ظاهرة إيذاء الطفل تهدد الأمن والسلام الاجتماعي للأسرة والطفل والمجتمع أيضاً، لذا من المهم التعرف علي أسباب تلك الظاهرة وتأثيراته علي شخصية الطفل مستقبلا.

            ظاهرة إيذاء الطفل وتفشيه في المجتمع وآثاره النفسية والإجتماعية

                                                    
تعتبر ظاهرة إيذاء الطفل تهدد الأمن والسلام الاجتماعي للأسرة والطفل والمجتمع أيضاً، لذا من المهم التعرف علي أسباب تلك الظاهرة وتأثيراته علي شخصية الطفل مستقبلا.

ما هو مفهوم إيذاء الطفل:

معني مفهوم إيذاء الطفل هو كل مايعد عدواناً علي الطفل من قبل المؤذي (المعتدي) علي الطفل (المعتدي عليه) ويسبب أذي للضحية، لذلك يعتبر أن الطفل تعرض للإيذاء عندما يعامل بطريقة غير مقبولة في ثقافة معينة، ومن المرجح أن ينشأ عنه تعريض لحياة الطفل وسلامته وصحته الجسدية والنفسية أو العقلية للخطر.

 الأسباب التي تؤدي إلي إيذاء الطفل:

اختلف الدراسون في تحديد أسباب التي تؤدي إلي إيذاء الطفل ويرجع ذلك إلي تعدد واختلاف تخصصات الدارسين وتوجهاتهم، كما اختلفت التصنيفات في تحديد أكثر هذه الأسباب أهمية لانه موضوع متعدد الاتجاهات، ويمكن تلخيص الأسباب في طرفين وهما المسبب وهو الطفل والمتسبب في الإيذاء وهو ممكن أن يكون أحد الوالدين أو الأخوة أو الأقرباء أو أحد من المجتمع المحيط بالطفل سواء المعلمين بالمدرسة أو الأصدقاء بالمدرسة أو النادي...إلخ، كما تختلف العوامل التي ساعدت في الإيذاء البدني أو النفسي أو إهمال الطفل، ومن هنا يمكن تحديد الأسباب التي تؤدي إلي إيذاء الطفل كما يلي:

عوامل تتعلق بالطفل مثل:

1- جنس الطفل:

أثبتت بعض الدراسات ان لا فرق بين الجنسين (ذكور أو إناث) في تعرضهم للإيذاء بأشكاله، لكن يمكن أن يحدث الإيذاء عندما يريد أحد الوالدين أن يرزق بجنس معين ويأتي الطفل عكس رغبته بجنسه، او قد يأتي الطفل فجأة دون رغبة الوالدين في الإنجاب فيصبح الطفل غير مرغوب به، ويتلقي معاملة قاسية من والديه سواء الطفل ذكر أو أنثي ، ويمكن القول أن الذكور هم أكثر تعرضاً للإيذاء اللفظي عن الإناث بينما الإناث هن أكثر تأثراً من الإيذاء اللفظي.

2- سن الطفل:

تعددت المصادر في تقدير عمر الطفل الذي يتعرض للإيذاء اللفظي، وقد أشارت بعض الدراسات لتقدير مدي تعرض الطفل للإهمال زأثبتت تلك الدراسات إنه كبر الطفل كلما قلت فرص تعرضه للإهمال، وتزيد فرص تعرض الطفل للإيذاء النفسي كلما كبر الطفل في العمر.

3- سمات خاصة بالطفل:

هناك من يري أن الطفل الذي يتعرض للإيذاء النفسي هو الطفل الذي يعاني من مشكلة جسدية كالاعاقة مثلا مثل الطفل الذي يصرخ دائما وغير مدرك بما يفعله، قليل النوم والذي لا تجدي معه اي حلول لتهدئته أو العناية به، أو الطفل المشاكس الذي يرفض الاستجابة لأوامر الأم، وقد ذكر الزهراني الطبيب النفسي عدة أسباب تؤدي إلي إيذاء الطفال منها:
  • وجود مشكلة نفسية لدي الطفل مثل ضعف الثقة بالنفس، الشعور بالإحباط، بعض الاضطرابات الانفعالية والنفسية والتي تسبب علي عدم قدرة المحيطين بالطفل علي تحمله فيتعمدون لإيذاء الطفل لاسكاته وتهدئته.
  • إهمال الطفل مما يدفع الطفل بالشعور بالغضب فيقوده للإيذاء والعنف.
  • سلوك الطفل نفسه (الطفل المتمرد) خاصة الطفل الذي يتعمد إثارة المحيطين به وإزعاجهم مما يجعلهم يقعون للإيذاء.
  • ميل الطفل للإنتماء للشلل والجماعات.
                                            
تعتبر ظاهرة إيذاء الطفل تهدد الأمن والسلام الاجتماعي للأسرة والطفل والمجتمع أيضاً، لذا من المهم التعرف علي أسباب تلك الظاهرة وتأثيراته علي شخصية الطفل مستقبلا.

عوامل تتعلق بالأسرة:

1- الحالة الإقتصادية والإجتماعية للأسرة:

إن إنخفاض المستوي الإقتصادي و الإجتماعي للأسرة يؤدي إلي الفقر ومن ثم زيادة عدد الأزمات في الحياة، فبطالة وخاصة بطالة أب الأسرة واضطرار الأم للعمل وإعتبار الطفل عالة علي الأسرة كل هذه العوامل تعزز فرص إيذاء الطفل.

2- عدد الأطفال بالأسرة:

حجم الأسرة وضيق المسكن والتزاحم في غرفة واحدة أيضاً له دور في ظاهرة إيذاء الطفل، واكدت الدراسات كلما كان عدد الأطفال في الأسرة كبير كلما زاد حالات لإيذاء الطفل في هذه الأسرة، وليس لترتيب الطفل بين أخوته أي تأثير في شخصية الطفل، بل ما يؤثر هو تعامل الوالدين مع الطفل.

3- جهل الآباء:

- ان تعامل الوالدين مع الطفل ومايقداماه من تفاعلات وعلاقات إجتماعية تؤثر في نمو الطفل وفي تكوين شخصيته، فالأب والأم هم القدوة للطفل فمثلا إذا قام أحد الوالدين من السخرية بأحد الأصدقاء أو أحد الأقارب وهم لا يدركوا ماذا فعلوا أمام الطفل فإذا سمع الطفل هذه السخرية فسيعتقد أن السخرية شيئ عادي، فأسلوب تعامل الوالدين هي أحد العوامل الهامة ( العوامل الثقافية) حيث ينتشر ظاهرة إيذاء الطفل، وهناك من يؤكد أن العامل الثقافي للأسرة لا يؤثر في ظاهرة إيذاء الطفل، فهناك طبقات إجتماعية مختلفة او نستطيع القول أن كافة الطبقات الإجتماعية بها حالات من إيذاء الطفل.
- جهل الآباء لأساليب التنشئة الإجتماعية السليمة، فهناك بعض الرجال الذين يضربون أبنائهم ليشعروا بقوتهم أو ليسيطروا أكثر.
- التنشئة الإجتماعية النمطية للذكور والإناث حيث يربي الذكور علي السيطرة وتربي الإناث علي الطاعة.

وعادة مايتم إيذاء الطفل من خلال المحيطين بالطفل وبالتحديد من قبل الوالدين ممن يعيشون مع الطفل في نفس المنزل، وكثيراً مايرتكب الإيذاء بالطفل عن طريق التسمم أو الخنق، كما يتم إيذاء الطفل من الوالدين اللذين يتسمان سمات شخصية تميل إلي ممارسة أسلوب الإيذاء والعنف او السلوك الجنسي غير الملائم.

مواضيع ذات صلة:

تأثير إيذاء الطفل:

  • الآثار النفسية:
إن إيذاء الطفل يسبب له الكثير من الرواسب النفسية الشخصية ويولد له الشعور بالإحباط ليس طبيعياً كالغضب والكره والاحتقار وعدم الجدوي والانتقام والمعاداة، وينتج الكثي من الآثار النفسية منها:
- الثأثأة والتلعثم والحبسة الكلامية، العدوانية، الانتقام من المجتمع.
- القلق والعدوان وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية طبيعية.
- صعوبة التعبير عن أنفسهم وعن شعورهم لأنهم تعودوا علي القمع.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسجسمية.
- الشعور بالإهانة والإحباط واليأس.
- اضطراب بالنوم.
- السلوك التخريبي.

  • الآثار الإجتماعية:
- سلوكيات شاذة وغريبة والتي تشمل عادات غريبة في الأكل والشراب والنوم.
- عدم الشعور بالرضا والإشباع من الحياة الأسرية والدراسية والعلاقات الإجتماعية.
- عدم القدرة علي التعامل الجيد في المجتمع.
- الخروج عن القوانين العامة والقيم الاجتماعية السائدة بالمجتمع.


الحلول والبدائل التربوية في الحد من إيذاء الطفل:

اولا الحلول العلاجية:

- نشر الوعي الأسري وأهمية التفاهم بين أفراد الأسرة ودوره في قيادة الأسرة وسلامتها.
- إنشاء منظمات اسرية علاجية  تهتم بعلاج الآباء الذين يسيئون معاملة أطفالهم.
- إخضاع الآباء الذين يسيئون معاملة أطفالهم لبرامج علاجية لتدريبهم علي حسن معاملة اطفالهم.
- قيام الإخصائيين بزيارت لمنازل هؤلاء للتأكد من مدي فاعلية البرنامج العلاجي.
- توفير فرص عمل مناسبة وتحسين الظروف المعيشية لأسرة.

ثانيا الحلول الوقائية:

- إقامة الندوات والمؤتمرات الهادفة لزيادة الوعي للأسرة.
- ان تكون دراسة التربية الأسرية هي الفرع الأكاديمي في الجامعات الكبري.
- دعم برامج الأسرة في جميع وسائل الإعلام.
- مقارنة الطفل بذاته وبأدائه.
- خلق حلقة تواصل بين إدارة المدرسة والآباء أولياء الأمور.
- عدم نبذ الطفل العدواني أو معاملته بقسوة، لأن ذلك يزيد من حالته العدوانية بل يجب مساعدته في التخلص منها بلطف معاملته وجميل تنبهيه لاخطائه.
- تعزيز ثقة الطفل بإنتباه لسلوكياته الإيجابية.
- الحد من استخدام العقاب البدني للطفل تدريجياً والوصول إلي طرق آخري للعقاب بدلا من الضرب كالحرمان من الأشياء المرغوبة.

                                                                

تعليقات

عدد التعليقات : 0