الخجل عند الطفل: أشكاله وأعراضه، أسبابه، وكيفية التعامل معه

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث

    الخجل سمة طبيعية يمر بها بعض الأطفال، لكنه أحياناً قد يتحول إلي عائق يمنعهم من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وترجع تلك الظاهرة إلي عدة عوامل نفسية وبيئية تؤثر في شخصية الطفل وتطوره الإجتماعي، وسنستعرض في هذه المقالة أعراض الخجل عند الطفل وكيفية التعامل معه.       

          الخجل عند الطفل: أشكاله وأعراضه، أسبابه، وكيفية التعامل معه

                                                  
الخجل عند الطفل: أشكاله وأعراضه، أسبابه، وكيفية التعامل معه

ما هو الخجل عند الطفل؟

الخجل هو شعور غريب يشعر به الفرد عندما يجتمع مع آخرين، لكنه يظهر مع الطفل في مظهر انطواءه عند مقابلة أقرباء أو غرباء، وهذا يدل علي خوفه الشديد مو مواجهة الناس أو عدم تقبلهم له ويشعر الطفل بالضيق في نفس الوقت، ويعتبر الخجل حالة طبيعية للأطفال حيث نلاحظه يدير وجهه أو يغمض عينيه أو يغطي وجهه بكفيه إذا حاول شخص غريب التحدث اليه، كما نلاحظ الطفل في عمر الثلاث سنوات عندما تأخذه والدته أو والده إلي بيت غريب يجلس هادئاً بجانب أمه أو علي حجره أو يجلس بجانبها طوال الوقت بدون محاولة الكلام، وأن تحدث فهو يتحدث همساً وإذا زادت حالة الخجل عند الطفل اصبح أكثر حساسية ويشغل باله كثيراً عن ماذا يكون انطباع الناس عنه وماذا يقولون عنه.

أشكال الخجل عند الطفل:

  1. الخجل العام: ويظهر في الجلسات الجماعية والأماكن العامة ويبدو علي الطفل التوتر ويفضل أن يكون بجانب والديه.
  2. خجل الاجتماعات: وهو يحدث في بعض الحالات وهي أن يكتفي الطفل بالحديث مع أفراد أسرته ( أخوته، والديه، بعض زملائه بالمدرسة) لكن لا يحب المشاركة في أي إجتماعات أو رحلات أو أي أنشطة رياضية أو اجتماعية.
  3. الخجل الإنطوائي: ويعني ذلك ان الشخص خجول بطبعه لكن يمكنه التعامل مع الآخرين.
  4. خجل المظهر: يشعر الطفل بالخجل عند إرتداءه ملابس جديدة أو لبس البحر أو الأكل في المطاعم، الأكل في الشارع، أو حينما يقص شعره قصة ملفتة للنظر، أو اللعب أمام الآخرين يشعر بمراقبتهم له ويتردد في الاستمرار في اللعب.
  5. خجل التعامل مع الكبار: يخجل الطفل في البدء بالحديث مع معلميه بالمدرسة أو مع مدير المدرسة أو أن يذهب لشراء شيئ من البائعين، أو عند استقبال أصدقاء والده ووالدته، أو عند طلب أحد واليه بإبلاغ أحد أصدقائه (أصدقاء الأب) برسالة معينة.
ولعل أهم أضرار ظاهرة الخجل عند الطفل إنه لا يستطيع الإندماج بالحياة بل يتسم بالجمود والكسل فالطفل الخجول يتحاشي الكلام ضعيف الثقة في نفسه متردد صوته خافت، وعندما يتحدث إليه شخص غريب تحمر وجنتيه وقد يلتزم الصمت، ومن الممكن أ تبدو حالة الخجل واضحة علي الطفل من سن 2-3 سنوات وقد تستمر إلي سن المدرسة أو تختفي.

أعراض الخجل عند الطفل:

يعتبر الخجل الغير طبيعي شأنه شأن أي ضغط نفسي يؤدي إلي ظهور مجموعة أعراض منها:

  • أعراض سلوكية:
وتبدو واضحة علي الطفل في قلة كلامه، النظر إلي شيئ آخرعدا المتحدث إليه، يشعر بالضيق عند الاضطرار للبدء في الحديث، التردد أو الرفض في أداء بعض المهام ( يقدم أشياء للجيران).

  • أعراض جسمية:
تتمثل الأعراض الجسمية في سرعة في دقات القلب، احمرار الوجه، ارتعاش لاارادي، غزارة العرق في اليدين.

  • أعراض إنفعالية:
مثل الشعور بعدم الأمان ، يحاول الطفل الجلوس بعيداً، الشعور بالنقص.

أسباب الخجل عند الطفل:

تتعدد أسباب الخجل عند الطفل مثل:

1- الحماية الزائدة من الأم:

هناك بعض الأمهات اللاتي يتصفن بالقلق وشدة الحرص والخوف علي أطفالها، وهي التي تخشي علي طفلها وتشعر كأنه في خطر في كل لحظة دون قصد، فهذا الأمر يتسبب أن الطفل يتصور أن هناك أشياء ليست امامه أو لا يراها وهي خطر عليه ثم يشعر بالخوف من اللاشيئ وأن المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالأمان هو الجلوس بالقرب من أمه، ومثل هذا الطفل سيلازمه الشعور بالخوف وعدم الأمان ويصبح منطوي بعيد عن أي محاولة فعل أي شيئ خوفاً من المجهول أو إصابته بأي أذي.

2- معاملة الوالدين:

هناك عدة أنواع من معاملة الوالدين لطفلهما منها:
  • التدليل المفرط: التدليل المفرط من جانب الوالدين لطفلهما يعد من أهم أسباب خجل الطفل ومن مظاهره عدم محاسبة الأم لولدها حينما يحدث مع الكبار بأسلوب غير مهذب، او يتسلق المنضدة، يسكب الطعام علي الأرض، يضرب أخوته الكبار.. وغيرها من مظاهر التدليل، وهناك أيضاً أسلوب القسوة مثل استخدام العنف والضرب مع الطفل، السخرية من الطفل أمام الغرباء أو أخوته، عدم استماع الوالدين لسكوي الطفل أو إتاحة له الفرصة للتعبير عن مشاعره وتظهر الدلائل في مرحلة الطفولة والمراهقة.
  • أسلوب التربية: هناك بعض من الآباء اللذان يخشيان من الحسد خاصة عندما يرزقان بأول طفل ولد ولذلك نجدهما يتبعان أسلوب لبس الطفل يكون لبس الفتيات مع إطالة شعره ويستمر ذلك السلوب لسن الخامسة أو السادسة من عمر الطفل، ويعتقد الأبوان إنهما بذلك الأسلوب يحميان الطفل لكن تؤثر تلك التنشأة في خلق الخجل عند الطفل.
  • الطفل الوحيد بين أخواته: وغالباً يكون الطفل الوحيد بين أخوته مدلل تدليلاً غير شعورياً رغم عدم إعتراف الأبوان بذلك، فينشأ الطفل متوع أسلوب الندليل من جميع الناس وبالطبع لن يجد هذه المعاملة خارج دائرة أسرته خاصة مع زملائه بالمدرسة خاصة إنه لم يتعلم التعامل المتكافئ ويهرب وينزوي عنهم.
  • عدم إعتماد الطفل علي نفسه: يعتبر من أهم أخطاء الوالدين إنهم لا يتركون الطفل يفكر ويعتمد علي نفسه، فهذه الحماية الزائدة تحرم الطفل من ممارسة نشاطه الطبيعي الذي يستمد منه ثقته بنفسه وعندما يفقد الثقة بنفسه يتعرض للشعور بالخجل.
  • جعل الطفل تابعاً للكبار: مثال لذلك إتخاذ الكبار القرار بدلاُ من الطفل في إختيار الملبس، نوعه، أو يكثر الوالدين الحديث بالنيابة عن الطفل وعدم الاهتمام بأخذ رأي الطفل.
  • إلحاح الوالدين في طلب الكمال في كل شيئ في الطفل: مثل المشي، الأكل، الدراسة، وعندا يصف الوالدين طفلهما إُنه خجول أمام الآخرين يتقبل الطفل هذه الفكرة وتجعله يشعر بالخجل وتدعم شعوره بالنقص.
  • تصحيح أخطاء الطفل بأسلوب قاسي: خاصة امام الغرباء يثير فيه مشاعر عدم الثقة بنفسه ويؤدي إلي الخجل.

                                                        
الخجل عند الطفل: أشكاله وأعراضه، أسبابه، وكيفية التعامل معه

3- دور الأب في خجل الأبناء:

قد يبدو أن علاقة الطفل بأمه أهم بكثير من علاقته بأبيه وخصوصاً في السنوات الأولي من عمره لأن الطفل يبدأ في تكوين علاقة الود والحب مع أمه منذ الأسابيع الأولي لولادته، في حين أن الأب قي يعتقد خطأ في أن دوره بسيط في حياة الطفل الأولي  أو أقل أهمية عن دور الأم، وهناك من يعتقد أن إنشغاله بعمله وقضاء وقت طويل في العمل هو عذر كافي لذلك، لكن في الحقيقة أن للأب دور كبيرفي تنمية شخصية الطفل فعنى طريقه يتعلم الصغار أنماط السلوك التي تميز الذكور في المجتمع، ووجود الاب يقلده بطريقة غير مباشرة ويتعلم السلوكيات الخاصة بالذكور.

مواضيع ذات صلة:

علاج الخجل عند الطفل:

  • في أول الأمر يجب التنبيه بضرورة أن يشعر الطفل بحب والديه ودفء المنزل، وأن يفهم الوالدين تماماً ماهو سبب خجل الطفل من خلال علاقاته الأسرية وظروفه الصحية، وعلي الوالدين أن تكتشف مواهب الطفل أو النواحي التي يمكننا الفخر بها والإعتماد عليها في بناء شخصيته ويستعد بها ثقته بنفسه، فإذا كان سبب خجل الطفل عيوب بالنطق ويشعر بسببها بالحزن والنقص الشديد فمن الأفضل أن يتعالج في عيادة نفسية أو لدي إخصائي نفسي يساعده في النطق السليم وبالتالي لن يشعر بالخجل مع زوال هذا العيب.
  • لا بد من كسب ثقة الطفل ونمنحه الشعور بالقبول والتقدير والتشجيع حتي يستطيع أن يتحدث عن نفسه وما يدور في نفسه.
  • لا تجبر الطفل بأعمال تفوق قدراته الجسمية أو العقلية حتي لا يشعر بالعجز وتزداد حالة الخجل عنده.
  • اشراك الطفل بفعاليات وأشطة مدرسية ورياضية مع الدعم الدائم لاثبات شخصيته وعدم مقارنته بغيره أو إنتقاده أمام الآخرين أوكشف سلبياته أمامهم مع التشجيع الدائم لأي عمل جيد يقوم به.
  • أن الطفل يتعلم بالتوجيه سواء عن طريق الوالدين أو المعلمين بالمدرسة، فعن طريق التوجيه يتعلم الطفل ماهو مقبول ومسموح به أو غير مقبول في الحياة اليومية، فالطفل يصبح خلال فترة طويلة من التعلم كائن إجتماعي.
  • علي الوالدين تعليم الطفل الصراحة في حديثه والتعبير بحرية دون خوف عن رغباته وامتلاك الشجاعة للرفض أو القبول، وعدم تذكيره بوجود فشله في أمر ما بل نذكره كم هو ناجح في الكثير من الأشياء، ويتعلم أن علي الإنسان تقبل نفسه بكل عيوبه ومميزاته ولا داعي للخوف من الفشل.
                                                        



تعليقات

عدد التعليقات : 0