العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث
 إن العنف الزواجي ظاهرة تهدد إستقرار الأسرة، وتتنوع أسبابه وصوره، ويؤثر سلباً علي سلوك الطفل مما يستدعي فهمه ومعالجته بوعي.

              العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب

                                   
العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب
العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب

إن العنف الزواجي قضية إجتماعية خطيرة تؤثر بشكل كبير علي جميع أفراد الأسرة، ويتنوع العنف ما بين العنف الجسدي والنفسي والإقتصادي، وينشأ هذا السلوك للزوج كنتيجة مجموعة من الأسباب مثل التنشأة الإجتماعية الخاطئة، ضغوط الحياة، عدم الوعي بقيمة التفاهم الزوجي، وينعكس العنف الزواجي علي سلوك الطفل وتطور شخصيته مما يهدد بتكرار دورة العنف الزواجي مستقبلا، وسنتاول في هذه المقالة أبعاد هذه القضية لنفهم أسبابها وآثارها علي الطفل وسلوكه.

صور العنف الزواجي:

1- العنف النفسي:

ويتنوع العنف النفسي من تهديدات بالطلاق أو الهجر، الزواج بآخري، التهديد بالطرد، الخيانة الزوجية، الإهانة، التحقير، التهديد بالحرمان من الأطفال مما يتسبب بحالة من الإكتئاب والخوف للمرأة واطفالها أيضاً.

2- العنف القسري:

كالحرمان من الخروج من المنزل أو زيارة الأهل، الحرمان المرأة من عملها، الحرمان من الإنجاب، الإستيلاء علي راتب الزوجة، عدم تلبية الزوجة لحاجاتها الضرورية.

3- العنف الوجداني:

ويظهر واضحاً في إهمال الزوجة وعدم الإهتمام بها، القسوة في التعامل، الحرمان من العشرة الطيبة والمودة والرحمة، الحرمان من التغذية والحقوق الشرعية.

4- نوع آخر من صور العنف:

كالصراخ والعصبية المستمر بالبيت كإثارة الرعب والخوف، الشتم والسب لأتفه الأسباب، تحطيم أثاث المنزل أو ضرب الأبناء لأستفزاز الزوجة وإثارة أعصابها وإصابتها بالخوف والحزن والكآبة.

أسباب العنف الموجه ضد الزوجة:

  • تفريغ الضغوط الخارجية التي يتعرض لها الزوج علي الزوجة.
  • ضعف الوعي الديني والثقافي للزوج.
  • تدخل الأهل في شئون الأسرة.
  • إدمان المخدرات.
  • تدني المستوي التعليمي.
  • أسلوب العند والتسلط لدي بعض النساء.
  • الظروف الإقتصادية الصعبة للأسرة.
  • العادات والتقاليد والمبادئ التي تربي عليها الشاب منذ الصغر مثل عدم إحترام الآخرين، عدم مراعاة مشاعر الزوجة.
  • الجهل بحقوق وواجبات والالتزامات المترتبة علي الزوجين.
  • تعدد الزوجات، زواج كبار السن من فتيات صغيرات بالعمر.
  • حرمان الفتيات من أبسط حقوقهن كالميراث.
  • أصدقاء السوء.
  • تسلط الأشقاء الذكور علي أخواتهم الفتيات.
                                                                  
العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب
العنف الزواجي وأثره علي سلوك الطفل: الأسباب والعواقب

العوامل التي تساعد علي العنف الزواجي:

أثبتت الدراسات العلمية التي تبحث في العنف الزواجي أن أغلب الأزواج الذين يستخدمون العنف ضد الزوجة قد نشأوا وترعرعوا في بيئة تتصف بالقسوة والجفاء العاطفي وإنعدام المودة ويحل محلها السب واللعن والشتائم والصراخ والضرب والإهانة في أغلب الأوقات وحب السيطرة علي البيت من قبل الزوج، أو بمعني آخر ان الطفل الذي ينشأ في تلك البيئة المريضة سوف يتعامل بنفس أسلوب العنف والقسوة مع أقرانه وأسرته مستقبلا، كما يتعمد الزوج الإقساط علي الزوجة والأطفال لشعوره بالنقص وتحقير الذات، وهناك عدة عوامل تربوية تساعد في تكوين شخصية الطفل المريضة منها:

1- تربية الطفل علي الأنانية وحب الذات:

إن تربية الطفل علي الأنانية وحب الذات هي تربية لنشأ الشخصية النرجسية التي تتسم بعدم مراعاة شعور الآخرين وحب التسلط والسيطرة خاصة علي الزوجة والأولاد بالإضافة إلي احتقار الزوجة ووصفها بإنها إنسانة غبية ضعيفة الشخصية، والحياة معه لاتطاق.

2- عدم وجود ثقة بين أفراد الأسرة:

ينشأ الأولاد هنا علي الشك والريبة في بعضهم البعض وعدم الثقة والتكذيب، وبالتالي يكبر الطفل ويصبح زوج اضطهادي يشك في وفاء وصدق زوجته ويري دائما الغش والخبث في كل تصرفات الزوجة والأولاد، وتكون المعايشة والتعامل معه صعب للغاية.

3- التربية علي عدم تقدير الذات أو الآخرين:

إذ يبدو ذلك في الزوج الذي يتسم بالعصبية السريعة والشديدة ولا يستطيع التحكم في إنفعالاته ولا السيطرة علي أنفسهم وغالباً يحدث هذا الإنفعال بسبب مشاكل بالعمل أو الحالة النفسية التي تنتاب الزوج في هذه اللحظة، ويتسم إنفعاله بالعنف والقسوة علي أفراد الأسرة.

4- التعرض لصدمة نفسية شديدة:

ويقصد بها تعرض الطفل وهو في عمر صغير لصدمة نفسية شديدة أثرت علي شخصيته وردود أفعاله، جعلته يهاب ردود أفعال الآخرين عند وقوع أي مشكلة بالمدرسة أو العمل أو في الشارع أو في أي موقف يومي يتعرض له، والطفل الذي تربي علي مشاهدة إيذاء والده لأمه سوف يكبر ويعتاد ذلك ويعامل زوجته بنفس أسلوب الأب، ويتسم هذا الزوج بعدم النضج العاطفي حيث إنه صعب إرضائه قاسي علي أفراد أسرته.

لذا يحذر الدين الإسلامي الزوج لما سوف يلقاه مستقبلا من سوء معامتله لأسرته، وقد وضع ضوابط شريعة الهدف منها هو تنبيه الزوج والأب، منها:
  • ضرورة ملائمة العقاب مع الخطأ للطفل، فليس من المنطقي أن يحرم الطفل من الماء طوال اليوم عقاباً له علي التبول اللاارادي.
  • ان لا يكون العقاب علي مرأي ومسمع الغرباء أو الجيران، فلابد أن يكون العقاب سرياً قدر المستطاع.
  • ضرورة تنويع التحذير حتي لا يعتاد الطفل عليه ولا يؤثر عليه.
  • أن لايكون التحذير هو الخطوة الأولي في علاج الخطأ بل لابد أن يكون هناك نصح ولفت نظر للخطأ الذي قام به المخطأ.
  • ضرورة التنبيه لمعرفة الفرق بين الخطأ والصواب، فليس من المنطق توجيه التحذير لمن لا يعرف الخطأ من الصواب.
  • ضرورة نسيان الأخطاء السابقة وعدم ذكرها دائماً.
  • الهدف من التحذير هو إقاف المخطئ عن خطئه، وليس الهدف هو الإنتقام والتشفي من المعاقب.
مواضيع ذات صلة:

آثار العنف الزواجي علي سلوك الطفل:

إن مشاهدة الطفل للعنف بين والديه آثار علي نفسية وسلوك الطفل، فالطفل الذي يعايش العنف والمشاحنات الممارسة بين الزوجين يعتبر ضحية لتلك المشاهد حيث تبدأ مشاكله العدوانية في الظهور، كما أن معاملة الأب العنيفة للأم وخاصة مشاهد ضرب الأب للأم والمعاملة العدوانية بين الزوجين لهما علاقة بالشعور بالهلع والخوف والقلق لدي الطفل ويبدأ في الإنعزال، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الرجال- دون النساء- في حالات العنف الزواجي ينتمون إلي أسر ذات ماضي حافل بمشاهد العنف والممارس خلال مرحلة طفولتهم، او أن الرجال الذين يمارسون العنف علي زوجاتهم قد تعرضوا للعنف والضرب داخل أسرهم.
والطفل ضحية مشاهدة العنف بين الزوجين في المنزل يعاني من حالات الإكتئاب والقلق والتوتر وعدم الإرتياح لوجود الأب بالمنزل لذا يلجأون بالذهاب للشوارع ويقضون به وقت طويل هرباً من البيت الملئ بالمنازعات حيث يجد الشارع أكثر استقراراً عن المنزل وبالتالي يتعرضون لإصدقاء السوء ثم الإنحراف، كما أن العنف مع الطفل يؤدي إلي إهتزاز ثقة الطفل بنفسه، وأكثر عرضة للإصابة بالإحباط والتفكير بالإنتحار.
                                                   

تعليقات

عدد التعليقات : 0